البفع البنية في الطهر

الاخت الفاضلة/ S.d حفظها الله.
وبركاته، وبعد:
فقبل التفكير في العلاج علينا ان نصل الى التشخيص، وللوصول الى التشخيص في حالة غير واضحة واختلفت فيها الاقوال لابد من مراجعة طبيب حاذق مشهود له بالكفاءة والخبرة، فهو سيقوم بما هو مناسب للوصول الى التشخيص، سواء من القصة ومسيرة المرض او بالفحص والمعاينة او باخذ عينة او باجراء بعض التحاليل او باستعمال وسائل مساعدة في التشخيص، وبعد الوصول الى التشخيص نكون قد قطعنا نصف الطريق نحو الشفاء باذن الله.
فان كان التشخيص ندبا لحب الشباب واصطباغات تالية له فالحل بالمقشرات – ان لم يكن جلدك اسمر – والا فباستعمال ريتين اي لمدة اشهر او تزيد ولا نستعمل الكورتيزون (الديرموفيت)؛ لانه قوي جدا ويعالج الالتهاب وقد يؤدي الى نقصان متفاوت في لون الجلد.

وان كان امايلويدوزيز فيفضل اجراء دراسة شاملة للجسم لنفي وجوده داخليا، ومع ذلك فالكورتيزون الموضعي يفيد ولكن على ان يكون اضعف من الديرموفيت، وان كان فطريات – تينيا ملونة – فالعلاج بمضادات الفطريات الموضعية او الفموية حسب راي الطبيبة الفاحصة، وبعد شفاء الطور الفعال يمكن التعرض للاشعة فوق البنفسجية ان استطلب ذلك وتحت اشراف طبيب ايضا، وان كان غير ذلك فحسب التشخيص تتم التدابير اللازمة للعلاج.

ومبدئيا لا ننصح بالتقشير الازرق، خاصة ان كانت بشرتك سمراء وخاصة انك لست على يقين من التشخيص.

اذن ننصح بمراجعة اخصائية امراض جلدية ذات سمعة طيبة ولها اهتمام في التجميل والوصول الى التشخيص، وبعدها لكل حادث حديث فالمشاهد غير السامع او القارئ.

والله الموفق.
——————————————————————————
انتهت اجابة المستشار د. احمد حازم تقي الدين اخصائي الامراض الجلدية، ولاتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار الشرعي الشيخ احمد مجيد الهنداوي، فاجاب قائلا:

فان هذا الامر الذي اشرت اليه وهو بعض الاثار التي ظهرت في اليدين وفي الظهر نظرا لوجود حب الشباب هو امر يعاني – وكما تعلمين – كثير من الشباب والشابات، فليس الامر خاصا بك بل هو امر شائع ولو قيل: ان الغالب على الناس هو هذا الامر لما بعد ذلك؛ لان الانسان عادة يتعرض لمثل هذا الامر ولا يكاد ان يخلو انسان من وجود بعض الاثار في بدنه سواء كانت اثرا من حب او اثرا من جرح او اثرا من احتكاك زاد عليه فولد شيئا من الاسمرار في البدن او لونا مغايرا لعامة البدن، فهذا امر شائع في الناس، وفائدة هذا المعنى ان تعلمي ان هذا الامر لا يضرك باذن الله عز وجل ولا يؤثر على علاقتك الزوجية.

نعم المراة بطبعها تحب ان تكون على اجمل صورة امام زوجها، بل ان الانسان بطبعه يحب الجمال، ولذلك قال صلوات الله وسلامه عليه لما ساله بعض الصحابة: يا رسول الله، اني احب ان يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنا فهل ذلك من الكبر؟ فقال: (<h=7022157>ان الله جميل يحب الجمال)، والحديث رواه مسلم في صحيحه، ولكن ومع هذا لابد من التوسط والاعتدال في تناول هذا الموضوع حتى لا تتعبي كل هذا التعب ولا يصيبك كل هذا الضنك بسبب امور يسيرة قد تزيد المضاعفات عليك بسبب عدم اصابة التشخيص الدقيق، فينبغي ان تتحرزي من هذا لاسيما وان كثيرا من المختصين يبينون ان هناك اثارا جانبية لبعض الادوية خاصة اذا لم يكن التشخيص سليما، فينبغي ان تكوني حذرة.

وقد اشار الطبيب المختص الفاضل – حفظه الله تعالى ورعاه – الى ضرورة ان تكون الطبيبة المعالجة هي طبيبة مختصة وحاذقة، وهذا هو المطلوب من جهة، ومن جهة اخرى ان تهدئي من نفسك في هذا الشان وان تنظري اليه على انه امر عادي، بل انك ان شاء الله جل وعلا عندما تتزوجين سترين من زوجك بعض الامور التي قد تكون موجودة في بدنه، فها هنا نصيحة عظيمة لو انك عملت بها لاسترحت من هذا الامر باذن الله عز وجل وذلك بان تنظري الى هذه الاثار التي في بدنك على انها امور لا يكاد ان يخلو منها انسان، وانها لا تضر الجمال طالما ان الغالب على البدن بحمد الله عز وجل هو السلامة، وطالما انها ليست في الوجه بحمد الله وليست في المكان الذي تقع عليه العين مباشرة، بل ان هناك بعض الاثار اليسيرة التي قد تكون فيها شيء من الاسمرار الخفيف قد تعطي للبدن نوعا من الجمال، وهذا امر يدركه الذكور اكثر من الاناث، وسوف نضرب لك مثالا بسيطا لتتضح لك الصورة، فان كثيرا من الرجال يميلون الى شيء لطيف من الاسمرار الذي عادة ما يكون بين الفخذين نتيجة احتكاك الفخذ بالاخرى، فيعطي لونا لطيفا فيه شيء من السمرة؛ فهذا قد يكون سببا من اسباب رغبة الرجال في المراة.

ونظير ذلك ما قد يخلقه الله جل وعلا لبعض الناس من وجود سمرة خفيفة في الشفتين حتى ولو كان لون الانسان فيه شيء من البياض الا انه قد يكون في الشفتين شيء من السمرة، فهذه السمرة مرغوبة عند اكثر الناس وهي المسمى ب(اللعس) وهي من الامور الممدوحة في الجمال، سواء كان ذلك في الرجال او في النساء، فهذا فقط للاشارة ولتهدئي من نفسك ولا ينبغي ان تثيري هذا الامر مع خاطبك، بل اذا تم الامر فلتدخلي بصورة طبيعية دون ان يكون هناك اي انزعاج او تحرج او محاولة لان تغطي هذه الاثار عن نظر زوجك، فهذا امر لا ينبغي ان تقومي به حتى لا يكون ذلك مؤثرا في نفسه، بل تعاملي مع الامر تعاملا عاديا وسوف تجدين بحمد الله عز وجل انك قد تخلصت من هذه المشكلة من اساسها وان زوجك لن يلحظها ان شاء الله جل وعلا.

ولا مانع من التماس العلاج السليم ولكن ايضا مع الحذر من كثرة تعرضك للادوية والتي قد تجدين اثارها العكسية كما وقع لك بظهور هذه البقع البيضاء نظرا لاستخدام الدواء في غير تشخيصه المناسب، فلتنتبهي لذلك ولتهدئي من روعك، وقد بينا لك ان غالب الناس لا يخلون من ندبة او اثر من جرح او اثر اسمرار نتيجة احتكاك او غير ذلك، وهذا امر معلوم يعلمه عامة المتزوجون عندما يخلون ببعضهم بعضا، وانما العبرة بالدين والخلق والمنظر المقبول، والمراة اذا تزينت لزوجها خرجت من درجة المقبول الى درجة الحسن، فاذا كانت حسناء الخلقة فقد انتقلت من صفة الحسناء الى صفة الرائعة، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، فلتهدئي من روعك ولتتقبلي هذا الامر بشيء من الهدوء النفسي ولا مانع من التماس العلاج ولكن ايضا عند الطبيبة المختصة الحاذقة وليس بان تتعرضي للاثار الجانبية التي قد رايتها بعينك، فلتنتبهي على هذا الامر، والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه.

نسال الله عز وجل لك التوفيق والسداد وان يشرح صدرك وان ييسر امرك وان يتمم زواجك على اتم الامور واحسنها وافضلها وان يجمع قلب زوجك عليك وان يرزقك الذرية الطيبة واهلا وسهلا بك وبمراسلتك الى الشبكة الاسلامية.

وبالله التوفيق.