افضل مواضيع جميلة بالصور

لا تسقط بالتقادم

لو سمحت اريد اية قرانية تتعلق بالتقادم اي بمعنى اخر اذا شخص ارتكب جريمة ولم تطبق عليه العقوبة لانه تمكن من الفرار منها فسقطت عنه الجريمة لفوات ميعاد رفع الدعوى عليه.


الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:

وبعد: فلا توجد اية تتعلق بما سالت عنه، والحكم الشرعي على خلاف ذلك، فالحقوق المقررة لا تسقط بالتقادم، ومن صدرت منه جريمة متعلقة بمال مسلم او عرضه فلا تسقط المطالبة بها بسبب طول الزمن بل الواجب طلب العفو من صاحب الحق او اداء المال اليه ان كان الحق ماليا لقوله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لاحد من عرض او شيء فليتحلله منه اليوم قبل ان لايكون دينار ولا درهم، ان كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته، وان لم تكن له حسنات اخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري وغيره.

وان كانت الجريمة متعلقة بحد من الحدود الشرعية كالزنى او قتل نفس معصومة او جرحها فالواجب تطبيق ذلك الحد الشرعي ولا يجوز تعطيله ولو هرب الجاني ولجا الى البيت الحرام، قال الشيخ الخرشي المالكي في شرحه لمختصر خليل: واذا لزم الجاني قصاص في نفس او جرح ثم دخل الحرم فانه لايؤخر لاجل ذلك ويقام عليه الحد في الحرم لانه احق ان تقام فيه حدود الله تعالى. انتهى

وان كان الامر يتعلق بمن يمارس الحرابة بقطع الطريق على الناس بالقتل والاخافة واخذ الاموال فهذا ان تاب قبل القدرة عليه بان جاء تائبا من تلقاء نفسه فيسقط عنه حق الله تعالى بالتوبة كما قال: [انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم](المائدة:33)

[الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم]

(ال عمران:89)

ولعل هذه الايات هي التي عناها السائل، وقد قال الامام ابن كثير في تفسيره:

واما المحاربون المسلمون فاذا تابوا قبل القدرة عليهم فانه يسقط عنهم انحتام القتل والصلب وقطع الرجل وهل يسقط قطع اليد ام لا فيه قولان للعلماء وظاهر الاية سقوط الجميع وعليه عمل الصحابة. انتهى

اما حقوق الادميين فلا تسقط عن المحارب ولو جاء تائبا قبل القدرة عليه قال ابن قدامة في المغني: فان تابوا من قبل ان يقدر عليهم سقطت عنهم حدود الله واخذوا بحقوق الادميين من الانفس والجراح والاموال الا ان يعفى لهم عنها، لا نعلم في هذا خلافا بين اهل العلم وبه قال مالك والشافعي واصحاب الراي وابو ثور والاصل في هذا قول الله تعالى: [الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم](المائدة:34)

فعلى هذا يسقط عنهم تحتم القتل والصلب والقطع والنفي ويبقى عليهم القصاص في النفس والجراح وغرامة المال والدية لما لا قصاص فيه. انتهى

والله اعلم.

السابق
تعبير عن فتاة رياضية
التالي
علاج الاسهال و الرغبة في التقيؤ