هل سيحاسبني الله

هل سيحاسبني الله 20160919 1213

السؤال

عندي و سواس دائم،
ودائما ما تحدثنى نفسي بالخير و احيانا بالشر،
ولكنى و الله دائما ما اعمل الخير.

كما اننى كثيرا ما اتخيل ان ابنتى المتوفاه بجانبي،
واننى اتحدث معها فصمت،
فهل سيحاسبنى الله على ذلك؟
وكيف اتوب الى الله؟

الاجابة

 

الاخت الفاضلة/ المشتاقه للفردوس حفظها الله.


و بركاته،
وبعد:

مرحبا بك -اختنا الكريمة– ،

ونسال الله لك العافية،
وان ياجرك فكل ما اصابك،
وان يبدلك خيرا مما فاتك.

اما عن الوساوس –ايتها الكريمة–: فاعلمي ان علاجها هو الاعراض عنها،
وعدم الالتفات اليها،
واللجوء الى الله تعالى بالاستعاذه من الشيطان و وساوسه،
فاذا فعلت هذا و صبرت على ذلك الطريق؛
فان الله تعالى سيصرفها عنك.

واما ما تحدثين فيه نفسك من الشر: فاعلمي ان الله تعالى تجاوز لهذه الامه ما حدثت فيه نفسها ما لم تعمل او تتكلم،
وهذا من فضل الله تعالى و سعه رحمته،
فلا تقلقي،
ولا تدعى للشيطان سبيلا يتسلل منه الى قلبك؛
ليورثك الحزن و الكابة،
واصرفى قواك الذهنيه و النفسيه و البدنيه للمزيد من القربات التي تنفعك فدنياك و اخرتك،
فاكثرى من ذكر الله،
واستكثرى من الاستغفار و الصلوات و نوعيات الخير و القربات،
فان هذا يملا و قتك بما يطرد عنك الهم و القلق،
كما انه يعود عليك بسعادة العاجل و الاجل،
والنفس –ايتها الكريمة– ان لم يشغلها صاحبها بالخير شغلتة بغيره.

واما التخيلات التي تتخيلنها فشان ابنتك: فان الله تعالى لا يؤاخذك بها،
ولا تاثمين بذلك،
ولكنها تخيلات لا تنفعك،
بل ربما تعود عليك بانواع من الاضرار،
كاثاره الاسي و الحزن،
ونحو ذلك،
فالخير لك فان تصرفى نفسك عنها،
وان تشتغلى بالنافع.

فخلاصه و صيتنا لك هي: الوصيه النبويه العظيمه التي قال بها النبى -صلي الله عليه و سلم-: (احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجز)،
فاصرفى همك و حرصك و اجتهادك نحو النافع من امر الدين او من امر الدنيا،
واستعيني على دينك بمصاحبه الصالحات،
والاكثار من حضور مجالس الذكر و سماع المواعظ،
والاشتغال بتعلم العلم النافع،
فان هذي من اجل القرب التي يتقرب فيها الى الله تعالى.

واما الاستغفار فصيغة كثيرة،
فاذا قلت: (استغفر الله العظيم الذي لا الة الا هو الحى القيوم و اتوب اليه)؛
فهذه من امثل الصيغ،
وسيد الاستغفار ربما و صفة النبى -صلي الله عليه و سلم– بهذا الوصف بانه سيد الاستغفار،
وهو ان يقول الانسان: (اللهم انت ربي،
لا الة الا انت،
خلقتنى و انا عبدك،
وانا على عهدك و وعدك ما استطعت،
اعوذ بك من شر ما صنعت،
ابوء لك بنعمتك علي،
وابوء بذنبي،
فاغفر لي،
فانة لا يغفر الذنوب الا انت).

وقد علم النبى -صلي الله عليه و سلم– ابا بكر الصديق –رضى الله عنه– ان يقول فدعائه: (اللهم انني ظلمت نفسي ظلما كبيرا و انه لا يغفر الذنوب الا انت،
فاغفر لى مغفره من عندك،
وارحمني،
انك انت الغفور الرحيم).

وكل صيغ الاستغفار تؤدى المقصود،
ولكنها متفاوته فالثواب و الاجر،
فاذا قال الانسان: (اللهم اغفر لي) فقد استغفر،
واذا قال: (استغفر الله) فقد استغفر،
وهكذا.

نسال الله لك المزيد من التوفيق و الصلاح و الاعانه على الخير.


هل سيحاسبني الله