قالت بطلة “المغضوب عليهم” الممثلة المغربية، ماريا للواز، انها ارتدت الحجاب بعد تصوير الفيلم، عن اقتناع تام، ودون الخضوع لاي ضغوط نفسية او ما شابه، مؤكدة انها لم ولن تعتزل الفن، رغم ارتدائها الحجاب.
اضافت للواز في حوار ل”المغربية” ان الفيلم كان سببا واحدا من الاسباب الكثيرة التي دفعتها الى اعادة التفكير في حياتها، مشيرة الى ان تربيتها وانتماءها الى عائلة متماسكة وملتزمة، وبحثها المستمر عن الهوية والانتماء، اشياء دفعتها الى ارتداء الحجاب.
واكدت ان التزامها لا يعني انها نادمة على مشاركتها في الفيلم او اعمال اخرى، لان المسالة مجرد اهتمام داخلي باهمية الحجاب، موضحة ان قرارها شخصي ومسالة التراجع عنه مستقبلا امر مستبعد، رغم انها عانت قلة العروض الفنية بسبب قرارها.
وبخصوص النجاح الذي حققه “المغضوب عليهم” في المهرجانات الدولية، وظروف عملها فيه، قالت ماريا انه سعيدة بنجاح الفيلم، وفخورة بخروجه الى القاعات، لانه فيلم جاد وحابل بالمواقف الانسانية، مشيرة الى انها غير نادمة على العمل مع مخرج الفيلم.
اديت دور ممثلة متحررة في “لمغضوب عليهم”، لكنك حضرت العرض ما قبل الاول للفيلم بالرباط وانت ترتدين الحجاب، فما الذي حدث؟
ما حدث هو انني قررت ارتداء الحجاب بعد تصوير “المغضوب عليهم” عن اقتناع تام، ودون الخضوع لاي ضغوط نفسية او ما شابه، لانني اتخذت القرار بعد تفكير عميق، وهو اجابة عن سلسلة من الاسئلة التي راودتني باستمرار. انه بكل بساطة رمز الهوية والانتماء.
حدثينا عن دورك في الفيلم، ولماذا قبلت العمل مع مخرج لا يتوفر على اي ميزانية لانجاز الشريط؟
اجسد دور ممثلة مسرحية تتعرض للاختطاف رفقة زملائها اثناء قيامهم بجولة فنية. واثناء الاعتقال ينشا حوار بين الخاطفين وهم اسلاميون متطرفون، والمختطفين، ليبدا كل فريق في تقبل الاخر.
وسبب قبولي العمل مع المخرج محسن البصري، دون اي مقابل مادي يرجع الى ثلاثة اسباب، اولها انني كنت حديثة التخرج من المعهد، وثانيها ان فكرة الفيلم شدتني وجعلتني متلهفة للمشاركة فيه، واعتقد انني كنت محقة في ذلك، اما السبب الثالث فيعود الى كون كل الممثلين، الذين شاركوا في الفيلم هم من اصدقائي المقربين.
هل توقعت نجاح الفيلم وحصوله على جوائز مهمة، ولماذا لم ترافقي طاقم الفيلم الى القاهرة وابوظبي، خصوصا ان زميلتك جميلة الهوني كانت حاضرة، الى جانب المخرج؟
كان لدي احساس كبير بنجاح الفيلم، لانه عمل انساني، ولانه انجز بحب كبير، وانا سعيدة جدا بنجاحه، لانه نجاح للفن الملتزم وللسينما المغربية.
كنت اتمنى حضور تتويج الفيلم في القاهرة، لكن ظروف حملي بطفلتي كاميليا حالت دون سفري، عموما ففوز الفيلم بالقاهرة، وحضور النجم محمود عبد العزيز الى الرباط عوضني عن السفر.
هل كان للفيلم الذي يدعو الى الحوار وتقبل الاخر، دور في ارتدائك الحجاب؟
ليس تحديدا، لكنه كان من بين الاسباب التي دفعتني الى اتخاذ القرار، خصوصا انه طرح سؤال الانتماء في بعض مشاهده، لكن الاسباب الرئيسية تعود الى طبيعة تربيتي وانتمائي الى عائلة متماسكة، وبحثي الدائم عن الهوية والانتماء.
هل قررت الاعتزال بعد قرارك ارتداء الحجاب؟
بالطبع لا، فثمة فنانات محجبات كثيرات مازلن يمثلن، خصوصا في مصر واخص بالذكر حنان ترك، فالفن ليس عيبا او حراما، خصوصا اذا كان لا يتعارض مع الحجاب، واعتقد انني لم اقدم يوما عملا اخجل منه. وكل ما في الامر ان الحجاب جعلني اكثر حرصا على اداء ادوار ملتزمة بالقضايا الانسانية.
الا ترين ان الحجاب يفرض على الفنانة نوعية معينة من الادوار، ويقلص من فرصها في العمل، خصوصا في بلد مازال لم يحقق تراكما كبيرا في الانتاجات الفنية؟
لا اعتقد ان مرحلة ما قبل الحجاب تختلف عن مرحلة ما بعده، اذ لم اؤد قط، ادوارا مثيرة وساخنة. ولا يمثل الحجاب، برايي، عائقا اثناء تمثيل اي مشهد، لان العائق الوحيد في نظري هو غياب التنوع في الاعمال التي انتجت اخيرا، ولعل هذا يعود الى ازمة نص وخيال عند المؤلفين والمخرجين الذين يعملون في المجال الفني.
فلا يعقل الا يكون هناك مكان للمحجبات، كما لا يعقل ان تقدم جل الافلام السينمائية المغربية التي انتجت اخيرا، بطلاتها “مومسات”، فمثل هذه الاعمال تسيء للمراة المغربية، واتاسف كثيرا للصورة النمطية، التي تقدمها السينما المغربية عن المراة. واود ان اشير الى ان السينما الايرانية وصلت الى العالمية، دون اللجوء الى الاثارة والمشاهد الساخنة.
هل هذا يعني انك من انصار “الفن النظيف”، وانه لم تعرض عليك اعمال كثيرة بسبب الحجاب؟
بالنسبة الى السؤال المتعلق بالفن “النظيف” كل ما يمكن ان اقوله انني مع الفن الملتزم بقضايا انسانية، ومع الاعمال التي تحمل رسائل معينة، وهذا ما جعلني اقبل بالعمل في “المغضوب عليهم” دون اي مقابل مادي.
وبخصوص قلة العروض، اعتقد انها قد تكون بسبب اعتقاد البعض بانني لا ارغب في العمل بسبب الحجاب، اذ غالبا ما يقرن ارتداء الحجاب بالاعتزال.
ما هي ردود الفعل التي تعرضت لها حين ارتديت الحجاب، وما هو موقف الوسط الفني، خصوصا انك من جيل الفنانين الشباب؟
من الطبيعي جدا ان تكون هناك ردود فعل مختلفة، سواء من المقربين او من غيرهم. فمنهم من شد على يدي وهناني، وشجعني وهناك من تاسف، واعتبر ذلك خسارة للفن، لكنني اؤكد ان علاقتي مع الوسط الفني مازالت جيدة.
- ماريا للواز
- الممثلة ماريا للوز
- زوج الفنانة مريا للواز
- صور الممثلة مريا للواز