افضل مواضيع جميلة بالصور

ما تعرفه عن هتلر والحرب العالميه

ما لا تعرفه عن هتلر والحرب العالميه الاولي

ادولف الويس هتلر (بالالمانية: Adolf Hitler)‏ (20 ابريل 1889 – 30 ابريل 1945) سياسيالماني نازي، ولد في النمسا، وكان زعيم حزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم الحزب النازي( مؤسس النازية ). حكم المانيا في الفترة ما بين عامي 1933 و1945 حيث شغل منصب مستشار الدولة (بالالمانية: Reichskanzler) في الفترة ما بين عامي 1933و1945، والفوهرر (بالالمانية: Führer) في الفترة ما بين عامي 1934 و1945. واختارته مجلة تايم واحدا من بين مائة شخصية تركت اكبر الاثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين.[1]

وباعتباره واحدا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الاوسمة تقديرا لجهودهم في الحرب العالمية الاولىبجانب المانيا، انضم هتلر الى الحزب النازي في عام 1920 واصبح زعيما له في عام1921. وبعد سجنه اثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923، استطاع هتلر ان يحصل على تاييد الجماهير بتشجيعه لافكار تاييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما (او الجاذبية) التي يتمتع بها في القاء الخطب وفي الدعاية.

في عام 1933، تم تعيينه مستشارا للبلاد حيث عمل على ارساء دعائم نظام تحكمه نزعة شموليةوديكتاتورية وفاشية. وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما اسماه بالمجال الحيوي (بالالمانية: Lebensraum) (ويقصد به السيطرة على مناطق معينة لتامين الوجود لالمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي) وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذاالهدف. وقد قامت قوة الدفاع فيرماخت التي اعاد بنائها بغزو بولندا في عام 1939 مما ادى الى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال ثلاث سنوات، احتلت المانيا ودول المحور معظم قارة اوروبا ( عدا بريطانيا ) واجزاء كبيرة من افريقيا ودول شرق وجنوب شرق اسيا والدول المطلة على المحيط الهادي ، و ثلث مساحة الاتحاد السوفياتي ( من الغرب حتى مدينة ستالينغراد). ومع ذلك، نجحتدول الحلفاء في ان يكون لها الغلبة في النهاية.

وفي عام 1945، نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح المانيا من جميع جوانبها وحتى سقوط برلين. واثناء الايام الاخيرة من الحرب في عام 1945، تزوج هتلر من عشيقته ايفا براون بعد قصة حب طويلة. وبعد اقل من يومين، انتحر العشيقان.[2]

 

ولد ادولف هتلر في 20 ابريل 1889 في برونو بالامبراطورية النمساوية المجرية.[3] كان هتلر الابن الرابع من اصل ستة ابناء اما والده فهو الويس هتلر (1837 – 1903) الذي كان يعمل موظفا في الجمارك وكانت والدتهكلارا هتلر (1860 – 1907) هي الزوجة الثالثة لوالده, ونظرا لان الهوية الحقيقة لوالد الويس شكلت سرا غامضا في تاريخ الرايخ الثالث، كان من المستحيل تحديد العلاقة البيولوجية الحقيقية التي كانت تربط بين الويس وكلارا؛ وهو الامر الذي استدعى حصولهما على اعفاء بابوي لاتمام زواجهما. ومن بين الابناء الستة وهم ثمرة زواج الويس وكلارا لم يصل الى مرحلة المراهقة سوى ادولف وشقيقته باولا التي كانت اصغر منه بسبع سنوات. وكان لالويس ابن اخر اسمه الويس هتلر الابن وابنة اسمها انجيلا من زوجته الثانية.[4]

عاش هتلر طفولة مضطربة حيث كان ابوه عنيفا في معاملته له ولامه حتى ان هتلر نفسه صرح انه في صباه كان يتعرض عادة للضرب من قبل ابيه. وبعدها بسنوات تحدث هتلر الى مدير اعماله قائلا: “عقدت – حينئذ – العزم على الا ابكي مرة اخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط. وبعد ذلك بايام سنحت لي الفرصة كي اضع ارادتي موضع الاختبار. اما والدتي فقد وقفت في رعب تحتمي وراء الباب. اما انا فاخذت احصي في صمت عدد الضربات التي كانت تنهال علي مؤخرتي.” [5] ويعتقد المؤرخون ان تاريخ العنف العائلي الذي مارسه والد هتلر ضد والدته قد تمت الاشارة اليه في جزء من اجزاء كتابه كفاحي والذي وصف فيه هتلر وصفا تفصيليا واقعة عنف عائلي ارتكبها احد الازواج ضد زوجته. وتفسر هذه الواقعة بالاضافة الى وقائع الضرب التي كان يقوم بها والده ضده سبب الارتباط العاطفي العميق بين هتلر ووالدته في الوقت الذي كان يشعر فيه بالاستياء الشديد من والده.

غالبا ما كانت اسرة هتلر تنتقل من مكان لاخر حيث انتقلت من برونو ام ان الى مدينة باسساو ومدينة لامباتش ومدينة ليوندينج بالقرب من مدينة لينز. وكان هتلر الطفل طالبا متفوقا في مدرسته الابتدائية، ولكنه رسب في الصف السادس، وهي سنته الاولى في Realschule (المدرسة الثانوية) عندما كان يعيش في لينز وكان عليه ان يعيد هذه السنة الدراسية. وقال معلموه عنه انه “لا يرغب في العمل”. ولمدة عام واحد كان هتلر في نفس الصف الدراسي معلودفيج فيتجنشتاين ؛ الذي يعتبر واحدا من اكثر الفلاسفة تاثيرا في القرن العشرين.[6][7][8][9] وبالرغم من ان الولدين كانا في العمر نفسه تقريبا، فقد كان فيتجنشتاين يسبق هتلر بصفين دراسيين.[10] ولم يتم التاكد من معرفة هتلر وفيتجنشتاين لبعضهما في ذلك الوقت، وكذلك من تذكر احدهما للاخر.[11]

صرح هتلر معقبا على هذا ان تعثره التعليمي كان نابعا من تمرده على ابيه الذي اراده ان يحذو حذوه ويكون موظفا بالجمارك على الرغم من رغبة هتلر في ان يكون رساما. ويدعم هذا التفسير الذي قدمه هتلر ذلك الوصف الذي وصف به نفسه بعد ذلك بانه فنان اساء من حوله فهمه. وبعد وفاة الويس في الثالث من شهر يناير في عام 1903، لم يتحسن مستوى هتلر الدراسي. بل ترك هتلر المدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة دون الحصول على شهادته.

وفي كتابه كفاحي ارجع هتلر تحوله الى الايمان بالقومية الالمانية الى سنوات المراهقة الاولى التي قرا فيها كتاب من كتب والده عن الحرب الفرنسية البروسية والذي جعله يتساءل حول الاسباب التي جعلت والده وغيره من الالمان ذوي الاصول النمساوية يفشلون في الدفاع عن المانيا اثناء الحرب.[12]

النسب والاصول

كان والد هتلر – الويس هتلر – مولودا غير شرعي. وخلال السنوات التسع والثلاثين الاولى من عمره، حمل الويس لقب عائلة والدته وهو تشيكلجروبر.

وفي عام 1876، حمل الويس لقب زوج والدته يوهان جورج هيتلر. وكان يمكن كتابة الاسم باكثر من طريقة كالاتي: Hiedler وHuetler وHuettlerوHitler، وربما قد قام احد الموظفين بتوحيد صيغته الى Hitler. وقد يكون الاسم مشتقا من “الشخص الذي يعيش في كوخ” (المانية فصحى: Hütte) او من “الراعي” (المانية فصحى: hüten = يحرس) والذي تعني في الانجليزية ينتبه او قد يكون مشتقا من الكلمة السلافية Hidlar وHidlarcek. (وفيما يتعلق بالنظريتين الاولى والثانية، فان بعض اللهجات الالمانية قد يمكنها التمييز الى درجة بسيطة او لا يمكنها التمييز بين الصوتين ü- وi- عند النطق.

وقد استغلت الدعاية الخاصة بقوات الحلفاء اسم العائلة الاصلى لهتلر اثناء الحرب العالمية الثانية، فكانت طائراتهم تقوم بعملية انزال جوي على المدن الالمانية لمنشورات تحمل عبارة “Heil Schicklgruber” تذكيرا للالمان بنسب زعيمهم. وبالرغم من ان هتلر كان قد ولد وهو يحمل اسم هتلر قانونيا، فانه قد ارتبط ايضا باسم هيدلر عن طريق جده لامه يوحنا هيدلر.

اما الاسم “ادولف” فهو مشتق من الالمانية القديمة ويعني “الذئب النبيل” (ويتكون الاسم من Adel التي تعني النبالة، بالاضافة الى كلمة ذئب). وهكذا، كان واحدا من الالقاب التي اطلقها ادولف على نفسه الذئب (المانية: Wolf) او السيد ذئب (المانية: Herr Wolf). وقد بدا في استخدام هذه اللقب في اوائل العشرينات من القرن التاسع عشر وكان يناديه به المقربين منه فقط (حيث لقبه افراد عائلة فاجنر باسم العم ذئب) حتى سقوط الرايخ الثالث.[13] وقد عكست الاسماء التي اطلقها على مقرات القيادة المختلفة له في كل انحاء اوروبا القارية ذلك، فكانت اسماؤها وكر الذئب في بروسيا الشرقية، وWolfsschlucht في فرنسا، وWerwolf في اوكرانيا وغيرها من الاسماء التي كانت تشير الى هذا اللقب. علاوة على ذلك، عرف هتلر باسم “ادي” بين المقربين من عائلته واقاربه.

وكان جد هتلر لابيه على الارجح واحدا من الاخوين يوهان جورج هيدلر او يوهان نيبوموك هيدلر. وسرت الشائعات بان هتلر كان ينتسب الى اليهود عن طريق واحد من اجداده؛ لان جدته ماريا شيكلجروبر قد حملت عندما كانت تعمل كخادمة في احد البيوت اليهودية. واحدث المعنى الكامن في هذه الشائعات دويا سياسيا هائلا حيث ان هتلر كان نصيرا متحمسا لايديولجيات عنصرية ومعادية للسامية. وقد حاول خصومه جاهدين اثبات نسب هتلر الى اصول يهودية او تشيكية. وبالرغم من ان هذه الاشاعات لم تثبت صحتها ابدا، فانها كانت كافية بالنسبة لهتلر لكي يقوم باخفاء اصوله. ووفقا لما ذكره روبرت جي ال وايت في كتابه The Psychopathic God: Adolf Hitler، فقد منع هتلر بقوة القانون عمل المراة الالمانية في البيوت اليهودية. وبعد ضم النمسا الى المانيا، قام هتلر بتحويل المدينة التي عاش فيها والده الى منطقه لتدريب المدفعية.

النشاة

بدءا من عام 1905، عاش هتلر حياة بوهيمية في فيينا على منحة حكومية لاعانة الايتام ودعم مالي كانت والدته تقدمه له. وتم رفض قبوله مرتين في اكاديمية الفنون الجميلة في فيينا وذلك في عامي 1907 و1908 لانه “غير مناسب لمجال الرسم” واخبروه ان من الافضل له توجيه قدراته الى مجال الهندسة المعمارية.[14] وعكست مذكراته افتتانه بهذا الموضوع:

   

كان الهدف من رحلتي هو دراسة اللوحات الموجودة في صالة العرض في المتحف الذي كان يطلق عليه Court Museum، ولكنني نادرا ما كنت التفت الى اي شيء اخر سوى المتحف نفسه. فمند الصباح وحتى وقت متاخر من الليل، كنت اتنقل بين المعروضات التي تجذب انتباهي، ولكن كانت المباني دائما هي التي تستولي على كامل انتباهي.[15]
   

وبعد نصيحة رئيس المدرسة له، اقتنع هو ايضا ان هذا هو الطريق الذي يجب ان يسلكه ولكن كان ينقصه الاعداد الاكاديمي المناسب للالتحاق بمدرسة العمارة.

   

وفي غضون ايام قلائل، ادركت في اعماقي انني يجب ان اصبح يوما مهندسا معماريا. والحقيقة هي ان سلوكي هذا الطريق كان مسالة شاقة للغاية حيث ان اهمالي لاتمام دراستي في المدرسة الثانوية قد الحق الضرر بي لانه كان ضروريا الى حد بعيد. وكان لا يمكن ان التحق بالمدرسة المعمارية التابعة للاكاديمية دون ان اكون قد التحقت قبلها بمدرسة البناء الخاصة بالدراسة الفنية والتي كان الالتحاق بها يستلزم الحصول على شهادة المدرسة الثانوية. ولم اكن قد قمت باية خطوة من هذه الخطوات. فبدا لي ان تحقيق حلمي في دنيا الفن مستحيلا بالفعل.[15]
   

وفي 21 ديسمبر، 1907، توفيت والدة هتلر اثر اصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة واربعين عاما. وبامر من احد المحاكم في لينز، اعطى هتلر نصيبه في الاعانة التي تمنحها الحكومة للايتام لشقيقته باولا. وعندما كان في الحادية والعشرين من عمره، ورث هتلر اموالا عن واحدة من عماته. وحاول هتلر ان يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته الى التجار والسائحين وبعد ان تم رفضته اكاديمية الفنون للمرة الثانية، كان ماله كله قد نفذ. وفي عام 1909، عاش هتلر في ماوى للمشردين. ومع حلول عام 1910، كان هتلر قد استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال في Meldemannstraße.

وصرح هتلر ان اعتقاده في وجوب معاداة السامية ظهر لاول مرة في فيينا التي كان تعيش فيها جالية يهودية كبيرة تشتمل على اليهود الارثوذكس الذين فروا من المذابح المنظمة التي تعرضوا لها في روسيا.[15] وعلى الرغم من ذلك، فقد ورد على لسان احد اصدقاء طفولته وهو اوجست كوبزيك ان ميول هتلر “المؤكدة في معاداة السامية” قد ظهرت قبل ان يغادر لينز في النمسا.[15] وفي هذه الفترة، كانت فيينا مرتعا لانتشار روح التحيز الديني التقليدية، وكذلك للعنصرية التي ظهرت في القرن التاسع عشر. ومن الممكن ان يكون هتلر قد تاثر بكتابات لانز فون ليبنفيلس؛ واضع النظريات المعادي للسامية، وكذلك باراء المجادلين من رجال السياسة امثال: كارل لويجر مؤسس الحزب الاشتراكي المسيحي وعمدة فيينا بالاضافة الى المؤلف الموسيقي ريتشارد فاجنروجورج ريتر فون شونيرر وهو احد زعماء حركة القومية الالمانية التي عرفت باسم بعيدا عن روما!؛ وهي الحركة التي ظهرت في اوروبا في القرن التاسع عشر والتي كانت تهدف الى توحيد الشعوب التي تتحدث الالمانية في اوروبا. ويزعم هتلر في كتابه كفاحي ان تحوله عن فكرة معارضة معاداة السامية من منطلق ديني الى تاييدها من منطلق عنصري جاء من احتكاكه باليهود الارثوذكس واذا كان هذا التفسير صحيحا، فمن الواضح ان هتلر لم يكن يتصرف وفقا لهذا المعتقد الجديد. فقد كان غالبا ما ينزل ضيفا على العشاء في منزل احد النبلاء اليهود بالاضافة الى قدرته الكبيرة على التفاعل مع التجار اليهود الذين كانوا يحاولون بيع لوحاته.[16]

وربما تاثر هتلر ايضا بقراءته للدراسة التي قام بها مارتن لوثر والتي كان عنوانها “عن اليهود واكاذيبهم” (بالانجليزية: On the Jews and their Lies). وفي كتابه كفاحي يشير هتلر الى مارتن لوثر باعتباره محاربا عظيما ورجل دولة حقيقي ومصلح عظيم، وكذلك كان كل من فاجنر وفريدريك الكبيربالنسبة له.[17] وكتب فيلهلم روبك عقب واقعة الهولوكوست، قائلا: “مما لا شك فيه ان مذهب مارتن لوثر كان له تاثير على التاريخ السياسي والروحي والاجتماعي في المانيا بطريقة – بعد التفكير المتامل في كل جوانبها – يمكن وصفها بانها كانت جزء من اقدار المانيا.

وزعم هتلر ان اليهود كانوا اعداء للجنس الاري. كما القى على كاهل اليهود مسئولية الازمة التي حدثت في النمسا. واستطاع الوقوف على صور محددة منالاشتراكية والبلشفية التي تزعمها العديد من القادة اليهود – كنوع من انواع الحركات اليهودية – ليقوم بعمل دمج بين معاداة السامية وبين معاداة الماركسية. وفي وقت لاحق، القى هتلر باللوم في هزيمة الجيش الالماني اثناء الحرب العالمية الاولى على ثورات عام 1918 ومن ثم، اتهم اليهود بجريمة التسبب في ضياع اهداف المانيا الاستعمارية، وكذلك في التسبب في المشكلات الاقتصادية التي ترتبت على ذلك.

وعلى ضوء المشاهد المضطربة التي كانت تحدث في البرلمان في عهد الملكية النمساوية متعددة الجنسيات، قرر هتلر عدم صلاحية النظام البرلماني الديمقراطي للتطبيق. وبالرغم من ذلك – ووفقا لما قاله اوجست كوبيتسك والذي شاركه الغرفة نفسها في وقت من الاوقات – ان هتلر كان مهتما باعمال الاوبرا التي الفها فاجنر اكثر من اهتمامه بارائه السياسية.

واستلم هتلر الجزء الاخير من ممتلكات والده في مايو من عام 1913 لينتقل بعدها للعيش في ميونيخ. وكتب هتلر في كفاحي انه كان يتوق دائما للحياة في مدينة المانية “حقيقية”. وفي ميونيخ، اصبح هتلر اكثر اهتماما بفن المعمار؛ وذلك ما جاء على لسان هتلر وظهر في كتابات هوستن ستيوارت تشامبرلين. كما ان انتقاله الى ميونيخ قد ساعده ايضا على التهرب من اداء الخدمة العسكرية في النمسا لبعض الوقت بالرغم من ان الشرطة في ميونيخ (والتي كانت تعمل بالتعاون مع السلطات النمساوية) تمكنت في نهاية الامر من القاء القبض عليه. وبعد فحصه جسديا وتقدمه بالتماس يدل على ندمه على ما اقترفه، تقرر انه غير لائق لاداء الخدمة العسكرية لانه على ما يبدو كان هزيلا جدا وقتها وتم السماح له بالعودة الى ميونيخ. ومع ذلك، وعندما دخلت المانيا الحرب العالمية الاولى في اغسطس من عام 1914، تقدم هتلر بالتماس لملك بافاريا لودفيج الثالث للسماح له بالخدمة في بالجيش. وبالفعل وافق الملك على التماسه، وتم تجنيد ادولف هتلر في الجيش البافاري.[18

خدم هتلر في فرنسا وبلجيكا مع الفوج البافاري الاحتياطي السادس عشر -والذي عرف باسمفوج ليست (بالالمانية: Regiment List) نسبة الى قائده الاول-. وانتهت الحرب بتقلده رتبة جيفريتر (وهي رتبة تعادل وكيل عريف في الجيش البريطاني وجندي من الدرجة الاولى في الجيوش الامريكية). عمل هتلر كرسول بين الجيوش؛ وهي واحدة من اخطر الوظائف على الجبهة الغربية، وكان معرضا في اغلب الاحيان للاصابة بنيران العدو.[19] كما اشترك في عدد من المعارك الرئيسية على الجبهة الغربية، وتضمنت هذه المعارك: معركة يبريس الاولى ومعركة السوم ومعركة اراس ومعركة باسكيندايلي[20].

ودارت معركة يبريس في اكتوبر من عام 1914 والتي شهدت مقتل حوالي 40,000 جندي خلال عشرين يوما (وهو ما بين ثلث ونصف عدد الجنود المشاركين فيها). اما الكتيبة التي كان هتلر فردا من افرادها فقد تقلص عددها من مائتين وخمسين جندي الى اثنين واربعين جنديا بحلول شهر ديسمبر. وكتب كاتب السير الذاتية جون كيجان ان هذه التجربة قد جعلت هتلر يتجه الى الانعزال والانطواء على نفسه خلال السنوات الباقية للحرب.[21]

وتقلد هتلر وسامين تقديرا لشجاعته في الحرب. حيث تقلد وسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية في عام1914، وتقلد ايضا وسام الصليب الحديدي من الدرجة الاولى في عام 1918؛ وهو تكريم نادرا ما يحصل عليه عسكري من رتبة جيفريتر[22]. ومع ذلك، لم تتم ترقية هتلر الى رتبة اونتيروفيزير (وهي رتبة تعادل العريف في الجيش البريطاني) نظرا لكونه يفتقر الى المهارات القيادية من وجهة نظر قادة الفوج الذي كان ينتمي اليه. ويقول بعض المؤرخين الاخرين ان السبب وراء عدم ترقيته يرجع الى انه لم يكن مواطنا المانيا. وكانت المهام التي كان هتلر يكلف بها في المقرات العسكرية محفوفة عادة بالمخاطر، ولكنها سمحت له بمتابعة انتاج اعماله الفنية. وقام هتلر برسم الصور الكاريكاتورية والرسومات التعليمية لاحدى الصحف التابعة للجيش. وفي عام 1916، اصيب هتلر بجرح اما في منطقة اصل الفخذ [23] او في فخذه الايسر [24] وذلك اثناء مشاركته في معركة السوم ولكنه عاد الى الجبهة مرة اخرى في مارس من عام1917. وتسلم شارة الجرحى في وقت لاحق من نفس العام. واشار سباستيان هافنر الى تجربة هتلر على الجبهة موضحا انها سمحت له على اقل تقدير بفهم الحياة العسكرية.

وفي 15 اكتوبر 1918، دخل هتلر احدى المستشفيات الميدانية على اثر اصابته بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجوم بغاز الخردل. ويشير العالم النفسي الانجليزي ديفيد لويس وكذلك بيرنارد هورسمتان الى ان اصابة هتلر بالعمى قد تكون نتيجة اضطراب تحولي (والذي كان معروفا في ذلك الوقت باسمهيستريا).[25] وعقب هتلر على هذه الواقعة فقال انه اثناء هذه التجربة اصبح مقتنعا ان سبب وجوده في الحياة هو “انقاذ المانيا.” ويحاول بعض الدارسين – خاصة لوسي دافيدوفيتش، [26] ان يبرهنوا على ان نية هتلر لابادة يهود اوروبا كانت تامة الرسوخ في ذهنه في ذلك الوقت على الرغم من عدم استقراره على الطريقة التي سيتمكن بها من تنفيذ هذا الامر. ويعتقد معظم المؤرخين انه اتخذ هذا القرار في عام 1941 بينما يعتقد البعض الاخر انه قد عقد العزم عليه في وقت لاحق في عام 1942.

كان اعجاب هتلر بالمانيا قد سيطر عليه منذ زمن بعيد، واثناء الحرب اصبح وطنيا متحمسا اشد الحماس للدفاع عن المانيا بالرغم من انه لم يصبح مواطنا المانيا حتى عام 1932. وراي هتلر ان الحرب هي “اعظم الخبرات التي يمكن ان يمر بها المرء في حياته”. وفي وقت لاحق، اشاد به عدد من قادته تقديرا لشجاعته.[27] وصدم هتلر من اتفاقية الاستسلام التي وقعتها المانيا في نوفمبر من عام 1918 على الرغم من سيطرة الجيش الالماني حتى ذلك الوقت على اراض للعدو.[28] ومثله مثل العديد من المناصرين للقومية الالمانية، كان هتلر يؤمن باسطورة الطعنة في الظهر (بالالمانية: Dolchstoßlegende) التي قالت بان الجيش “الذي لم تتم هزيمته في ساحة المعركة” قد “تعرض لطعنة في الظهر” من قادة مدنين وماركسيين على الجبهة الداخلية. وقد عرف هؤلاءالسياسيين فيما بعد باسم مجرمي نوفمبر.

وحرمت معاهدة فرساي المانيا من مناطق عديدة كانت تابعة لها، وجردت منطقة رينهارد من الصفة العسكرية التي كانت تتمتع بها، كما فرضت عقوبات اقتصادية مدمرة اخرى على المانيا. واعادت المعاهدة الوجود لدولة بولندا من جديد؛ وهو الامر الذي اعتبره لالمان – حتى المعتدلين منهم – نوعا من انواع الاهانة. وحملت المعاهدة المانيا مسئولية كل فظائع الحرب، وهو الامر الذي ينظر اليه مؤرخون بارزون من امثال: جون كيجانالان باعتباره على اقل تقدير تطبيقا للعدالة من وجهة نظر الطرف المنتصر: فقد طغت الصفة العسكرية على معظم الامم الاوروبية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الاولى بشكل متزايد وكانت هذه الامم تتلهف للقتال. وكان القاء اللوم على المانيا هو الاساس لفرض اصلاحات على المانيا (وقد تم تعديل مقدار هذه الاصلاحات بشكل متكرر وفقا للخطط المعروفة باسم خطة داوس خطة يونج وHoover Moratorium). اما المانيا، فقد رات ان المعاهدة وخاصة البند رقم 231 منها وبالتحديد الفقرة التي تتحدث عن مسئولية المانيا عما حدث في الحرب نوعا من انواع الاهانة. فعلى سبيل المثال، كان هناك تجريد كامل للقوات المسلحة الالمانية من صفتها العسكرية يسمح لها بالاحتفاظ بست بوارج فقط ويمنعها من الاحتفاظ بغواصات او قوات جوية او مركبات مدرعة او جيش يفوق عدده مائة الفا من الجنود الا تحت ظروف التجنيد الاجباري التي يمكن ان تفرضها الحرب. وكان لمعاهدة فرساي دورا مهما في الظروف الاجتماعية والسياسية التي صادفها هتلر واتباعه من النازيين اثناء سعيهم للفوز بالسلطة. ونظر هتلر وحزبه الى توقيع “مجرمي نوفمبر” على المعاهدة كسبب يدعوهم الى بناء المانيا من جديد بشكل لا يتكرر معه ما حدث مرة اخرى. واستخدم هتلر مجرمي نوفمبر ككبش فداء على الرغم من الخيارات المحدودة للغاية والتي كانت متاحة امام هؤلاء الساسة في مؤتمر باريس للسلام.

دخول هتلر الى عالم السياسة

وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، ظل هتلر في الجيش وعاد الى ميونيخ حيث شارك في الجنازة العسكرية التي اقيمت لرئيس الوزراء البافاري الذي تم اغتياله – كيرت ايسنر وذلك على خلاف تصريحاته التي اعلنها في وقت لاحق.[29] وفي اعقاب قمع الجمهورية السوفيتية البافارية، شارك هتلر في حضور دورات “الفكر القومي” التي كان ينظمها قسم التعليم والدعاية (Dept Ib/P) التابع للجماعة البافارية التي كان يطلق عليها اسم Reichswehr في مركز القيادة الرئيسي الرابع تحت اشراف كابتن كارل ماير. وتم القاء اللوم على الشعب اليهودي الذي ينتشر افراده في كل انحاء العالم، وعلى الشيوعيين، وعلى رجال السياسة من كل الانتماءات الحزبية؛ خاصة تحالف فايمار الائتلافي.

وفى يوليو، 1919، تم تعيين هتلر في منصب جاسوس للشرطة (المانية:Verbindungsmann) وكان يتبع (قيادة الاستخبارات (Aufklärungskommando) التي كانت تتبع قوات الدفاع الوطنية (Reichswehr) من اجل التاثير على الجنود الاخرين واختراق صفوف حزب صغير؛ وهو حزب العمال الالماني (DAP).واثناء استكشافه للحزب، تاثر هتلر بافكار مؤسس الحزب انتون دريكسلر المعادية للسامية والقومية والمناهضة للراسمالية والمعارضة لافكارالماركسية. وكانت افكاره تؤيد وجود حكومة قوية ونشيطة؛ وهي افكار مستوحاة من الافكار الاشتراكية “غير اليهودية” ومن الايمان بضرورة وجود تكافل متبادل بين كل افراد المجتمع. كما حازت مهارات هتلر الخطابية على اعجاب دريكسلر فدعاه الى الانضمام للحزب ليصبح العضو الخامس والخمسين فيه. كما اصبح هتلر ايضا العضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة للحزب. وبعد مرور عدة سنوات، ادعى هتلر انه العضو السابع من الاعضاء المؤسسين للحزب.

كما التقى هتلر مع ديتريش ايكارت وهو واحد من المؤسسين الاوائل للحزب، كما كان عضوا في الجمعية السرية المعروفة باسم Thule Society.[30] واصبح ايكارت المعلم الخاص بهتلر الذي يعلمه الطريقة التي يجب ان ينتقي بها ملابسه ويتحدث بها، كما قدمه الى مجتمع واسع من الناس. ووجه هتلر عميق شكره الى ايكارت عن طريق الثناء عليه في المجلد الثاني من كتابه المعروف باسم Mein Kampf. وفي محاولة لزيادة شعبية الحزب، قام الحزب بتغيير اسمه الى حزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني (بلالمانية: Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei).

وتم تسريح هتلر من الجيش في مارس، 1920، فبدا مدعوما بالتشجيع المستمر من اعضاء الحزب من ذوي المناصب الاعلى في المشاركة الكاملة في انشطة الحزب. وفي بدايات عام 1921، بدا هتلر يتمكن بشكل كامل من اجادة فن الخطابة امام الحشود الكبيرة. وفي فبراير، تحدث هتلر امام حشد يضم حوالي ستة الاف فرد في ميونيخ. وللدعاية لهذا الاجتماع، ارسل هتلر شاحنتين محملتين بمؤيدي الحزب ليجوبوا الشوارع وهم يحملون الصليب المعقوف محدثين حالة من الفوضى وهم يلقون بالمنشورات صغيرة الحجم الى الجماهير في اول تنفيذ للخطة التي قاموا بوضعها. انتشرت سمعة هتلر السيئة خارج الحزب نظرا لشخصيته الفظة وخطاباته الجدلية العنيفة المناهضة لمعاهدة فرساي والسياسيين المنافسين له (بما في ذلك انصار الحكم الملكي والمنادين بفكرة القوميةوغيرهم من الاشتراكيين غير المؤمنين بسياسة التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول؛ واشتهر بوجه خاص بخطاباته المناهضة للماركسيين ولليهود.

واتخذ حزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني [31] من ميونيخ مقرا له. وكانت ميونيخ في ذلك الوقت ارضا خصبة لمناصري القومية الالمانية الذين كان منهم ضباط من الجيش قد عقدوا العزم على سحق الماركسية وتقويض دعائم جمهورية فايمار (الجمهورية التي نشات في المانيا في الفترة من 1919 الى1933 كنتيجة للحرب العالمية الاولى وخسارة المانيا الحرب). وبمرور الوقت، لفت هتلر وحركته التي اخذت في النمو انظار هؤلاء الضباط باعتبارها اداة مناسبة لتحقيق اهدافهم. وفي صيف عام 1921، سافر هتلر الى برلين لزيارة بعض الجماعات التي كانت تنادي بالقومية. وفي فترة غيابه، كانت هناك حالة من التمرد بين قيادات حزب العمال الالماني في ميونيخ.

وتولت ادارة الحزب لجنة تنفيذية نظر اعضاؤها الاساسيون الى هتلر باعتباره شخصية متغطرسة ومستبدة. وقام هؤلاء الاعضاء بتشكيل حلف مع مجموعة من الاشتراكيين في مدينة Augsburg. واسرع هتلر بالعودة الى ميونيخ وحاول مقاومة الهجمة الشرسة عليه بتقديم استقالته رسميا من الحزب في 11 يوليو في عام 1920. وعندما ادرك هؤلاء الاعضاء ان خسارتهم لهتلر ستعني عمليا نهاية الحزب، انتهز هتلر الفرصة واعلن عن امكانية عودته الى الحزب شريطة ان يحل محل دريكسلر في رئاسة الحزب متمتعا بالنفوذ المطلق فيه. وحاول اعضاء الحزب الحانقين (بما فيهم دريكسلر) الدفاع عن مكانتهم في بداية الامر. وفي ذلك الوقت، ظهر كتيب مجهول المصدر يحمل عنوان “ادولف هتلر: هل هو خائن؟” (بالانجليزية: Adolf Hitler: Is he a traitor?) ليهاجم تعطش هتلر للاستيلاء على السلطة وينتقد زمرة الرجال الملتفين حوله والذين يتميزون بالعنف. وردا على نشر هذا الكتيب عنه في صحيفة تصدر في ميونيخ، اقام هتلر دعوى قضائية بسبب التشهير، وحظى في وقت لاحق بتسوية بسيطة معهم.

وتراجعت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني عن موقفها في نهاية الامر واعترفت بهزيمتها، وتم التصويت بين اعضاء الحزب بشان الموافقة على مطالب هتلر. وحصل هتلر على موافقة خمسمائة وثلاثة واربعين صوتا من اصوات الاعضاء في مقابل الرفض من صوت واحد فقط. وفي الاجتماع التالي لاعضاء الحزب الذي عقد في التاسع والعشرين من يوليو، 1921، تم تقديم ادولف هتلر بصفته فوهرر (بالالمانية: Führer) لحزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني؛ وهي المرة الاولى التي تم فيها الاعلان عن هذا اللقب على الملا.

وبدات الخطب التي كان هتلر يلقيها في النوادي التي كان يجتمع فيها افراد الشعب الالماني ليهاجم بها اليهود والديقراطيين الاشتراكيين والليبراليين وانصار الحكم الملكي الرجعيين والراسماليين والشيوعيين تؤتي ثمارهاالمرجوة وتجذب اليه المزيد من المؤيدين. وكان من مؤيدي هتلر الاوائل: ردولف هس، والطيار السابق في القوات الجوية هيرمان جورينج وقائد الجيش ايرنست روم الذي اصبح بعد ذلك رئيسا للمنظمة شبه العسكرية النازية المعروفة باسم SA (كتيبة العاصفة (بالالمانية: Sturmabteilung))التي تولت حماية الاجتماعات والهجوم على خصومه السياسيين. وكون هتلر جماعات مستقلة مشابهة مثل: جبهة العمل الالمانية (بالالمانية: Deutsche Werkgemeinschaft) والتي اتخذت من مدينة نورنبيرغ مقرا لها. وكان يوليوس شترايشر رئيسا لها، وشغل بعد ذلك منصب Gauleiter (قائد فرع اقليمي لحزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني) في منطقة Franconia. علاوة على ذلك، لفت هتلر انظار اصحاب المصالح التجارية المحليين، وتم قبوله في الدوائر التي كانت تتضمن اصحاب النفوذ في مجتمع مدينة ميونيخ. كما اقترن اسمه باسم القائد العسكري الذي كان ذائعا في فترة الحرب الجنرال ايريك لودندورف.

السابق
كلمات تعزيه قصيرة
التالي
كيفي تصبح طويل في فترة المراهقة