افضل مواضيع جميلة بالصور

ممنوع الوضوع

كيفية صلاة المحبوس الممنوع من الوضوء والصلاة

السؤال

كنت في سجن الصلاة فيه ممنوعة، وكذلك الوضوء فلم اكن اتمكن من الصلاة الا جالسا او بعيوني، ولم يكن وضوئي الا غسيل بعض الاعضاء ومسح الاخرى، وتركت يومين او ثلاث من الصلاة لاني كنت خائفا، وبقيت في السجن 32 يوما. فهل يجب علي قضاء صلوات 32 يوما؟

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:

فمن رحمة الله تعالى بعباده انه رفع عنهم الحرج ولم يكلفهم الا وسعهم، بل امرهم بان يتقوه قدر استطاعتهم. فقال تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم {البقرة:16}، وقال جل اسمه: لا يكلف الله نفسا الا وسعها {البقرة:286} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: واذا امرتكم بامر فائتوا منه ما استطعتم.

فمن عجز عن شرط من شروط الصلاة او ركن من اركانها سقط عنه ما عجز عنه وفعل ما يقدر عليه، ثم انه ان لم يقصر في فعل ما يقدر عليه من ذلك، فقد برئت ذمته ولا اعادة عليه، وانظر الفتوى رقم: 132697، ففيها كلام لشيخ الاسلام يحسن الوقوف عليه، واذا علمت ما ذكرناه فاعلم ان الخائف من لحوق ضرر به كالاسير يخاف على نفسه يصلي كيفما امكنه ولا اعادة عليه اذا فعل ما يقدر عليه.

قال الموفق رحمه الله في المغني: وان هرب من العدو هربا مباحا او من سيل او سبع او حريق لا يمكنه التخلص منه بدون الهرب فله ان يصلي صلاة شدة الخوف سواء خاف على نفسه او ماله او اهله، والاسير اذا خافهم على نفسه ان صلى والمختفي في موضع يصليان كيفما امكنهما نص عليه احمد في الاسير ولو كان المختفي قاعدا لا يمكنه القيام او مضطجعا لا يمكنه القعود ولا الحركة صلى على حسب حاله وهذا قول محمد بن الحسن وقال الشافعي : يصلي ويعيد وليس بصحيح لانه خائف صلى على حسب ما يمكنه فلم تلزمه الاعادة كالهارب ولا فرق بين الحضر والسفر في هذا لان المبيح خوف الهلاك وقد تساويا فيه ومتى امكن التخلص بدون ذلك كالهارب من السيل يصعد الى ربوة والخائف من العدو يمكنه دخول حصن يامن فيه صولة العدو ولحوق الضرر فيصلي فيه ثم يخرج لم يكن له ان يصلي صلاة شدة الخوف لانها انما ابيحت للضرورة فاختصت بوجود الضرورة. انتهى.

وعليه، فما صليته من الصلوات بحسب استطاعتك اذا كنت فعلت ما تقدر عليه فقد برئت منه ذمتك، وما تركته من الصلوات فهو دين في ذمتك يلزمك الوفاء به، وذلك انه كان يلزمك ان تصلي على حسب حالك، ولو بان تمر اذكار الصلاة على قلبك، وان كنت قد قصرت في فعل ما يجب عليك، كان كان يمكنك ان تصلي قاعدا وصليت بالايماء، او نحو ذلك فان ذمتك لم تبرا منه، ويجب عليك اعادته، وننبه الى ان الايماء بالطرف لا يجوز الا بعد العجز عن الايماء بالراس.

قال النووي: ثم اذا صلي على هيئة من هذه المذكورات وقدر علي الركوع والسجود اتى بهما والا اوما اليهما منحنيا براسه وقرب جبهته من الارض بحسب الامكان ويكون السجود اخفض من الركوع، فان عجز عن الاشارة بالراس اوما بطرفه، وهذا كله واجب، فان عجز عن الايماء بالطرف اجرى افعال الصلاة على قلبه، فان اعتقل لسانه وجب ان يجري القران والاذكار الواجبة علي قلبه كما يجب ان يجري الافعال، قال اصحابنا وما دام عاقلا لا يسقط عنه فرض الصلاة ولو انتهى ما انتهى، ولنا وجه حكاه صاحبا العدة والبيان وغيرهما انه اذا عجز عن الايماء بالراس سقطت عنه الصلاة وهو مذهب ابي حنيفة وهذا شاذ مردود. انتهى.

والله اعلم.

  • ممنوع الوضوء
السابق
فيري تيل الموسم الثاني الحلقة 20
التالي
اسى الهجران كاملة