السلام عليكم، {قال انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون}
انا فتاة عمري 19 سنة، وبعد عدة اشهر ادخل العشرين، مشكلتي هي انني اريد الستر، ولكن لا يفهمني احد، في عائلتنا غير مسموح بذكر سيرة الزواج، وتعتبر جريمة، مع انه الى الان لم يتقدم لي احد، وكل الموضوع مجرد كلام واعجاب من قبل النساء، او السؤال عن العائلة.
الوحدة تقتلني، وانا اجتماعية -والحمد لله-، لكن مع ذلك هناك اوقات اشعر فيها بالوحدة، والحرام متوفر، وكثيرات ممن حولي – يستر الله علي وعليهن- وقعن فيه، وانا بصراحة انسانة اخاف على نفسي اكثر من اي شيء، وعندي عاطفة كبيرة، وحاليا مستمرة على سورة البقرة، فاذا قراتها بنية تحقيق امنية ما، فهل تتحقق؟ كثير من الناس يقولون لي لا تستعجلي، ولماذا انت مستعجلة؟ فهل استعجل على الحلال ام اقع في الحرام، اشيروا علي، وادعوا لي ربي يسعدكم.
الاخت الفاضلة/ روز حفظها الله.
وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، وهذه الرغبة الرائعة، فان هذه هي الفطرة، ونحب ان نؤكد لك ان الفتاة ينبغي ان تشغل نفسها بذكر الله واللجوء اليه والاقبال عليه -سبحانه وتعالى-، وسوف ياتيك ما قدره لك القدير، وارجو ان تنتبهي – ولله الحمد – وانت منتبهة متيقظة، فلا تسيري في طريق الهالكات، في طريق الغافلات، واعلمي ان المسلمة ينبغي ان تجاهد نفسها – رجلا كان او امراة – كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فانه اغض للبصر، واحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء).
وانت في شهر الصوم والمراقبة والاقبال على الله -تبارك وتعالى-، وانت -ولله الحمد- وردة متفتحة، وغدا سياتيك ما قدره لك القدير، فاجتهدي دائما في ان تكوني على الخير والطاعة، وحافظي على نفسك، وحافظي على وقارك، وحافظي على حياءك، وغض بصرك، وابتعدي عن كل ما يمكن ان يثير عندك مثل هذه العواطف، ووجهي ما عندك من عاطفة الى اخوانك الصغار، الى الوالدة، الى الوالد، الى محارمك، الى من عندك، الى صديقات صالحات، تعاوني معهن على البر والتقوى والنصح لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم.
نسال الله لك الهداية، وهذا الذي عندك هو الفطرة، ولكن ايضا يبتلينا الله بان نصبر، وان نحتسب، وسوف ياتي الرجل الذي هيئه الله لك في الوقت الذي قدره الله ويقدره الله، عليك ان تكثري من الدعاء، ونسال الله ان يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك، وان يكون ذلك عاجلا، واكثري من الدعاء، ونسال الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.