السلام عليكم.
عمري 14 سنة, وانا مدمن على العادة السرية, وامارسها في ليل رمضان, هل صيامي مقبول؟ وهل تسبب العادة السرية تشوهات في الوجه؟
ارجو الجواب على السؤال في اقرب وقت.
الاجابة
الاخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسال الله لك السداد والرشاد، ونذكرك باننا في شهر رمضان الفضيل، نسال الله ان يتقبل منا ومنك، وان يعيد علينا وعليك الصيام اعواما عديدة وسنوات مديدة في طاعته، وان يجعلنا جميعا ممن طال عمره وحسن عمله.
وارجو ان يعلم ابننا الفاضل وكل مسلم ان رمضان وقت فاضل في ليله ونهاره، وان عبادة الله لا تعرف المواسم، فرب رمضان هو رب شعبان، ويخطئ الانسان حين يظن انه ينبغي ان يطيع الله في النهار فاذا جاء الليل يعصي الله تبارك وتعالى، والمسلم الذي ترك طعامه وشرابه لله دليل على ان عنده ارادة يستطيع بها ان يتخلى عن المعصية، لذلك قال الله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} ولذلك قال: {لا يكلف الله نفسا الا وسعها} ويستطيع بارادته هذه ان يبتعد عن كل ما يغضب الله تبارك وتعالى، فاستخدم هذه الارادة التي ثبتت بصومك وتركك للطعام والشراب، استفد من هذه الارادة في تركك لهذه المعصية التي لا يرضاها ربنا العظيم سبحانه وتعالى من عباده, لا في ليليهم ولا في نهارهم.
واعلم ان الانسان عندما يخلو مع هذه العادة السيئة يخلو من الناس جميعا لكنه يعصي الله، والله ناظر اليه، لكنه يعصي الله والله مطلع عليه، لكنه يعصي الله وهو يعيش في ارضه وياكل من رزقه، وهو لا يستطيع ان يخرج عن ملكه، فاجتهد في انقاذ نفسك بترك هذه العادة التي لها اضرار كبيرة جدا على صحة الانسان, وعلى شكل الانسان, وعلى حياة الانسان, وعلى علاقات الانسان الاجتماعية، وعلى مستقبل حياته الاسرية والزوجية.
والاخطر من هذا هي انها معصية تغضب الله تبارك وتعالى، وليت الذي يفعل هذه المعصية يعلم بقوله تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم} وليته يعلم بقوله تعالى: {الا يعلم بان الله يرى} وليته يعلم بقوله تعالى: {يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور} وليته يعلم بقوله تعالى: {انه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون} وليته يعلم بقوله: {انه عليم بذات الصدور} وليته يعلم بقوله تعالى: {وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى}.
فاجتهد في تركها، وانت كما قلت تركت الطعام والشراب لله تبارك وتعالى، وما من معصية الا ولها اثار خطيرة على وجه الانسان، كما قال ابن عباس: (فان للمعصية ظلمة في الوجه، وضيقا في الصدر، وبغضا في قلوب الخلق، وضيقا في الرزق) فان الانسان يحرم الرزق بالذنب يصيبه، لذلك اجتهد في ترك هذه المخالفة، وابتعد عن كل ما يغضب الله تبارك وتعالى، واعلم ان الانسان لا يقع في هذه المعصية الا اذا خلا بنفسه، فاعلم ان الانسان عندما يختلي بنفسه يكون الشيطان هو الثاني، واعلم ان الذئب انما ياكل من الغنم القاصية البعيدة الشريدة، واعلم ان الشيطان من الانسان اقرب وهو من الاثنين ابعد.
واعلم ان الانسان لا يفعل هذه المعصية الا اذا اطلق لنفسه الشهوات والنظر في الغاديات والرائحات، فغض بصرك، واعلم ان الانسان لا يقع في هذه المعصية الا اذا كان في غفلة عن ذكر الله تعالى وطاعته، فلا تكونن من الغافلين، واحرص على ان تنام على ذكر الله، وان تستيقظ على ذكر الله تعالى، وكذلك احرص على الا تذهب الى فراشك الا وانت جاهز للنوم، الا وقد اصبحت مستعدا للنوم مباشرة، ولا تبقى كذلك في فراشك بعد ان تستيقظ من نومك، فان هذه الاوقات دائما تاتي فيها مثل هذه الوساوس السيئة.
وهذه العادة كما قلنا لها اضرار كذلك اجتماعية فهي تجعل الانسان ينطوي ويهرب من الناس، ويهرب من مواجهتهم ويبتعد عنهم، وهي كذلك عادة تجعل الانسان ايضا متبلد الذهن، تؤثر على ذكائه، وتؤثر على تفكيره، وتولد عنده تانيب الضمير، وتولد عنده الانطواء والانكماش عن الناس، وكما قلنا الادمان عليها يجعل الانسان عاجزا عن ممارسة حياته الزوجية عندما يتزوج، لان متعته تكون في هذا الشيء الذي يجلب له اضرارا خطيرة جدا, ويؤثر على مستوى ادائه للحلال، فان للمعصية شؤما، وان المعصية خصم على سعادة الانسان.
فسارع بالتوبة، وسارع في الرجوع الى الله تبارك وتعالى، واعلم ان الله تبارك وتعالى يمهل ولا يهمل، وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية، ونشكر لك هذه الروح التي دفعتك للسؤال، والتي جعلتك تستفسر عن هذه المسالة، فاستفد من جوانب الخير في نفسك، واغتنم فرصة الصيام، وتذكر انك في زمان فاضل، بل في ليال مباركة فاضلة جدا، نسال الله الا يحرمنا خيرها وخير ما فيها وخير ما بعدها.
وبلا شك ان الانسان اذا تاب وترك هذه المخالفة فانه يبلغ العافية، ويجد اثر ذلك في حياته، ويجد اثر ذلك ايضا في عقله وفي حياته من اولها الى اخرها، فان للمعاصي شؤما، ولها اثار خطيرة، وكذلك التوبة لها ثمار طيبة مباركة، فاقصد التوجه الى الله, واخلص الطلب بالتوفيق والتاييد، وتب الى الله تبارك وتعالى، واعلم بانه غفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى، وانه ما سمى نفسه توابا الا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه غفورا الا ليغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا، ولا سمى نفسه رحيما الا ليرحمنا برحمته الواسعة، فادخل نفسك في رحمة الرحيم الرحمن، واحرص على كل امر يرضيه تبارك وتعالى
- العادة السرية في ليل رمضان
- حكم العاده السريه في ليل رمضان
- ما حكم العادة السرية في رمضان في الليل
- مباشرة العادة السرية في ليل رمضان
- ممارسة العادة السرية في ليل رمضان