افضل مواضيع جميلة بالصور

اين عاش اسماعيل

اسماعيل بن ابراهيم شخصية مذكورة في كل من التوراة والقران. يؤمن المسلمون بنبوته، بينما يعتقد اليهود والمسيحيون انه شخصية تاريخية ورد ذكرهه في العهد القديم. يعتقد البعض بانه ابو العرب الحجازية.

في المسيحية واليهودية

رسم تخيلي من سنة 1820،اسماعيل وامههاجر بعد ان خرجا الى الصحراء.

اسماعيل (بالعبرية: יִשְׁמָעֵאל) وتفسيره في كلتا اللغتين (سمع الله) بمعنى (لبى الله دعاء ابراهيم بان يكون له ولدا فمنحه اسماعيل). وكان اسماعيل الابن الاكبر لابراهيم من هاجر جارية زوجته سارة. وكان اسماعيل اول من ذكر في سفر التكوين من كتاب التوراة كالابن الاكبر لابراهيم من هاجر جارية سارة “المصرية”. ولا تعترف اليهودية والمسيحية بنبوة اسماعيل.

اسماعيل في التوراة

في كتاب التوراة العهد القديم، يوجد شرح لحياة اسماعيل في سفر التكوين اصحاح 16 ومايليه. ويرد فيه:

سارة، زوجة ابراهيم منحت خادمتها هاجر لابراهيم حتى تحبل منه وتلد له ولدا تتبناه لاعتقادها بان الله حرمها الحمل (التكوين اصحاح 16:2). حملت هاجر وبدات باهانة سارة، لذلك طردتها من بيت ابراهيم في ثورة غضب. هربت على اثرها هاجر الى البرية. وهناك ظهر لها ملاك، امرها بان ترجع الى بيت ابراهيم وقال لها: “لاكثرن نسلك فلا يعود يحصى” واكمل قائلا: ” هوذا انت حامل، وستلدين ابنا تدعينه اسماعيل لان الرب قد سمع صوت شقائك. وانه يكون انسانا وحشيا، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وامام جميع اخوته يسكن” (تكوين اصحاح 16).

عادت هاجر الى بيت ابراهيم ومعها ابنها الذي اسمته اسماعيل. وبعد ان بلغ اسماعيل الرابعة عشرة من عمره، حملت سارة “باسحق” ولد ابراهيم. وعند بلوغ اسماعيل سن السادسة عشرة اغضب سارة، فطلبت من ابراهيم ان يطرد هاجر وابنها.

كبر اسحق، وفي اليوم الذي فطم فيه اقام ابراهيم وليمة كبيرة، لكن سارة لاحظت بان اسماعيل يسخر من ابنها اسحق، لذلك طلبت سارة من ابراهيم: “اطرد هذه الجارية وابنها، فان ابن الجارية لن يرث مع ابني اسحق” (تكوين اصحاح 10-21:8).

وبالرغم من ان ابراهيم لم يكن مرتاحا من مسالة طرد هاجر واسماعيل، لكنه انصاع الى امر امراته بعدما وعده الله بانه سيعتني بابنه اسماعيل ويجعل له نسلا كما لاسحق.

ضايق هذا ابراهيم كثيرا لان اسماعيل كان ابنه ولكن الله قال له “لا يسوء في نفسك امر الصبي او امر جاريتك، واسمع لكلام سارة في كل ما تشير به عليك لانه باسحق يدعى لك نسل. وساقيم من ابن الجارية امة ايضا لانه من ذريتك ” (تكوين اصحاح 13-21:11).

ذهب هاجر واسماعيل الى برية بئر سبع، وعندها مرت هاجر وابنها بفترة عصيبة، فسمعت صوتا من السماء يقول: ” فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو. 18 قومي احملي الغلام وشدي يدك به.لاني ساجعله امة عظيمة.” (تكوين اصحاح 21).

وبذلك سكن هاجر واسماعيل في صحراء فاران وبرع اسماعيل باستخدام القوس ورمي النبال. اتخذت له امه زوجة.

وعد الله لابراهيم

وذكر في العهد القديم لابراهيم: ” فقال الله بل سارة امراتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق. واقيم عهدي معه عهدا ابديا لنسله من بعده. 20 واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه. هانا اباركه واثمره واكثره كثيرا جدا. اثني عشر رئيسا يلد واجعله امة كبيرة. 21 ولكن عهدي اقيمه مع اسحق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الاتية “.[2]

” وهذه اسماء ابناء اسماعيل مدونة حسب ترتيب ولادتهم: نبايوت بكر اسماعيل، وقيدار وادبئيل ومبسام، ومشماع ودومة ومسا، وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة. “[3] ولاسماعيل ابنة اسمها بسمة،[4] حيث تزوجهاعيسو على غير رضا اهله.[5]

نسل اسماعيل

ويظهر اسماعيل مع اخيه في دفن ابيهما ابراهيم ” فدفنه ابناه اسحق واسماعيل في مغارة المكفيلة، في حقل عفرون بن صوحر الحثي مقابل ممرا “.[6] وقد صار ابناء اسماعيل الاثني عشر رؤساء لاثنتي عشرة قبيلة وانتشرت ذريته من حويلة الى شور المتاخمة لمصر في اتجاه اشور. وفي ايامه كانوا يسمون المقاطعات العربية باسماء القبائل.

تسلسل اولاد اسماعيل وفقا لتاريخ ميلادهم حسب سفر التكوين
  1. نبايوت،
  2. قيدار،
  3. ادبئيل،
  4. مبسام،
  5. مشماع،
  6. دومة،
  7. مسا،
  8. حدار،
  9. تيما،
  10. يطور،
  11. نافيش،
  12. قدمة.

في فترة ما قبل الاسلام

كان عرب الحجاز يؤمنون انهم من ذرية اسماعيل، ولهذا فقد ذكروه في اشعارهم واخبارهم.

هناك اشارة محتملة الى اسماعيل في احدى قصائد الشعر الجاهلي المنسوبة لامية بن ابي الصلت وهو يحكي قصة تضحية ابراهيم بابنه، حيث قال فيها:

ولابراهيم الموفي بالنذر احسابا وحامل الاجزال
بكره لم يكن لصبر عنه او يراه في معشر اقتال
ابني اني نذرت لله شحيطا فاصبر فدى لك خالي
فاجاب الغلام ان قال فيه كل شيء لله غير انتحال
ابتي انني جزيتك بالله تقيا به على كل حال
فاقض ما قد نذرت لله واكفف عن دمي ان يمسه سربالي
واشدد الصفد لا احيد عن السكين حيد الاسير ذي الاغلال
بينما يخلع السرابيل عنه فكه ربه بكبش جلال
قال خذه وارسل ابنك اني للذي قد فعلتما غير قالي
ربما تكره النفوس من الشر له فرجة كحل العقال[7][8]

و في بعض اخبار عرب الجاهلية، نجد ان بعض العرب رفضوا الوثنية وتعدد الالهة واتبعوا الحنيفية والتوحيد التي امنوا بانها ديانة ابيهم اسماعيل على حسب قولهم، مثل زيد بن عمرو بن نفيل الذي رفض السجود للاتوالعزى وقال انه لا يسجد الا للكعبة التي سجد اليها ابراهيم واسماعيل.[9]

وكان عرفا بين قبائل الحجاز في غرب شبه الجزيرة العربية ان تفتتح خطابات المصالحة بين القبائل المتناحرة بعبارة: ” نحن ال ابراهيم وذرية اسماعيل … “، مثلما فعل عبد المطلب بن هاشم عندما كان يحاول المصالحة بين قبيلتي قريش وخزاعة.[10][11]

في الاسلام

جزء من سلسلة
الاسلام

انبياء الاسلام في القران
رسل وانبياء
ادم·ادريس
نوح·هود·صالح
ابراهيم·لوط
اسماعيل · اسحاق
يعقوب·يوسف
ايوب
شعيب · موسى ·هارون
يوشع بن نون
ذو الكفل · داود · سليمان · الياس
عزير
اليسع · يونس
زكريا · يحيى
عيسى بن مريم
محمد بن عبد الله
ع · ن · ت

هاجر ابراهيم من ارض النهرين (من شمال النهرين من حران)، مع زوجته سارة وابن اخيه لوط، قاصدين مملكة الاقباط، وهناك حدثت قصة الملك مع سارة وان ابراهيم قال لها: قولي: انا اخته. واهدى الملك اياها هاجر ثم خرجوا من مصر.

مضى ابراهيم الى فلسطين، وفي طريقه وعند وصلوهم قرية سدوم على سواحل البحر الميت، امر ابراهيم لوطا ان يسكن تلك القرية، ويدعو اهلها الى عبادة الله.

اما ابراهيم فقد واصل طريقه مع زوجته سارة وهاجر، الى ارض فلسطين. راى ابراهيم واديا جميلا تحيطه الراوبي والتلال فالقى رحله هناك. ومنذ ذلك التاريخ وقبل الاف السنين سكن ابراهيم الارض التي تدعى اليوم بمدينة الخليل.

ضرب ابراهيم خيامه في ذلك الوادي الفسيح وترك ماشيته ترعى بسلام, كان ذلك الوادي في طريق القوافل المسافرة، لهذا كان يقصده الكثير من المسافرين فيجدون عنده الماء العذب، والطعام الطيب والكرم والاستقبال الحسن، ويجدون عنده الكلمات الطيبة.

كان ابراهيم يتحدث مع ضيوفه، وكان همه ان يعبد الناس الله الواحد الاحد لا شريك له، ولا معبود سواه.

و تمر الايام والاعوام وعرف الناس ابراهيم الرجل الصالح الكريم. عرفوا اخلاقه وكرمه وحبه للضيوف، عرفوا صلاحه وعبادته وتقواه، عرفوا حبه للخير والناس.

منزلته في القران الكريم

وصفه القران انه من الصابرين ومن الصالحين حيث يقول تعالى:  واسماعيل وادريس وذا الكفل كل من الصابرين  وادخلناهم في رحمتنا انهم من الصالحين  [12] (سورة الانبياء، الايتان 85و86).

الرحيل

وهب الله ابراهيم ولدا هو اسماعيل. كان طفلا محبوبا ملا قلب ابيه فرحا ومسرة. لهذا كان يحتضنه ويقبله وكان يقضي بعض اوقاته في خيمة امه هاجر.

سارة المراة الصالحة كانت تحب ابراهيم، تحب ان يفرح زوجها. ولكنها بدات تغار من هاجر التي رزقت طفلا اما هي فظلت محرومة.

سارة لا تريد للغيرة ان تاكل قلبها. لا تريد ان تكره او تحقد على هاجر بسبب ذلك.

من اجل هذا قالت لزوجها ابراهيم بانها لا تريد ان ترى هاجر بعد الان، لانها اذا راتها فستغار منها وتحقد عليها وهي لا تريد ان تدخل النار بسبب ذلك.

الله رؤوف بعباده.. كانت سارة محرومة من الاطفال تحملت العذاب والهجرة بسبب ايمانها بزوجها ابراهيم وهي صابرة طوال هذه السنين.. ظلت مؤمنة بربها وبرسوله ابراهيم.

الى البيت العتيق

و شاء الله ان ياخذ ابراهيم هاجر وابنهما اسماعيل الى ارض بعيدة هي ارض مكة في الجنوب. وامتثل ابراهيم لامر الله فشد الرحال الى مكة المكرمة التي لم يذهب اليها من قبل. سارابراهيم مع زوجته هاجر، ومعهما اسماعيل الطفل الرضيع اياما طويلة. وفي كل مرة وعندما يرى ابراهيم مكانا جميلا او واديا معشبا كان ينظر الى السماء، كان يتمنى ان يكون قد وصل المكان الموعود. لكن الملاكيهبط من السماء ويخبره باستئناف المسير. وبعد ايام طويلة وصلوا ارضا جرداء عبارة عن واد ليس فيه سوى الرمال، وبعض شجيرات الصحاري الجافة. في ذلك المكان هبط الملاك واخبر ابراهيم بانه قد وصل الارض المقدسة. نزل ابراهيم في ذلك الوادي. واد خال من الحياة ليس فيه نهر ولا نبع ولا يعيش فيه انسان. انها ارادة الله ان يعيش الصبي اسماعيل وامه في هذا المكان.

الوداع

قبل ابراهيم طفله اسماعيل. بكى من اجله. على ابراهيم ان يعود ويترك هاجر وابنها في هذا المكان بكى ابراهيم من اجلها وهو يبتعد عائدا الى فلسطين. التفتت هاجر حواليها لم تر شيئا سوى الرمال وصخور الجبال الصماء. قالت لزوجها: ” اتتركنا هنا في هذا الوادي؟ ” ولم تغضب لان من صفات زوجات الانبياء الصبر. وسالته: ” الله امرك بهذا؟ ” فاشار براسه ان نعم. فقالت: ” ما دام الله قد امرك فلن يضيعنا. وابتعد ابراهيم بعد ان ودع ابنه وزوجته. وقف فوق التلال ونظر الى السماء وابتهل الى الله ان يحفظهما من الشرور. وقال:  ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون  [13] (سورة ابراهيم، الاية 37).

اختفى ابراهيم في الافق البعيد. لم تعد هاجر تراه، اما اسماعيل فكان رضيعا ولم يكن يعلم ماذا يجري حوله. فرشت هاجر لابنها جلد كبش، وقامت تصنع لها ولطفلها خيمة صغيرة. كانت تعمل بكل طمانينة، وكانها في بيتها. كانت تؤمن ان هناك من يرعاها ويرعى وليدها. في النهار تجمع بعض الحطب وفي المساء توقد النار وتصنع لها رغيفا تتعشى به، وكانت تسهر معظم الليل وهي تنظر الى السماء المرصعة بالنجوم. مضت عدة ايام وهاجر على هذه الحال. نفذ ما معها من ماء، ولم يبق منه في القربة شيء. والوادي الموحش يملاه الصمت. راحت هاجر تدير بصرها في جنبات الوادي. ولكن لا شيء، ايقنت ان هذه ارض جرداء خالية من الماء. لم يمر بها انسان من قبل ولا يطير في سمائها طائر. بكى اسماعيل الطفل الرضيع من العطش يبحث عن قطرة ماء. انه لا يدرك ما يجري حوله. لا يدري في اي مكان هو في هذه الارض. نظرت امه اليه باشفاق. ماذا تفعل؟ من اين لها ان تاتي بالماء في هذه الصحراء؟! فجاة تفجرت في قلبها ارادة الامومة. لا بد ان تفعل شيئا. لا بد ان يوجد في هذه الارض ماء ولو قطرة. لعل في خلف هذا الجبل غديرا او نبعا. لعل خلف ذاك التل بئرا حفره انسان طيب من اجل القوافل المسافرة. نهضت هاجر، ونظرت حواليها لتتاكد من عدم وجود ذئب او ضبع يفترس ابنها الرضيع. لا شيء سوى شجيرات الشوك هنا وهناك. ركضت باتجاه جبل الصفا. كانت تركض بعزم وامل وكان هناك خوف في قلبها. فقد يختطف ذئب صغيرها الظامئ اسماعيل. كان صراخ اسماعيل يدوي في اذنها. ارتقت هاجر قمة جبل الصفا. فنظرت في الوادي. رات ما يشبه تموجات الماء. انحدرت باتجاه الوادي. ولكن لا شيء، رمال ومال. لقد كان ما راته في قلب الوادي مجرد سراب. عادت تركض نحو طفلها اسماعيل. ما يزال يبكي يصرخ يريد ماء. نظرت الى جبل المروة في امل لعلها تجد هناك ماء. راحت تركض باقصى سرعة. وكانت الرمال تتطاير تحت قدميها. تراءى لها ما يشبه الماء. ركضت. وركضت بسرعة. ولكن لا شيء سوى السراب. انقطع بكاء اسماعيل غاب عن بصرها. عادت بسرعة. راته من بعيد يبكي. ما يزال يطلب الماء. وربما كان يبحث عن امه. كان خائفا. راحت هاجر تعدو بين جبل الصفا وجبل المروة تبحث عن ماء لوليدها اسماعيل. سيموت من الظما، سيموت من العطش. نظرت الى السماء صاحت من كل قلبها: ” يا رب! ” ارتقت جبل المروة غاب اسماعيل عن بصرها. انقطع بكاؤه. خافت ان يكون قد مات. ربما افترسه ذئب جائع. اقبلت تعدو بكل ما اوتيت من قدرة رات من بعيد اسماعيل هادئا كان يحرك يديه وقدميه وكان هناك نبع قد تفجر عند قدميه الصغيرتين. نظرت هاجر الى السماء وهي تبكي، لقد استجاب الله دعوتها فتدفق الماء من قلب الرمال. اسرعت هاجر لتصنع حوضا حول الماء. ليكون فيما بعد بئر زمزم.

قبيلة جرهم

رات الطيور الماء فراحت تدور حول النبع سعيدة. فرحت هاجر بمنظر الطيور البيضاء وهي تحلق في سماء الوادي. اسماعيل ايضا كان سعيدا وهو يراها تلعب في الفضاء. كان السكان في تلك الصحاري يعيشون حياة الرحل. ذات يوم مرت قبيلة جرهم من اليمن قريبا من الوادي فراى الناس طيورا تحلق في السماء فعرفوا ان في ذلك الوادي ماء. فتوجهوا نحوه. عندما انحدرت قوافلهم في الوادي شاهدوا منظرا عجيبا لم يكن هناك سوى امراة مع ابنها الرضيع. قالت لهم المراة: ” انا هاجر زوجة ابراهيم خليل الرحمن “. كان افراد قبيلة جرهم اناسا طيبين. قالوا لهاجر: ” هل تسمحين لنا في السكن في هذا الوادي؟ ” فاجابتهم: ” حتى استاذن لكم خليل الرحمن “. ضرب افراد جرهم خيامهم قريبا من الوادي ريثما ياتي ابراهيم فيستاذنوه. جاء ابراهيم وراى مضارب الخيام. راى قطعان الماشية والجمال لهذا فرح بقدوم تلك القبيلة اليمنية العربية. ومنذ ذلك الوقت استوطنت قبيلة جرهم الوادي وعاش اسماعيل وهاجر حياة طيبة. افراد القبيلة قدموا لاسماعيل كثيرا من الخراف، وضربوا له ولوالدته خيمة جميلة تقيهم حر الشمس صيفا وتحميهم من المطر شتاء. كبر اسماعيل وتعلملغة العرب. كان فتى طيبا ورث اخلاق ابيه ابراهيم وتاثر باخلاق العرب الطيبين تعلم منهم الكرم والضيافة والشجاعة والفروسية.

بناء الكعبة

امر الله ابراهيم ان يبني الكعبة بيت الله الحرام ليكون رمزا للتوحيد ومكانا لعبادة الله. قال ابراهيم لولده: ان الله يامرني ان ابني بيته فوق هذا التل الصغير!. لبى ابراهيم امر الله ولبى اسماعيل دعوة ابيه لبناء بيت الله. كان على ابراهيم الشيخ الكبير واسماعيل الفتى ان ينهضا بهذه المهمة الشاقة. فعليهما اولا ان ينقلا الصخور المناسبة للبناء من الجبال المحيطة بالوادي، وعليهما ان يجمعا التراب ويوفرا الماء الكافي لصنع الملاط اللازم في بناء البيت. وبدا البناء، فنقلوا اولا الصخور من الجبال المحيطة بالوادي وصنعا حوضا للماء وجمعا التراب. كان الفتى اسماعيل يتولى حمل الصخور، وكان يختار من بينها الصلبة لتكون اساسا قويا للبناء. جمع كثيرا من الصخور خضراء اللون، ثم صب الماء في حوض التراب ليصنع طينا لزجا يشد الصخور الى بعضها. وكان ابراهيم يرصف الصخور الخضراء الواحدة بعد الاخرى ليبني اساس البيت، وابنه اسماعيل يناوله الصخور. في كل يوم كانا يبنيان سافا واحدا، ثم يعودا في اليوم التالي لبناء ساف اخر وهكذا. وكل يوم كان البناء يرتفع قليلا قليلا. وفي كل يوم كان ابراهيم واسماعيل يطوفان حول البيت ويقولان: ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. وارتفع البيت في السماء تسعة اذرع اي ما يقارب الثمانية امتار، راى ابراهيم فراغا في زارية البيت العليا. وفي تلك الليلة كانت الشهب تتوهج في السماء وسقط نيزك فوق سفوح الجبال القريبة. وفي الصباح، انطلق ابراهيم الى الجبل المطل على الوادي وقعت عيناه على حجر ابيض مثل الثلج كان حجرا بحجم الفراغ، فحمله ووضعه في مكانه.

انتهى بناء البيت، بيت الله الحرام ليكون اول بيت يعبد فيه الله وحده لا شريك له. كان للكعبة بابان باب شرقي واخر غربي. جمع ابراهيم نباتا طيب الرائحة يدعى ” الاذخر ” فوضعه على الباب، وجاءت هاجر ام اسماعيل واهدت الى الكعبة كساء.

الحج الابراهيمي

انطلق ابراهيم الى الجبل وارتقى القمة ثم هتف باعلى صوته يدعو الاجيال البشرية الى حج البيت العتيق. سمعت قبيلة جرهم والقبائل العربية المجاورة نداء ابراهيم خليل الرحمن. لم يحج ذلك العام سوى ابراهيمواسماعيل وهاجر. هبط الملاك جبريل يعلم ابراهيم مناسك الحج. اغتسلوا بمياه زمزم وارتدوا ثيابا بيضاء ناصعة وبدؤوا طوافهم حول الكعبة سبع مرات، وادوا الصلاة ودعوا الله ان يتقبل منهم اعمالهم. وبعدها انطلقوا لقطع الوادي بين جبلي الصفا والمروة وتذكرت هاجر تفاصيل ذلك اليوم قبل اكثر من اثني عشر عاما عندما كان اسماعيل صبيا في المهد. تذكرت بكاءه وبحثها عن الماء. تذكرت كيف قطعت هذا الوادي الموحش سبعة اشواط تبحث عن الماء وكيف توجهت بقلبها الى السماء، وكيف تدفق الماء عند قدمي اسماعيل! الله ربنا اراد لهذه الحوادث ان تبقى في ذاكرة البشر، يتذكروا دائما ان الله هو وحده القادر على كل شيء. صعد ابراهيموابنه اسماعيل جبل الصفا ونظرا الى بيت الله بخشوع وهتفا: ” لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير “.

القربان

هبط الملاك جبريل وامر ابراهيم ان يتزود بالماء ثم يذهب الى جبل عرفات ومنى، ومن ذلك الوقت سمي يوم الثامن من ذي الحجة الحرام بيوم التروية.

امضى ابراهيم ليلته هناك.. نظر الى السماء المرصعة بالنجوم.

نظر الى ما خلق الله من الكواكب التي تشبه المصابيح فسجد لله الخالق البارئ المصور له اللاسماء الحسنى يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.

اغمض ابراهيم عينيه ونام.. في عالم المنام راى ابراهيم شيئا عجيبا‍!!‍ ‍‍

راى نفسه يذبح ولده اسماعيل.. انتبه من نومه..كانت السماء ما تزال زاخرة بالنجوم وراى ابنه نائما عاد ابراهيم الى نومه..

مرة اخرى تكررت ذات الرؤيا.. راى نفسه يذبح ابنه ويقدمه قربانا الى رب العالمين !!‍‍‍‍

استيقظ ابراهيم وقد انفلق عمود الفجر.. توضا وصلى.. واستيقظ اسماعيل فتوضا وصلى طلعت الشمس وغمرت التلال بالنور.

كان ابراهيم حزينا.. ان الله يمتحنه مرة اخرى.. يمتحنه هذه المرة يذبح ابنه.. ماذا يفعل ؟

لو امره الله سبحانه بان يقذف نفسه في النار لفعل، ولكن ماذا يفعل في هذه المرة عليه ان يذبح ابنه ؟! ترى ماذا يفعل ؟ هل يخبر ابنه بذلك هل يذبحه عنوة واذا اخبر ابنه هل يقبل ابنه بالذبح، هل يتحمل اسماعيل الام الذبح ‍؟

اسماعيل راى اباه حزينا فقال له :

لماذا انت حزين يا ابي ؟

قال ابراهيم :

هناك امر اقلقني.. يا بني اني ! ارى في المنام اني اذبحك فماذا ترى ؟

ادرك اسماعيل ان الله يامر رسوله ابراهيم ان يضحي بولده.. اسماعيل كان يحب اباه كثيرا يعرف ان اباه لا يفعل شيئا الا بامر ربه.. انه خليل الرحمن الذي امتحنه الله عندما كان فتى في بابل وحتى بعد ان اصبح شيخا كبيرا.

عرف اسماعيل ان الله يمتحن خليله ابراهيم.. لهذا قال له :

يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين.

ابراهيم فرح بذلك كان اسماعيل ولدا بارا مطيعا ومؤمنا بالله ورسوله.

الذبيح

اخذ ابراهيم مدية وحبلا وذهب الى احد الوديان القريبة..

كان اسماعيل يرافق اباه ساكتا يهيا نفسه للحظة الذبح، ويدعو الله ان يمنحه الصبر لتحمل الالام في سبيله..

هاجر عندما رات ابراهيم واسماعيل قد انطلقا نحو الوادي، فكرت انهما ذهبا لجمع الحطب..

وصل ابراهيم واسماعيل الوادي..

نظر اسماعيل الى ابيه كانت عيناه مليئتان بالدموع.. هو ايضا بكى من اجل ابيه الشيخ فاراد ان ينهي الامر بسرعة قال لابيه :

يا ابي احكم وثاقي، واكفف ثيابك حتى لا تتلطخ بالدم فتراه امي.. يا ابي واشحذ السكين جيدا واسرع في ذبحي فان الام الذبح شديدة.

بكى ابراهيم وقال :

نعم العون انت يا بني على امر الله.

احكم ابراهيم الوثاق على كتفي اسماعيل.. كان اسماعيل مستسلما تماما لامر الله.

اغمض عينيه.. ابراهيم امسك بجبين ولده واحناه الى الارض.

جثا اسماعيل الفتى بهدوء كان يودع الحياة، يودع امه واباه.. وضع ابراهيم السكين على عنق اسماعيل.. لحظة واحدة وينتهي كل شيء.

ماذا حصل في تلك اللحظات المثيرة ؟! هل ذبح اسماعيل ؟ كلا.

سمع ايراهيم نداء سماويا.. يامره بذبح كبش فداء لاسماعيل..

نظر ابراهيم الى جهة الصوت.. فراى كبشا سمينا ينزل من فوق قمة الجبل.. كان كبشا املح له قرون !

حل ابراهيم الوثاق عن ابنه اسماعيل.. ثم قدم الكبش وذبحه باسم الله وقدمه قربانا الى ربنا الرحيم.

و من ذلك اليوم اصبح تقديم الاضاحي من مناسك الحج.

المسلمون في كل مكان يذهبون لزيارة بيت الله.. البيت الذي بناه ابراهيم واسماعيل لعبادة الله.. يطوفون حوله ويمجدون اسمه.. ويسعون بين الصفا والمروة كما سعت هاجر من قبل، ويقدمون القرابين كما قدم ابراهيم قربانا من قبل.. يفعلون ذلك لانهم على دين ابراهيم ودين ابراهيم هو دين الاسلام الحنيف.

انا ابن الذبيحين :

هل تعلمون من قال هذه العبارة ؟

انه محمد,..

من ذريته عبد المطلب جد محمد وهو الذي حفر زمزم وفي عهده هاجم الجيش الحبشي مكة لتدمير الكعبة فدعا عبد المطلب الله ان يحمي البيت الحرام من شر الاعداء واستجاب الله دعاء حفيد ابراهيم واسماعيل وارسل طيرا ابابيل قصفت جيش ابرهة الحبشي ومزقته..

دعا عبد المطلب الله ان يرزقه عشرة بنين ونذر ان رزقه الله ذلك ان يذبح احدهم قربانا لله..

الله رزق عبد المطلب عشرة ابناء.. فقال عبدالمطلب :

لقد رزقني الله عشرة ابناء وعلي ان افي بالنذر.

اقترع عبد المطلب بين بنيه العشرة فخرجت القرعة على عبد الله والد محمد فاراد عبد المطلب ان يذبح ابنه وفاء بنذره.

اهل مكة كانوا يحبون عبد الله كثيرا لهذا قالوا لعبد المطلب : لا تذبح ابنك واقرع بينه وبين الابل.. واعط ربك حتى يرضى..

و هكذا كان عبد المطلب بقرع بينه وبين عشرة من الابل فتخرج القرعة على عبد الله حتى اصبح عدد الابل مئة وعندها خرجت القرعة على الابل.. لقد رضي الله بالفداء.

فامر عبدالمطلب بالابل ان تنحر وان يوزع لحومها على الفقراء والجياع.

لقد كان عبد الله على وشك ان يذبح ولكن الله رضي بفدائه فهو كاسماعيل الذي افتداه الله بذبح عظيم.

لهذا كان محمد يقول : انا ابن الذبيحين، لانه ابن عبد الله بن عبد المطلب الذي هو من ذرية ذبيح الله اسماعيل.

و اليوم عندما يذهب المسلمون كل عام الى مكة لاداء مراسم الحج فانهم يتذكرون جميعا قصة اسماعيل.

 وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين  رب هب لي من الصالحين  فبشرناه بغلام حليم  فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين  فلما اسلما وتله للجبين  وناديناه ان يا ابراهيم  قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين  ان هذا لهو البلاء المبين  وفديناه بذبح عظيم  وتركنا عليه في الاخرين  [14] (سورة الصافات، الايات 99-108).

  • ما اسم القبيلة التي عاش اسماعيل معها
  • اسماعيل اين سكن
  • اين سكن نسل اسماعيل
السابق
نصائح في مجال النظافة والبيئة بالمغرب
التالي
طريقة عمل المربى من المشمش المجفف