افضل مواضيع جميلة بالصور

من لها الحق بالخلع

 

 

الحمد لله الذي شرع لنا الدين القويم ( دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين )

احمده سبحانه وتعالى واستعينه واستغفره حيث ما جعل علينا في الدين من حرج .

والصلاة والسلام على من بعثه ربه بالحنيفية السمحة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : اني لم ابعث باليهودية ولا بالنصرانية ، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة . رواه الامام احمد .

فديننا وسط بين افراط اليهود وتفريط النصارى .

وهو وسط في العبادات ، ووسط في المعاملات .
يعطي كل ذي حق حقه ، من غير اجحاف ولا تطفيف .

ومن هنا فان قضايا المعاملات لم تترك لاهواء البشر ولا لتصرفاتهم اذ يحكم ذلك النزعات الفردية ، والاهواء الشخصية ، والمصالح المشتركة لكل طائفة على حساب الاخرى .
فقد جاء الاسلام بقضايا المعاملات بين الناس انفسهم ، كما جاء بقضايا المعاملات بين الناس وبين خالقهم .

والعلاقات الزوجية جزء من المعاملات بل من اهم المعاملات لطولها وملازمتها في الغالب ، لذا فقد جعل الاسلام فيها ومنها المخرج لكلا الطرفين نظرا لانه قد يشوبها ما يشوبها من كدر وضيق .

ومن هنا كان اقتراح الاخت الفاضلة فدى – بارك الله فيها – في اجرءا هذا اللقاء حول هذه المسالة ، الا وهي الخلع .

فاما تعريفه ف :

الخلع في اللغة ماخوذ من خلع الثوب .
وهو بالضم (الخلع ) اسم .
وبالفتح (الخلع ) المصدر .
ومعناه في اللغة واسع .
واما في اصطلاح الفقهاء فهو :
فراق الزوج زوجته بعوض بالفاظ مخصوصة .

فائدته :
تخليص الزوجة من زوجها على وجه لا رجعة فيه الا برضاها ، وبعقد جديد .

الاصل فيه :
قوله تعالى : ( ولا يحل لكم ان تاخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخافا الا يقيما حدود الله فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به )

ومن السنة قصة امراة ثابت بن قيس رضي الله عنه وعنها
والقصة اخرجها البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ان امراة ثابت بن قيس اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما اعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني اكره الكفر في الاسلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتردين عليه حديقته ؟
قالت : نعم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقبل الحديقة ، وطلقها تطليقة .
و
في رواية له انه عليه الصلاة والسلام قال : فتردين عليه حديقته ؟ فقالت : نعم . فردت عليه ، وامره ففارقها .


السؤال :
اذا كان الطلاق بيد الرجل .. فما الذي جعله الشرع بيد المراة ؟
وما سبيلها الى انهاء العلاقة الزوجية مع زوجها اذا كرهت الحياة معه لغلظ طبعه , او سوء خلقه , او لتقصيره في حقوقها او لعجزه البدني او المالي عن الوفاء بهذه الحقوق او لغير ذلك من الاسباب ؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اولا : ينبغي ان يعلم ان الحياة الزوجية قائمة على ركنين :
المودة والمحبة
والرحمة المتبادلة
وقد يضعف الركن الاول وعندها يجب ان يقوى الركن الثاني

اما لماذا ؟
فلانه قد يكون هناك ما يدعو الى بقاء هذه الحياة الزوجية بين الزوجين ، كوجود اولاد ونحو ذلك ، ولا يكون هناك بغض وكراهية ، بل تضعف المحبة والمودة بين الزوجين .

ولذا قال عمر رضي الله عنه : ليس كل البيوت يبنى على الحب ، ولكن معاشرة على الاحساب والاسلام .

وقد يحب الرجل في زوجته خلقا من الاخلاق او صفة من الصفات فيبقيها لاجل هذه الصفة ، ومثله الزوجة .
الا انه ينبغي ان لا يغيب عن اذهان كل من الزوجين رحمة كل طرف بالاخر ، وان ضعفت المحبة والمودة .

وان تتذكر المراة فضل الصبر على الزوج ، وانه يستحيل وجود زوج خال من العيوب .

اذا علم هذا فياتي الجواب عن الشق الاول من السؤال :

وهو : ما الذي جعله الاسلام بيد المراة ؟
عندما يكره الرجل زوجته وتقع البغضاء وربما العداوة والشحناء ، وعندما يخفق في علاج هذه الامراض الاسرية فانه قد يلجا الى الطلاق ، وان كانت الشريعة الغراء قد وضعت ضوابط وحلول قبل الاقدام على الطلاق ، كان لا يطلق في حيض ولا في طهر جامع فيه ، وان يلجا الى التحكيم قبل الطلاق .

واما المراة فانها اذا وقع لها مثل ذلك فانها تلجا اولا الى الاصلاح ثم الى التحاكم ايضا فاذا لم يجد ذلك شيئا فان لها حق المخالعة .
فتتفق مع زوجها على احد ثلاثة امور :
اما ان تعيد له ما دفعه من مهر
او اقل منه
او اكثر

فاذا لم يقبل بذلك فان لها حق اللجوء الى القضاء ثم للقاضي ان يخلع الزوجة من ذمة زوجها ولو بالقوة .

ولكن وان قلنا بالمخالعة وانه يجوز للزوج ان يقبل وياخذ ما دفعته الزوجة الا انه ينبغي على الزوج ان لا يغيب عن ذهنه قوله تبارك وتعالى : ( ولا تنسوا الفضل بينكم )

وهنا قد يرد السؤال :
لماذا جعل الطلاق بيد الرجل دون المراة ؟
فاقول :
القاعدة ان الغنم بالغرم
ما معنى هذا الكلام ؟

الغنم من الغنيمة والكسب
والغرم هو من الغرامة والخسارة

والعرب تقول : يتولى حارها من تولى قارها !
اي من تولى بارد الشيء ويسيره يتولى شدته .

فالذي تولى النفقة والزم بها هو الذي يتولى الطلاق
ثم انه حمل القوامة فيكون الطلاق بيده

ثم ان المراة عاطفية تغلب عليها العاطفة ، وهذا مدح وليس ذم ، اذ خلقها الله عز وجل عاطفية لحاجة الام والولد الى العاطفة والى مزيد من الحنان .

اذا السبيل الى انهاء تلك الحياة الزوجية التي لم يكتب لها الاستمرار هو الطلاق من قبل الزوج ، والخلع من قبل المراة .

وهذا من حكمة الشريعة الاسلامية التي هي شريعة ربانية خالية من اهواء البشر

اذ ان بعض الديانات – كالنصرانية – لا يمكن ان يوقع الطلاق ، ولذا يلجا بعض الازواج الى التخلص من زوجته ، وهذا موجود في زماننا هذا بالارقام والاحصائيات في اوربا وامريكا .

كما انهم يجعلون الطلاق بيد المراة !
وهذا اجحاف في حق الزوج
اذ الزوجة عندهم تطلق ، والزوج لا يستطيع ذلك !

مع ان هذا بخلاف ما جاء في كتبهم المقدسة وان دخلها التحريف !

السؤال :
وما هي الاسباب الموجبة لاقرار الخلع والتي يحق للمراة بموجبها طلب انفاذ الخلع من زوجها ؟؟
الجواب :
اسبابه :
= كراهية المراة لزوجها ، دون ان يكون ذلك نتيجة سوء خلق منه ، كما قالت زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه .
= عضل الزوج لزوجته ، بحيث يكره الزوج زوجته ولا يريد ان يطلقها فيجعلها كالمعلقة ، فتفتدي منه نفسها بمالها ، وان كان يحرم عليه فعل ذلك .
= سوء خلق الزوج مع زوجته فتضطر الزوجة الى المخالعة .
= اذا خافت الزوجة الاثم بترك حق زوجها .
والله تعالى اعلى واعلم .

السؤال :
– ما هي الشروط الواجب توفرها لصحة الخلع ؟؟
الجواب :
اولا : ان يكون هناك ما يدعو اليه ، اذ قد ورد الوعيد الشديد على من طلبت الطلاق دون سبب
قال عليه الصلاة والسلام : ايما امراة سالت زوجها الطلاق من غير ما باس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الامام احمد وغيره ، وصححه الالباني .

ثانيا : ان يكون على عوض ، اي على مقابل تدفعه الزوجة
فان لم يكن مقابل فهو طلاق من جهة الزوج .

ومن جهة الزوج ان لا يكون نتيجة عضل ومضارة بالزوجة لتخالعه ، لقوله تبارك وتعالى : ( وان اردتم استبدال زوج مكان زوج واتيتم احداهن قنطارا فلا تاخذوا منه شيئا اتاخذونه بهتانا واثما مبينا )

ثم ذكر الازواج بما كان بينهم فقال : ( وكيف تاخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا )

– وما هي الاسباب الموجبة لاقرار الخلع والتي يحق للمراة بموجبها طلب انفاذ الخلع من زوجها ؟؟

واما الاسباب التي تدعو الى الخلع فقد سبقت الاشارة اليها .

ويضاف اليها ايضا ما لو كان الزوج ضعيف الدين ويرتكب بعض ما حرم الله من الكبائر ولا تستطيع الزوجة الصبر على ذلك كما انها لا تستطيع اثبات ذلك لدى المحاكم وهو لا يريد ان يطلق فانها تخالعه .

السؤال :
– وهل يمكن اعتبار الخلع هو الحل للخلافات الزوجية وللعديد من القضايا التي قد تستمر في المحاكم لسنوات طويلة بدون حل ؟؟
الجواب :
والخلع هو احد الحلول الشرعية للمشكلات الزوجية
اذ ان بعض الازواج يحمله سوء الخلق او اللؤم احيانا على معاشرة زوجة لا تحبه بل تكرهه
او لا يريد ان يوقع الطلاق بل يريد ان تطلب منه ذلك ليذهب بما اعطاها من مهر او ياخذ العوض والمقابل على الطلاق .

ومثله التحاكم الذي شرعه الله عز وجل لعباده في حال وقوع الخلاف والشقاق بين الزوجين .

السؤال :
هل تمنع الزوجة من ان تشم رائحة الجنة ان طلبت الخلع كما في الطلاق ، حيث ان كل امراة تطلب الطلاق من زوجها لا تشم رائحة الجنة ؟
الجواب :
سبقت الاشارة الى حديث : ايما امراة سالت زوجها الطلاق من غير ما باس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الامام احمد وغيره .
وهذا الحديث رواه ابو داود في كتاب الطلاق . باب في الخلع .

وهذا مقيد بما اذا كان من غير باس
من غير سبب
من غير وجود عذر شرعي

اما اذا وجد السبب من كراهية او شقاق وخلاف مستمر او غير ذلك مما سبقت الاشارة اليه من الاسباب فيجوز لها ان تطلب الطلاق او ان تخالعه .

ولذا فان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه لما قالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما اعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني اكره الكفر في الاسلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتردين عليه حديقته ؟
قالت : نعم . رواه البخاري .
وسبقت الاشارة اليه في المقدمة .

ففي هذا الحديث انها سالته الطلاق ؛ لانها لم تحبه
وفيه انها ردت عليه المهر ؛ لانها هي التي طلبت الطلاق .

فهي لا تعيبه في خلق ولا دين ولكنها لا تحبه

قال ابن حجر رحمه الله :
قولها : ولكني اكره الكفر في الاسلام : اي اكره ان اقمت عنده ان اقع فيما يقتضي الكفر ، وانتفى انها ارادت ان يحملها على الكفر ويامرها به نفاقا بقولها : لا اعتب عليه في دين ، فتعين الحمل على ما قلناه . انتهى .

فهي تكرهه ، ومعلوم ان الحب من الله لا ياتي بوصفه
فبعض النساء من اول ايامها ربما لا تطيق حتى النظر الى زوجها
والحب والمحبة من الله ، فلا تاتي بالقوة !
قال عليه الصلاة والسلام : ان المقة من الله . رواه الامام احمد وغيره .
والمقة هي المحبة .

السؤال :
هل للزوجة عدة بعد الخلع ؟
الجواب :
اما المختلعة فقد اختلف العلماء في عدتها : هل تعتد بعد الخلع بحيضة او تعتد كعدة المطلقة ؟

والصحيح انها تعتد بحيضة واحدة لما رواه ابو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما ان امراة ثابت بن قيس اختلعت منه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم عدتها حيضة .

وروى ابن ابي شيبة عن نافع عن بن عمر ان الربيع اختلعت من زوجها فاتى عمها عثمان ، فقال : تعتد بحيضة . وكان ابن عمر يقول : تعتد ثلاث حيض حتى قال هذا عثمان ، فكان يفتي به ويقول : خيرنا واعلمنا .
يعني بذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه .

فاذا حاضت بعد الخلع ثم طهرت فقد انقضت عدتها .

والسبب في ذلك – والله اعلم –
ان العدة جعلت في حال الطلاق بثلاث حيض – في غير الحامل –
حتى يحصل التروي والمراجعة ، ولذلك لا يخرج الرجل زوجته من بيته اذا طلقها طلاقا رجعيا ولا يحل له ذلك .
قال سبحانه وتعالى : ( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )

اما لماذا ؟
ف ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا )

ومن الحكمة ايضا في التروي والمراجعة وراب الصدع ان لا يقع الطلاق في طهر وقع فيه جماع ، ولا يوقع في حال حيض لتغير نفسية المراة في ذلك الوقت .

السؤال :
هل يجوز للزوجة ان تعود الى زوجها..بعد الخلع ،، ان ندمت ؟
وكيف يتم ذلك ؟
الجواب :
رجوع الزوجة الى زوجها بعد المخالعة محل خلاف ايضا .

والصحيح – والله اعلم – انه يجوز لها ان ترجع اليه ، ولكن بعقد جديد ومهر جديد .

فاذا ندمت الزوجة بعد وقوع الخلع ورغب بها الزوج فانه لا بد من عقد جديد وتسمية مهر جديد ايضا ولو كان يسيرا .

السؤال :
في كندا.. ان لم يكن هناك امام، فهل يجوز ان يتم الخلع في المسجد مع وجود الشهود..؟
الجواب :
لا اشكال في ان يتم الخلع في المسجد ويشهد عليه الشهود لتضبط الامور .

لانه لا يقع الا في حال شقاق ونزاع فيخشى من انكاره .

والله تعالى اعلى واعلم .

السؤال :
1- معلوم ان الخلع حق من حقوق الزوجة تتنازل بموجبه عن بعض الحقوق لتكسب حريتها المتمثلة بالطلاق متى يحق لها ان تستخدم هذا الحق ؟
2- ما هي الظروف التي اذا وجدت تعطى المراة الحق في طلب الخلع ؟
الجواب :
المعنى في السؤالين واحد :

فيحق للزوجة ان تستخدم هذا الحق ( الخلع ) عندما يكون هناك ما يبرر طلب الطلاق .
كان تكون المراة تكره زوجها كرها شديدا .
او لا ترضى دينه ( كان يكون يشرب الخمر او يتعاطى المخدرات او يرتكب فاحشة الزنا )
او يكون سيئ الخلق ، ولو كان على دين وصلاح .
او يكون كثير الضرب لها من غير مبرر
او ترى المراة ان زوجها يبغضها ويضيق عليها ويؤذيها لاجل ان تطلب هي الطلاق حتى تفاديه بمال مقابل ذلك .

ونحو هذه الاعذار

فهذه اعذار تجيز للمراة ان تطلب الخلع ، وان كان الصبر – احيانا – افضل من المخالعة .

وانما جعل الخلع على عوض ومقابل مادي حتى لا تتسرع اليه المراة لادنى سبب ، بل تعلم انها سوف تدفع ما يقابل ذلك .

والله تعالى اعلى واعلم .

السؤال :
هل يصح الخلع في اي وقت ؟
الجواب :
المسالة محل خلاف بناء على الاختلاف : هل الخلع طلاق او فسخ ؟

والذي يظهر انه فسخ
ولا يشترط له ما يشترط للطلاق من ان يكون الطلاق في طهر لم يقع فيه جماع ، وان لا يكون في وقت حيض .
كما انه لا يشترط له – على الصحيح – عدة ، كما سبق بيانه .

والنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءته زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنها وعنه تريد مخالعة زوجها سالها ان كانت ترد عليه المهر ، وهو الحديقة التي اهداها اياها ، فلما قالت : نعم امره عليه الصلاة والسلام ان يفارقها ، ولم يسالها عن حالها .

بخلاف حال ابن عمر رضي الله عنهما الذي طلق في حال حيض فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يرد زوجته لان هذا من الطلاق البدعي .

والله تعالى اعلى واعلم .

السؤال :
هل يجوز لبعض الازواج المطالبة ببدل نقدي مبالغ فيه عدا عن تنازل الزوجة عن جميع حقوقها المالية ؟؟!!
الجواب :
يجوز ان يكون الخلع على مبلغ اقل من المهر
ويجوز ان يكون على مبلغ اكثر ، الا ان القاعدة : لا ضرر ولا ضرار .
فلا يضار الزوج بزوجته
والاغلب ان يكون على مقدار ما دفعه من مهر

الا انه ينبغي ان تبنى هذه الامور على المسامحة لسابق العشرة بين الزوجين .

السؤال :
– وهل يشترط في الخلع التلفظ ام ان الكتابة تكون كافية ويعتبر الخلع صحيح ونافذ ؟؟!!
الجواب :
اذا كانت الكتابة من قبل الزوج فتعتبر كافية
وهذا من اقامة الكتابة مقام العبارة ، كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله .

السؤال :
يرى بعض المحللين والمراقبين لتطبيق قانون الخلع في بعض الدول العربية مؤخرا ان قانون الخلع لا ينصف الزوجات لانهن سوف يتنازلن عن كل مستحقاتهن المالية ويخسرن جميع الحقوق المستحقة لهن من مؤخر صداق واثاث منزلي وغير ذلك . ولذلك فعند حدوث اي مشكلة فالزوجات يرفضن اللجوء الى الخلع لان طرق التقاضي بالطلاق تحفظ لها حقوق عديدة لا يكفلها الخلع .
فما راي فضيلتكم في هذا الراي ؟؟ وبماذا تردون عليهم ؟؟
الجواب :
الخلع ليس ورقة رابحة في يد المراة تلوح بها متى شاءت !
وانما هو حل من الحلول
والحلول منها ما يمكن ان يكون اوليا ومنها ما يكون كمبضع الجراح .
كما تكون الحلول في علاج النشوز ( وعظ فهجر فضرب غير مبرح )

وقد يكون العلاج مؤلما ساعة تلقي المريض له ، ولكن عاقبته سليمة
وكذلك الامر بالنسبة للخلع
لا تكره عليه المراة ولكنه حق من حقوقها اذا ما كانت الاسباب الداعية اليه من قبلها او ارادت ان تشتري كرامتها وتحفظ نفسها من ان تهان .
وان كان هذا الامر محرم في حق الرجل
اي ان يؤذيها ويعضلها حتى تطلب منه الطلاق .
قال سبحانه وتعالى : (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن الا ان ياتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف )

ولكن الزوجة قد تجد نفسها مضطرة لمخالعة زوجها في ظروف معينة .
والعلماء يشبهون المخالعة بفكاك الاسير نفسه من اسره .

السؤال :
هل حكم الخلع في الاسلام مثل حكم الطلاق .. ام ان هناك فرق بينهما ؟؟ اي هل يعتبر الخلع طلقة ام لا ؟؟
الجواب :
هناك فروقات بين الخلع والطلاق سبقت الاشارة الى بعضها
ففرق بين الخلع والطلاق من حيث العدة
وفي وقت ايقاع كل منهما
ولا يترتب عليه نفقة ، بخلاف الطلاق الرجعي

واما هل يعتبر طلاقا او لا ؟
فتقدمت الاشارة الى خلاف العلماء : هل هو طلاق او فسخ ؟
والتفصيل والترجيح .. كل ذلك تقدم .

ولا يعتبر طلاقا على الصحيح من اقوال اهل العلم .
وان كانت تحصل به الفرقة بين الزوجين كما سبق بيانه .

السؤال :
هل يشترط اثبات المخالعة رسميا في المحاكم ام تصح بمجرد وجود شهود عليها ؟؟
الجواب :
لا يشترط ان يكون اثبات الخلع في المحاكم ، الا انه اثبت واضبط للامور اذا ضبطت وقيدت بالمحاكم الشرعية .

السؤال :
هل يشترط ان يكون الخلع مشروطا بدفع النقود المتداولة بين الناس ام يجوز فيه اي منفعة تقابل بالاموال ؟؟
الجواب :
لا يشترط في الخلع ان يكون نقدا بل اذا كان المهر عينا او منفعة وردتها اليه صح ان يكون خلعا
ومثله لو اتفقت الزوجة مع زوجها على وضع مؤخر الصداق – مثلا – جاز
ويصح ان يكون مقابل ان تسقط عنه نفقتها اذا كانت حاملا ؛ لان الحامل تجب لها النفقة ، لقوله تعالى : ( وان كن اولات حمل فانفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )
ويصح الخلع مقابل مجهول ، كان تخالعه على شاة من غنمها ونحو ذلك .

السؤال :
وهل يجوز ان يكون التخلي عن الاطفال هو بدل للخلع ؟؟
الجواب :
يجوز ان يكون تخلي الزوجة عن حضانة اطفالها مقابل الخلع ؛ لان الزوجة اولى بحضانة اطفالها ما لم تتزوج .
والله اعلم .

السؤال :
ما اوجه الشبه والاختلاف بين الخلع وبين المباراة ؟؟
الجواب :
المباراة يملكون بها المراة امر نفسها
ولا يشترط فيها ان تكون على عوض

بخلاف الخلع
فانه لا يجعل فيه امر المراة الى نفسها بل هو فسخ كما تقدم بيانه
ويشترط فيه ان يكون على عوض

السؤال :
نرجو ان تحدثنا شيخنا الكريم – بحكم موقعكم ومكانتكم الكريمة – عن مدى تطبيق هذا الحكم الشرعي ( الخلع ) في محاكم المملكة العربية السعودية .. ؟؟
الجواب :
= اما ما اعرفه عن المحاكم انه يطبق فيها ، وهو حكم شرعي لا حرج فيه ولا في طلبه من قبل المراة

السؤال :
وهل تجد النساء هناك حرجا في اللجوء الى هذا المنفذ – الذي اباحه الله لها ؟؟
الجواب :
وتلجا بعض النساء اليه في بعض الظروف
وقد يتولى المطالبة به احيانا ولي المراة اذا وكلته على ذلك .

السؤال :
امراة كانت ذات زوج فطلقها .. ثم تزوجت غيره فطلبت الخلع لعلة شرعية ..
هل يجوز لها ان ترجع لزوجها الاول ؟؟ ام لابد ان يكون الزواج الثاني انتهى بطلاق لا بخلع .
الجواب :
شرط عودتها لزوجها السابق ان تنكح زوجا غيره بغير قصد التحليل
لقوله تبارك وتعالى : ( فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها فلا جناح عليهما ان يتراجعا ان ظنا ان يقيما حدود الله )
فقوله : ( فان طلقها ) يعني الطلقة الثالثة .

والمقصود ان تنكح زوجا غيره .
ويشترط ان لا يكون تزوجها ليحللها لزوجها الاول
ولقوله عليه الصلاة والسلام : الا اخبركم بالتيس المستعار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : هو المحلل ، لعن الله المحلل والمحلل له . رواه ابو داود .

ويشترط في هذا النكاح ان تقع المعاشرة بين الزوجة وزوجها الثاني حتى تحل لزوجها الاول

فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت امراة رفاعة القرظي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : كنت عند رفاعة فطلقني فابت طلاقي ، فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير انما معه مثل هدبة الثوب ! فقال : اتريدين ان ترجعي الى رفاعة ؟ لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك . وابو بكر جالس عنده وخالد بن سعيد بن العاص بالباب ينتظر ان يؤذن له ، فقال : يا ابا بكر الا تسمع الى هذه ما تجهر به عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فلا والله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم !

وقد اشرت فيما سبق الى امكان رجوع الزوجة الى زوجها ولو بعد الخلع ، ولكن بعقد جديد ومهر جديد .

والله تعالى اعلى واعلم .

السؤال :
هناك من النساء . من تستخدم الخلع .. لكي تتخلص من زوجها لاسباب تافهة او اعذار واهية لا تستدعي فسخ هذه العلاقة الزوجية .. وعندما تنصح بان تتقي الله وتحافظ على زوجها واسرتها تحتج بان الشرع اعطاها هذا الحق ولها ان تستخدمه وقتما تشاء .
ونحن نعلم انه الشرع اعطاها هذا الحق اذا كانت الحياة مع زوجها لا تطاق او استفحل ان تعود المياه بينهما الى مجاريها .
فما حكم فعلها ذلك .. وما هي نصيحتكم لمن تحاول ان تسلك هذا المسلك ؟؟
الجواب :
تقدم ان الخلع حل من الحلول للحياة التي تصل الى طريق مسدود
وانه ليست ورقة رابحة في يد المراة تستعمله متى شاءت

كما سبقت الاشارة الى ان قوله عليه الصلاة والسلام : ايما امراة سالت زوجها الطلاق من غير ما باس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الامام احمد ، ورواه ابو داود في كتاب الطلاق . باب في الخلع .
وان هذا الوعيد يشمل الخلع الطلاق .

واشير هنا الى قوله عليه الصلاة والسلام : المختلعات هن المنافقات . رواه الترمذي ، وصححه الالباني .

وهذا اذا كان الخلع من غير سبب .

فالخلع يشبه الكي ، لا يلجا اليه عند الاضطرار اليه .

ومما ينبغي ان يعلم ان الخلع ياخذ الاحكام الخمسة ، فيكون في بعض الحالات :
حراما
او مكروها
او جائزا
او مستحبا
او واجبا

وتفصيل الحالات في كتب الفقه .

وهذا يعني انه ليس تسلية ولا العوبة في ايدي الناس !

والله تعالى اعلى واعلم .

السؤال :
من خلال دراسة لقوانين الاحوال الشخصية في اثنى عشرة دولة عربية وموقفها من طلاق الخلع بحكم القضاء باعتباره من الحقوق الشرعية للمراة، تبين الاختلاف البين حيال هذا الحق للزوجة حيث اشترطت غالبية القوانين توافر الرضا الصريح والمسبق للزوج قبل الحكم بها من القضاء في ثلاث دول عربية (الجزائر، ليبيا، ومصر) مما يؤكد ان الطبيعة القانونية لطلاق الخلع غير محددة في هذه القوانين ..
فهل يشترط شيخنا الفاضل موافقة الزوج ورضاه قبل المباشرة بتطبيق الخلع ؟؟
الجواب :
يحتاج الكلام احيانا الى الدقة عند الاطلاق ، فالقول بان دراسة القوانين في اثنتي عشرة دولة بحاجة الى ان تكون الدراسة توافق الواقع .
هذا من ناحية
ومن ناحية اخرى فان اكثر الدول العربية لا ترفع بحكم الله راسا ، ولا تعبا به اصلا .
اما اشتراط رضا الزوج ففيه تفصيل :
ان كان ابتداء فيشترط رضاه ، نظرا لعظم حق الزوج .
وان امتنع فللقاضي ان يخلع الزوجة من زوجها ولو بغير رضاه .

السؤال :
وهل يجوز لشخص اجنبي ان يتفق مع الزوج على ان يخلع الزوج زوجته بحيث يتعهد هذا الشخص بدفع بدل الخلع للزوج لتتم الفرقة بينهما ؟؟
الجواب :
يجوز لشخص اجنبي ان يتبرع ببذل العوض
ونص العلماء على انه يصح بذل العوض ممن يصح تبرعه ، وهو العاقل الرشيد .
وعللوا ذلك بانه بذل مال في غير مقابلة ولا منفعة .

ولكن ينبغي التنبه هنا الى انه لا يجوز لشخص اجنبي ان يتفق مع ذات زوج لا تريده فيتفق معها على ان تخالع زوجها ويدفع هو العوض على ان تتزوجه
لان هذا من المواعدة في السر التي نهى الله عنها بقوله : (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء او اكننتم في انفسكم علم الله انكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا )

ولان هذا من افساد الحياة الزوجية بين الازواج ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ليس منا من خبب امراة على زوجها . رواه الامام احمد وابو داود .

السؤال :
وهل يتقيد الخلع بوقت معين او حال معين بالنسبة للمراة ( مثل الحيض والنفاس ) كما هو في حال الطلاق ؟؟
الجواب :
لا يتقيد الخلع بما يتقيد به الطلاق
وقد تقدم الكلام حول هذه المسالة ، وان الخلع فسخ وليس طلاقا ، وسبقت الاشارة الى الخلاف في المسالة .

كما سبقت الاشارة الى سبب ذلك .

والله تعالى اعلى واعلم .

السؤال :
شيخنا الفاضل ..
قبل ان ننهي لقاءنا المبارك مع فضيلتكم .. نرجو ان تتفضلوا بتوجيه كلمات ناصحة وبعض التوصيات للمراة المسلمة تعينها على اصلاح حياتها الزوجية مما لا يضطرها الى اللجوء الى طلب الطلاق او الخلع اللذان قد ينبني عليهما الكثير من المشاكل والاحقاد والظلم للابناء كما نرى ذلك في كثير من الاسر في وقتنا الحاضر ؟؟
الجواب :
اما الوصية فهي وصية الله للاولين والاخرين ( ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله )
ووصيته لعباده المؤمنين : ( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)

قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الاية : حق تقاته : ان يطاع فلا يعصى ، وان يذكر فلا ينسى ، وان يشكر فلا يكفر .

والنبي صلى الله عليه وسلم اوصى الازواج فقال : استوصوا بالنساء خيرا . رواه البخاري ومسلم .

وقال : لا يفرك مؤمن مؤمنه ؛ ان كره منها خلقا رضي منها اخر . رواه مسلم .

ويقال مثل ذلك في حق المراة
وان كان حق الزوج على زوجته اعظم
وسبقت الاشارة الى ذلك هنا :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=9787&highlight=

وهنا :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=96221#post96221

ثم ليعلم انه ليس كل البيوت يتبنى على الحب ، ولكن معاشرة على الاحساب والاسلام . كما قال عمر رضي الله عنه .

فلا تتصور المراة ان توجد حياة زوجية خالية مما يشوبها او يكدرها ولو في وقت من الاوقات ، اذ هذه طبيعة هذه الحياة الدنيا :
طبعت على كدر وانت تريدها = صفوا من الاقذاء والاكدار !

وقول الله اصدق وابلغ : ( لقد خلقنا الانسان في كبد)

ولا يتصور الزوج ايضا ان يجد زوجة خالية من العيوب

ولكن الحياة تؤخذ على التسديد والمقاربة
وتؤخذ على العفو والمسامحة

وليعلم ايضا ان احب شيء الى ابليس هو الطلاق
فهو يسعى اليه جاهدا ، بل ويرسل جنوده في ذلك ، ويؤزهم ازا ، ويدفعن دفعا ، لاجل التفريق بين الازواج .
بل ان ابليس ليفرح اذا وقع الطلاق
واذا ما توصل جندي من جنوده الى ذلك جعله مقربا منه ، وادناه اليه ، وضمه واكرمه !

اخبر عن ذلك من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بقوله :
ان ابليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه فادناهم منه منزلة اعظمهم فتنة ؛ يجيء احدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئا ! قال : ثم يجيء احدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امراته ! قال : فيدنيه منه ، ويقول : نعم انت ! قال الاعمش : اراه قال : فيلتزمه . رواه مسلم .

فاذا رزقت المراة بزوج صالح يحفظها ويرعاها فلتعلم ان هذه نعمة يجب شكرها .

وان طلب الطلاق من غير سبب هو كفران لهذه النعمة

ولذا قال عليه الصلاة والسلام : ايما امراة سالت زوجها الطلاق من غير ما باس فحرام عليها رائحة الجنة . وقد سبقت الاشارة اليه .

وان من كرام الرجال من يابى عليه كرمه ان يعود في شيء بذله

فقد ذكر الامير اسامة بن منقذ ان امراة وصفت لعمه عز الدين ابي العساكر ، قال : فارسل عمي عجوزا من اصحابه تبصرها ، وعادت تصفها وجمالها وعقلها ! اما لرغبة بذلوها لها ، واما اروها غيرها ، فخطبها عمي وتزوجها . فلما دخلت عليه راى غير ما وصف له منها . ثم هي خرساء !
فوفاها مهرها ، وردها الى قومها .
فاسرت من بيوت قومها – بعد ذلك – فقال عمي : ما ادع امراة تزوجتها – وانكشفت علي – في اسر الافرنج . فاشتراها بخمسمائة دينار ، وسلمها الى اهلها . اه .
هكذا تكون مكارم الاخلاق .

وهكذا يجب ان تكون العشرة ولو بعد الفراق

وهذا من حفظ العهد .

والله تعالى اعلى واعلم .

السابق
كيفية تعلم الانجليزية بطريقة سهلة
التالي
احلى الاكلات الليبية