هل ختان الاناث حرام شرعا

1- اتفق الفقهاء على ان الختان فحق الرجال و الخفاض فحق الاناث مشروع،
ثم اختلفوا فكونة سنه او و اجبا.


2- الختان للرجال و النساء من صفات الفطره التي دعا اليها الاسلام و حث على الالتزام بها.

الجواب:

قال الله تعالى: {ثم اوحينا اليك ان اتبع مله ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين} [النحل: 123]،
وفي الحديث الشريف (متفق عليه – البخارى فكتاب بدء الخلق و فباب الختان فكتاب الاستئذان – و مسلم فباب فضائل ابراهيم – فكتاب الفضائل ): “اختتن ابراهيم و هو ابن ثمانين سنة”.

وروي ابو هريره رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “الفطره خمس او خمس من الفطره الختان و الاستحداد و نتف الابط و قص الشارب و تقليم الاظافر” (متفق عليه – شرح السنه للبغوي ج – 12 ص 109 باب الختان)،
وقد تحدث الامام النووي الشافعي فالمجموع (ج1 ص 284 فتفسير الفطره بان اصلها الخلقة)،
قال الله تعالى: {فطره الله التي فطر الناس عليها} [الروم: 30]،
واختلف فتفسيرها فالحديث قال الشيرازى و الماوردى و غيرهما: هي الدين،
وقال الامام ابو سليمان الخطابي: فسرها اكثر العلماء فالحديث بالسنة،
ثم عقب النووى بعد سرد هذي الاقوال و غيرها بقوله قلت تفسير الفطره هنا بالنسبة هو الصواب.

ففى صحيح البخارى عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: “من السنه قص الشارب و نتف الابط و تقليم الاظافر”،
واصح ما فسر فيه غريب الحديث تفسيرة بما جاء فروايه اخرى،
لاسيما فصحيح البخاري.

وقد اختلف ائمه المذاهب و فقهاؤها فحكم الختان: قال ابن القيم (هامش شرح السنه للبغوي ج – 2 ص 110 فباب الختان ) فكتابة (تحفه المودود): اختلف الفقهاء فذلك.


فقال الشعبى و ربيعه و الاوزاعى و يحيي بن سعيد الانصارى و ما لك و الشافعى و احمد هو و اجب،
وشدد به ما لك حتي قال: من لم يختتن لم تجز امامتة و لم تقبل شهادته،
ونقل كثير من الفقهاء عن ما لك،
انة سنة،
حتي قال القاضى عياض: الاختتان عند ما لك و عامة العلماء سنة،
ولكن السنه عندهم ياثم تاركها،
فهم يطلقونها على مرتبه بين الفرض و الندب،
وقال الحسن البصري و ابو حنيفه لا يجب بل هو سنة.

وفي فقة الامام ابي حنيفه (الاختيار شرح المختار للموصلى ج – 2 ص 121 فكتاب الكراهية) ان الختان للرجال سنة،
وهو من الفطرة،
وللنساء مكرمة،
فلو اجتمع اهل مصر (بلد) على ترك الختان قاتلهم الامام،
لانة من شعائر الاسلام و خصائصه.

والمشهور ففقة الامام ما لك فحكم الختان للرجال و النساء كحكمة ففقة الامام ابي حنيفة.

وفقة الامام الشافعى (ج – 1 ص 297 من المهذب للشيرازى و شرحة المجموع للنووي) ان الختان و اجب على الرجال و النساء.

وفقة الامام احمد بن حنبل (المغني لابن قدامه ج – 1 ص 70 مع الشرح الكبيرة) ان الختان و اجب على الرجال،
ومكرمه فحق النساء و ليس بواجب عليهن،
وفى روايه ثانية عنه انه و اجب على الرجال و النساء كمذهب الامام الشافعي.

وخلاصه هذي (الافصاح عن معاني الصحاح ليحيي بن هبيره الحنبلى ج – 1 ص 206 ) الاقوال ان الفقهاء اتفقوا على ان الختان فحق الرجال و الخفاض فحق الاناث مشروع،
ثم اختلفوا فو جوبه،
فقال الامامان ابو حنيفه و ما لك هو مسنون فحقهما و ليس بواجب و جوب فرض و لكن ياثم بتركة تاركه،
وقال الامام الشافعى هو فرض على الذكور و الاناث،
وقال الامام احمد هو و اجب فحق الرجال،
وفي النساء عنه روايتان اظهرهما الوجوب.

والختان فشان الرجال قطع الجلده التي تغطي الحشفة،
بحيث تنكشف الحشفه كلها،
وفي شان النساء قطع الجلده التي فوق مخرج البول دون مبالغه فقطعها و دون استئصالها،
وسمي بالنسبة لهن (خفاضا).

وقد استدل الفقهاء على خفاض النساء بحديث ام عطيه رضى الله عنها قالت: ان امرأة كانت تختن بالمدينة،
فقال لها النبى صلى الله عليه و سلم: “لا تنهكى،
فان هذا احظي للزوج،
واسري للوجه”.


و جاء هذا مفصلا فروايه ثانية تقول: (انة عندما هاجر النساء كان فيهن ام حبيبة،
وقد عرفت بختان الجوارى،
فلما راها رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها: “يا ام حبيبه هل الذي كان فيدل،
هو فيدك اليوم”،
فقالت: نعم يا رسول الله،
الا ان يصبح حراما فتنهاني عنه،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “بل هو حلال،
فادنى مني حتي اعلمك”،
فدنت منه،
فقال: “يا ام حبيبة،
اذا انت فعلت فلا تنهكى،
فانة اشرق للوجة و احظي للزوج”،
ومعنى: “لا تنهكي” لا تبالغى فالقطع و الخفض ،

ويؤكد ذلك الحديث الذي رواة ابو هريره رضى الله عنه ان الرسول صلى الله عليه و سلم قال: “يا نساء الانصار اختفضن (اي اختتن) و لا تنهكن” (الا تبالغن فالخفاض)،
وهذا الحديث جاء مرفوعا (نيل الاوطار للشوكاني ج1 ص113 ) بروايه ثانية عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما.

وهذه الروايات و غيرها تحمل دعوه الرسول صلى الله عليه و سلم الى ختان النساء و نهية عن الاستئصال.

وقد علل ذلك فايجاز و اعجاز،
حيث اوتي جوامع الكلم فقال: “فانة اشرق للوجة و احظي للزوج”.

وهذا التوجية النبوي انما هو لضبط ميزان الحس الجنسي عند الفتاة،
فامر بخفض الجزء الذي يعلو مخرج البول،
لضبط الاشتهاء،
والابقاء على لذات النساء،
واستمتاعهن مع ازواجهن،
ونهي عن اباده مصدر ذلك الحسن و استئصاله،
وبذلك يصبح الاعتدال فلم يعدم المرأة مصدر الاستمتاع و الاستجابة،
ولم يبقها دون خفض فيدفعها الى الاستهتار،
وعدم القدره على التحكم فنفسها عند الاثارة.

لما كان هذا كان المستفاد من النصوص الشرعية،
ومن اقوال الفقهاء على النحو المبين و الثابت فكتب السنه و الفقه ان الختان للرجال و النساء من صفات الفطره التي دعا اليها الاسلام و حث على الالتزام فيها على ما يشير الية تعليم رسول الله طريقة الختان،
وتعبيرة فبعض الروايات بالخفض،
مما يدل على القدر المطلوب فختانهن.

قال الامام البيضاوي ان حديث: “خمس من الفطرة” عام فختان الذكر و الانثى،
وقال (ج1 ص113 ) الشوكانى فنيل الاوطار: ان تفسير الفطره بالسنه لا يراد فيه السنه الاصطلاحيه المقابله للفرض و الواجب و المندوب،
وانما يراد فيها الطريقة،
اي كيفية الاسلام،
لان لفظ السنه فلسان الشارع اعم من السنه فاصطلاح الاصوليين.

ومن هنا اتفقت كلمه فقهاء المذاهب على ان الختان للرجال و النساء من فطره الاسلام و شعائره،
وانة امر محمود،
ولم ينقل عن احد من فقهاء المسلمين فيما طالعنا من كتبهم التي بين ايدينا – القول بمنع الختان للرجال او النساء،
او عدم جوازة او اضرارة بالانثى،
اذا هو تم على الوجة الذي علمة الرسول صلى الله عليه و سلم لام حبيبه فالروايه المنقوله انفا.


اما الاختلاف فو صف حكمه،
بين و اجب و سنه و مكرمة،
فيكاد يصبح اختلافا فالاصطلاح الذي يندرج تحتة الحكم.


يشير الى ذلك ما نقل ففقة (الاختيار شرح المختار ص 121 ج – 2 ) الامام ابي حنيفه من انه لو اجتمع اهل مصر على ترك الختان،
قاتلهم الامام (ولي الامر) لانة من شعائر الاسلام و خصائصه،
كما يشير الية كذلك ان مصدر تشريع الختان هو اتباع مله ابراهيم،
وقد اختتن،
وكان الختان من شريعته،
ثم عدة الرسول صلى الله عليه و سلم من خصال الفطرة،
واميل الى تفسيرها بما فسرها فيه الشوكانى – حسبما سبق – بانها السنه التي هي كيفية الاسلام و من شعائرة و خصائصه،
كما جاء ففقة الحنفيين.

واذا: ربما استبان مما تقدم ان ختان البنات المسئول عنه من فطره الاسلام و طريقتة على الوجة الذي بينة رسول الله صلى الله عليه و سلم،
فانة لا يصح ان يترك توجيهة و تعليمة الى قول غيرة و لو كان طبيبا،
لان الطب علم و العلم متطور،
تتحرك نظرتة و نظرياتة دائما،
و لذا نجد ان قول الاطباء فهذا الامر مختلف.


فمنهم من يري ترك ختان النساء،
واخرون يرون ختانهن،
لان ذلك يهذب كثيرا من اثاره الجنس لاسيما فسن المراهقه التي هي اخطر مراحل حياة الفتاة،
ولعل تعبير بعض روايات الحديث الشريف فختان النساء بانه مكرمه يهدينا الى ان به الصون،
وانة طريق للعفة،
فوق انه يقطع تلك الافرازات الدهنيه التي تؤدي الى التهابات مجري البول و موضع التناسل،
والتعرض بذلك للامراض الخبيثة،
هذا ما قالة الاطباء المؤيدون لختان النساء.

واضافوا ان الفتاة التي تعرض عن الختان تنشا من صغرها و فمراهقتها حاده المزاج سيئه الطبع،
وهذا امر ربما يصورة لنا ما صرنا الية فعصرنا من تداخل و تزاحم،
بل و تلاحم بين الرجال و النساء فمجالات الملاصقه و الزحام التي لا تخفي على احد،
فلو لم تقم الفتاة بالاختتان لتعرضت لمثيرات عديده تؤدي فيها – مع موجبات اخرى،
تذخر فيها حياة العصر،
وانكماش الضوابط به – الى الانحراف و الفساد.

واذا كان هذا فما وقت الختان شرعا اختلف الفقهاء فو قت الختان فقيل حتي يبلغ الطفل،
وقيل اذا بلغ تسع سنين.


و قيل عشرا،
وقيل متي كان يطيق الم الختان و الا فلا (المراجع السابقة) و الظاهر من ذلك انه لم يرد نصف صريح صحيح من السنه بتحديد وقت للختان،
وانة متروك لولي امر الطفل بعد الولاده – صبيا او بنوته – فقد و رد ان النبى صلى الله عليه و سلم ختن الحسن و الحسين رضى الله عنهما يوم السابع من و لادتيهما،
فيفوض امر تحديد الوقت للولي،
بمراعاه طاقة المختون و مصلحته.

لما كان ذلك: ففي و اقعه السؤال ربما بان ان ختان البنات من سنن الاسلام و طريقتة لا ينبغي اهمالهما بقول احد،
بل يجب الحرص على ختانهن بالكيفية و الوصف الذي علمة رسول الله صلى الله عليه و سلم لام حبيبة،
ولعلنا فهذا نسترشد بما قالت حين حوارها مع الرسول: هل هو حرام فتنهانى عنه؟
فكان جوابة عليه الصلاة و السلام و هو الصادق الامين: “بل هو حلال”.

كل ما هناك ينبغي البعد عن الخاتنات اللاتي لا يحسن ذلك العمل و يجب ان يجري الختان على ذلك الوجة المشروع.
ولا يترك ما دعا الية الاسلام يقول فرد او افراد من الاطباء لم يصل قولهم الى مرتبه الحقيقة العلميه او الواقع التجريبى،
بل خالفهم نفر كبير من الاطباء ايضا،
وقطعوا بان ما امر فيه الاسلام له دواعية الصحيحة و فائدة الجمه نفسيا و جسديا.

هذا و ربما و جميع الله سبحانة امر الصغار الى ابائهم و اولياء امورهم و شرع لهم الدين و بينة على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم،
فمن اعرض عنه كان مضيعا للامانه التي و كلت الية على نحو ما جاء فالحديث الشريف فيما روي البخارى و مسلم (زاد المسلم فيما اتفق عليه البخارى و مسلم ج – 1 ص 302 ) عن ابن عمر رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: “كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته،
فالامام راع و هو مسئول عن رعيته،
والرجل راع فاهلة و هو مسئول عن رعيته،
والمرأة راعيه فبيت زوجها و هي مسئوله عن رعيتها،
والخادم راع فما ل سيدة و هو مسئول عن رعيته،
والرجل راع فما ل ابية و هو مسئول عن رعيته،
فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته”،
والله سبحانة و تعالى اعلم.

  • ختان الاناث الايراني
  • هل ختان الإناث حرام شرعا؟


هل ختان الاناث حرام شرعا