افضل مواضيع جميلة بالصور

شعر في جمال المراة وعفتها

المقدمة
جاء المتنبي في عصر متاخر من الحضارة العربية، التي ازدهرت وفاقت سمعتها ارجاء الدنيا، وهو بلا شك، قد تاثر بالشعراء الذين تغنوا بالمراة كرمز حضاري له عبقه الشعري الخاص، وعلى الرغم من ان المتنبي كان متاثرا بغيره الا ان هذا التاثر كان مصحوبا بجديد له جانب كبير من الاثارة والتشويق.
ويتناول هذا البحث صورة المراة في شعر المتنبي، وينقسم الى اربعة محاور رئيسية، حيث عنى المبحث الاول بالحديث عن المراة وتلمس صورها، وتناول المبحث الثاني صورة المراة في الاطار الاسري، واما عن المبحث الثالث فقد جاء الحديث فيه عن صفات المراة المادية، وانتهى الحديث في المبحث الرابع بتناول الصفات المعنوية للمراة، من حيائها وعفتها، والحسب والنسب، والرزانة والعقل والاتزان .

اولا : تلمس صورة المراة في شعر المتنبي
اذا كان حال المراة في الشعر الجاهلي صورة جميلة يزين بها الشعراء مطالع قصائدهم، وعلاقتهم بها “تتخذ طابع التكريم والتقدير مرة، والتبذل والمجون اخرى”(شماع9)، فهي عند المتنبي ايضا على هذا النحو. فلو تتبعنا المتنبي في شعره لوجدناه يتغنى المراة، ويضعها احيانا في مقدمة قصائده، فالمقدمات الغزلية في شعر المتنبي، تظهر صورة جلية لتلك المراة، و هذا الدكتور سعد شلبي(11) يرى بان المتنفس الوحيد للمتنبي الذي يفصح عن حبه المكتوم للمراة هو مطالع قصائده. فقد جاء في ديوانه (يازجي2،646)، قوله في احداها:

كما نلالحظ لا يذكر المتنبي اوصاف المراة الا بعد ان يذكر الفراق المر، والهجر الاليم، حتى لنشعر انه لم يحظ بوصالها ابدا، وفي هذه الابيات فعل الشيء ذاته، فهو يرى ان حياته كالموت بفعل فراق حبيبته التي ركز في البيت التالي على رسم صورة خارجية لها، فهي ذات وجه كالبدر وقوام رشيق كالغصن.
وفي قطعة، يقول المتنبي في بيت يبن من خلاله حالة المحب (يازجي1،25):
تذلل لها واخضع على القرب والنوى فما عاشق من لا يذل ويخضع
اي ارض بما تحكم منقادا مطيعا لها، والخضوع في القرب هو الطاعة والانقياد، وفي البعد الرضى والتسليم لفعلها وذلك اية المحب.
ويتابع الشاعر حديثه عن صورة المراة في ابيات يتحدث فيها عن اعرابية سكنت قلبه دونما استئذان بلا مشقة ولا تعب(يازجي1،92):

هام الفؤاد باعرابية سكنت بيتا من القلب لم تمدد له طنبا
بيضاء تطمع في ما تحت حلتها وعز ذلك مطلوبا اذا طلبا
كانها الشمس يعيي كف قابضه شعاعها ويراه الطرف مقتربا
مرت بنا بين تربيها فقلت لها من اين جانس هذا الشادن العربا
فالهيام: ان يذهب الرجل على وجهه لغلبة الهوى عليه، فالشاعر كما نلاحظ يصف حال المحب الذي ملكت قلبه المحبوبة بلا كلفة ومشقة، فكانت كمن سكن بيتا لم يتعب في اقامته، فالقلب بيت بلا اطناب ولا اوتاد. وفي البيت التالي، ينتقل الشاعر ليرسم صورة اخرى لهذه المراة، يبن من خلالها عفة المراة العربية وصونها لعرضها، يقول: انها لانسها ولين حديثها، يطمع الطالب فيما تحت ثيابها، فيصعب الوصول الى مطلبه، وذلك لعفتها وصونها لنفسها.

ويتابع الشاعر حديثه عن المراة فيقول (يازجي2،584) :

شامية طالما خلوت بها تبصر في ناظري محياها
فقبلت ناظري تغالطني وانما قبلت به فاها
فليتها لا تزال اوية وليته لا يزال ماواها
يقصد المتنبي من هذا الكلام انه يريد دوام قربها منه، بحيث يبقى وجهها في ناظره، وهي كناية عن غاية القرب، فقد منحته القبلة كما دل على ذلك البيت الثاني، لكن ذلك كان على سبيل الوهم، فهي اوهمته انها قبلت عينيه، وانما قبلت فاها الذي راته في ناظره. وبعد عرض لذلك المشهد الرومانسي، ياتي تمني الشاعر من خلال رسم صورة تحمل في داخلها حرصه الشديد على هذه المراة، فهو كما نلاحظ يتمنى ان يكون ناظره ماواها الذي ياويها ويضمها، فقد اوصله تعلقه الشديد بها وحرصه على عدم مفارقتها ان يعد لها المسكن والمنزل، ولو كان ذلك الامر على حساب بصره؛ اي انه يرضى بان يكون بصره ماواها من حبه لها لا يزول ابدا. فالصورة الفنية كما يرى خالد الزواوي(101)”وسيلة حتمية لادراك نوع متميز من الحقائق، تعجز اللغة الاعتيادية ادراكة، او توصيله، وتصبح الصورة التي تمنحها للمبدع قرينة الكشف، والتعرف على جوانب خفية من التجربة الانسانية”، وهذا ما لمسناه في اسلوب المتنبي عند الحديث عن المراة وتلمس صورها في شعره.
وبعد الوقوف على هذه المقتطفات من المقدمات الغزلية واظهار براعة المتنبي في رسم تلك المشاهد، والتي تحمل في داخلها احساس الشاعر المرهف اتجاه الجنس الاخر من بني جلدته، نستطيع الوقوف على العواطف الكامنة في نفس المتنبي، وملاحظة تجلياته في رسم صورة المراة، وبخاصة تلك التي اتخذها في مقدماته الغزلية رمزا لتغنى اماله والامه وليضع كل ما يحس به ويجيش في صدره، فقد بدات صورة المراة بالظهور في شعره تاخذ حيزا مقارنة مع الموضوعات الاخرى التي قال فيها الشاعر، يقول محمد شرارة(172) “ومن هذا الاستعراض البسيط للمقدمات الغزلية نجد الشاعر مشرفا على خلجات النفوس العاشقة، ملما باسرارها، مدركا خفاياها الموحشة بالوان الطيف.”

ثانيا. المراة في الاطار الاسري
على الرغم من الحضور القوي للمراة في ديوان ابي الطيب المتنبي، فان من ترجموا لحياته لم يذكروا الا امراتين من افراد اسرته، هما جدته لامه، وزوجته “ام محسد”، فالاولى عرفناها بعد موتها، من خلال المرثية الخالدة التي رثاها بها، وسنعرض هنا مقتطفات من ابيات هذه القصيدة (يازجي175،1):

الا لا ارى الاحداث حمدا ولا ذما فما بطشها جهلا ولا كفها حلما

الى مثل ما كان الفتى مرجع الفتى يعود كما ابدي ويكري كما ارمى
اتاها كتابي بعد ياس وترحة فماتت سرورا بي فمت بها غما
حرام على قلبي السرور فانني اعد الذي ماتت به بعدها سما
رقا دمعها الجاري وجفت جفونها وفارق حبي قلبها بعد ما ادمى
طلبت لها حظا ففاتت وفاتني وقد رضيت بي لو رضيت بها قسما
تعجب من لفظي وخطي كانما ترى بحروف السطر اغربة عصما
وتلثمه حتى اصار مداده محاجر عينيها وانيابها سحما

  • شعر في جمال المرأة
  • صورة جميلة عن ملكة جانس
  • ففاتت و و
  • كلمات شعر على جمال المراة الحامل
  • نوع الصورة البلاغية فماتت سرورا بي فمت بها غما
السابق
نقل كفالة طالب
التالي
صور فطور _ شهي جدا