افضل مواضيع جميلة بالصور

كيف يكون موضوع بحثي

 

تقف الافكار البحثية عائقا امام طلاب الدراسات العليا، وتشكل هاجسا من هواجس الباحث منذ بداية تفكيره في اكمال مشواره الدراسي، وهو يرقب انتهاء مشواره البحثي ببحث علمي جدير بالاحترام والتقدير في القسم العلمي الذي ينتمي اليه، وفي مجتمعه الذي ينتظر خدمة الابحاث العلمية الناهضة بالمجتمع، والمسهمة في حل مشكلاته.
ولا ريب فان الفكرة البحثية هي الاس الذي سيقضي الباحث فيه وقتا من عمره، وربما تكون بوابة لانضمامه الى مؤسسة حكومية، او اهلية؛ ولذا فان من الضروري ان يقدم الباحث على فكرته، وقد اختمرت في ذهنه، وقايسها مع قدراته، وما لديه من مصادر بحثية، وما ستتركه من اثر علمي. ومن تجربتي المتواضعة في العمل الاكاديمي وجدت عددا من طلاب الدراسات العليا يندمون على اختيار افكارهم، ربما في مستهل مشوارهم البحثي، وربما في منتصفه، واحيانا بعد انجازه، وهاهنا اقدم للقراء جملة نصائح ليست هي العلاج، لكنها بعض العلاج عسى ان تكون معينة –بعد اعانة الله- على انتقاء الفكرة البحثية بشكل جيد.

1. من الضروري للباحث ان يكتشف ميوله، وطاقته الابداعية، فالتخصص الواحد له فروع وذيول عديدة، فيجد الباحث نفسه في مجال دون اخر، ففي الادب -مثلا – ادب قديم، وحديث، وشعر ونثر، وقصة ومسرحية، ومناهج نقدية قديمة، واخرى حديثة، فالى اي فرع تنجذب، والى اي فن تستعذب، فميولك واهتمامك بلون ادبي سيكون مطية لابداعك البحثي.

2. استشر اصحاب الخبرة والتجربة، وهم اساتذتك في الجامعة التي تدرس فيها اوفي غيرها، فرب استشارة اختصرت عليك اياما من التامل والتفكير، ولربما فتقت في ذهنك موضوعا بحثيا لم يطرا عليك.

3. استشر مصادر التخصص ومراجعه، ولا تكتف بالقديم، وانما احرص على اخر الدراسات في مجال تخصصك، وغالبا ما تحوي توصيات الدراسات جملة من الافكار البحثية الجاهزة التي تعين الباحث الى الوصول السريع الى فكرته البحثية.

4. احرص ان تكون الفكرة البحثية ذات قيمة مجتمعية، فبعض الافكار البحثية تجد اثرها في المجتمع او الحياة، وحينئذ لا يكون البحث عبئا على الرفوف المكتبية، وانما اضافة الى ميدان الحياة، ووسيلة لحل مشكلة من مشكلاتها، وينبغي ادراك تفاوت التخصصات، الا ان التجربة تقول: ان عددا من الرسائل العلمية اسهمت في علاج مشكلات حياتية، وكانت لبنة من لبنات البناء ، وهذا ما يتغياه الباحث الجاد.

5. قراءة الابحاث المتميزة تعين الباحث على المقاربات، وتفتح افاق الذهن للوصول الى فكرة رائدة.

6. من الضروري للباحث ان يتشبع بقراءة الكتب، والابحاث والمقالات الرصينة التي تدورفي فلك فكرته البحثية، فبعض الباحثين يقدم فكرته البحثية من دون تمحيص لحدودها، ومادتها العلمية، وابرز الدراسات المماثلة، وكم وجدت طلابا سجلوا فندموا بعد التسجيل اما لتشظي الافكار وتمددها، او لقلة مادتها.

7. وتبقى ثقافة الباحث، وتواصله الدائم مع مستجدات التخصص، واخر ماصدر من كتب وابحاث، وقراءة قوائم الكتب من ابرز الملهمات للوصول الى فكرة بحثية جديرة بالدرس والتناول.

8. التواصل مع الاقسام العلمية المماثلة للقسم الذي تدرس فيه ستجده بوابة الى فتح افق من افاق البحث، فالاقسام العلمية تتفاوت خططها، واولوياتها، واهتماماتها.

9. ومن المهم للباحث ان يزور المكتبات العامة، والخاصة؛ ليطلع على خزائنها، وماضمته من كتب وابحاث في مجال التخصص، فلربما وجد فجوة تحتاج الى سد، او فراغا يحتاج الى ملء.
ويبقى توفيق الله ، وتسديده ركيزة مهمة من ركائز النجاح ، فالباحث يسال مولاه ان يوفقه الى مايعينه على امور دينه، ودنياه، والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.

هذا المقال كتبه الدكتور/ عبدالكريم العبدالكريم (اكاديمي سعودي، يعمل استاذا مشاركا في قسم الادب والنقد في كلية اللغة العربية –جامعة الامام، له بعض المؤلفات والابحاث في مجال تخصصه، واسهم في كتابة بعض المقالات في بعض المجلات والصحف، عمل وكيلا لعمادة البحث العلمي في جامعة الامام، ومستشارا متفرغا في وزارة التعليم العالي، عضو في عدد من اللجان داخل الجامعة وخارجها)
وقد نقلته هنا للفائدة.

السابق
ماذا يحدث بعد تقديم شكوى فى الشؤون
التالي
لفات طرح خطوبه بالخطوات