رقم الحديث: 27
(حديث مرفوع) حدثنا ازهر بن مروان الرقاشى ،
قال : حدثنا جعفر بن سليمان ،
قال : حدثنا اشرس ابو شيبان ،
عن عطاء الخراسانى ،
عن ابن عباس ،
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
قال : ” ياتى على الناس زمان يذوب به قلب المؤمن ،
كما يذوب الملح فالماء ” ،
قيل : مم ذاك ؟
،
قال : ” مما يري من المنكر لا يستطيع ان يغيرة ” .
المنكر لغة: الدهاء و الفطنة.
و رجل نكر و منكر: داة فطن.
و المنكر جميع ما قبحة الشرع و حرمة و نهي عنه.
ان الوقوع فالمنكر لا يدل ابدا على الفطنه و الذكاء خلافا للقاعده اللغوية!!
ان الذكى الحصيف هو الذي يقدر للامور مقاديرها و يزنها بميزان الشرع،
ويعرضها على الكتاب و السنه فما و افق اقدم و ما خالف امتنع و احجم.
ولشيخ الاسلام ابن تيميه – رحمة الله – مقوله رائعة عن اهل الكلام بين بها ان ذكاءهم اصبح و بالا عليهم،
قال – رحمة الله – عنهم: (….
اوتوا ذكاء و ما اوتوا زكاء،
واعطوا فهوما و ما اعطوا علوما،
واعطوا سمعا و ابصارا و افئده فما اغني عنهم سمعهم و لا ابصارهم و لا افئدتهم من شيء…).
نعم،
قد تكون المنكرات ذات بريق لكنة خادع،
وذات لالاء كاذب،
فهي تخفى فطياتها الشقوه و الحيره و النكسه و الارتكاس.
و التاريخ يخبرنا بان المؤمن ان لم ينة عن المنكر ربما يهلكة هذا المنكر الذي لم ينة عنه،
و لذا قوي الوازع الدينى لدي العبد علم بان ذلك المنكر جدارا سرعان ما ينقض على صاحبه.
و سوف ياتى هذا الزمان الذي يذوب به قلب المؤمن كما يذوب الملح فالماء،
لعدم قدرتة على تغيير المنكر(1).
يا سائلي: مهلا ففى عصرنا
صقر رمي الريش لمستنسر
عالمنا جمد احساسي
حب الربا و الخمر و الميسر
قد و اجة الله بعصيانه
و اغلق السمع عن المنذر
يقول ابراهيم النخعى – يرحمة الله -:
كان بالكوفه فتي رائع الوجة شديد التعبد و الاجتهاد..
فنزل فجوار قوم من النخع،
فنظر الى جاريه منهم،
رائعة فهويها و هام فيها عقله،
ونزل بالجاريه ما نزل بالفتى..
فارسل يخطبها من ابيها،
فاخبرة ابوها انها مسماه لابن عم لها..
فلما اشتد عليهما ما يقاسيانة من الم الهوى،
ارسلت الية الجارية: ربما بلغنى شده محبتك لي،
وقد اشتد بلائى بك،
فان شئت زرتك،
وان شئت سهلت لك ان تاتينى الى بيتي..
قال للرسول: و لا واحده من هاتين الخلتين “انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم”،
اخاف نارا لا يخبو سعيرها..
ولا يخمد لهيبها..
فلما ابلغها الرسول قوله قالت: و اراة مع ذلك يخاف الله؟!
والله ما احد احق بهذا من احد و ان العباد به لمشتركون..
ثم انخلعت من الدنيا و القت علائقها خلف ظهرها و جعلت تتعبد.
فالموفق من ناي بنفسة عن مراتع المنكرات و خطوات الشيطان ،
ففى هذا الفلاح فالدارين .
وان من اعظم الافات اخي المبارك ان ياتى المنكر من يعظ الناس بالامر بالمعروف،
قال _تعالى_: “اتامرون الناس بالبر و تنسون انفسكم” (البقرة: من الاية44) و قال _عليه الصلاة و السلام_ فالحديث الصحيح: يجاء بالرجل يوم فيلقي فالنار،
فتندلق اقتابه(2) فيدور فيها كما يدور الحمار برحاه،
فتتجمع اهل النار عليه،
فيقولون: يا فلان!
الست كنت تامرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر؟
فيقول: كنت امركم بالمعروف و لا اتية و انهاكم عن الشر و اتيه(3).
يقول صاحب كتاب اضواء البيان: “اعلم ان كلا من الامر و المامور يجب عليه اتباع الحق المامور به،
وقد دلت السنه الصحيحة على ان من يامر بالمعروف و لا يفعلة و ينهي عن المنكر و يفعلة انه حمار من حمر جهنم يجر امعاءة فيها”.
قال _تعالى_: “ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر” (العنكبوت: من الاية45).
_________________
(1) ذكر ابن ابي الدنيا من حديث ابن عباس – رضى الله عنه – يرفعة قال: ياتى زمان يذوب به قلب المؤمن كما يذوب الملح فالماء،
قيل: مم ذاك يا رسول الله؟
قال: مما يري من المنكر لا يستطيع تغييره.
(2) اي تظهر امعائة من داخل بطنه.
(3) متفق عليه.
- شرح حديث ياتي زمان يذوب قلب المومن
- قال رسول الله يذوب قلب المؤمن
- ياتي زمان
- ياتي علي امتي زمان يذوب فيه قلب المومن
- يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح