افضل مواضيع جميلة بالصور

البكاء في الخشوع

الخشوع في الصلاة ليس هو البكاء
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
الخشوع في الصلاة ليس هو البكاء كما يظنه بعض العامة لكن البكاء من اثر الخشوع، الخشوع هو طمانينة القلب وثباته مع سكون الاطراف اي الجوارح اليدين والرجلين والبصر والراس والخشوع هو لب الصلاة وروحها؛ ولهذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلي الانسان وهو يدافع الاخبثين او ان يصلي وهو بحضرة طعام، فقال النبي صلي الله علية وسلم ” لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الاخبثان “.
ولا شك ان الشيطان يهاجم المصلي بكل ما يستطيع فيفتح له من ابواب الوساوس والهواجيس ما لم يخطر له على بال من اجل ان يضيع المقصود الاعظم في الصلاة وهو الخشوع، فتجد الشيطان يطيح به يمينا وشمالا ويفتح له كل باب، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام اعطانا طبا لهذا بان يتفل الانسان على يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فانه يذهب باذن الله والتفل على اليسار اذا كان الانسان في غير المسجد واضح لكن اذا كان في المسجد او كان على يساره احد من المصلين فانه لا يتفل عن يساره ولكن يلتفت الى يساره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
ثم انه من اسباب الخشوع ايضا الحرص على التفكر والتامل فيما تقوله في الصلاة ان كان قرانا فبمعني القران، وان كان دعاء فباستحضار انك محتاج الى هذا الدعاء، وان الله قريب مجيب وما اشبه ذلك، فاذا فعلت هذا وكنت تتامل ما تقوله وتفعله في صلاتك فان هذا مما يعين على الخشوع في الصلاة.
وليعلم ان اهل العلم اختلفوا رحمهم الله فيما اذا غلبت الهواجيس على الصلاة او اكثرها هل تكون مجزئة مبرئة للذمة على قولين:
منهم من قال اذا غلبت الوساوس على الصلاة، وكان اكثر صلاته هواجيس فان صلاته لا تصح؛ لفقد الخشوع والخضوع فيها، ولانه جاء في الحديث ان الانسان ينصرف من صلاته وما كتب له الا ربعها والا عشرها وما اشبه ذلك.
ولكن اكثر اهل العلم على ان الصلاة مجزئة تبرا بها الذمة لكنها ناقصة جدا.
على كل حال ليحذر الانسان من انفتاح هذه الوساوس عليه وليقم بما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم من التفل عن اليسار ثلاث والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فان الله تعالى يذهب ذلك عنه.
واما الحركات التي تبطل الصلاة فليس لها عدد معين ولكن الحركات التي تنافي الصلاة بحيث تكون كثيرة متوالية هي التي تكون حراما، وتبطل الصلاة ان وقعت من المصلي، الا ان تكون لضرورة كالهرب من النار او سبع او عدو او ما اشبه ذلك فانها لا تبطل الصلاة ولو كثرت وتوالت لقوله تعالى: ( فان خفتم فرجالا او ركبانا ).
السابق
مقال نقدي قصير
التالي
احدث تيجان للعرائس