الجواب: الصحيح من اقوال العلماء ان اهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، ويؤمرون فان اجابوا واطاعوا دخلوا الجنة، وان عصوا دخلوا النار، وجاء في هذا عدة احاديث عن ابي هريرة رضي الله عنه، وعن الاسود بن سريع التميمي، وعن جماعة، كلها تدل على انهم يمتحنون يوم القيامة، ويخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيه، فمن اجاب صار عليه بردا وسلاما، ومن ابى التف عليه واخذه وصار الى النار، نعوذ بالله من ذلك.
فالمقصود انهم يمتحنون فمن اجاب وقبل ما طلب منه وامتثل دخل الجنة، ومن ابى دخل النار، وهذا هو احسن ما قيل في اهل الفترة.
واما حديث: ان ابي واباك في النار فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه، ان رجلا قال يا رسول الله اين ابي؟ قال في النار فلما ولى دعاه وقال له ان ابي واباك في النار واحتج العلماء بهذا على ان ابا النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة، فلهذا قال: في النار، ولو انه كان من اهل الفترة لم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام في حقه، وهكذا لما استاذن ربه ان يستغفر لامه نهي عن ذلك، ولكنه اذن له ان يزورها، ولم يؤذن له في الاستغفار لها، فهذا يدل على انهما بلغتهما الدعوة، وانهما ماتا على دين الجاهلية، وعلى دين الكفر، وهذا هو الاصل في الكفار انهم في النار، الا من كان لم تبلغه الدعوة – اعني دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام – فهذا هو صاحب الفترة، فمن كان في علم الله انه لم تبلغه الدعوة والله سبحانه وتعالى احكم الحاكمين وهو الحكم العدل، فيمتحنه يوم القيامة. اما من بلغته دعوة الرسل في حياته، كدعوة ابراهيم وموسى وعيسى، وعرف الحق، ثم بقي على الشرك بالله فهذا ممن بلغتهم الدعوة، فيكون من اهل النار؛ لانه عصى واستكبر عن اتباع الحق، والله جل وعلا اعلم
من فتاوي بن باز رحمه الله وغفر له
- ماماحكم من مات قبل الاسلام