وعجلت اليك رب لترضى لا حياة بدون صلاة

وعجلت لترضى لا صلاة رب حياة بدون اليك 20160920 1813

ان الشوق هو سفر القلب فطلب محبوبه،
بحيث لا يقر قرارة حتي يظفر فيه و يحصل له؛
فكانة لهيب ينشا فاوساط الحشا سببة الفرقة،
فاذا و قع اللقاء اطفا هذا اللهيب,
فلا محبوب عندة فالحقيقة الا الله -سبحانة و تعالى-,
ولا مستحق للمحبه التامه احدا سواه…

الخطبة الاولى:

ان الحمد لله نحمدة و نستعينة و نستغفره،
ونعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا،
من يهدة الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادى له.
واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له،
واشهد ان محمدا عبدة و رسوله.

قال تعالى: (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاتة و لا تموتن الا و انتم مسلمون) [ال عمران: 102],
وقال سبحانه: (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا * يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسولة فقد فاز فوزا عظيما) [الاحزاب: 70،
71].

اما بعد: فان اصدق الحديث كتاب الله،
وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم،
وشر الامور محدثاتها،
وكل محدثه بدعة،
وكل بدعه ضلالة،
وكل ضلاله فالنار.

اوصى نفسي و اياكم -عباد الله- بتقوي الله و الاستعداد ليوم العرض على الله.

عباد الله: حديثنا اليوم عن امر عجيب,
يقطع الاكباد,
ويهيج و يلهب القلوب,
للقاء المحبوب,
ويحركة و يسافر فيه نحو علام الغيوب,
ويولد به الاستقامه و حب العبادة؛
ليشاهد جمال المحبوب و جلالة و عظمته.

انة راس ما ل السالكين،
ومفتاح ابواب السعادة للطالبين،
ولا تخلو منه قلوب العارفين.
انة البيته التي بها يتنافس المتنافسون،
واليها يشخص العاملون,
وهو الحياة التي من حرمها فهو من جمله الاموات،
والنور الذي من فقدة فهو فبحار الظلمات.

انة امر كان رسول الله -صلي الله عليه و سلم- كثيرا ما يدعوا ربة ان يرزقة اياه,
انة السير الى الله و الشوق الى لقائه.
فقد ثبت من حديث عمار بن ياسر -رضى الله عنه- قال كان النبى -عليه الصلاة و السلام- يقول: “اللهم اسالك لذه النظر الى و جهك،
والشوق الى لقائك،
فى غير ضراء مضرة،
ولا فتنه مضلة” [صحيح سنن النسائي (1237).].
وكان -صلي الله عليه و سلم- يقول فصلاتة من حديث قيس بن عباد -رضى الله عنه-: “واسالك الرضا بالقضاء و برد العيش بعد الموت,
ولذه النظر الى و جهك و الشوق الى لقائك…” [صحيح النسائي (1305)].

ولما خيرة ربة بين زهره الحياة الدنيا و بين ما عند الله اختار لقاء الله,
ثم خرج على اصحابة فقال لهم: “ان عبدا خيرة الله بين الدنيا و بين ما عند الله،
فاختار ما عند الله”.
فبكي اصحاب رسول الله -صلي الله عليه و سلم-.
فلما حضرتة الوفاه حقق ذلك الشوق و الحنين فقال: “بل الرفيق الاعلي بل الرفيق الاعلي بل الرفيق الاعلى” [صحيح الترمذى -(3660)].

بل كان انبياء الله -عليهم الصلاة و السلام- يسالون ربهم ذلك الامر و يذكرونة و يحبونه,
ففى اخبار داود – السلام-: “ان الله تعالى قال: يا داود ابلغ اهل ارضى انني حبيب لمن احبني,
وجليس لمن جالسني,
ومؤنس لمن انس بذكري,
وصاحب لمن صاحبني,
ومختار لمن اختارني,
ومطيع لمن اطاعني,
ما احبنى عبد اعلم هذا يقينا من قلبه؛
الا قبلتة لنفسي و احببتة حبا لا يتقدمة احد من خلقي,
من طلبنى بالحق و جدني,
ومن طلب غيرى لم يجدني,
فارفضوا يا اهل الارض ما انتم عليه من غرورها,
وهلموا الى كرامتى و مصاحبتى و مجالستى و ائنسوا بى اؤانسكم و اسارع الى محبتكم,
فانى خلقت طينه احبائى من طينه ابراهيم خليلى و موسي نجيى و محمد صفيي,
وخلقت قلوب المشتاقين من نورى و نعمتها بجلالي”.

ويقول ابو الدرداء -رضى الله عنه- لكعب الاحبار: “اخبرنى عن اخص ايه – يعني فالتوراة- فقال: يقول الله تعالى: طال شوق الابرار الى لقائى و انني الى لقائهم لاشد شوقا”.
قال: و مكتوب الى جانبها: “من طلبنى و جدنى و من طلب غيرى لم يجدني”.
فقال ابو الدرداء: “اشهد انني لسمعت رسول الله -صلي الله عليه و سلم- يقول هذا”.

واوحي الله تعالى الى داود: “يا داود لو يعلم المدبرون عنى كيف انتظارى لهم و رفقى بهم و شوقى الى ترك معاصيهم؛
لماتوا شوقا الى و تقطعت اوصالهم من محبتي.
يا داود هذي ارادتى فالمدبرين فكيف ارادتى فالمقبلين علي,
يا داود احوج ما يصبح العبد الى اذا استغني عني,
وارحم ما اكون بعبدى اذا ادبر عني,
واجل ما يصبح عندي اذا رجع الي”.

ايها الناس: ان الشوق هو سفر القلب فطلب محبوبه،
بحيث لا يقر قرارة حتي يظفر فيه و يحصل له؛
فكانة لهيب ينشا فاوساط الحشا سببة الفرقة،
فاذا و قع اللقاء اطفا هذا اللهيب,
فلا محبوب عندة فالحقيقة الا الله -سبحانة و تعالى-,
ولا مستحق للمحبه التامه احدا سواه.

يقول الله -سبحانة و تعالى- عن نبية يعقوب -عليه السلام-: (قال انما اشكو بثى و حزنى الى الله و اعلم من الله ما لا تعلمون) [يوسف: 86 ] و قال عن موسي -عليه الصلاة و السلام- انه قال: (وعجلت اليك رب لترضى) [طه: 84 ] قال بعض السلف: معناة شوقا اليك.
وقال عن نوح: (فدعا ربة انني مغلوب فانتصر) [القمر: 10]،وقال عن يونس: (فنادي فالظلمات ان لا الة الا انت سبحانك انني كنت من الظالمين) و قال عن زكريا: (قال رب انني و هن العظم منى و اشتعل الراس شيبا و لم اكن بدعائك رب شقيا) [مريم: 4 ].
وقال عن خليلة ابراهيم -عليه الصلاة و السلام-: (والذى اطمع ان يغفر لى خطيئتى يوم الدين * رب هب لى حكما و الحقنى بالصالحين) [ الشعراء: 82-83].

فكل دعاء انبياء الله و رسل الله -عليهم الصلاة و السلام اجمعين رجوع لله!
وطلب لله!
وشوق لله!
ونظر لله!
واكتفاء بالله!
وتعلق بالله!
ويقين بالله!
وشهود لله!
وحب لله!.
وهذا السؤال منهم الذي يعبر عن شوقهم الى الله و تلهفهم الية هو عبادة,
لقول النبى -صلي الله عليه و سلم- كما فحديث النعمان بن بشير -رضى الله عنه-: “الدعاء هو العبادة” [صحيح الترغيب –(1627)].
ويقول البراء بن عازب -رضى الله عنه-: “والشوق روح الدعاء و محركه،
ومائة و حقيقته،
فمشتاق لما عندة الله و مثوبه الله،
ومشتاق لله و وجه الله،
وكل بيد الله و رحمه الله”.

ان الشوق الى الله لذه لا يتلذذ فيها الا من عاش مع الله,
وتلذذ بمعاني هذي الحياة مع الله!!
واصبح لا يجرى فقلبة غير الله,
يعيش حياة الملوك من عرف الله حتي لو كان لا يجد ما كله و مشربة و ملبسه,
حتي لو كان لا يجد ما يظلة من لفح الشمس فظلة ذاك الحب الذي خالط شغاف قلبة و سري فعروقه,
حتي و لو كان الم المرض يكسر عظامة و يفتت لحمة فقد خدر هذا الحب جسده,
فلم يعد يشعر بشيء غير الله.
يقول الحسن -رحمة الله تعالى-: “والذى نفسي بيدة ما اصبح فهذه القريه من مؤمن الا و ربما اصبح مهموما محزونا،
ففروا الى ربكم و افزعوا اليه؛
فانة ليس لمؤمن راحه دون لقائه”.

وكان ابو الدرداء -رضى الله عنه- يقول: “احب الموت اشتياقا لربي”.
ويقول عبدالله بن زكريا: “لو خيرت بين ان اعيش ما ئه سنه فطاعه الله او اقبض فيومي ذلك او فساعتى هذه؛
لاخترت ان اقبض فيومي ذلك و ساعتى هذي شوقا الى الله و الى رسولة -صلي الله عليه و سلم- و الى الصالحين من عباده”.
وقال يحيي بن معاذ: “يخرج العارف من الدنيا و لا يقضى و طرة من شيئين: بكاؤة على نفسه,
وشوقة الى ربه”.
ويقول عبدالواحد بن زيد: “يا اخوتاة الا تبكون شوقا الى الله؟
الا من بكي شوقا الى سيدة لم يحرمة النظر اليه”.

وكان ابو عبيده الخواص يمشي فالاسواق و يقول: “واشوقاة الى من يرانى و لا اراه”.
وكان الحارث بن عمير يقول اذا اصبح: “اصبحت و نفسي و قلبي مصر على حبك و مشتاق الى لقائك,
فعجل بذلك قبل ان ياتينى سواد الليل”.
فاذا امسي قال ايضا فلم يزل على كهذه الحال ستين سنة!.

وتاملوا قصة ابي الدحداح -رضى الله عنه- كيف حرك الشوق قلبة و ملابس حب البذل اشتياقا للاجر العظيم من الله -سبحانة و تعالى-,
فعن عبدالله بن مسعود قال: “لما نزلت هذي الاية: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفة له) [ الحديد: 11 ] قال ابو الدحداح الانصاري: و ان الله يريد منا القرض؟
قال النبى –عليه الصلاة و السلام-: “نعم يا ابا الدحداح” قال: “ارنى يدك يا رسول الله،
قال فناولة رسول الله يده،
قال فانى اقرضت ربى حائطى قال: حائطة له ستمائه نخله و ام الدحداح به و عيالها.
قال فجاء ابو الدحداح فنادى يا ام الدحداح!
قالت: لبيك،
قال: اخرجى من الحائط فانى اقرضتة ربى -عز و جل-.
[صححة الالبانى مشكلة الفقر (120)].

وفى معركه بدر صاح النبى -صلي الله عليه و سلم- فاصحابة و قال لهم: “قوموا الى جنه عرضها السموات و الارض,
والذى نفس محمد بيدة لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر؛
الا ادخلة الله الجنة”.
فالقي عمير بن الحمام تمرات كانت فيده,: و قال و الله انها لحياة طويله حتي طعام هذي التمرات فقاتل حتي قتل.

ولما حضرت بلال بن ابي رباح الوفاه و غشيتة سكرات الموت,
قالت امراته: و اكرباه،
فقال لها بلال: بل و افرحاه،
غدا القي الاحبه محمدا و حزبه.

فهؤلاء قوم ائتمروا بامر الله و ساروا على نهج الله فاشتاقوا للقاء الله و الشرب من حوض رسول الله -صلي الله عليه و الة و سلم-,
قلوبهم ساجده تحت العرش،
وابدانهم تحن و تئن الى الملا الاعلي حنين الطيور الى اوكارها.

حالهم كحال المحب الذي غاب عنه محبوبة الذي لا غني له عنه،
ولا بد له منه،
فهو احدث خطراتة عند منامه،
واولها عند استيقاظه،
فاذا استيقظ احدهم،
فاول ما يجرى على لسانة ذكر محبوبه،
والتوجة اليه،،
والتملق بين يديه،
اشتياقا الية و خوفا من ان يكلة الى نفسه،
فيكلة الى ضعه و ضعف و عجز،
وخطيئة.

ليس فقلوبهم محبوب اعظم و لا احب من الله -عز و جل-،
فمحبتة فوق جميع محبة،
كما قال تعالى: (والذين امنوا اشد حبا لله) [البقرة: 165]،
ويقول الرسول -صلي الله عليه و سلم-: “من احب لقاء الله احب الله لقاءه،
ومن كرة لقاء الله كرة الله لقاءه”.
فقالت عائشه او بعض ازواجه: “انا لنكرة الموت” قال: “ليس ذاك،
ولكن المؤمن اذا حضرة الموت بشر برضوان الله و كرامته,
فليس شيء احب الية مما امامه،
فاحب لقاء الله و احب الله لقاءه،
وان الكافر اذا حضرة الموت بشر بعذاب الله و عقوبته،
فليس اكرة الية مما امامة فكرة لقاء الله و كرة الله لقاءه” [البخاري(6507)مسلم(2684)] و فروايه ثانية يقول: “من احب لقاء الله -عز و جل- احب الله تعالى لقاءه،
ومن كرة لقاء الله تعالى كرة الله -عز و جل- لقاءه”،
فبكي القوم،
فقالوا: يا رسول الله،
واينا لا يكرة الموت؟
قال: “لست هذا اعني،
ولكن الله -تبارك و تعالى- قال (فاما ان كان من المقربين فروح و ريحان و جنت نعيم)،
فاذا كان عند هذا احب لقاء الله تعالى،
والله -عز و جل- للقائة احب،
(واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم)،
فاذا كان ايضا كرة لقاء الله تعالى،
والله -عز و جل- للقائة اكره


وعجلت اليك رب لترضى لا حياة بدون صلاة