افضل مواضيع جميلة بالصور

ما هي البحوث العلمية

انواع البحوث العلمية وكيفية انجازها

(بقلم: واثق غازي المطوري)

جامعة البصرة/ كلية العلوم/ علم الارض

– مواصفات الباحث ذو الاتجاهات العلمية

– انواع البحوث

– خطوات انجاز البحث العلمي

اولا: مواصفات الباحث ذو الاتجاهات العلمية

يتصف الباحث ذو الاتجاهات العلمية بالخصائص التالية:

(1) اتساع الافق العقلي وتفتح العقلية: تحرر العقل والتفكير من التحيز والجمود، والخرافات والقيود التي تفرض على الشخص افكارا خاطئة وانماطا غير سليمة من التفكير. والاصغاء الى اراء الاخرين وتفهم هذه الاراء واحترامها حتى لو تعارضت مع ارائه الشخصية او خالفها تماما. ورحابة صدر الباحث وتقبل النقد الموجه الى ارائه من الاخرين، والاستعداد لتغيير او تعديل الفكرة او الراي اذا ثبت خطاها في ضوء ما يستجد من حقائق وادلة مقنعة وصحيحة، والاعتقاد في نسبية الحقيقة العلمية، وان الحقائق التي نتوصل اليها في البحث العلمي ليست مطلقة ونهائية.

(2) حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في التعلم: الرغبة في البحث عن اجابات وتفسيرات مقبولة لتساؤلاته عما يحدث او يوجد حوله من احداث واشياء وظواهر مختلفة، والمثابرة والرغبة المستمرة في زيادة معلوماته وخبراته، واستخدام مصادر متعددة لهذا الغرض ومنها الاستفادة من خبرات الاخرين.

(3) البحث وراء المسببات الحقيقية للاحداث والظواهر: الاعتقاد بان لاي حدث او ظاهرة مسببات ووجوب دراسة الاحداث والظواهر التي يدركها الباحث من حوله ويبحث عن مسبباتها الحقيقية، وعدم الاعتقاد في الخرافات، وعدم المبالغة في دور الصدفة، وعدم الاعتقاد في ضرورة وجود علاقة سببية بين حدثين معينين لمجرد حدوثهما في نفس الوقت او حدوث احدهما بعد الاخر.

(4) توخي الدقة وكفاية الادلة للوصول الى القرارات والاحكام: الدقة في جمع الادلة والملاحظات من مصادر متعددة موثوق بها وعدم التسرع في الوصول الى القرارات والقفز الى النتائج ما لم تدعمها الادلة والملاحظات الكافية. واستخدام معايير الدقة والموضوعية والكفاية في تقدير ما يجمعه من ادلة وملاحظات.

(5) الاعتقاد باهمية الدور الاجتماعي للعلم والبحث العلمي: الايمان بدور العلم والبحث العلمي في ايجاد حلول علمية لما تواجه المجتمعات من مشكلات وتحديات في مختلف المجالات التربوية والاقتصادية والصحية .. الخ، والايمان بان العلم لا يتعارض مع الاخلاق والقيم الدينية، وتوجيه العلم والبحث العلمي الى ما يحقق سعادة ورفاهية البشرية في كل مكان.

ثانيا: انواع البحوث

هناك اكثر من اساس يمكن ان نبني عليه تقسيم البحوث، من هذه الاسس ما يلي:

(1) تقسيم البحوث اعتمادا على الغرض منها:

ا بحوث نظرية Pure research: وهي البحوث التي تشير الى النشاط العلمي الذي يكون الغرض الاساسي والمباشر منه الوصول الى حقائق وقوانين علمية ونظريات محققة. وهو بذلك يسهم في نمو المعرفة العلمية وفي تحقيق فهم اشمل واعمق لها بصرف النظر عن الاهتمام بالتطبيقات العلمية لهذه المعرفة.

ب بحوث تطبيقية Applied research: وهي البحوث التي تشير الى النشاط العلمي الذي يكون الغرض الاساسي والمباشر منه تطبيق المعرفة العلمية المتوفرة، او التوصل الى معرفة لها قيمتها وفائدتها العملية في حل بعض المشكلات الانية الملحة. وهذا النوع من البحوث له قيمته في حل المشكلات الميدانية وتطوير اساليب العمل وانتاجيته في المجالات التطبيقية كالتربية والتعليم، والصحة، والزراعة، والصناعة .. الخ.

(2) تقسيم البحوث اعتمادا على الاساليب المستخدمة فيها:

ا بحوث وصفية Descriptive research : تهدف الى وصف ظواهر او احداث معينة وجمع الحقائق والمعلومات عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها كما توجد عليه في الواقع . وفي كثير من الحالات لا تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف او التشخيص الوصفي، وتهتم ايضا بتقرير ما ينبغي ان تكون عليه الظواهر او الاحداث التي يتناولها البحث. وذلك في ضوء قيم او معايير معينة، واقتراح الخطوات او الاساليب التي يمكن ان تتبع للوصول بها الى الصورة التي ينبغي ان تكون عليه في ضوء هذه المعايير او القيم. ويستخدم لجمع البيانات والمعلومات في انواع البحوث الوصفية اساليب ووسائل متعددة مثل الملاحظة، والمقابلة، والاختبارات، والاستفتاءات .

ب بحوث تاريخية Historical research : لهذه البحوث ايضا طبيعتها الوصفية فهي تصف وتسجل الاحداث والوقائع التي جرت وتمت في الماضي، ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف والتاريخ لمعرفة الماضي فحسب، وانما تتضمن تحليلا وتفسيرا للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل والتنبؤ باشياء واحداث في المستقبل. ويركز البحث التاريخي عادة على التغير والتطور في الافكار والاتجاهات والممارسات لدى الافراد او الجماعات او المؤسسات الاجتماعية المختلفة. ويستخدم الباحث التاريخي نوعين من المصادر للحصول على المادة العلمية وهما المصادر الاولية والثانوية، وهو يبذل اقصى جهده للحصول على هذه المادة من مصادرها الاولية كلما امكن ذلك.

ج بحوث تجريبية Experimental research: وهي البحوث التي تبحث المشكلات والظواهر على اساس من المنهج التجريبي او منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة وفرض الفروض والتجربة الدقيقة المضبوطة للتحقق من صحة هذه الفروض. ولعل اهم ما تتميز به البحوث التجريبية على غيرها من انواع البحوث الوصفية والتاريخية هو كفاية الضبط للمتغيرات والتحكم فيها عن قصد من جانب الباحث.

وتعتبر التجربة العلمية مصدرا رئيسيا للوصول الى النتائج او الحلول بالنسبة للمشكلات التي يدرسها البحث التجريبي، ولكن في نفس الوقت تستخدم المصادر الاخرى في الحصول على البيانات والمعلومات التي يحتاج اليها البحث بعد ان يخضعها الباحث للفحص الدقيق والتحقق من صحتها وموضوعيتها.

ثالثا: خطوات كتابة البحث العلمي

تحتاج عملية كتابة البحث العلمي الى عدد من الخطوات التي يجب اتباعها حتى يكون البحث العلمي بحثا ناضجا ومكتملا، هذه المراحل هي:

(1) اختيار مشكلة البحث العلمي. (2) جمع المعلومات وتدوينها. (3) انجاز الاعمال الميدانية والمختبرية والمكتبية. (4) اعداد خطة لكتابة البحث العلمي.

وفيما يلي عرض لكل من هذه الخطوات الاربعة.

اولا: اختيار مشكلة البحث العلمي:

تنبع مشكلة البحث من شعور الباحث بحيرة او غموض تجاه موضوع معين، والمشكلة هي تساؤل يدور في ذهن الباحث حول موضوع غامض ويحتاج الى تفسير.

ومن الامور التي تساعد الباحث على اختيار مشكلة البحث ما يلي:

1 الاطلاع على المجلات العلمية ذات العلاقة بموضوع الدراسة.

2 دراسة الاطروحات (الماجستير والدكتوراه) المقدمة الى الجامعات.

ولا شك ان عملية تحديد مشكلة البحث العلمي بشكل واضح ودقيق قد لا تكون ممكنة في البداية، حيث لا توجد في ذهن الباحث الا افكار عامة وشعور غامض بوجود مشكلة تستحق البحث وبالتالي تتم اعادة صياغة المشكلة مرة بعد اخرى الى ان يتم تحديدها وتثبيت جوانبها وفصلها عن المواضيع القريبة. ويجب ان تتضمن الصياغة الصحيحة للمشكلة عدة نقاط هي:

1 تحديد الموضوع الرئيس الذي وقع عليه اختيار الباحث.

2 تحديد النقاط الرئيسة والفرعية التي تشتمل عليها المشكلة.

3 تحديد الاهداف والغايات المرجو تحقيقها من البحث.

ثانيا: جمع المعلومات وتدوينها:

(1) جمع المعلومات: بعد ان يتم الباحث جمع ما يتيسر له من بحوث ودراسات عليه ان يبدا بقراءة القريب جدا الى موضوع بحثه قراءة مستفيضة وعميقة وتفهم افكار واراء المؤلفين، والقراءة بروح نقدية وفاحصة ومدققة، وقراءة افكار واراء المؤلفين في مؤلفاتهم وليس في مؤلفات الاخرين.

واخيرا يتساءل الباحث، هل هذا وقت التوقف عن جمع المعلومات من المصادر؟ ليس هناك جواب سهل او تلقائي لمثل هذا التساؤل، فاذا شعر الباحث انه يعود او يرجع الى المصادر ذاتها التي رجع اليها ولا يجد جديد في الموضوع، اي انه يشعر كانه يدور في حلقة مفرغة، ففي هذه المرحلة عليه ان يقرر التوقف عن جمع المعلومات.

(2) تدوين المعلومات: اثناء قيام الباحث بقراءة المصادر المتعلقة بمشكلة البحث، يتوجب عليه نقل المعلومات والاراء الواردة في هذه المصادر، فمن النصائح التي توجه للباحث اذا وجد فكرة او موضوعا يتعلق بمشكلة البحث ان يبادر فورا الى تدوينها خشية فقدها او نسيانها، اذا ما ارجا التدوين الى ما بعد، فمن المستحيل على الباحث ان يتذكر جميع ما يقرا. وعملية النقل او التدوين تتم على وفق احدى الطرق الاتية: استخدام بطاقات البحث، الاضبارة (البوكس فايل)، الدفاتر (الكراريس)، استنساخ الموضوعات المهمة، طباعة الموضوعات المهمة وتخزينها في جهاز الكومبيوتر.

ثالثا: القيام بالاعمال الميدانية والمختبرية والمكتبية:

يتطلب انجاز البحث العلمي، تبعا لنوع البحث، القيام بالزيارات الميدانية لمواقع الظاهرة المراد دراستها سواء كانت ظاهر اجتماعية او طبيعية، كما ان بعض البحوث تحتاج الى اجراء عدد من التجارب المختبرية. وفي كلا الحالتين، حالة الزيارات الميادنية و التجارب المختبرية، فاننا بحاجة الى القيام بالاعمال المكتبية التي قد تتمثل باجراء بعض الحسابات الرياضية والاحصائية وكذلك وضع الرسوم التوضيحية وما شابه ذلك. وغالبا ما يتم الاستعانة بالكومبيوتر لاجراء الاعمال المكتبية هذه.

ولكي نتمكن من القيام بهذه الاعمال (الميدانية والمختبرية والمكتبية) بصورة صحيحة وناجحة فلابد لنا من معرفة بعض المفاهيم الاساسية عن المراحل الواجب اتباعها لغرض الوصول الى معلومة علمية دقيقة والتي تتمثل بالمراحل الاتية:

(1) مرحلة الملاحظة والتجربة: وهي مرحلة توجيه الباحث فكره نحو المطلوب لمعرفة حقيقته او تبيان معناه. و (الملاحظة) هي مشاهدة المطلوب في الطبيعة على ما هو عليه. اما (التجربة) فهي مشاهدة المطلوب في ظروف يهيئها الباحث حسبما يريد. وتختلف التجربة عن الملاحظة بعدد من المزايا اهمها ما يلي:

1 ان التجربة تدور في نطاق المطلوب فقط بسبب الظروف التي يهيئها الباحث لذلك، بعكس الملاحظة فانها قد لا يتاتى فيها ذلك.

2 بالتجربة يستطيع العلماء ان يوجدوا ظواهر طبيعية ومركبات مادية قد لا توجد في الطبيعة او لا يمكن مشاهدتها عن طريق الملاحظة، كالمركبات الكيميائية المستخدمة في الطب والصباغة وادوات الحرب.

3 ان التجربة اسرع في الوصول الى النتيجة من الملاحظة.

4 في التجربة يستطيع العلماء تقدير العوامل التي تساعد على وجود الظواهر الطبيعة تقديرا كميا دقيقا فيزيدون فيها او ينقصون حسبما تتطلبه الوضعية.

(2) مرحلة الفرض: بعد ان ينتهي الباحث من مرحلة الملاحظة والتجربة، وذلك عندما تتوفر لديه الامثلة الكافية حول المطلوب، ينتقل الى المرحلة الثانية من البحث وهي مرحلة الفرض. و(الفرض) هو الراي الذي يضعه الباحث لتفسير اسباب الظاهرة المشاهدة او اثارها على سبيل التخمين والظن. فالفرض في واقعه تفسير موقت يفترضه الباحث بغية التوصل عن طريق التاكد من صحته الى القانون او القاعدة العامة المطلوبة. ولا يعتبر الفرض فرضا علميا الا اذا توفر على الشروط التالية:

1 ان لا يتعارض الفرض مع القوانين العلمية الثابتة.

2 ان يكون الفرض قضية قابلة للبرهنة على صحتها او فسادها.

3 ان يكون الفرض قضية قابلة للتطبيق على جميع الجزئيات المشاهدة.

(3) مرحلة القانون: وهي المرحلة الاخيرة التي ينتهي اليها الباحث وذلك بعد ان تثبت لديه صحة الفرض الذي افترضه، وينتقل الى وضع القاعدة العامة الثابتة والتي تسمى ب (القانون).

تنبيه: قد تطلق كلمة (نظرية) في العلوم على (الفرض) كما يقال ( نظرية التطور) و ( نظرية الجاذبية). وقد تطلق على (القانون) كما يقال (نظرية العرض والطلب) و (نظرية ارخميدس في الاجسام الطافية). الا انه غالبا ما تستعمل كلمة (نظرية) ويراد منها (القانون).

رابعا: اعداد خطة لكتابة البحث العلمي:

راينا فيما تقدم ان الباحث عند اختياره للمشكلة العلمية يقوم باعداد خطة اولية للبحث، وكلما تقدم في دراسته وقراءته للمصادر والمراجع قام باجراء تغيير جذري او طفيف في تفاصيل خطته للبحث. لذلك فان على الباحث عدم الاسراع في وضع خطة بحثه بل عليه اولا الانصراف التام والكلي الى قراءة المصادر والمراجع المتعلقة بمشكلة بحثه وسيتضح له بعد مرور فترة قد لا تطول ان مشاريع خطط تتراءى امامه ولكن النصيحة الجوهرية التي يمكن ان تقدم للباحث هي ان لا يكون مقلدا لخطط بحوث ودراسات اخرى وتقسيماتها، بل على الباحث ان يجد بداب ليبتكر ويبتدع خطة بحث خاصة به، صحيح ان وضع خطة بحث مبتكرة من الصعوبة بمكان بحيث يبقى الباحث اياما وليالي يفكر ويفكر في سبيل اعداد خطة بحثه وكلما اتعب واجهد نفسه وعصر فكره اتقن واجاد في وضع خطة البحث، ولا شك ان وضع الخطة في ذاته عمل اصيل وخلاق ويدل على مدى قابلية وقدرة الباحث وتمكنه من معالجة الموضوع الذي يبحثه وكلما كانت الخطة واضحة ومنطقية ومرتبة كان عمل الباحث مفيدا وناجحا وموفقا، وقد صدق من قال: (العمل بلا نظام كالسير في الظلام)، وعلى الباحث ان يوطد نفسه بان الخطة التي يضعها في بداية عمله انما هي مشروع خطة وهي قابلة للتحوير والتبديل والتطوير كلما تقدم في دراساته ومطالعاته في مختلف المراجع والمصادر. ومن ابرز شروط الخطة الناجحة ما يلي:

1 ان تشتمل على جميع القضايا والمسائل التي تثيرها مشكلة البحث العلمي، فالخطة الموفقة تغطي جميع تلك القضايا والمسائل ولا تترك كل ما يتعلق بها الا وادخلتها ضمن اجزاء وتفاصيل الخطة.

2 ينبغي ان تكون الخطة مبتكرة وحديثة وغير مقلدة لخطط المؤلفين الاخرين.

3 ينبغي ان تكون الخطة متوازنة، اذ على الباحث عند اعداد خطة البحث محاولة ايجاد نوع من التوازن والتناسق بين اجزاء الخطة. هذا التوازن يكون على نوعين هما: التوازن الكمي والتوازن الكيفي. والمقصود بالتوازن الكمي هو ان ما يخصص من الصفحات للباب الاول يفضل ان يكون مقاربا للصفحات المخصصة للباب الثاني وهكذا الحال مع بقية اقسام البحث او الاطروحة. اما التوازن الكيفي فالمقصود به ان يكون هناك توازن في محتويات اجزاء ومكونات البحث اي توازن في الابواب والفصول والمباحث من الناحية العلمية، فان ما يحتويه الباب الاول مثلا، من المعلومات يكون موازيا للمعلومات التي يحتوي عليها الباب الثاني وهكذا الحال بالنسبة للفصول والمباحث والمطالب اذ ليس من المقبول تخصيص الباب الاول لموضوع خطير وتخصيص الباب الثاني لموضوع غير مهم وجانبي.

السابق
ملخص خاص توحيد ثانى الثانوى ازعر
التالي
صور يارب التفوق