لان اشباه الصديق والصداقة السيئة تنتهي بسرعة انتهاء فقاعة الماء او الصابون
فالصداقة تجعل الحياة جميلة لانها تخدم الروح والجسد والعقل
علينا اكتساب الاصدقاء والعمل على المحافظة عليهم كما قال الامام امير المؤمنين عليه السلام في حديث له:
( عليك باخوان الصدق، فاكثر من اكتسابهم، فانهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء)
والمعروف ان افتقاد الصداقات والعلاقات مع الناس والاصدقاء يولد الاكتئاب والمرض والتوتر النفسي والكثير من المشاكل الصحية والنفسية والجلوس منفردا عقوبة جسمية ونفسية قاسية تمارسها السلطات على المخالف للقانون و يتعرض لها من لا صديق له وفي الامثال والاقوال يقال( الصديق والرفيق قبل الطريق ) وقول الشاعر:
صديقي من يقاسمني همومي
ويرمي بالعداوة من رماني
ويحفظني اذا ما غبت عنه
وارجوه لنائبة الزمان
من هنا يحق للصداقة ان تتباهى بجمالها السامي المزهو بالكبرياء
وهي المنهل العذب لكل جوانب الحياة و هذا الترفع والتكبر بهذا الموقع مسموح و غير قبيح ولائق لها .
الا انها استيقظت امس من رقادها وقبل اعلان وفاتها نشرت نعوتها على الجدران وفي الشوارع والازقة بعد اخذت تراجع علاقاتها المنهارة بجدارة على انسام هواء المال و الاخلاق المستوردة معلنة: دون ارادتها مرغمة :
ان الصداقة حياة عاطفية ماضية ذابلة الاغصان و لا خضرة فيها وان الحياة تغيرت والعلاقات يجب ان تتغير رغم استمرار سطوع الشمس ونقاء السماء. واذا كانت الصداقة ذابلة الاغصان فلا فيء لها بالتالي تصلح كحطب للتدفئة فقط.
و رغم انفلات الدمعة من شدة الانفعال على هذه النعوة .
مشيت وفي القلب لوعة متفرجا على مراسم دفن الصداقة .فكانت موسيقى الجنازة , مستهلكة مناسبة لعصر مستهلك يدفن القيم ويسير باتجاه كل مستهلك قادم في عصر جديد يدعى بالعولمة
( التي لا اكره بل احب ان اخذ منها كل ما هو مفيد مناسب لنا وبارادتنا وبالوقت والزمان والطريقةوالمنهاج المناسب ) .
لكن لا اقول انتهت الصداقة
بل اقول بقوة :
ان كما الشمس لا يضرها ان تسقط اشعتها على الورد والجيفة في وقت واحد بنفس الكمية ولا يتغير شيء منها ومن فائدتها وقوتها وجمالها كذلك الصداقة وعلاقاتها النبيلة والجميلة ونتائجها عل الفرد والمجتمع لا يضيمها سوء العلاقات في هذا العصر وسؤ المعاملة والنظرة للصداقة وبعض العلاقات الفاسدة هنا وهناك وان كثرت احيانا
.
والصداقة رغم كل الانتكاسات تبقى قيمة القيم اهم من المهم للحياة بل هي الحياة
لكن الاسئلة المهمة التي يجب المرور عليها
لماذا فشلت الصداقة وانحطت علاقاتها ؟ هل لاننا لم نحسن اختيار اصدقائنا؟ ام بواسطة الانزلاق الاجتماعي على عتبة المال والعولمة
في البداية نحن تربينا ان نحيا بالصدق والجمال وان ننظر للصداقة بميزان المودة وصدق العلاقات ونبلها.و بالقيم الصادقة نجود ونعيش مقتدين بقوله تعالى :
( والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون، لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين) (الزمر 33 34)
وندافع عن قيمنا وتقاليدنا العريقة والعظيمة والمناسبة لكل ظرف وعصر لنبقى سعداء مع انفسنا و اولادنا فاعلين الخير و الواجب
المهم الاجابة عن سؤال كيف نختار اصدقائنا؟ واقول:
شروط الصداقة والعلاقات المثالية التي تصلح لكل عصر وزمان وتستمر بل تدوم ما قاله الامام جعفر الصادق عليه السلام (لا تكون الصداقة الا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود او شيء منها فانسبه الى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها، فلا تنسبه الى شيء من الصداقة:فاولها: ان تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.والثانية: ان يرى زينك زينه وشينك شينه. والثالثة: ان لا تغيره عليك ولاية ولا مال.) واذا تمسكنا باداب الصحبة واحترمناها دامت ولم تحدث الفرقة ومن اهم هذه الاداب:
ان تكون الصداقة والاخوة واحدة ( قل لي من صديقك اقل لك من انت ) , وان نختار اصدقاء راجحي العقول , وان يعمل الصديق على : ان يستر العيوب ولا يعمل على بثها ويكون ناصح لصديقه ويقبل نصيحة الاخر, وان يتحلى بالصبر ويسال ان غاب عنه, ويعاوده في مرضه ويشاركه فرحه, ونشر محاسن صديقه , والصديق وقت الضيق , وان لا يكثر اللوم والعتاب , ويقبل اعتذار صديقه, وينسى زلاته وهفواته, ويقضي حوائجه , وان يشجعه دائما على العمل والنجاح والتفوق والتحلي بمكارم الاخلاق والقيم لتكون الصداقة دائمة قوية راسخة لا تهزها اول مشكلة او تداخلات مادية لعصر لا يفكر او يقيم الا بها والنتيجة يكون ( الصدق, و النبل, الاصالة, و العراقة, والاخلاق و الحب وكل قيم فاضلة ) هي حمى الصداقة و عرينها المتين والمزيف زائلا لا محالة الى اوحال الراسمال وبذلك نكون سعداء و امنين على صدق المسار و نجعل كل من حولنا فرح وعلينا ان نعلم اولادنا الصدق الاخلاص و نبل التفاعل الاجتماعي وطريقة اختيار الاصدقاء والعمل 0لان تاثير الاصدقاء كبير على بعضهم البعض منهم الجيد ومنهم السيئ فان الصداقة تكون قضية مهمة في حياة الناس لان الناس تتاثر لبعضها سلبا وايجابا وهنا ندخل في مبدا حسن اختيار الصديق ومعرفته وطريق العلاقة معه والحفاظ عليه ان تم التلاؤم
ليتم استقرار الصداقة قال رسول الله(ص):
(المرء على دين خليله، فلينظر احدكم من يخالل)
كما انه حتى نعيش مع الاخريين علينا ايجاد بعض النقاط والقواسم المشتركة والتفاعل معها والبناء عليها لعلاقات احسن وافضل والابتعاد عن نقاط الخلاف والتفرقة ونجاح الحياة يتطلب وجود العلاقات الاجتماعية والروابط المتنوعة
. والاهم من كل شيء ان يقبل كل واحد الاخر كما هو ويحترمه.
لانه ليس منا بالكامل او المعصوم نحن بشر كل يغلط ولكل ظروف ومشاكل حياتية مختلفة علينا مراعاتها وتقديرها لتكون الحياة اجمل وانقى ونعيش بشرا
وبذلك يكون شريط الذكريات لدقائق العمر القصير يستحق ان يراه من ياتي بعدنا وعلينا ان لا ندع وحل الراسمال وسيطرته تطمر الصداقة والمرؤة في رمالها وقت من الاوقات .
وذا حدث ذلك يجب العودة فورا للتراث ونبشه لملاقاة الفكر والقيم الخالدة وارتداء لباس العزة فلا يصح في النهاية الا الصحيح و الشمس تبقى ساطعة على الجميع تشع الخير لنا و لاولادنا . وبحرارتها يذوب جليد الصداقة المزيفة المبنية على المصالح والمادة
كيف ونحن لا نحب العمل والقول الا تحت اشعة الشمس لاننا لا نحب الظلمة وتابعييها بل هدفنا الشمس ذاتها ونورها الساطع دليلنا الدائم وما اختم به لاولادي والناس هذه الوصية العظيمة لنبي الله لقمان لولده لما فيها من فوائد جليلة
(واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ……… يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور* ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور)
- موضوع عن الصداقة مع الشواهد