افضل مواضيع جميلة بالصور

مقدمة تعبير عن الهدف فى الحياة

موضوع تعبير عن الهدف في المستقبل مميز

المستقبل..كلمة لذيذة ومقلقة في الوفت نفسه,لانها تحمل الامل والتوتر في ان واحد.تحمل الامل في ظروف افضل وحالة افضل,فالمستقبل هو الامل والامل هو المستقبل,اذ انهما كلمتان في كلمة,او شقان متكاملان من وحدة واحدة.ويعني المستقبل ايضا التوتر والقلق لانه عبارة عن خيارات واحتمالات لاندري ايها يحكم عليه بالوجود وايها يحكم عليه بالعدم,وتلك كانت المعضلة التي اقام عليها فلاسفة الوجودية فكرة القلق المرافق لاي حياة انسانية.الا ان هذا القلق وتلك الحيرة المرافقة للاحساس بالمستقبل,بخياراته واحتمالاته,هما جوهر الحرية الانسانية التي عليها ان تختار وعليها ان تنتقي وفق ارادة معينة ومن ثم تحمل مسؤولية ذلك الخيار.انها المسؤولية البشرية النابعة من الحرية نفسها والقائمة عليها.ان تكون حرا يعني ان تكون قادرا على الاختيار مريدا للانتقاء,وبعد ذلك مسؤولا امام نفسك والاخرين (سواء اكانت هذه النفس ذاتا خاصة ام عامة,وسواء اكان الاخرون افرادا ام جماعات) عن نتائج هذا الاختيار وذاك الانتقاء.
المستقبل,اذا,ارادة وحرية وقدرة وليس مجرد حتم يفرض نفسه او سيل جارف يكتسح كل شيء امامه من دون قدرة على التصدي.انه اختيار اولا واخيرا,ولكن مثل هذا الاختيار يعتمد على الحرية والارادة اللتين تشكلان جوهر الاختيار.وبغير ذلك يتحول المستقبل فعلا الى حتم غاشم وسيل جارف لاراد له.
من هذا المنطلق ومن هذه المقدمة,تنبثق شرعية السؤال: “المستقبل العربي,الى اين؟”.مثل هذا السؤال يحاول ان يستشف مضمون القادم من ايام من خلال قراءة الحاضر,اذ انه كما كان الماضي مقدمة للحاضر,فان الحاضر هو بدوره مقدمة ضرورية للمستقبل وفق سلسلة زمنية او تاريخية جدلية معينة.بمعنى انه كما قام الاقدمون في حاضرهم بوضع اسس المستقبل الذي هو حاضرنا,فاننا نضع المستقبل من خلال سلوكنا وفكرنا واسلوبنا الحاضر,وذلك يلقي علينا مسؤولية كبيرة خاصة في عالم مثل هذا الذي نعيشه.
واذا كان المستقبل عبارة عن خيار ضمن خيارات,نحكم على احدها بالوجود والاخر بالعدم,فان المسؤولية (الوجه الاخر للحرية) تتعاظم لا من اجل الخيار نفسه ولكن من اجل كيفية الاختيار التي سوف تحدد واقعا وحالا لايمكن مع تحققهما الرجوع الى الوراء بتاتا.ومن اجل ذلك,نجد هذا القلق العظيم والحيرة الواسعة المرافقة لنا (ابناء هذه الامة افرادا وجماعات) حين نطرح سؤالا حول المستقبل.وحيثما ذهبت واينما توجهت في هذه الرقعة الواسعة من ارض العرب,تجد السؤال مطروحا بحرقة وقلق وتوتر: “ماذا يخبىء لنا المستقبل وماذا نحن صانعون تجاهه؟”.انه سؤال وجودي معيشي وليس مجرد سؤال فلسفي بحيث يحاول ان يجيب عن اسئلة الكون الكبرى من دون التصاق حقيقي بارض الواقع المحسوس.انه سؤال حول ماذا نحن فاعلون في ظل الكم الهائل من المتغيرات والتحولات والتغيرات والصراعات والمنافسات التي نجد انفسنا حيالها في حالة من الحيرة والضياع في كثير من الاحيان: غير قادرين على السلوك والتصرف.بمعنى اننا اصبحنا في ظل كل ذلك,نوعا من الايتام على موائد اللئام,وفق مضمون المثل.
ولكن السؤال يبقى: هل كتب علينا ان نبقى ايتاما مدى الدهر,وهل قدر علينا البقاء حيارى ضائعين غير قادرين على الاستيعاب والسلوك ابد الزمن؟ هذا هو السؤال الذي تعتمد اجابته,ومن ثم تحديد مستقبلنا,على مانصنع اليوم وما نختار ومالانختار.فالمستقبل صناعة نقوم بها في الحاضر,فكيف نصنع مستقبلنا.
ان التخبط الذي نعيشه اليوم,وهذه الحالة من الضياع وعدم “القيمة” في مثل عالم اليوم برغم الامكانات والثروات والقدرات,مردهما اولا واخيرا الى اننا (نخبا وعامة,حكاما ومحكومين) لم نحسن الاختيار في الماضي ولم نجد فن التعامل مع المتغيرات والتغيرات,وكانت النتيجة ان غيرنا ممن اجاد “اللعبة” واستوعب قوانينها واحسن التعامل مع محيطه,استطاع ان يجد له موقعا في عالم اليوم وفي سلم التدرج الاجتماعي والسياسي الدولي.وسواء اتحدثنا عن الشؤون المحلية ام الوطنية ام الدولية,فالنتيجة واحدة: احداث عنف هنا وهناك,حالة من الاغتراب هائلة,فساد سياسي واداري ادى الى عدم استقرار سياسي واجتماعي,قمع وكبت في كل مكان,واخيرا هو ان كامل في اي شان دولي او عالمي برغم الامكانات والقدرات كما ذكرنا سابقا.هذا كله,وغيره كثير,ليس الا نتيجة لخيارات سيئة سابقة قد لانكون مسؤولين عن خياراتنا الحالية التي سوف تشكل مستقبلنا,فهل نكون قارين على الاختيار مستوعبين الدروس السابقة من اجل خيار افضل؟
هذه مسالة مناطة بنا وبارادتنا اولا واخرا,وبالظروف التي نخلقها من اجل خيار ومستقبل افضل.
يقودنا مثل هذا الحديث الى لب الموضوع وجوهره,متمثلين بتلك الظروف التي يمكننا بوجودها الاختيار الجيد وصناعة مستقبل جيد بالتالي,وذلك كله مناط بالادارة اولا واخرا كما ذكر سابقا,الا اننا نستطيع ان نركز هنا عليها اكثر.ان اهم ظرف يجب ان يتواجد من اجل خيار ومستقبل افضل,هو الحرية ولاشيء غيرها.فالخيار من دون حرية ليس خيارا,بل هو حتم مفروض يجعل من الظرف سيدا علينا بدلا من ان نكون اسيادا للظروف.فالحرية هي البئية الحاضرة الضرورية للمستقبل الافضل الذي هو مستقبل مختار وليس مفروضا كما هي الحال حتى هذه اللحظة,على الاقل.والحرية التي نتحدث عنها هنا,هي مفهوم شامل تنبثق عنه عدة مفاهيم لابد من ان تترجم الى واقع مختلف.فالحرية تعني اولا الانتماء,سواء ابالنسبة الى الفرد ام الى الجماعة,اذ ان الانتماء في جوهره عملية اختيارية ولايمكن ان يكون مفروضا,وان حصل مثل هذا الوضع,اي الانتماء المفروض,فالنتيجة سوف تكون من دون ريب كارثية,اذ يتناقض حينها الشكل مع المضمون :شكل من الانتماء ومضمون من الاغتراب,والنتيجة نوع من الضياع وعدم معرفة الذات.واذا نظرت حولك في رقعتنا العربية الممتدة لوجدت ان هذه النتيجة تفرض نفسها في كل مكان من هذه الرقعة.اما الانتماء في ظل جو من الحرية فهو الانتماء الحق لانه يلغي ذلك التعارض بين الشكل والمضمون في هذا المجال,وتكون ترجمة ذلك كله سلوكا فعالا ايجابيا صانعا للمستقبل فعلا.
والحرية تعني,في ماتعني,التعددية في الفكر والراي والسلوك القائمة على كل ذلك.وهذا يعني اجتماعيا وسياسيا ان المجتمع بكل فئاته وطوائفه وطبقاته وغير ذلك من تصنيفات,سوف يكون قادرا على التعبير عن نفسه وعن حقه في الاختيار والسلوك وفقا لهذا الاختيار,وهذا بدوره سوف يعزز من مسالة الانتماء التي بدونها لاقيام لاي كيان,وبدون وجود اي كيان فانه من العبث الحديث عن مستقبل او حاضر او حتى ماض,لان اي اعتبار للوقت يختفي ويصير بلاقيمة او تاثير باختفاء الكيان ذاته.
والحرية تعني العقلانية في الاختيار في نهاية المطاف,لان هذه الحرية نفسها تعني تعددية الخيار وتعني ايضا حرية التجربة والاختيار بالنسبة الى كل هذه الخيارات,ويعني ذلك ان السيادة في النهاية هي لذاك الخيار الذي يثبت انه الافضل والاصلح (ومعيار الافضلية والصلاح هنا هو المصلحة العامة للكيان سواء اكان هذا الكيان جماعة ام دولة او امة),ولايمكن الوصول الى الافضل والاصلح الا بعد المقارنة والمعاينة وذلك لايكون الا بتدخل العقل في الموضوع,اذ ان المقارنة والموازنة ونحو ذلك,ليست سوى عمليات عقلية لاعلاقة لها بثورات الوجدان او تاجج العاطفة.بمعنى اخر,فان الحرية في هذا المجال تعني انتشار قيم العقلانية في المجتمع,واذا انتشرت مثل هذه القيم فلا خوف على الكيان,اي كيان,من الحاضر او المستقبل,لانه سوف يكون قادرا على الخيار والاختيار بما يكفل له استمرارية الوجود والمنافسة الواعية الفاعلة مع الكيانات الاخرى.
والحرية اخيرا تعني الواقعية.ونحن نتحدث عن الواقعية هنا,لانهدف ان ننصرف الى المعنى الفج او الساذج الذي يتضمن مجرد الخضوع القانع المسالم لواقع الحال,بقدر ما ان الهدف هنا منصرف الى المعنى الايجابي,والذي يعني,بكل ايجاز,معرفة الواقع والياته ومتغيراته من اجل التعامل معه تعاملا ايجابيا فاعلا يحقق اهداف الجماعة وغاياتها على ارض هذا الواقع وليس في عوالم الحلم والوهم والشعار.والواقعية بهذا المعنى هي الترجمة العملية,بل التجسيد المحسوس للعقلانية وقيمها.
هذه هي الظروف التي اذا سادت وهيمنت,حق لنا الحديث عن المستقبل وصناعته بما يتوافق مع اهدافنا وغاياتنا ومالنا,واذا اختفت كان كل حديث عن المستقبل مجرد عبث وهراء وطواحين هواء لاتطحن الا الهواء.فان تسود مثل هذه الظروف او لاتسود,مسالة,ونكرر هنا,منوطة بالارادة والاختيار الحاضر.
وعلى ذلك نستطيع القول بكل ثقة انه,في لحظات الضياع والحيرة التي نعيشها هذه الايام مع مايرافقها من قلق وتشتت وتخبط,مازالت الفرصة قائمة لان نريد (والنحن هنا راجعة الينا كلنا على اختلاف مراتبنا ومواقعنا) من اجل خلق ظروف الاختيار المناسب ومن ثم صناعة المستقبل.انها قضية من قضايا “نكون او لانكون”.فهل نكون او لانكون؟ هذه هي المسالة!

  • مقدمة عن هدفي في الحياة
  • مقدمه عن الهدف في الحياه
  • تعبير عن الوصول الى الهدف
  • صور عن الهدف في الحياة
  • مقال ادبي في الوصول الى المكان
  • هذي اهدافنا و هي تعتبر
  • مقال هدفي في الحياة
  • مقدمة حول الهدف
  • مقدمة عن الحياة في المستقبل
  • مقدمة عن الهدف في الحياة
السابق
الم الذراع بعد الحقن
التالي
تعبير عن الخريف بالانجليزي