الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد:
فان للصلاة في الاسلام منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة اي عبادة اخرى، فهي عماد الدين، قال صلى الله عليه وسلم: راس الامر الاسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. رواه الترمذي عن معاذ رضي الله عنه.
فهي افضل العبادات، لما جمع فيها من عمل القلب واللسان وسائر البدن، ولاهميتها في الاسلام فرضها الله سبحانه وتعالى مباشرة على نبيه صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء بدون واسطة الملك جبريل عليه السلام.
وهذا في شان الصلاة عموما، وقد وردت في صلاة الفجر احاديث كثيرة، تبين فضل صلاة الفجر على وجه الخصوص، كما ورد التنبيه على فضلها في القران الكريم. قال تعالى:(اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا ) [الاسراء:78]. قال المفسرون: هذه الاية اشارت -الى- اوقات الصلوات الخمس ونبهت لمزيد من الاشارة الى فضل صلاة الفجر، ولهذا ذهب بعض اهل العلم (اهل المدينة) الى ان صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى التي جاء التنويه بها والتنبيه عليها في سورة البقرة؛ وان كان الراجح هو انها صلاة العصر.
وفي الموطا عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( من صلى العشاء في جماعة فكانما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكانما قام الليل كله. )
وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( ان اثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا، ولقد هممت ان امر بالصلاة فتقام، ثم امر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم بالنار. )
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: كنا اذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء اسانا به الظن.
وفي سنن ابن ماجه عن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى.)
والله اعلم.