لان ياخذ احدكم حبله فياتي بحزمة حطب على ظهره

ياخذ لان فياتي على ظهره حطب حبله بحزمة احدكم 20160918 1721

 

((لان ياخذ احدكم احبله,
ثم ياتى الجبل,
فياتى بحزمه من حطب على ظهره,
فيبيعها,
فيكف الله فيها و جهه,
خير له من ان يسال الناس,
اعطوة او منعوه))

[اخرجة البخارى فالصحيح عن الزبير بن العوام ]

هذا الحديث الشريف يبين قيمه العمل،
والنبى عليه الصلاة و السلام حينما امسك بيد عبدالله بن مسعود و راها خشنة،
قال عليه الصلاة و السلام:

((ان هذي اليد يحبها الله و رسوله))

النبى عليه الصلاة و السلام دخل الى المسجد،
فراي انسانا يصلى ساله:

((من يطعمك؟
قال: اخي,
فقال عليه الصلاة و السلام: اخوك اعبد منك))

فى ذلك الحديث اشارات دقيقة: عن هشام بن عروة,
عن ابيه,
عن جدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

((لان ياخذ احدكم حبله))

وفى رواية:

((احبله))

جمع حبل،
ولكن الجموع فاللغه العربية على نوعين،
جموع قله و جموع كثرة،
هذا من جموع القلة،
وجمع الكثرة الحبال .

((لان ياخذ احدكم احبله,
-ثم ياتى الجبل،
لماذا اختار النبى عليه السلام الجبل؟
يبدو ان صعود الجبل امر شاق،
فيعطينا النبى عليه الصلاة و السلام اعلي درجات بذل الجهد،
قال تعالى:

﴿الذى خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم اقوى عملا﴾

[سورة الملك الاية:2]

خلقنا ليبتلينا،
فهنا حدد النبى عليه السلام الجبل،
او قال بعض شارحى الحديث: المقصود اي مكان اخر،
علي كل؛
هنالك بذل للجهد- بعدها ياتى الجبل,
فياتى بحزمه من حطب على ظهره.


-قال بعضهم: على ظهر حماره،
او على ظهرة هو،
والاولي على ظهره,
مبالغه فبذل الجهد،
كم يقدس النبى عليه السلام العمل،
اذا فعل هذا؛
توجة الى جبل،
وجاء بحزمه حطب،
وتجشم مشاق قطعها،
ومشاق بيعها،
خير له الف مره من ان يسال الناس،
بل ان الامام الشافعى رضى الله عنه,
يري ان الذي يستطيع ان يكسب رزقة و يسال الناس،
فقد و قع فاثم كبير،
بل و قع فدرجه الحرمة- .



فياتى بحزمه من حطب على ظهره,
فيبيعها,
فيكف الله فيها و جهه))

فقد سئل الامام على كرم الله و جه:

((ما الذل؟
فقال: ان يقف الكريم فباب اللئيم,
ثم يرده))

بل فنهج البلاغه قول للامام على كرم الله و جهه:

((والله و الله مرتين،
لحفر بئرين بابرتين،
وكنس ارض الحجاز فيوم عاصف بريشتين،
ونقل بحرين زاخرين بمنخلين،
وغسل عبدين اسودين,
حتي يصيرا ابيضين،
اهون على من طلب حاجة من لئيم لوفاء دين))

ان يقف الكريم بباب اللئيم بعدها يرده،
لذا من الذل: ان يحتاج الكريم اللئيم،
فالنبى عليه السلام يقول:

((ابتغوا الحوائج بعزه الانفس،
فان الامور تجرى بالمقادير))

النبى عليه الصلاة و السلام يقول:

((لا يحل لمؤمن ان يذل نفسه))

يقول عليه الصلاة و السلام:

((شرف المؤمن قيامة الليل،
وعزة استغناؤة عن الناس))

يقول عليه السلام :

((الايمان عفيف عن المحارم,
عفيف عن المطامع))

يعني: نفس المؤمن نفس راقية،
شخصيتة شخصيه فذة،
تابي الضيم،
تابي الذل:

((من جلس الى غنى فتضعضع له,
ذهب ثلثا دينه))

اذا:

((لان ياخذ احدكم احبله,
ثم ياتى الجبل,
فياتى بحزمه من حطب على ظهره,
فيبيعها,
فيكف الله فيها و جهة .



-يستغنى بهذا الدخل عن بذل ماء و جهه،
يستغنى بهذا الدخل,
عن ان يريق ماء و جهه،
يستغنى بهذا الكسب,
عن ان يقف بباب اللئيم-,
خير له من ان يسال الناس اعطوة او منعوه))

لذا سيدنا الصديق كان على ناقته،
فنزل من على ناقته,
وحولة اصحابه،
تعجبوا،
نزل ليلتقط زمام بعيره،
فازدادوا عجبا،
قالوا:

((يا خليفه رسول الله,
نكفيك ذلك،
قال: امرنى حبيبي الا اسال الناس شيئا))

ما دمت قادرا على ان تقضى حاجتك بيدك فافعل،
هذا من اخلاق المسلم،
بل ان بذل الجهد قوام الطب الوقائي،
الطب الوقائى قوامه: بذل الجهد،
ما الذي يزعج الناس الان؟
هذه الامراض الوبيله سببها: التوتر العصبي,
والكسل العضلي،
اجدادنا رحمهم الله عز و جل كانوا يتعبون و نفوسهم مرتاحة،
اساس صحة القلب: فبذل الجهد,
وفى راحه النفس،
والناس اليوم يريحون عضلاتهم,
ويتعبون انفسهم،
النبى عليه السلام قال:

((من جعل الهموم هما واحد,
كفاة الله هموم الدنيا و الاخرة))

((اعمل لوجة واحد يكفك الوجوة كلها))

((ما من مخلوق يعتصم بى من دون خلقي،
اعرف هذا من نيته،
فتكيدة اهل السموات و الارض،
الا جعلت له من بين هذا مخرجا،
وما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني,
اعرف هذا من نيته،
الا جعلت الارض هويا تحت قدميه،
وقطعت سبب السماء بين يديه))

المؤمن مؤنتة خفيفة،
متوكل على الله،
اذا اردت ان تكون احسن الناس,
فتوكل على الله،
اذا اردت ان تكون اغني الناس,
فكن بما فيدى الله,
اوثق منك بما فيديك،
اذا اردت ان تكون اكرم الناس,
فاتق الله،
فاذا كسبت رزقا بمشقه بالغة،
خير لك الف مرة,
من ان تسال الناس اعطوك او منعوك .



الحقيقة: ان تقف على باب انسان فتساله،
موقف حرج لك،
فاذا ردك,
فالموقف اشد حرجا،
فاذا سالتة مرارا،
فالموقف بالنسبة الية كذلك حرج،
يعني تكف عن احراجه،
وتكف عن احراج نفسك،
وتكف عن ردة السيء,
اذا كان سيء الخلق،
فلذلك: النبى عليه الصلاة و السلام كذا يامرنا .



ذلك الحديث,
رواة الامام البخارى رحمة الله تعالى،
وصحيح البخارى كما يقول علماء السنة:

((اصح كتاب بعد كتاب الله عز و جل))

  • لان ياخذ احدكم حبله فيأتي بحزمة حطب عل ظهره مافائدة الكسب الشريف


لان ياخذ احدكم حبله فياتي بحزمة حطب على ظهره