افضل مواضيع جميلة بالصور

لوم الاصحاب

* في لوم الاصحاب في الوقوف على الديار
قال ابو تمام:
اراك اكبرت ادماني على الدمن … وحملي الشوق من باد ومكتمن
وهذا ابتداء صالح وقال ايضا:
ما عهدنا كذا نحيب المشوق … كيف والدمع اية المعشوق
هذا بيت ردئ جدا، وقد ذكرت ما فيه في باب ما ذكرناه له في وسط الكلام في تعنيف الاصحاب على الوقوف على الديار، وهذا البيت ابتداء، وانما ذكرته هناك لان معناه يتضح بالابيات التي بعده؛ فجعلته في ذلك الباب.
وليس لابي تمام ابتداء صالح في لوم الاصحاب غير هذين البيتين.
فاما البحتري فانه تصرف ف يابتداءات جياد حسان بارعة حلوة؛ فمن ذلك قوله:
فيم ابتداركما الملام ولوعا … ابكيت الا دمنة وربوعا
وهذا بيت حسن، وفيه سؤال، وهو ان يقال: انما لاموه على بكائه على الدمنة والربوع، فما وجه اعتذاره بانه لم يبك الا دمنة وربوعا؟

والجواب انه اراد ابكيت الا ما مثله يبكي؟ وقد تقدمني الناس فيه ولم ينكر ذلك على احد.
وقوله:
خذا من بكائي في المنازل اودعا … وروحا على لومي بهن او اربعا
وهذا بيت جيد.
وقوله ايضا:
ذاك وادي الاراك فاحبس قليلا … مقصرا من ملامتي او مطيلا
وهذا بيت جيد حسن، بارع اللفظ والمعنى، وقد ذكرته ايضا في باب الوقوف على الديار.
وقوله:
احرى الخطوب بان يكون عظيما … قول الجهول: الا تكون حليما
وقوله:
ما انت للكلف المشوق بصاحب … فاذهب على مهل فليس بذاهب
وقوله:
في غير شانك بكرتي واصيلي … وسوى سبيلك في السلو سبيلي

وقوله:
بعض هذا العتاب والتفنيد … ليس ذم الوفاء بالمحمود
ولهما في تانيب العذال في غير الوقوف علىلديار ابتداءات ليس بضائر ذكرها ههنا.
فمن ذلك قول اب يتمام:
تقى جمحاتي لست طوع مؤنبي … وليس حبيبي ان عذلت بمصحبي
وقوله ايضا:
داب عيني البكاء، والحزن دابيفاتركيني وقيت ما بي لما بي
وقوله ايضا:
كفى وغاك؛ فانني لك قالى … ليست هوادي عزمتي بتوالي
وقوله ايضا:
لامته لام عشيرها وحميمها … منها خلائق قد ابر ذميمها

وقوله ايضا:
متى كان سمعي خلسة للوائم … وكيف صغت للعاذلين عزائمي
وقوله ايضا:
قدك اتئب اربيت في الغلواء … كم تعذلون وانتم سجرائي
وهذه كلها ابتداءات صالحة، الا هذا البيت الاخير؛ فان الناس عابوه، وذكر ابو عبد الله محمد بن داود بن الجراح في كتابه ان مما عيب من ابتداءات الطائي قوله:
كذا فليجل الخطب وليفدح الامر
وقوله:
خشنت عليه اخت بني خشين
فاما قوله ” خشنت عليه ” فهو لعمري من تجنيساته القبيحة، وعهدت مجان البغداديين يقولون: قليل نورة يذهب بالخشونة، واما قوله ” كذا فليجل الخطب وليفدح الامر ” فليس بمعيب عندي، وقد ذكرته في ابتداءات المراثي، واخبرت بمعناه، واما قوله ” قدك اتئب اربيت في الغلواء ” فانها الفاظ صحيحة فصيحة من الفاظ العرب، مستعملة في نظمهم ونثرهم، وليست من متعسف الفاظهم، ولا وحشي كلامهم، ولكن العلماء بالشعر انكروا عليه ان جمعها في مصراع

واحد، وجعلها ابتداء قصيدة، ولم يرفق بينها بفواصل فقال: ” قدك اتئب اربيت في الغلواء “؛ فصار قوله ” قدك اتئب ” كانهما كلمة واحدة على وزن مستفعلن، وضم اليه ” اربيت في الغلواء ” فاستهجنت، ولو جاء هذا في شعر اعرابي لما انكروه؛ لان الاعرابي انما ينظم كلامه المنثورالذي يستعمله في مخاطباته ومحاوراته، ولو خاطب ابو تمام بهذا المعنى في كلامه المنثور لما قال لمن يخطبه الاحسبك استح زدت وغلوت، وهذا كلام حسن بارع.
قال: فمن شان الشاعر الحضري ان ياتي في شعره بالالفاظ العربية المستعملة في كلام الحاضرة؛ فان اختاران ياتي بما لايستعمله اهل الحضر فمن سبيله ان يجعله من المستعمل في كلام اهل البدو دون الوحشى الذي يقل استعمالهم اياه، وان يجعله متفرقا في تضاعيف الفاظه، ويضعه في مواضيعه، فيكون قد اتسع مجاله بالاستعانة به، ودل على فصاحته وعلمه، وتخلص من الهجنة، كما انالشاعر الاعرابي اذا اتى في شعره بالوحشى الذي يقل استعماله اياه في منثور كلامه وما يجري دائما في عادته هجنه وقبحه، الا ان يضطر الى اللفظة واللفظتين، ويقلل، ولايستكثر؛ فان الكلام اجناس اذا اتى منه شئ مع غير جنسه باينه ونافره واظهر قبحه.
وقد تصرف البحتري في هذا الباب احسن تصرف وابلغه واعجبه؛
فمن ذلك قوله:
اتاركى انت ام معرى بتعذيي … ولائمى في هوى ان كان يرزىبي
وقوله ايضا:
يفندون وهم ادنى الى الفند … ويرشدون وما العذال في رشد
متى كان سمعى خلسة … وكيف صنعت للعاذلين عزائمى
وقوله ايضا:
قدك اتئب اربيت في الغلواء … كم تعذلون وانتم سجرائى
وهذه كلها ابتداءات صالحة الا هذا البيت الاخير؛ فان الناس عابوه، وذكرابوعبد الله محمد بن داود بن الجراح فى كتاب ان مما عيب من ابتداءات الطائى قوله:
كذافليجل الخطب وليفدح الامر
وقوله:
خشنت عليه اخت بنى خشين
فاما قوله ” خشنت عليه ” فهو لعمرىمن تجنيساته القبيحة وعهدت مجان البغداديين يقول: قليل نورة يذهب بالخشونة، واما قوله ” كذا فليجل الخطب وليفدح الامر ” فليس بمعيب عندى، وقدذكرته فىبتداءات المراثى، واخبرت بمعناه، واما قوله ” قدك اتئب اربيت فى الغلواء ” فانها الفاظ صحيحة فصيحة من الفاظ العرب، مستعملة فى نظمهم ونثرهم، وليست من متعسف الفاظهم، ولا وحشى كلامهم، ولكن العلماء بالشعر انكروا عليه ان جمعها فى مصراع واحد، وجعلها ابتداء قصيدة، ولم يفرق بينها بفواصل فقال: ” قدك اتئب اربيت فى الغلواء ” فصار قوله ” قدك اتئب ” كانهما كلمة واحدة على وزن مستفعلن، وضم اليه ” اربيت فى الغلواء ” فاستهجنت، ولوجاء هذا فى شعر اعرابى لما انكروه لان الاعرابى انما ينظم كلامه المنثور الذى يستعمله فىمخاطباته ومحاوراته، ولوخاطب ابوتمام بهذا المعنى فى كلامه المنثور لما قال لمن يخاطبه الا حسبك استح زدت وغلوت، وهذاكلام حسن بارع.
قال: فمن شان الشاعر الحضرى ان ياتى فى شعره بالالفاظ (العربية) المستعملة فىكلام الحاضرة، فان اختار ان ياتى بما لا يستعمله اهل الحضر فمن سبيله ان يجعله من المستعمل في كلام اهل البدو دون الوحشى الذى يقل استعمالهم اياه، وان يجعله متفرقا فى تضاعيف الفاظه، ويضعه في مواضعه، فيكون قداتسع مجاله بالاستعانة به، ودل على فصاحته وعلمه، وتخلص من الهجنة، كما ان الشاعر الاعرابي اذا اتى فى شعره بالوحشى الذى يقل استعماله اياه فى منثور كلامه وما يجرى دائما فى عادته هجنه وقبحه، الا ان يضطر الى اللفظة واللفظتين، ويقلل، ولا يستكثر، فان الكلام اجناس اذا اتى منه شىء مع غير جنسه باينه ونافره واظهر قبحه.
وقد تصرف البحتري في هذا الباب احسن تصرف وابلغه واعجبه؛

فمن ذلك قوله:
اتاركى انت ام معرى بتعذيي … ولائمى في هوى ان كان يرزىبي
وقوله ايضا:
يفندون وهم ادنى الى الفند … ويرشدون وما العذال في رشد
وقوله ايضا:
انما الغي ان يكون رشيدا … فانقصا من ملامه او فزيدا
وقوله ايضا:
الم يك في وجدي وبرح تلددي … نهاية نهى للعذول المفند
وقوله ايضا:
مرنت مسامعه على النفنيد … فعصى الملام لاعين وخدود
وقوله ايضا:
شغلان من عذل ومن تفنيد … ورسيس حب طارف وتليد
وقوله ايضا:
اقصرا ليس شاني الاكثار … واقلا لن يغني الاكثار

وقوله ايضا:
قلت للائم في الحب افق … لا تهون طعم شيء لم تذق
وقوله ايضا:
اما كان في تلك الدموع السوائل … بيان لناء او جواب لسائل
وقوله ايضا:
اكثرت في لوم المحب فاقلل … وامرت بالصبر الجميل فاجمل
وقوله ايضا:
رويدك ان شانك غير شاني … وقصرك لست طاعة من نهاني
وقوله ايضا:
يكاد عاذلنا ف يالحب يغرينا … فما لجاجك في لوم المحبينا
وقوله ايضا:
عذيري فيك من لاح اذا ما … شكوت الحب قطعني ملاما
وقوله ايضا:
طفقت تلوم ولات حين ملامه … لا عند كرته ولا احجامه
ولا خفاء بفضل البحتري ايضا على ابي تمام في هذا الباب، وقد مضت الموازنة بين الابتداءات بذكر الديار والاثار، وانا الان اذكر ما جاء عنهما من ذلك في وسط الكلام

  • اشعار لوم الصاحب المصالح
  • اشرح هذا البيت قدك اتئب اربيت في الغلواء كم تعذلون وأنتم سجرائي
  • اشعار عن لوم الصاحب
  • شرح البيت قدك اتئب اربيت في الغلواء
  • يكاد عاذلنا في الحب يغرينا البحتري شرح
السابق
كيفية عمل لون اسود
التالي
يووة بحبك