تنشا هذه الظاهرة نتيجة لدوران الارض حول نفسها خلال اليوم بالنسبة للشمس ، حيث تشرق الشمس بصورة متعاقبة على احد نصفى الكرة الارضية وتغرب فى نفس الوقت عن النصف الاخر . فحيثما يحدث شروق للشمس على موقع ما على الارض يحدث لحظيا غروب لها عن المكان المقابل لهذا الموقع على الكرة الارضية . وطالما تدور الارض حول نفسها تتكرر بصفة مستمرة ظواهر الشروق والغروب فى المواقع المختلفة على سطحها . فلو توقفت الارض عن الدوران لاصبح النهار سرمديا على احد نصفيها بينما يصبح الليل سرمديا على النصف الاخر ، الامر الذى سوف يدمر الحياة الراقية على الارض . فلسوف تحترق حينئذ الحياة على نصف الكرة الارضية المواجه للشمس بصورة مستمرة بينما تتجمد الحياة على النصف الاخر المظلم .
ولقد وردت فى القران الكريم ايات عدة تشير الى حكمته جل وعلى فى جعل الليل والنهار فى تعاقب دائم على الارض ، ولو شاء لجعلهما سرمديين الى يوم القيامة . هذه الحكمة الالهية تتجلى فى قوله عز وجل :-
“رب المشرقين ورب المغربين” (سورة الرحمن الاية 17)
“رب السماوات والارض ورب المشارق” ( سورة الصافات الاية 5)
“يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل” ( سورة الزمر الاية 5)
اختلاف الليل والنهار
ان اختلاف الليل والنهار من الشواهد التى لاحظها الانسان منذ ان دب عل الارض وتطلع الى السماء ، وتابع شروق الشمس وغروبها، واحس بالفارق الزمنى بين الشروق والغروب ، الامر الذى كان دافعا للبشر لاختراع الالات المختلفة لقياس الزمن مثل المزاول الشمسية والساعات الرملية والمائية ، وتطوير هذه المخترعات عبر التاريخ لتصبح الان قمة فى التكنولوجيا تتمثل فى الساعات الالكترونية ثم الساعات الذرية التى تقيس الزمن بدقة تصل الى واحد على البليون من الثانية .
والسبب فى اختلاف طول الليل والنهار هو ميل المحور التى تدور حوله الارض خلال اليوم على المحور التى تدور حوله خلال العام بالنسبة للشمس . ولقد قدرت هذه الزاوية بحوالى 23.5 . وينشا عن ذلك اختلاف فى الفترة الزمنية بين شروق الشمس وغروبها عند خطوط العرض المختلفة على سطح الارض . وبصفة عامة يتزايد طول الليل والنهار كلما اتجهنا الى قطبى الارض الشمالى والجنوبى ، حيث يصل طول كل من الليل والنهار بالتبادل عند القطبين الى ستة شهور . فاذا ما اشرقت الشمس على احد القطبين فانها تستمر مشرقة لمدة نصف عام ، بينما تغرب وتختفى عن القطب الاخر خلال نفس الفترة وهلم جرا .