فى الزكاه و فوائدها
ورساله فزكاه الفطر
لفضيله الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الزكاه فريضه من فرائض الاسلام و هي احد اركانة و اهمها بعد الشهادتين و الصلاة ،
وقد دل على و جوبها كتاب الله تعالى و سنه رسولة صلى الله عليه و سلم و اجماع المسلمين ،
فمن انكر و جوبها فهو كافر مرتد عن الاسلام يستتاب ،
فان تاب و الا قتل ،
ومن بخل فيها او انتقص منها شيئا فهو من الظالمين المستحقين لعقوبه الله تعالى قال الله تعالى : ) و لا يحسبن الذين يبخلون بما ءاتاهم الله من فضلة هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا فيه يوم القيامه و لله ميراث السموات و الارض و الله بما تعملون خبير { [ ال عمران : 180 ]0
وفى صحيح البخارى عن ابي هريره رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” من اتاة الله ما لا فلم يؤد زكاتة كله يوم القيامه شجاعا اقرع له زبيبتان يطوقة يوم القيامه بعدها ياخذ بلهزمتية – يعني شدقية – يقول انا ما لك انا كنزك “0 الشجاع : ذكر الحيات،
والاقرع : الذي تمعط فروه راسة لكثرة سمة 0 و قال تعالى :
) و الذين يكنزون الذهب و الفضه و لا ينفقونها فسبيل الله فبشرهم بعذاب اليم (34) يوم يحمي عليها فنار جهنم فتكوي فيها جباههم و جنوبهم و ظهورهم ذلك ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون { [ التوبه : 34،
35] 0
وفى صحيح مسلم عن ابي هريره رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: ” ما من صاحب ذهب و لا فضه لا يؤدى حقها الا اذا كان يوم القيامه صفحت له صفائح من نار فاحمى عليها فنار جهنم ،
فيكوي فيها جنبة و جبينة و ظهرة ،
كلما بردت اعيدت فيوم كان مقدارة خمسين الف سنه ،
حتي يقضي بين العباد،
فيري سبيله،
اما الى الجنه و اما الى النار ” 0
وللزكاه فائدة اسلاميه و خلقيه و اجتماعيه كثيرة ،
نذكر منها ما ياتى :
فمن فوائدها الدينيه :
1- انها قيام بركن من اركان الاسلام الذي عليه مدار سعادة العبد فدنياة و اخراة 0
2- انها تقرب العبد الى ربة و تزيد فايمانة ،
شانها فذلك شان كل الطاعات 0
3- ما يترتب على ادائها من الاجر العظيم ،
قال الله تعالى : ) يمحق الله الربا و يربى الصدقات { [ سورة البقره : 276 ] و قال تعالى : ) و ما ءاتيتم من ربا ليربوا فاموال الناس فلا يربوا عند الله و ما ءاتيتم من زكاه تريدون و جة الله فاولئك هم المضعفون { [ الروم :39 ] 0 و قال النبى صلى الله عليه و سلم ” من تصدق بعدل تمره – اي ما يعادل تمره – من كسب طيب ،
ولا يقبل الله الا الطيب ،
فان الله ياخذها بيمينة بعدها يربيها لصاحبة كما يربى احدكم فلوة حتي تكون كالجبل ” رواة البخارى و مسلم 0
4- ان الله يمحو فيها الخطايا كما قال النبى صلى الله عليه و سلم ” و الصدقة تطفىء الخطيئه كما يطفىء الماء النار ” 0
والمراد بالصدقة هنا : الزكاه و صدقة التطوع جميعا 0
ومن فوائدها الخلقيه :
1- انها تلحق المزكى بركب الكرماء ذوى السماحه و السخاء 0
2- ان الزكاه تستوجب اتصاف المزكى بالرحمه و العطف على اخوانة المعدمين ،
والراحمون يرحمهم الله
3- انه من المشاهد ان بذل النفس المالى و البدنى للمسلمين يشرح الصدر و يبسط النفس و يوجب ان يصبح الانسان محبوبا بحسب ما يبذل من النفع لاخوانة 0
4- ان فالزكاه تطهيرا لاخلاق باذلها من البخل و الشح كما قال تعالى : ) خذ من اموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم فيها { [ التوبه : 103 ] 0
ومن فوائدها الاجتماعيه :
1- ان بها دفعا لحاجة الفقراء الذين هم السواد الاعظم فغالب البلاد 0
2- ان فالزكاه تقويه للمسلمين و رفعا من شانهم ،
و لذا كان احد جهات الزكاه الجهاد فسبيل الله كما سنذكرة ان شاء الله تعالى 0
3- ان بها ازاله للاحقاد و الضغائن التي تكون فصدور الفقراء و المعوزين ،
فان الفقراء اذا راوا تمتع الاغنياء بالاموال و عدم انتفاعهم بشيء منها ،
لا بقليل و لا بعديد ،
فربما يحملون عداوه و حقدا على الاغنياء حيث لم يراعوا لهم حقوقا ،
ولم يدفعوا لهم حاجة ،
فاذا صرف الاغنياء لهم شيئا من اموالهم على راس جميع حول زالت هذي الامور و حصلت الموده و الوئام 0
4- ان بها تنميه للاموال و تكثيرا لبركتها ،
كما جاء فالحديث عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال : ” ما نقصت صدقة من ما ل ” 0 اي : ان نقصت الصدقة المال عدديا فانها لن تنقصة بركة و زياده فالمستقبل بل يخلف الله بدلها و يبارك له فما له 0
5- ان له بها توسعه و بسطا للاموال فان الاموال اذا صرف منها شيء اتسعت دائرتها و انتفع فيها كثير من الناس ،
بخلاف اذا كانت دوله بين الاغنياء لا يحصل الفقراء على شيء منها 0
فهذه الفائدة كلها فالزكاه تدل على ان الزكاه امر ضروري لاصلاح الفرد و المجتمع 0 و سبحان الله العليم الحكيم 0
والزكاه تجب فاموال مخصوصه منها : الذهب و الفضه بشرط بلوغ النصاب ،
وهو فالذهب احد عشر جنيها سعوديا و ثلاثه اسباع الجنية ،
وفى الفضه سته و خمسون ريالا سعوديا من الفضه او ما يعادلها من الاوراق النقديه ،
والواجب بها ربع العشر ،
ولا فرق بين ان يصبح الذهب و الفضه نقودا ام تبرا ام حليا ،
وعلي ذلك فتجب الزكاه فحلى المرأة من الذهب و الفضه اذا بلغ نصابا ،
ولو كانت تلبسة او تعيرة ،
لعموم الادله الموجبه لزكاه الذهب و الفضه بدون تفصيل ،
ولانة و ردت احاديث خاصة تدل على و جوب الزكاه فالحلى و ان كان يلبس ،
مثل ما رواة عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما : ان امرأة اتت النبى صلى الله عليه و سلم و فيد ابنتها مسكتان من ذهب فقال : ” اتعطين زكاه ذلك ؟
” قالت : لا 0 قال : ” ايسرك ان يسورك الله بهما سوارين من نار ؟
” فالقتهما و قالت: هما لله و رسولة ” 0 قال فبلوغ المرام : رواة الثلاثه و اسنادة قوي و لانة احوط و ما كان احوط فهو اولي 0
ومن الاموال التي تجب بها الزكاه : عروض التجاره ،
وهي جميع ما اعد للتجاره من عقارات و سيارات و مواشى و اقمشه و غيرها من اصناف المال ،
والواجب بها ربع العشر ،
فيقومها على راس الحول بما تساوى و يظهر ربع عشرة ،
سواء كان اقل مما اشتراها فيه ام اكثر ام مساويا 0 فاما ما اعدة لحاجتة او تاجيرة من العقارات و السيارات و المعدات و نحوها فلا زكاه به لقول النبى صلى الله عليه و سلم : ” ليس على المسلم فعبدة و لا فرسة صدقة ” – اهل الزكاه هم الجهات التي تصرف اليها الزكاه ،
وقد تولي الله تعالى بيانها بنفسة فقال تعالى : ) انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفه قلوبهم و فالرقاب و الغارمين و فسبيل الله و ابن السبيل فريضه من الله و الله عليم حكيم { [ التوبه : 60 ] 0
فهؤلاء ثمانيه اصناف :
الاول : الفقراء و هم الذين لا يجدون من كفايتهم الا شيئا قليلا دون النصف ،
فاذا كان الانسان لا يجد ما ينفق على نفسة و عائلتة نص سنه فهو فقير فيعطي ما يكفية و عائلتة سنه 0
الثاني : المساكين و هم الذين يجدون من كفايتهم النصف فاكثر و لكن لا يجدون ما يكفيهم سنه كاملة فيكمل لهم نفقه السنه 00 و اذا كان الرجل ليس عندة نقود و لكن عندة مورد احدث من حرفه او راتب او استغلال يقوم بكفايتة فانه لا يعطي من الزكاه لقول النبى صلى الله عليه و سلم : ” لا حظ بها لغنى و لا لقوى مكتسب ” 0
الثالث : العاملون عليها و هم الذين يوكلهم الحاكم العام للدوله بجبايتها من اهلها ،
وتصريفها الى مستحقيها ،
وحفظها ،
ونحو هذا من الولايه عليها ،
فيعطون من الزكاه بقدر عملهم و ان كانوا اغنياء 0
الرابع : المؤلفه قلوبهم و هم رؤساء العشائر الذين ليس فايمانهم قوه ،
فيعطون من الزكاه ليقوي ايمانهم ،
فيكونوا دعاه للاسلام و قدوه صالحه ،
وان كان الانسان ضعيف الاسلام و لكنة ليس من الرؤساء المطاعين بل هو من عامة الناس ،
فهل يعطي من الزكاه ليقوي ايمانة ؟
يري بعض العلماء انه يعطي لان مصلحه الدين اعظم من مصلحه البدن ،
وها هو اذا كان فقيرا يعطي لغذاء بدنة ،
فغذاء قلبة بالايمان اشد و اعظم نفعا ،
ويري بعض العلماء انه لا يعطي لان المصلحه من قوه ايمانة مصلحه فرديه خاصة به0
الخامس : الرقاب و يدخل بها شراء الرقيق من الزكاه و اعتاقة ،
ومعاونه المكاتبين و فك الاسري من المسلمين 0
السادس : الغارمون و هم المدينون اذا لم يكن لهم ما ممكن ان يوفوا منه ديونهم ،
فهؤلاء يعطون ما يوفون فيه ديونهم قليلة كانت ام كثيرة 000 و ان كانوا اغنياء من جهه القوت ،
فاذا قدر ان هنالك رجلا له مورد يكفى لقوتة و قوت عائلتة ،
الا ان عليه دينا لا يستطيع و فاءة ،
فانة يعطي من الزكاه ما يوفى فيه دينة ،
ولا يجوز ان يسقط الدين عن مدينة الفقير و ينوية من الزكاه 0
واختلف العلماء فيما اذا كان المدين و الدا او و لدا ،
فهل يعطي من الزكاه لوفاء دينه؟
والصحيح الجواز 0
ويجوز لصاحب الزكاه ان يذهب الى صاحب الحق و يعطية حقة و ان لم يعلم المدين بذلك ،
اذا كان صاحب الزكاه يعرف ان المدين لا يستطيع الوفاء 0
السابع : فسبيل الله و هو الجهاد فسبيل الله فيعطي المجاهدون من الزكاه ما يكفيهم لجهادهم ،
ويشتري من الزكاه الات للجهاد فسبيل الله 0
ومن سبيل الله : العلم الشرعى ،
فيعطي طالب العلم الشرعى ما يتمكن فيه من طلب العلم من الكتب و غيرها ،
الا ان يصبح له ما ل يمكنة من تحصيل هذا فيه 0
الثامن : ابن السبيل و هو المسافر الذي انقطع فيه السفر فيعطي من الزكاه ما يوصلة لبلده0
فهؤلاء هم اهل الزكاه الذين ذكرهم الله تعالى فكتابة ،
واخبر بان هذا فريضه منه صادره عن علم و حكمه و الله عليم حكيم 0
ولا يجوز صرفها فغيرها كبناء المساجد و اصلاح الطرق ،
لان الله ذكر مستحقيها على سبيل الحصر ،
والحصر يفيد نفى الحكم عن غير المحصور به 0
واذا تاملنا هذي الجهات عرفنا ان منهم من يحتاج الى الزكاه بنفسة و منهم من يحتاج المسلمون الية ،
وبهذا نعرف مدي الحكمه فايجاب الزكاه ،
وان الحكمه منه بناء مجتمع صالح متكامل متكافئ بقدر الامكان ،
وان الاسلام لم يهمل الاموال و لا المصالح التي ممكن ان تبني على المال ،
ولم يترك للنفوس الجشعه الشحيحه الحريه فشحها و هواها ،
بل هو اعظم موجة للخير و مصلح للامم 0
والحمد لله رب العالمين 0
فى زكاه الفطر
زكاه الفطر فرضها رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الفطر من رمضان 0 قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : ” فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم الفطر من رمضان على العبد و الحر و الذكر و الانثى و الصغير و الكبير من المسلمين ” 0 (متفق عليه)
وهي صاع من اكل مما يقتاتة الادميون ،
قال ابو سعيد الخدرى رضى الله عنه : ” كنا نخرج يوم الفطر فعهد النبى صلى الله عليه و سلم صاعا من اكل ،
وكان طعامنا الشعير و الزبيب و الاقط و التمر ” رواة البخارى 0 فلا تجزئ الدراهم و الفرش و اللباس و اقوات البهائم و الامتعه و غيرها ،
لان هذا خلاف ما امر فيه النبى صلى الله عليه و سلم : ” من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد (اى مردود عليه)”0
ومقدار الصاع كيلوان و اربعون غراما من البر الجيد ،
هذا هو مقدار الصاع النبوى الذي قدر فيه النبى صلى الله عليه و سلم الفطر 0
ويجب اخراج الفطره قبل صلاه العيد و الاروع اخراجها يوم العيد قبل الصلاة ،
وتجزئ قبلة بيوم او بيومين فقط ،
ولا تجزئ بعد صلاه العيد لحديث ابن عباس رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه و سلم : ” فرض زكاه الفطر طهره للصائم من اللغو و الرفث و طعمه للمساكين،
فمن اداها قبل الصلاة فهي زكاه مقبولة ،
ومن اداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” رواة ابو داود و ابن ما جة 0 و لكن لو لم يعلم بالعيد الا بعد الصلاة او كان وقت اخراجها فبر او بلد ليس به مستحق – اجزا اخراجها بعد الصلاة عند تمكنة من اخراجها0
والله اعلم ،
وصلي الله و سلم على نبينا محمد و الة و صحبة 0
- تعبير عن الزكاة
- تعبير عن الزكاه
- موضوع تعبير عن الزكاة
- موضوع عن الزكاة
- نص عن الزكاه
- تعبير عن الذكاه
- تعبير الزكاه
- تعبير عن الزكات
- تعبير عن زكاة الفطر
- تعبير عن زكاة النفس