افضل مواضيع جميلة بالصور

التخلص من وسواس الموت

 

السؤال
السلام عليكم، جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، وبارك في سعيكم.

انا اعاني من وسواس الموت منذ مدة تقريبا من 11 شهرا، اصابني الوسواس بعد ان مرض ابي -اطال الله عمره في الطاعة-، ومن بعدها وانا اعاني من هذا الوسواس الذي حرمني السعادة، وبعد مدة خف عني كثيرا، وكدت انساه، لكن منذ شهرين اصابني وسواس العقيدة، والذي نكد علي حياتي، ويجعلني ابكي كلما جاءني، وهو الوسواس الذي يلح علي ان انطق بما يدور في نفسي، وهو سب الله -جل جلاله-، وانا اخاف جدا ان انطق به، احس بشيء يجبرني عليه، يقول: انطقيه، وانا اتعذب واحاول تجاهله، لكنه يلازمني، وانا اخاف ان انطقه واخرج من الدين، طول الوقت وانا حزينة وخائفة، واعيش في حالة لا يعلم بها الا الله.

بعد دخول رمضان، رايت في المنام انني اختنق او احتضر وانا انطق الشهادة، لكن صوتي اختفى، فقمت مفزوعة من النوم، وبعد ذلك عاد لي وسواس الموت مرة ثانية.

والان اعاني من الوسواسين معا، فاخاف ان اموت على غير هذا الدين، اخاف جدا من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:” ان احدكم ليعمل عمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها”.

احيانا اتغلب على هذا الوسواس، واحيانا يتغلب علي لدرجة انني اصاب بحالة اكتئاب شديد، حتى صلاتي وقيامي في رمضان لم يكن كما السابق، احس انني اتعب اذا قرات القران، واشعر بالدوار وعدم الاتزان، وانه سيغمى علي، ونزل وزني، وشهيتي قلت -والحمد لله على كل حال-.

وانا من النوع الكتوم، لدرجة انه لا احد من اهلي علم بحالتي هذه، اعيشها واصارعها بنفسي، لا احب ان اشتكي لاحد، لكنني اكتب لكم لعلي اجد لديكم ما يخلصني مما انا فيه.

الاجابة
الاخت الفاضلة/ tahani حفظها الله.
وبركاته، وبعد:

فانه ليسرنا ان نرحب بك في موقعك اسلام ويب، فاهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في اي وقت وفي اي موضوع، ونسال الله ان يصرف عنك كل سوء، وان يعافيك من كل بلاء، وان يرد عنك كيد شياطين الانس والجن، انه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة-:

النقطة الاولى: فانه وبداية احب ان اذكرك، بان هذه الوساوس مهما كانت العبارات التي يطلقها الشيطان على لسانك، ومهما كانت الافكار التي تعمل في عقلك، لن تؤثر في ايمانك -باذن الله تعالى- ولن يؤاخذك الله -تبارك وتعالى- عليها، لان هذه الوساوس وهذه الافكار السلبية – خاصة فيما يتعلق بذات الملك سبحانه وتعالى – الله -جل جلاله- يعلم ان هذه من كيد الشيطان، وانك تحبينه، وانك مسلمة مؤمنة صادقة، ولذلك لا تشغلي بالك بهذه الاشياء، حاولي ان تنظري للفكرة على انها فكرة تافهة، وان يكون لديك يقين بانه مهما حاول الشيطان ان يلقي على لسانك مثل هذه الكلمات، او يجعلك تفكرين بها، فان الله لن يؤاخذك على ذلك ابدا مطلقا، حتى وان تلفظت ببعض العبارات ما دامت رغما عنك، فاتمنى ان تتاكدي وان تكوني على يقين من ان الله -تبارك وتعالى- لن يؤاخذك على ذلك، وانك لست داخلة في الحديث الذي ذكرت جزء منه (ان الرجل ليعمل بالعمل من عمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع) انت بعيدة تماما، واتمنى ان تطمئني من هذه الناحية.

النقطة الثانية: اتمنى ان تقومي بعمل رقية شرعية سريعة جدا، بان تستعيني بعد الله -تبارك وتعالى- باحد الرقاة الشرعيين الثقات ليقوم بعمل رقية شرعية بالنسبة لك على اسرع وقت، واذا لم تستريحي (مثلا) من المرة الاولى، لا مانع من تكرار الرقية، او لا مانع من الاستعانة براق اخر، لان بعض الرقاة قد لا يوفق لعلاج الحالة، وتحتاجين الى راق ثان وثالث ورابع، فهذا لا حرج فيه، ولا تياسي منه.

النقطة الثالثة: اتمنى ان تستمعي الى شريط الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري – وهي موجودة على الانترنت، لو كتبت في موقع البحث جوجل (الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل)، وهناك رقية طويلة ورقية قصيرة، فاستمعي للرقية الطويلة والتي مدتها تسع ساعات، حاولي ان تجعليها تعمل بالليل وانت نائمة بصوت تسمعينه وانت نائمة، حتى يتم تطهير البيت -باذن الله تعالى-.

كذلك احرصي – يا بنيتي – على الا تنامي الا على طهارة، وان تقولي اذكار النوم خاصة اية الكرسي والمعوذات، وان تظلي في الذكر حتى تغيبي عن الوعي تماما -باذن الله عز وجل -.

كذلك ايضا اوصيك بالمحافظة على اذكار الصباح والمساء بانتظام خاصة التهليلات المائة (لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومائة مرة مساء، كذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومثلها مساء، وكذلك (اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحا ومثلها مساء.

كذلك المحافظة على الصلوات في وقتها، وينبغي الا تفرطي فيها مهما كانت الوساوس التي تاتيك في الصلاة او خارج الصلاة، لا تشغلي بالك بها.

اعلمي -ابنتي الكريمة الفاضلة- ان هذا نوع من الابتلاء والاختبار من الله -تبارك وتعالى- لك، وانك ماجورة على قدر مقاومتك لهذه الابتلاءات، وهذه الافكار السلبية، وعلى قدر صبرك، وثقي وتاكدي ان الله -تبارك وتعالى- لم ولن يتخلى عنك ابدا.

اوصيك كذلك بالدعاء والالحاح على الله -تعالى- ان يعافيك الله -عز وجل-، اتمنى ان تستعيني ايضا باخصائي يصف لك دواء، لان هذه الوساوس القهرية التي لديك لها علاج -ولله الحمد والمنة-، و-باذن الله تعالى- سوف تحال هذه الاستشارة على احد الاخوة المختصين النفسانيين، وسوف يساعدك -باذن الله عز وجل-.

اذا لم تيسر ذلك فلا مانع من الاستعانة باحد الاخصائيين النفسيين في مدينتك.

اخيرا: تقولين بانك كتومة، وانك لم تخبري احدا بذلك، وهذا ايضا جزء من المشكلة، لانه لو لم تخبري بذلك ما استطعنا ان نقدم لك اي شيء من المساعدة، فانا ايضا اتمنى ان تعرضي الامر على والدتك او على والدك – اقرب الناس اليك – وان تطلبي مساعدتهم في حل هذه المشكلة، لانه من الممكن ان يساعدونك، لانك كيف تذهبين الى راق بغير اذن والديك؟ كيف ياتي الراقي الى البيت دون اذن والديك ايضا؟ كيف تذهبين الى اخصائي نفساني دون اذن والديك؟ كيف تتعاطين دواء دون علم والديك؟ لا بد – ابنتي الفاضلة – من ان تعلم الوالدة او الوالد او احدهما بمشكلتك، ولا بد ان يقفوا معك حتى تستطيعين ان تتخلصي من هذه المشكلة.

ايضا دعاء الوالد والوالدة لك لا يرد، فان النبي -عليه الصلاة والسلام- اخبرنا ان دعاء الوالدين لا يرد، فانت في حاجة الى دعائهما، لان دعائهما انفع لك من دعاءك لنفسك.

اذا انت تحتاجين الى اخبارهما، وثقي وتاكدي من ان المسالة مسالة وقت، وسوف يشفيك الله -تبارك وتعالى- ويعافيك قريبا -باذنه تعالى جل وعلا-.
——————————————————-
انتهت اجابة: الشيخ/ موافي عزب – مستشار الشؤون الاسرية والتربوية-،
وتليها اجابة: د. محمد عبدالعليم – استشاري اول الطب النفسي وطب الادمان-.
——————————————————
بالفعل انت تعانين من هذه الوساوس المتارجحة والمتقلبة، والتي تاتيك في شكل موجات تنخفض لحظة وترتفع لحظات اخرى، وهذا هو طبيعة الوساوس القهرية، لكن وساوسك ايضا من النوع الذي يمكن علاجه -ان شاء الله تعالى- فهذا النوع من الوساوس، ولانها وساوس افكار في المقام الاول، تستجيب للعلاج الدوائي بصورة رائعة جدا.

الاخت الفاضلة: تخوفك حول الفكرة الالحاحية المتعلقة بسب الذات الالهية – تعالى الله علوا كبيرا – اقول لك: هذا لن يحدث ابدا -ان شاء الله تعالى- نفسك طاهرة ونقية واقوى من هذه الوساوس، ويعرف ان الافاضل من الناس واصحاب الخلق القويم لا يقعون في الوساوس فعلا او قولا، حين تكون ذات طابع سلبي قبيح على النفس.

ايتها الفاضلة الكريمة: من افضل طرق علاج الوساوس هو تحقيرها، بل الاستخفاف بها، وان تتجنبي مناقشة الوسواس، والا تخضعيه للمنطق، الا تحلليه، هذه الافكار (مثلا) خاطبيها مباشرة وقولي لها (انت فكرة سلبية قبيحة، لن اناقشك، كل الذي سوف اقوم به انني سوف احقرك، واستخف بك، اذهبي عني، انت تحت قدمي) وهكذا، هذا نوع من المخاطبات الداخلية الذاتية التي وجد انها مفيدة.

في ذات الوقت، ممارسة تمارين الاسترخاء تخفف من وطاة الوساوس، لان المكون القلقي المصاحب للوساوس القهري كثيرا ما يكون قويا جدا، ويؤدي الى تازم الحالة اكثر، فاحرصي على ذلك – ايتها الفاضلة الكريمة – واصرفي انتباهك ايضا من خلال الا تدعي اي مجال للفراغ.

البشرى التي احملها لك – وهي العلاج الاساسي – هو ان الدواء مهم في حالتك، والادوية فاعلة وممتازة، وهي اضافة عظيمة -حقيقة- لعلاج الوساوس، اراحت الناس -الحمد لله تعالى والفضل والمنة له-، فاذهبي وقابلي الطبيب النفسي، حتى يدعم لك ما ذكرته لك، وتكونين اكثر قناعة بتناول الدواء، وان شئت ان تتناولي الدواء استنادا وثقة فيما ذكرته لك فهذا امر جيد.

احد الادوية التي انصح بها كثيرا من الناس، خاصة الذين اعالجهم عن بعد، هو عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك)، ويعرف علميا باسم (فلوكستين) لانه سليم، ولانه فاعل، ولانه بسيط، ولا يسبب الادمان، ولا يسبب التاثير على الهرمونات النسوية.

جرعته هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوتها عشرين مليجراما، تناوليها بعد الاكل، يمكنك ان تتناوليها صباحا او مساء، يفضل دائما في رمضان مع الافطار، بعد اسبوعين اجعلي الجرعة كبسولتين في اليوم، وارى ان هذه الجرعة سوف تكون كافية بالنسبة لك، علما ان بعض الناس يحتاجون حتى اربع كبسولات في اليوم، لكن -ان شاء الله تعالى- لن تحتاجي لهذه الجرعة، وعموما لو احتجت لها فهي جرعة سليمة.

استمري على جرعة الكبسولتين لمدة ستة اشهر – وهذه ليست مدة طويلة ابدا، لان الوساوس من طبيعتها انها متكررة وانها انتكاسية، لذا نفضل ان تكون فترة العلاج طويلة نسبيا، العلاج بمكونه التمهيدي والعلاجي وكذلك الجرعة الوقائية -.

بعد انقضاء الستة اشهر وانت على كبسولتين، اخفضي الجرعة واجعليها كبسولة واحدة في اليوم، وهذه هي الجرعة الوقائية التي نتحدث عنها، استمري عليها لمدة ستة اشهر، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وانتم بخير.

السابق
موديل بلايز دانتيل كم طويل
التالي
اهمية الحديد للجسم