من هم اهل الكتاب

هم من اهل الكتاب 20160918 2150

 

معروف الان ان اهل الكتاب هم من انزل عليهم رسول من الله – كموسي و عيسي – فاهل الكتاب هم اليهود و النصارى,
و بذلك يحل للرجل المسلم ان يتزوج يهوديه او نصرانية,
ولكنى سمعت من قريب ان اهل الكتاب هم بنو اسرائيل فقط؛
لان موسي و عيسي انزلوا لبنى اسرائيل فقط,
اما محمد صلى الله عليه و سلم فقد انزل للعالم كله,
فمن هم اهل الكتاب – جزاكم الله خيرا -؟

الاجابة

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:

فان الرسل لا يوصفون بالانزال,
بل يوصفون بالبعث و الارسال,
والمنزل هو كتب الله,
كالتوراة,
والانجيل.

ثم ان اهل الكتاب هم اليهود و النصارى،
مهما كانت انسابهم,
ويدل لذا كثرة النصاري فالروم و القبط،
وهم ليسوا من بنى اسرائيل.

ومن المعلوم ان موسي – عليه السلام – وعيسي ابن مريم هما من ابناء اسرائيل – و هو يعقوب عليه السلام – ،

وكانت رسالتهما الى بنى اسرائيل خاصة.

كما قال تعالى عن عيسى: و رسولا الى بنى اسرائيل انني ربما جئتكم بايه من ربكم انني اخلق لكم من الطين كهيئه الطير فانفخ به فيصبح طيرا باذن الله {ال عمران:49} قال البيضاوي: و تخصيص بنى اسرائيل لخصوص بعثتة اليهم،
او للرد على من زعم انه مبعوث الى غيرهم .
اه.


و قال تعالى: واتينا موسي الكتاب و جعلناة هدي لبنى اسرائيل الا تتخذوا من دونى و كيلا. {الاسراء:2}

قال ابن تيمية: فان الانبياء من عهد موسي الى المسيح انما كانوا يبعثون الى قومهم،
بل عندهم فالانجيل ان المسيح قال للحواريين: لا تسلكوا الى سبيل الاجناس،
ولكن اختصروا على الغنم الرابضه من نسل اسرائيل,
واما محمد بن عبدالله فهو الذي بعثة الله الى سائر اجناس الارض و طوائف بنى ادم,
وهذه البشاره مطابقه لقوله تعالى: يا ايها الناس انني رسول الله اليكم جميعا,
ولقوله صلى الله عليه و سلم: بعثت الى الاسود و الاحمر,
وقوله: و كان النبى يبعث الى قومة و بعثت الى الناس عامة.
اه.

وخصوص رساله النبى لا تمنع ان يصبح له اتباع من غير قومة يجرى عليهم ما يجرى على من امن به، ويدل لهذا وجود اليهود فالاقباط ممن امنوا بموسى عليه السلام,
فقد امن فيه السحره كما نصت عليه الايات انهم قالوا امنا برب هارون و موسي كما فسورة طه،
وقال فسورة الاعراف: قالوا امنا برب العالمين * رب موسي و هارون (لاعراف:122) و ربما امنت فيه زوجه فرعون كما قال الله تعالى: و ضرب الله مثلا للذين امنوا امرات فرعون اذ قالت رب ابن لى عندك بيتا فالجنه و نجنى من فرعون و عملة و نجنى من القوم الظالمين {التحريم:11} و ربما امن فيه بعض ال فرعون كما قال الله تعالى: و قال رجل مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانة اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله {غافر:28} و امنت فيه ما شطه ابنه فرعون و اولادها,
كما رواة الحاكم,
وصححه,
ووافقة الذهبي.

والمهم ان كل اتباع الديانتين: اليهوديه و النصرانيه يعتبرون اهل كتاب,
وتجوز ذبائحهم,
ونكاح نسائهم المحصنات عند جمهور اهل العلم بغض النظر عن اصلهم,
او كونهم من بنى اسرائيل .
.
قال ابن عاشور فالتحرير والتنوير عند قول الله تعالى: و المحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم {المائدة:5}،
وشمل اهل الكتاب: الذميين،
والمعاهدين،
واهل الحرب،
وهو ظاهر،
الا ان ما لكا كرة نكاح النساء الحربيات .
.
وجمهور العلماء – قال – بجواز تزوج المسلم الكتابيه دون المشركة و المجوسية،
وعلي ذلك الائمه الاربعه و الاوزاعى و الثوري.

وجاء فمنح الجليل عند قول خليل المالكي فالمختصر: (ولو يهوديه تنصرت و بالعكس) اي: ارتدت عن دين اليهوديه الى دين النصرانيه .
.
(وبالعكس) اي: نصرانيه تهودت .
.
والظاهر ان المجوسيه او الدهريه .
.
اذا تهودت او تنصرت تحل.

وجاء فشرح المختصر للخرشي: “(قوله: و لو يهوديه تنصرت) اي: او مجوسيه او دهريه تنصرت او تهودت لا العكس.

ومن الادله على ان اهل الكتاب شامله لمن دخل فدينهم ما ثبت فعصر الصحابه من نكاحهم نساء العرب النصارى,
فقد جاء فتفسير البغوى قال: تزوج عثمان رضى الله عنه نائله فتاة فرافصة،
وكانت نصرانيه فاسلمت تحتة – و هي من اصل عربي و ليست من بنى اسرائيل – و تزوج طلحه بن عبدالله نصرانية،
وتزوج حذيفه يهوديه فكتب الية عمر – رضى الله عنه – خل سبيلها,
فكتب الية اتزعم انها حرام؟
فقال: لا ازعم انها حرام،
ولكنى اخاف ان تعاطوا المومسات منهن.


و قيل: انه يدخل فاهل الكتاب من امن بصحف ابراهيم او بالزبور,
ولكنة ضعيف كذلك فقد جاء فالموسوعه الفقهية: اختلف العلماء فالمراد باهل الكتاب: فذهب الحنفيه الى ان المراد بهم: جميع من يؤمن بنبى و يقر بكتاب,
ويدخل فذلك اليهود و النصارى,
ومن امن بزبور داود – عليه السلام – وصحف ابراهيم – عليه السلام -,
وذلك لانهم يعتقدون دينا سماويا منزلا بكتاب,
وذهب جمهور الفقهاء الى ان المراد بهم: اليهود و النصاري بجميع فرقهم المختلفة دون غيرهم ممن لا يؤمن الا بصحف ابراهيم و زبور داود,
واستدلوا لذا بقوله تعالى: {ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا و ان كنا عن دراستهم لغافلين} فالطائفتان اللتان انزل عليهما الكتاب من قبلنا هما اليهود و النصارى,
كما قال ابن عباس,
ومجاهد,
وقتاده ,
وغيرهم من المفسرين,
واما صحف ابراهيم و داود فقد كانت مواعظ و امثالا لا احكام فيها,
فلم يثبت لها حكم الكتب المشتمله على احكام,
قال الشهرستاني: اهل الكتاب: الخارجون عن المله الحنيفية,
والشريعه الاسلامية,
ممن يقول بشريعه و احكام و حدود و اعلام … و ما كان ينزل على ابراهيم و غيرة من الانبياء عليهم السلام ما كان يسمي كتابا,
بل صحفا.
اه

 

  • من هم اهل الكتاب
  • من هم اهل الكتاب الذين تباح ذبائحهم


من هم اهل الكتاب