افضل مواضيع جميلة بالصور

ادعية لتكفير الكبائر

1- التوبة:
قال تعالى: {وتوبوا الى ٱلله جميعا ايه ٱلمؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].
وعن الاغر المزني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ايها الناس: توبوا الى الله، فاني اتوب في اليوم اليه مائة مرة))[1].
معنى التوبة:
التوبة: عبارة عن ندم يورث عزما وقصدا، وذلك الندم يورث العلم بان تكون المعاصي حائلا بين الانسان وبين محبوبه[2].
وحقيقة التوبة كما ذكرها ابن القيم فقال: “هي الندم على ما سلف منه في الماضي، والاقلاع عنه في الحال، والعزم على ان لا يعاوده في المستقبل”[3].
حكم التوبة:
نقل النووي عن اهل العلم فقال: “اتفقوا على ان التوبة من جميع المعاصي واجبة، وانها واجبة على الفور لا يجوز تاخيرها سواء كانت المعصية صغيرة او كبيرة، والتوبة من مهمات الاسلام وقواعده المتاكدة، ووجوبها عند اهل السنة بالشرع”[4].
شروط التوبة:
قال النووي رحمه الله: “ان للتوبة ثلاثة اركان:
1- الاقلاع.
2- والندم على فعل تلك المعصية.
3- والعزم على ان لا يعود اليها ابدا. فان كانت المعصية لحق ادمي فلها ركن رابع وهو:
4- التحلل من صاحب ذلك الحق. واصلها الندم، وهو ركنها الاعظم”[5].
قال الشيخ عثمان بن قائد النجدي رحمه الله:
شروط توبتهم ان شئت عدتها ثلاثة عرفت فاحفظ على مهل
اقلاعه ندم وعزمه ابدا ان لا يعود لما فيه جرى وقل
ان كان توبته عن ظلم صاحبه لا بد من رده الحقوق على عجل[6] وزاد ابن المبارك على ما سبق من الشروط للتوبة فقال: “الندم، والعزم على عدم العود، ورد المظلمة، واداء ما ضيع من الفرائض، وان يعمد الى البدن الذي رباه بالسحت فيذيبه بالهم والحزن حتى ينشا له لحم طيب، وان يذيق نفسه الم الطاعة كما اذاقها لذة المعصية”[7].
فزاد رحمه الله الاتي:
1- اداء ما ضيع من الفرائض.
2- اذابة البدن الذي رباه بالسحت بالهم والحزن.
3- الجد في الاكثار من الطاعات[8].
2- الاستغفار:
قال تعالى: على لسان نوح عليه السلام: {فقلت ٱستغفروا ربكم انه كان غفارا} [نوح:10].
وعن شداد بن اوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سيد الاستغفار ان يقول احدكم: اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك، وانا على عهدك ووعدك ما استطعت، اعوذ بك من شر ما صنعت، ابوء لك بنعمتك علي، وابوء بذنبي، فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت)) قال: ((ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من اهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل ان يصبح فهو من اهل الجنة))[9].
قال ابن حجر نقلا عن بعض اهل العلم: “لما كان هذا الدعاء جامعا لمعاني التوبة كلها؛ استعير له اسم السيد، وهو في الاصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج، ويرجع اليه في الامور”[10].
3- عمل حسنات تمحوها، فان الحسنات يذهبن السيئات:
قال تعالى: {ا ان ٱلحسنٰت يذهبن ٱلسيئٰت ذٰلك ذكرىٰ للذكرين} [هود:114].
قال ابن كثير رحمه الله: “ان فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة”[11].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها))[12].
وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان رجلا اصاب من امراة قبلة، فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، قال: فنزلت: {اقم ٱلصلوٰة طرفى ٱلنهار وزلفا من ٱليل ان ٱلحسنٰت يذهبن ٱلسيئٰت ذٰلك ذكرىٰ للذكرين} قال: فقال الرجل الي هذه يا رسول الله؟ قال: ((لمن عمل بها من امتي))[13].
قال النووي رحمه الله: “هذا تصريح بان الحسنات تكفر السيئات”[14].
4- دعاء اخوانه المؤمنين والملائكة، واستغفارهم له حيا او ميتا:
قال تعالى: {وٱلذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا ٱغفر لنا ولاخوٰننا ٱلذين سبقونا بٱلايمٰن} [الحشر:10].
وعن ام الدرداء رضي الله عنها قالت: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((دعوة المرء المسلم لاخيه بظهر الغيب مستجابة، عند راسه ملك موكل كلما دعا لاخيه بخير قال الملك الموكل به امين ولك بمثل))[15].
وكذا دعاء الملائكة له:
قال تعالى: {ٱلذين يحملون ٱلعرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما} [غافر:7].
يقول ابن كثير رحمه الله: “{ويستغفرون للذين ءامنوا} اي: من اهل الارض ممن امن بالغيب، فقيض الله تعالى ملائكته المقربين ان يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب، ولما كان هذا من سجايا الملائكة عليهم السلام كانوا يؤمنون على دعاء المؤمنين بظهر الغيب”[16].
5- ابتلاء الله تعالى اياه بمصائب تكفر عنه:
عن ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، الا كفر الله بها من خطاياه))[17].
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة))[18].
6- اهداؤه ثواب الاعمال الصالحة بعد الموت:
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة، الا من صدقة جارية، او علم ينتفع به، او ولد صالح يدعو له))[19].
وعن عائشة رضي الله عنها: ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ان امي افتلتت نفسها، واظنها لو تكلمت، تصدقت، افلها اجر ان تصدقت عنها؟ قال: ((نعم، تصدق عنها))[20].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “وفي حديث الباب من الفوائد: جواز الصدقة عن الميت، وان ذلك ينفعه بوصول ثواب الصدقة اليه ولا سيما ان كان من الولد”[21].
7- رحمة ارحم الراحمين:
جاء في حديث الشفاعة قال: ((فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق الا ارحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في افواه الجنة))[22].
وهذا الحديث دلالة على شفاعة ارحم الراحمين[23].
8- شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة))[24].
قال ابن الجوزي رحمه الله: “هذا من حسن تصرفه صلى الله عليه وسلم لانه جعل الدعوة فيما ينبغي، ومن كثرة كرمه لانه اثر امته على نفسه، ومن صحة نظره لانه جعلها للمذنبين من امته لكونهم احوج اليها من الطائعين”[25].
9- يبتليه الله في عرصات القيامة من اهوالها بما يكفر عنه:
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من صاحب ذهب، ولا فضة لا يؤدي منها حقها الا اذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فاحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره، كلما بردت اعيدت له في يوم كان مقداره خمسين الف سنة، حتى يقضي بين العباد، فيرى سبيله، اما الى الجنة واما الى النار))[26].
10- اسباغ الوضوء:
عن حمران بن ابان مولى عثمان. قال: دعا عثمان بوضوء في ليلة باردة، وهو يريد الخروج الى الصلاة، فجئته بماء فاكثر ترداد الماء على وجهه ويديه، فقلت: حسبك! قد اسبغت الوضوء والليلة شديدة البرد. فقال: صب! فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يسبغ عبد الوضوء الا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر))[27].
11- الصلوات الخمس:
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ارايتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا))[28].
وهناك غير ما ذكر من المكفرات[29].
ا- الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب:
قال ابن القيم رحمه الله: “فالذنوب المراد بها: الكبائر، والمراد بالسيئات: الصغائر. وهي ما تعمل فيه الكفارة، ومن الخطا وما جرى مجراه، ولهذا جعل لها التكفير. ومنه اخذت الكفارة، ولهذا لم يكن لها سلطان ولا عمل في الكبائر في اصح القولين.
والدليل على ان السيئات هي الصغائر، والتكفير لها: قوله تعالى: {ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئٰتكم وندخلكم مدخلا كريما} [النساء:31].
ولفظ “المغفرة” اكمل من لفظ “التكفير” ولهذا كان مع الكبائر، والتكفير مع الصغائر. فان لفظ “المغفرة” يتضمن الوقاية والحفظ. ولفظ التكفير، يتضمن الستر والازالة. وعند الافراد: يدخل كل منها في الاخر، فقوله تعالى: {كفر عنهم سيئٰتهم} [محمد:2] يتناول صغائرها وكبائرها، ومحوها ووقاية شرها، بل التكفير المفرد يتناول اسوا الاعمال كما قال تعالى: {ليكفر ٱلله عنهم اسوا ٱلذى عملوا} [الزمر:35]”[30].
ب- محو الذنوب:
1)- الذنوب والسيئات تحت مشيئة الله تعالى:
قال الشوكاني رحمه الله: “واما غير اهل الشرك من عصاة المسلمين فداخلون تحت المشيئة يغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء. قال ابن جرير: قد ابانت هذه الاية[31] ان كل صاحب كبيرة في مشيئة الله عز وجل، ان شاء عذبه، وان شاء عفا عنه ما لم تكن كبيرته شركا بالله عز وجل. وظاهره ان المغفرة منه سبحانه تكون لمن اقتضته مشيئته تفضلا منه ورحمة، وان لم يقع من ذلك المذنب توبة”[32].
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: “ان كان من اهل الكبائر فامره الى الله ان شاء عذبه، وان شاء غفر له”[33].
2)- هل الحسنات تمحو الكبائر:
قوله تعالى: {ان الحسنات يذهبن السيئات} [هود:114] هل تدخل فيها الكبائر، ام لا؟ فيه خلاف بين اهل العلم[34].
ولعل الراجح عدم دخول الكبائر فيها، وقد رد ابن عبد البر على من قال: ان الكبائر تمحوها الحسنات، فقال: “وهذا جهل بين، وموافقة للمرجئة فيما ذهبوا اليه من ذلك، وكيف يجوز لذي لب ان يحمل هذه الاثار على عمومها وهو يسمع قول الله عز وجل: {يا ايها الذين امنوا توبوا الى ٱلله توبة نصوحا}، وقوله تبارك وتعالى: {وتوبوا الى ٱلله جميعا ايه ٱلمؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31]، في اي كثيرة من كتابه.
ولو كانت الطهارة والصلاة واعمال البر مكفرة للكبائر، والمتطهر المصلي غير ذاكر لذنبه الموبق، ولا قاصد اليه، ولا حضره في حينه ذلك انه نادم عليه، ولا خطرت خطيئته المحيطة به بباله لما كان لامر الله عز وجل بالتوبة معنى، ولكان كل من توضا وصلى يشهد له بالجنة باثر سلامه من الصلاة، وان ارتكب قبلها ما شاء من الموبقات الكبائر، وهذا لا يقوله احد ممن له فهم صحيح.
وقد اجمع المسلمون ان التوبة على المذنب فرض، والفروض لا يصح اداء شيء منها الا بقصد ونية، واعتقاد ان لاعودة، فاما ان يصلي وهو غير ذاكر لما ارتكب من الكبائر، ولا نادم على ذلك فمحال”[35].
ج- الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى:
1- الشرك الاكبر:
قال تعالى: {ان ٱلله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء:48]، وقال: {انه من يشرك بٱلله فقد حرم ٱلله عليه ٱلجنة وماواه ٱلنار وما للظٰلمين من انصار} [المائدة:72].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار))[36].
قال القرطبي رحمه الله: “ان من مات على الشرك لا يدخل الجنة، ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النار ابد الاباد، من غير انقطاع عذاب، ولا تصرم اماد”[37].
ونقل ابن حزم والقرطبي والنووي الاجماع على ان المشرك يخلد في النار[38].
2- الشرك الاصغر:
وقد اختلف في ذلك على قولين:
القول الاول: انه تحت المشيئة، واليه ذهب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله[39]، كما يظهر ميل الامام ابن القيم اليه في الجواب الكافي[40].
القول الثاني: انه تحت الوعيد، وهو الذي مال اليه بعض اهل العلم[41].
3- حقوق الادميين:
ا- انواع المظالم:
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت عنده مظلمة لاخيه فليتحلله منها، فانه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل ان يؤخذ لاخيه من حسناته، فان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات اخيه فطرحت عليه))[42].
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ان المفلس من امتي ياتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وياتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل ما لهذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه، اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار))[43].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “وحق غير الله يحتاج الى ايصالها لمستحقها، والا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذنب، لكن من لم يقدر على الايصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مامول، فانه يضمن التبعات[44]، ويبدل السيئات حسنات”[45].
ب- القتل:
ذلك لان القتل يتعلق به ثلاثة حقوق:
1- حق الله.
2- حق الولي والوارث.
3- حق المقتول.
فحق الله يزول بالتوبة، والوارث مخير بين ثلاثة اشياء: القصاص، والعفو الى غير عوض، والعفو الى مال[46].
ويبقى حق المقتول، عن جندب رضي الله عنه قال حدثني فلان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان)) قال جندب: فاتقها[47].
قال ابن القيم رحمه الله: “فالصواب والله اعلم ان يقال: اذا تاب القاتل من حق الله، وسلم نفسه طوعا الى الوارث، ليستوفي منه حق موروثه: سقط عنه الحقان. وبقي حق الموروث لا يضيعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل: تعويض المقتول. لان مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله، والتوبة النصوح تهدم ما قبلها. فيعوض هذا عن مظلمته. ولا يعاقب هذا لكمال توبته. وصار هذا كالكافر المحارب لله ولرسوله اذا قتل مسلما في الصف، ثم اسلم وحسن اسلامه؛ فان الله سبحانه يعوض هذا الشهيد المقتول، ويغفر للكافر باسلامه، ولا يؤاخذه بقتل المسلم ظلما. فان هدم التوبة لما قبلها كهدم الاسلام لما قبله. وعلى هذا اذا سلم نفسه وانقاد، فعفا عنه الولي، وتاب القاتل توبة نصوحا، فالله تعالى يقبل توبته، ويعوض المقتول”[48] .

  • دعاء لتكفير الكبائر
السابق
كلمات حبات التوت
التالي
شهادة تهنئة