افضل مواضيع جميلة بالصور

ليس كل ما يلمع ذهب

كثيرا ما ننخدع ببريق وجمال اشياء من حولنا، فنلهث وراءها، ونتطلع الى الحصول عليها، معتقدين انها من النفائس والدرر، وعند الاقتراب منها نجدها لا شيء! فيصدمنا زيفها والوانها الباهتة، ونتمنى لو اننا اكتفينا بمشاهدتها عن بعد..

ولاننا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل.. زمن يصعب فيه التمييز بين الصالح والطالح.. زمن المظاهر الكذابة، ننبهر في احايين كثيرة باناس غير اهل للانبهار او الاعجاب او مجرد النظر اليهم اصلا، حيث يبهرنا بريق حديثهم، وزيف حضورهم، وتعدد ثقافاتهم، وجمال مظهرهم، ونتصور خطا انهم يعانقون الكمال والمثالية، ولا عيوب ولا اخطاء لهم، وكانهم ملائكة اطهار اخيار، وليسوا بشرا يصيبون ويخطئون، ولهم مثالب ومساوئ، وغير منزهين او معصومين..

وما ان نقترب من احدهم فنفاجا بان جمال مظهره خلفه قبح جوهر، وان حلاوة كلماته يكمن بين حروفها سم ثعبان…وانه ممن يقولون ما لا يفعلون، وممن يامرون الناس بالبر وينسون انفسهم! وانهم ممن يقابلون الاحسان بالاساءة.. والحب والاخلاص بالغدر والخيانة.. والطيبة والخير بالخبث والشر!

قال تعالى: {واذا ر‌ايتهم تعجبك اجسامهم ۖ وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة ۖ يحسبون كل صيحة عليهم ۚ هم العدو فاحذر‌هم ۚ قاتلهم الله ۖ انىٰ يؤفكون} [المنافقون:4].

وقال ايضا: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علىٰ ما في قلبه وهو الد الخصام . واذا تولىٰ سعىٰ في الار‌ض ليفسد فيها ويهلك الحر‌ث والنسل والله لا يحب الفساد} [البقرة: 204-205].

فالخطا كل الخطا ان ننجرف وراء المظاهر التي غالبا ما تكون خادعة ومزيفة، ونكتفي بها عند الحكم على الاشخاص وتقييمهم..

فالجمال الحقيقي هو جمال الاخلاق والفكر والروح، وليس جمال الجسد وحسن الهندام وبهاء الشكل.. فكم من وجوه بيضاء ناصعة تعلو قلوبا اشد سوادا وظلمة من الليل! وكم من السن تجيد هندسة الكلام وحياكة العبارات الساحرة الرائعة التي تسترق الاذان وتطرب لها الاسماع، يكمن وراءها نوايا خبيثة واخلاق فاسدة وضمائر وقلوب وذمم خربة ان لم تكن ميتة!

ولاننا لا نمتلك نظارات سحرية يمكن بها معرفة بواطن البشر ومكنوناتهم الداخلية، علينا ان نحتاط ونتوخى الحذر عند اختيارنا الاصدقاء او الازواج، وان نحكم عقولنا قبل مشاعرنا، ونهتم بجوهر ومخبر الانسان لا مظهره؛ حتى لا نصدم صدمات قوية لها بالغ الاثر على حالتنا النفسية والعصبية والجسدية، ولكي لا تؤثر تلك الصدمات سلبا على علاقتنا بالاخرين ونظرتنا للحياة وللبشر بشكل عام..

ولنعلم ان الحياة كلها تجارب وخبرات.. وليس معنى تعرضنا لصدمات بسبب سوء اختيارنا وتقييمنا لمن نحب ونصادق ان البشر جميعهم هكذا..

الدنيا مثلما تحفل بالطالحين الاشرار، تحفل ايضا بالصالحين الاخيار ذوي الدين والاخلاق الحميدة والمبادئ السامية..

وكما يقولون: “الصدمة التي لا تقتل تقوي”. فغالبا ما يخرج الشخص الذي يتعرض الى صدمة من هذا النوع ولديه خبرة عميقة، تجعله اكثر قدرة على فهم وتقييم الناس بعد ذلك، مما يساعده على التمييز بين البشر وحسن الاختيار على اسس سليمة؛ لان التجربة التي مر بها اصقلت فكره وزادته نضجا ووعيا رغم مرارتها وقسوتها.

  • حكم وامتال بالصور ليس كل ما يلمع ذهب
السابق
علاج الحياميل الميته
التالي
توسيع العين بالبصل