افضل مواضيع جميلة بالصور

التدخين واضراره بالتفصيل

 

 

حجرة التدخين بمطار القاهرة

التدخين هو عملية يتم فيها حرق مادة والتي غالبا ما تكون التبغ وبعدها يتم تذوق الدخان او استنشاقه. وتتم هذه العملية في المقام الاول باعتبارها ممارسة لتروح النفس عن طريق استخدام المخدرات، حيث يصدر عن احتراق المادة الفعالة في المخدر، مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة واحيانا تتم هذه الممارسة كجزء من الطقوس الدينية لكي تحدث حالة من الغفوة والتنوير الروحي وهناك الاف من المواد الكيميائية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتعد السجائر هي اكثر الوسائل شيوعا للتدخين في الوقت الراهن، سواء كانت السيجارة منتجة صناعيا او ملفوفة يدويا من التبغ السائب وورق لف السجائر. وهناك وسائل اخرى للتدخين تتمثل في الغليون، السيجار، الشيشة، والبونج “غليون مائي”.

يعد التدخين من اكثر المظاهر شيوعا لاستخدام المخدرات الترويحي. وفي الوقت الحاضر، يعد تدخين التبغ من اكثر اشكال التدخين شيوعا حيث يمارسه اكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية. وهناك اشكال اقل شيوعا للتدخين مثل تدخين الحشيش والافيون. وتعتبر معظم المخدرات التي تدخن ادمانية. وتصنف بعض المواد على انها مخدرات صلبة مثل: الهيروين والكوكايين الصلب. وهي مواد ذات نسبة استخدام محدودة حيث انها غير متوفرة تجاريا.

يرجع تاريخ التدخين الى عام 5000 قبل الميلاد، حيث وجد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم. وقد لازم التدخين قديما الاحتفالات الدينية; مثل تقديم القرابين للالهة، طقوس التطهير، او لتمكين الشامان والكهنة من تغيير عقولهم لاغراض التكهن والتنوير الروحي. جاء الاستكشاف والغزو الاوروبي للامريكتين، لينتشر تدخين التبغ في كل انحاء العالم انتشارا سريعا. وفي مناطق مثل الهند وجنوب الصحراء الكبرى بافريقيا، اندمج تدخين التبغ مع عمليات التدخين الشائعة في هذه الدول والتي يعد الحشيش اكثرها شيوعا. اما في اوروبا فقد قدم التدخين نشاطا اجتماعيا جديدا وشكلا من اشكال تعاطي المخدرات لم يكن معروفا من قبل.

اختلف طرق فهم التدخين عبر الزمن وتباينت من مكان الى اخر، من حيث كونه مقدس ام فاحش، راقي ام مبتذل، دواء عام -ترياق- ام خطر على الصحة. ففي الاونة الاخيرة وبشكل اساسي في دول الغرب الصناعية، برز التدخين باعتباره ممارسة سلبية بشكل حاسم. في الوقت الحاضر، اثبتت الدراسات الطبية ان التدخين يعد من العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الامراض مثل: سرطان الرئة، النوبات القلبية، ومن الممكن ان يتسبب ايضا في حدوث عيوب خلقية. وقد ادت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين، الى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ، بالاضافة الى القيام بحملات سنوية ضد التدخين في محاولة للحد من تدخين التبغ. ويحب على الانسان ان يقي نفسه

تاريخه قديما

نسوة من شعب الازتك يتسلمن الزهور وانابيب التدخين قبل تناول الطعام في المادبة، كتب Florentine Codex، القرن السادس عشر.

يرجع تاريخ التدخين الى عام 5000 قبل الميلاد في الطقوس الشامانية.[2] وقد قامت الكثير من الحضارات مثل الحضارة البابلية والهندية والصينية بحرق البخور كجزء من الطقوس الدينية، وكذلك قام بنو اسرائيل ولاحقا الكنائس المسيحية الكاثوليكية والارثوذوكسية بالفعل نفسه. ويرجع ظهور التدخين في الامريكتين الى الاحتفالات التي كان يقيمها كهنة الشامان ويحرقون فيها البخور، ولكن فيما بعد تمت ممارسة هذه العادة من اجل المتعة او كوسيلة للتواصل الاجتماعي.[3] كما كان يستخدم تدخين التبغ وغيره من المخدرات المسببة للهلوسة من اجل احداث حالة من الغيبوبة او للتواصل مع عالم الارواح.

ويرجع تاريخ استخدام مواد مثل الحشيش، الزبد المصفى (السمن)، احشاء السمك، جلود الثعابين المجففة، وغيرها من المعاجين التي تلف وتشكل حول اعواد البخور الى 2000 عام على الاقل. وقد كان يوصف التبخير (dhupa) وقرابين النار (homa) في طب ايورفيدا لاغراض طبية وتمت ممارسة هذه العادات لمدة لا تقل عن 3000 سنة، بينما التدخين (dhumrapana) (ويعني حرفيا “شرب الدخان”) فتمت ممارسة لمدة لا تقل عن 2000 سنة. فقبل العصر الحديث، كانت تستهلك هذه المواد من خلال انابيب، وقصبة مختلفة الاطوال او chillums [4].

وكان تدخين الحشيش رائجا في الشرق الاوسط قبل وصول التبغ، وكان شائعا قديما كنشاط اجتماعي تمركز حول تدخين نوع من انابيب التدخين المائية الذي يطلق عليه “شيشة”. وبعد دخول التبغ اصبح التدخين مكونا اساسيا في المجتمع والثقافة الشرقية، واصبح ملازما لتقاليد هامة مثل الافراح والجنائز حيث تمثل ذلك في العمارة والملابس والادب والشعر.[5]

دخل تدخين الحشيش الى جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا من خلال اثيوبيا وساحل افريقيا الشرقي عن طريق التجار الهنود والعرب في القرن الثالث عشر او ربما قبل ذلك. وقد انتشر على طرق التجارة نفسها التي كانت تسلكها القوافل المحملة بالبن والتي ظهرت في مرتفعات اثيوبيا.[6] حيث تم تدخينه في انابيب تدخين مائية تصنع من اليقطين مع جزء مجوف مصنوع من الطين المحروق لوضع الحشيش، ويبدو جليا ان هذا اختراع اثيوبي وتم نقله فيما بعد الى شرق وشمال ووسط افريقيا.

وعند وصول اخبار من اول مستكشفين اوروبيين يصلوا الى الامريكتين وردت انباء عن الطقوس التي كان يقوم فيها الكهنة المحليين بالتدخين حتى يصلون الى مستويات عالية من النشوة ولذلك فمن غير المحتمل ان تكون تلك الطقوس قاصرة على التبغ فقط.[7]

الرواج

فتاة فارسية تدخن (رسمها محمد قاسم) في اصفهان، القرن السابع عشر

في عام 1612، بعد ست سنوات من اقامة مستوطنة جيمس تاون، اصبح جون رولف اول مستوطن ينجح في رفع مكانة التبغ الى محصول نقدي. وفي وقت وجيز زاد الطلب على التبغ الذي وصف ب”الذهب البني”، بعد ان تسبب في ازدهار شركة Virginia join stock بعد فشل رحلتها في البحث عن الذهب.[8] وتلبية لطلب من العالم القديم، تمت زراعة التبغ بشكل متعاقب، مما تسبب في انهاك الارض. مما جعل هذا الامر حافزا لتوجه الاستيطان نحو الغرب في القارة المجهولة، وبالمثل كان التوسع في انتاج التبغ.[9] وقد كانت العبودية المرتبطة بعقد مؤقت هي الشكل الاساسي للقوى العاملة، واستمر هذا الامر حتى ثورة بيكون، والتي تحول بعدها التركيز نحو العبودية. وتراجع هذا الاتجاه بعد الثورة الامريكية حيث اعتبر الاسترقاق غير مربح. بيد ان تدخين التبغ قد عاد وانتشر في عام 1794 مع اختراع محلاج القطن.

وفي عام 1560 قدم رجل فرنسي يدعى جان نيكوت (الذي ينسب اليه لفظ النيكوتين) التبغ الى فرنسا. وانتشر التبغ من فرنسا الى انجلترا. وفي عام 1556 شوهد اول رجل انجليزي يدخن التبغ، وهو بحارا شوهد وهو “ينفث الدخان من فتحتي انفه”.[10] كان التبغ واحدا من بين المواد المسكرة مثل الشاي والقهوة والافيون التي كانت تستخدم في الاساس كشكل من اشكال الدواء.[11] قدم التبغ في عام 1600 من قبل التجار الفرنسيين الى ما يعرف اليوم ب غامبيا والسنغال. وفي الوقت نفسه، قدمت القوافل القادمة من المغرب التبغ الى المناطق المحيطة بمدينة تيمبوكتو، كما قدم البرتغالييون السلعة والنبات الى جنوبي افريقيا، ومنهاانتشر التبغ في كل انحاء افريقيا بحلول منتصف القرن السابع عشر.

بعد فترة وجيزة من تقديم التبغ الى العالم القديم، تعرض للنقد المتكرر من قبل الدولة وكبار رجال الدين. حيث كان السلطان مراد الرابع (1623-1640) احد سلاطين الامبراطورية العثمانية، من اول الذين حاولوا منع التدخين بدعوي انه يمثل تهديدا للصحة والاخلاقيات العامة. كما قام الامبراطور الصيني شونجزين باصدار مرسوم يقضي بمنع التدخين قبل وفاته بسنتين وقبل الاطاحة بسلالة مينج الحاكمة. وفي وقت لاحق، اعتبر المانشووي المنحدرين من سلالة تشينج الذين كانوا في الاصل قبيلة بدوية من المحاربين الفرسان، اعتبروا التدخين جريمة اكثر شناعة من اهمال الرماية. وخلال عهد ايدو في اليابان، تعرضت بعض مزارع التبغ الاولية الى الازدراء الشديد من قبل قادة القوات المسلحة اليابانية التي رات ان هذا الامر يعد تهديدا للاقتصاد العسكري، حيث ان ذلك الامر يمثل اهدارا للارض الزراعية القيمة في زراعة المخدرات بدلا من استخدامها في زراعة محاصيل غذائية.[12]

ماكينة لف السجائر التي اخترعها بونساك كما عرضت في مكتب براءات الاختراع الامريكي، 238,640.

لطالما كان رجال الدين من ابرز المعارضين للتدخين حيث رؤوا ان التدخين عمل غير اخلاقي او من اعمال الكفر الصريح. ففي عام 1634، قام بطريرك موسكو بحظر بيع التبغ وحكم على الرجال والنساء الذين يخالفون القرار بان تشق فتحات انوفهم طوليا وان تجلد ظهورهم حتى ينسلخ عنها الجلد. وبالمثل قام بابا الكنيسة الغربية اربان السابع بادانة التدخين في بيان رسمي باباوي في عام 1950. وعلى الرغم من تضافر الجهود، فقد تم تجاهل القيود وقرارات الحظر على مستوى العالم. وعندما اعتلى العرش الملك الانجليزي جيمس الاول، وكان معارضا شرسا للتدخين قام بتاليف كتاب ضد التدخين تحت عنوان “ادانة التبغ”, وقد حاول تحجيم وحظر هذا الاتجاه الجديد عن طريق فرض زيادة باهظة على ضريبة تجارة التبغ وقدرت ب4000 في المائة في عام 1604. وعلى الرغم من ذلك، فان تلك التجربة باءت بالفشل، حيث كان في لندن حوالي 7000 بائع للتبغ في مطلع القرن السابع عشر. وبعد ذلك، ادرك الحكام الذين يهتمون بدقة القرارات بعدم جدوى قرارات منع التدخين، وبدلا من ذلك، قاموا بتحويل تجارة وزراعة التبغ الى مشاريع حكومية احتكارية مربحة.[13]

وبحلول منتصف القرن السابع عشر، تعرفت كافة الحضارات على تدخين التبغ، واعتبر تدخين التبغ في حالات كثيرة جزءا من الثقافة المحلية على الرغم من محاولات كثير من الحكام لمنع تدخين التبغ عن طريق فرض العقوبات القاسية او الغرامات. وقد اتبع التبغ المصنع والنبات طرق التجارة الرئيسية ودخل الموانئ والاسواق الكبرى ووجد طريقه الى الاراضي النائية. وقد تم اصطلاح كلمة “التدخين ” في الانجليزية في اواخر القرن الثامن عشر، وقبل ذلك كان يطلق على تلك العملية شرب الدخان.[10]

استخدم التبغ والحشيش في جنوب الصحراء الكبرى بافريقيا مثلما استخدم في كل ارجاء العالم من اجل تاكيد اواصر العلاقات الاجتماعية، ولكن هذا الاستخدام قد ادى ايضا الى بناء علاقات جديدة. وفيما يعرف اليوم بدولة الكنغو تم التعرف على مجتمع يسمى “بينا ديمبا” (شعب الحشيش) في اواخر القرن التاسع عشر في منطقة تسمى “لوبوكو” (ارض الصداقة). كما كان شعب “بينا ديمبا” يؤمنون بمذهب الجماعية والسلامية ويرفضون شرب الكحول وتعاطي الادوية العشبية ويفضلون عليها الحشيش.[14]

وقد شهد التبغ نموا مستقرا حتى نشوب الحرب الاهلية الامريكية في ستينيات القرن التاسع عشر حيث تحول الشكل الاساسي للقوى العاملة من العبودية الى نظام المزارعة. وصحب هذا الامر تغير في الطلب، مما ادى الى تصنيع التبغ في شكل سجائر. وفي عام 1881 قام احد الحرفيين، جيمس بونساك، بانتاج ماكينة للاسراع من انتاج السجائر.[15]

الافيون

صورة توضح وكر افيون على غلاف جريدة Le Petit Journal, 5 يوليو 1903.

اصبح تدخين الافيون منتشرا في القرن التاسع عشر. ففي السابق كان يتم اكل الافيون فقط وحتى بعد ذلك كان استخدامه من اجل خواصه الطبية. ويمكن القول تقريبا ان العجز في ميزان التجارة الانجليزية لصالح سلالة مينج في الصين ادى الى زيادة هائلة في تدخين الافيون في الصين. وقد لجا الانجليز لتصدير كميات كبيرة من الافيون الذي يزرع في المستعمرات الهندية الى الصين كوسيلة لحل هذه المشكلة. وقد ادت المشاكل الاجتماعية والخسارة الصافية الكبيرة في العملة، ادت للعديد من المحاولات الصينية لوقف الواردات وانتهى الامر في نهاية المطاف الى حروب الافيون.[16]

وفي وقت لاحق، انتشر تدخين الافيون بين المهاجرين الصينيين وادى الى ظهور العديد من اوكار الافيون المشبوهة في مدن الصين وحول جنوب وجنوب شرق اسيا واوربا. وفي النصف الاخير من القرن التاسع عشر، اصبح تدخين الافيون شائعا في المجتمع الفني في اوروبا ولاسيما في احياء الفنانين مثل “مونبارناس” و”مونمارت” التي اصبحت عواصم الافيون. بينما استمرت اوكار الافيون التي تستهدف في المقام الاول المهاجرين الصينيين في المدن الصينية في مختلف انحاء العالم، فقد هدا الاتجاه السائد بين الفنانين الاوروبيين الى حد كبير بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى.[16] وتضاءل استهلاك الافيون في الصين خلال الثورة الثقافية في الستينات والسبعينات.

الوصمة الاجتماعية

نتيجة التحديث الذي شهده انتاج السجائر بالاضافة الى زيادة متوسط عمر الفرد خلال العقد الثاني من القرن العشرين، اصبحت الاثار السلبية التي يمكن ان يخلفها التدخين على الصحة اكثر انتشارا. ففي المانيا، قامت الجماعات المعارضة للتدخين مع الجماعات المعارضة لشرب الكحول التي عاونتها في بعض الاحيان،[17] لاول مرة بنشر مقالة تعبر عن وجهة نظرهم الرافضة لاستهلاك التبغ، وقد نشرت تلك المقالة في جريدة “Der Tabakgegner ” (معارضو التدخين) في عامي 1912 و1932. وفي عام 1929 قام فريتز لينكينت دريسدين، المانيا، بنشر بحث يحتوي على احصائيات رسمية تثبت ان هناك علاقة بين السرطان والتبغ. وخلال الكساد الاقتصادي الكبير، ادان ادولف هتلر عادة التدخين التي اقلع عنها واصفا اياها بانها مضيعة للمال، وقد اكد على هذا لاحقا بشكل اكثر قوة.[18] كما تم تعزيز هذا الموقف بالسياسة النازية الانجابية التي رات ان النساء المدخنات لسن اهلا لان يكن زوجات وامهات في الاسرة الالمانية.[19]

ووصلت هذه الحركة في المانيا النازية الى حدود العدو خلال الحرب العالمية الثانية حيث فقدت الجماعات المناهضة للتدخين التاييد الشعبي بشكل سريع. وبنهاية الحرب العالمية الثانية، تمكن مصنعو السجائر الامريكية من دخول السوق السوداء الالمانية بشكل سريع. واصبح التهريب غير المشروع للتبغ سائدا،[20] كما تم اغتيال قادة الحملات النازية المعادية للتدخين.[21] قامت الولايات المتحدة بشحن التبغ مجانا الى المانيا كجزء من خطة مارشال؛ بكمية 24،000 طن في عام 1948 و 69،000 طن في عام 1949.[20] وارتفع نصيب الفرد السنوي من استهلاك السجائر في المانيا ما بعد الحرب باطراد من 460 في عام 1950 الى 1،523 في عام 1963.[22] وبحلول نهاية التسعينات، لم تتمكن حملات مكافحة التدخين في المانيا تجاوز ذروة فعالية الحقبة النازية في السنوات 1939-41، حيث وصف روبرت بروكتر الابحاث الصحية الالمانية حول التبغ، بانها “سكنت”.[22]

دراسة مطولة اجريت لبيان العلاقة الوثيقة اللازمة لاصدار اجراءات تشريعية.

نشر ريتشارد دول في عام 1950 بحوث في المجلة الطبية البريطانية تفيد وجود صلة وثيقة بين التدخين وسرطان الرئة.[23] بعد ذلك باربع سنوات، في دراسة الاطباء البريطانيين، اكدت دراسة لنحو 40 الف طبيب بعمر اكثر من 20 عاما، الاقتراح -استنادا الى اصدار الحكومة- الذي ينصح بان معدلات التدخين ذات صلة بسرطان الرئة.[24] وفي عام 1964 قدم الجراح العام الامريكي تقرير بشان التدخين والصحة حيث اشار الى العلاقة بين التدخين والسرطان، الذي تاكد بعد 20 عاما في الثمانينات.

مع تزايد الادلة العلمية في ثمانينيات القرن العشرين، زعمت شركات التبغ ان هناك مسئولية تقصيرية مشتركة بينها وبين مستهلك التبغ نظرا لان الاثار الضارة بالصحة لم تكن معروفة سابقا او انها كانت تفتقر الى المصداقية المادية. وقد انحازت السلطات الصحية الى تلك المزاعم حتى عام 1998 وبعدها تغير موقفها. حيث تم فرض الحظر على بعض اعلانات التبغ بموجب اتفاق التسوية مع شركات التبغ الامريكية والذي تم توقعيه في الاساس بين اكبر اربع شركات تبغ امريكية والنواب العموميين لستة واربعين ولاية، كما طالب ذلك الاتفاق بان تقوم تلك الشركات بدفع تعويضات صحية، وبعد ذلك اصبح هذا الاتفاق اكبر اتفاق تسوية اهلية في تاريخ الولايات المتحدة.[25]

من 1965 الى 2006، انخفضت معدلات التدخين في الولايات المتحدة من 42 ٪ الى 20.8 ٪.[26] وهناك غالبية كبيرة من الذين اقلعوا من المحترفين مهنيا وميسوري الحال. على الرغم من هذا الانخفاض في معدلات انتشار الاستهلاك، فان متوسط عدد السجائر المستهلكة لكل شخص يوميا ارتفع من 22 في عام 1954 الى 30 في عام 1978. هذا الحدث المتناقض يؤكد ان الذين اقلعوا كانوا يدخنون بمعدل اقل، في حين ان اولئك الذين واصلوا التدخين انتقل الى تدخين السجائر الاخف.[27] هذا الاتجاه قد توازى في العديد من الدول الصناعية حيث كانت المعدلات اما تنخفض او تثبت. اما في العالم النامي، فكان استهلاك التبغ في ارتفاع مستمر ليصل ل 3.4 ٪ في عام 2002.[28] يعتبر التدخين ممارسة حديثة في معظم المناطق بافريقيا، حيث تجد العديد من الاراء المناهضة للتدخين التي تسود الغرب اهتماما اقل بكثير.[29] نجد اليوم ان روسيا تاتي في مقدمة مستهلكي التبغ تليها اندونيسيا، لاوس، اوكرانيا، روسيا البيضاء، اليونان، الاردن، والصين.[30] ولقد بدات منظمة الصحة العالمية في تنفيذ برنامج يعرف باسم مبادرة التحرر من التبغ من اجل خفض معدلات الاستهلاك في العالم النامي.

مواد اخرى

شهدت اوائل الثمانينات نموا في التهريب الدولي المنظم للمخدرات. ومع ذلك، فمع زيادة الانتاج وتشديد التطبيق القانوني للمنتجات غير المشروعة، فقد قرر تجار المخدرات تحويل مسحوق الكوكايين الى “الكراك” وهو كوكايين في هيئة صلبة قابلة للتدخين، والذي يمكن ان يباع بكميات صغيرة، الى عدد اكبر من الناس.[31] وقد تراجع هذا الاتجاه في التسعينيات نظرا لنشاط اجراءات الشرطة وقوة الاقتصاد الذي منع المدمنين المحتملين من التخلي عن هذه العادة او فشلوا في الاعتياد عليها.[32]

وتوضح السنوات الاخيرة زيادة في استهلاك الهيروين المبخر والميثامفيتامين والفينسيكليدين. بالاضافة الى عدد قليل من المخدرات المسببة للهلوسة مثل DMT و5-Meo-DMT وSalvia divinorum.

المواد والادوات

يعد التبغ من اشهر المواد التي يتم تدخينها. وهناك انواع كثيرة من التبغ الذي يتم تحويله الى خلطات وماركات تجارية متعددة. وغالبا يباع التبغ منكها بروائح الفواكه المختلفة وهذا امر شائعا في الاستخدام لاسيما مع غليونات التدخين المائية مثل الشيشة. اما ثاني اشهر مادة يتم تدخينها فهي الحشيش الذي يستخرج من زهور او اوراق نبات القنب. وتعتبر هذه المادة غير قانونية في معظم دول العالم، وفي البلدان التي تتسامح مع استهلاك تلك المادة امام العيان، فيكون عادة بصفة شرعية زائفة فقط. وعلى الرغم من ذلك، فهناك نسبة كبيرة من السكان البالغين في كثير من البلدان قد جربوا بالفعل استهلاك تلك المادة. وهناك اقليات اقل عددا تقوم باستهلاك تلك المادة بشكل منتظم ومعتاد. ونظرا لان الحشيش يعد غير شرعي ويتم التسامح معه فقط في معظم التشريعات، فليس هناك انتاجا جمليا للسجائر المصنعة وهذا يعني ان الشكل الاكثر شيوعا للاستهلاك هو السجائر الملفوفة يدويا وغالبا يطلق عليها “جوينت” او باستخدام الغليون. وتستخدم غليونات التدخين المائية بشكل كبير، وعندما تستخدم في تدخين الحشيش فانها يطلق عليها “بونج”.

وهناك اقلية صغيرة تقوم بتدخين عدد قليل من المخدرات المروحة.ومعظم هذه المواد خاضعة للرقابة وبعضها يعتبر الى حد كبير اكثر سمية من التبغ والحشيش. وتشمل هذه المواد الكوكايين الصلب والهيروين والميثامفيتامين والفينيسيكليدين. ويتم تدخين عددا قليلا من المخدرات المسببة للهلوسة مثل DMT و5-Meo-DMT ونبتة القنب.

غليون مزخرف باناقة

ان اكثر انواع التدخين بدائية تتطلبب ادوات من نوع ما لاداء المهمة. وقد نتج عن هذا تنوع كبير في ادوات ومعدات التدخين في كل انحاء العالم. فسواء كان تبغ، حشيش، افيون، او اعشاب فلابد من وجود اناء ومصدر نار لاشعال الخليط. وتعد السجائر هي الاكثر شيوعا الى حد كبير في الوقت الراهن، فهي تتكون من انبوب ورقي ملفوف باحكام، ويتم تصنيعها عادة او لفها من التبغ السائب وورق لف السجائر وتحتوي احيانا على “فلتر” (مرشح). وهناك ادوات تدخين اخرى شائعة مثل غليونات التدخين المختلفة والسيجار. وهناك شكل اخر وان كان اقل شيوعا فان استخدامه يزداد في الوقت الراهن وهو استخدام المبخار. ويتم هذا عن طريق الحمل الحراري واستنشاق المادة دون احتراق مما يقلل المخاطر الصحية على الرئتين.

علم الوظائف العضوية

رسم بياني يظهر فعالية التدخين كوسيلة لامتصاص النيكوتين مقارنة باشكال التعاطي الاخرى.

ان استنشاق المواد في صورة غاز مبخر الى الرئتين يعد طريقة سريعة وفعالة لسريان المخدرات في مجرى الدم حيث تؤثر على المستخدم خلال ثوان من اول استنشاق. وتتكون الرئتان من ملايين عديدة من الجذور البصلية التي يطلق عليها حويصلات هوائية والتي تكون معا مساحة تقدر بما يزيد عن 70 متر مربع (اي تقريبا مساحة ملعب التنس). ومن الممكن استخدام هذا المبخار في اعطاء ادوية طبية مفيدة وكذلك اعطاء مخدرات مروحة مثل الايروسولات التي تتكون من قطرات ضئيلة من الادوية او كغاز ناتج عن حرق النبات بمواد منشطة او باشكال نقية من المادة نفسها. ليس كل انواع المخدرات من الممكن تدخينها. فعلى سبيل المثال، مشتقات الكبريتات التي غالبا ما يتم استنشاقها من خلال الانف، فعلى الرغم من امكانية تدخين القاعدة الاساسية الاكثر نقاء، فان الامر يستلزم حرفية ومهارة عالية عند تعاطي المخدر بشكل صحيح. كما ان الطريقة نفسها ليست مجدية حيث ان الدخان لن يتم استنشاقه بالكامل.[33] وتحدث المواد المستنشقة تفاعلات كيميائية في النهايات العصبية في المخ نظرا لتشابهها مع المواد التي تفرز طبيعيا مثل الاندورفين والدوبامين والتي ترتبط باحاسيس السعادة. وينتج عن ذلك حالة “علو” تتراوح بين المحفز المعتدل الذي يسببه النيكوتين وبين حالة الخفة والشعور بالنشاط التي يسببها الهيروين والكوكايين والميثامفيتامين.

ان استنشاق الدخان الى الرئتين بغض النظر عن المادة المستنشقة، له تاثيرات سلبي على صحة الانسان. ويصدر عدم الاحتراق الكامل الناتج عن حرق نبات مثل التبغ او الحشيش اول اكسيد الكربون والذي يعيق بدوره قدرة الدم على حمل الاكسجين عند استنشاقه الى الرئتين. وهناك العديد من المركبات السامة في التبغ التي تسبب مخاطر صحية خطيرة للمدخنين على المدى الطويل ويرجع هذا لاسباب كثيرة; مثل القصور في وظائف الاوعية الدموية مثل التضيق وسرطان الرئة والنوبة القلبية والسكتة الدماغية والعجز الجنسي وقلة وزن الاطفال المولودين لام مدخنة. وهناك نتيجة اخرى شائعة للتدخين تتمثل في مجموعة التغيرات التي تبدو على الوجه ويعرفها الاطباء باسم وجه المدخن.

علم النفس

يبدا معظم المدخنين التدخين خلال مرحلة المراهقة او البلوغ المبكر. حيث يروق التدخين للشباب لما يحمله من عناصر المخاطرة والتمرد. كما ان وجود نماذج مرموقة المكانة وايضا اقرانهم الذين يدخنون يشجعهم على التدخين. ونظرا لتاثر المراهقين باقرانهم اكثر من الكبار، فغالبا ما تبوء بالفشل محاولات الاباء والامهات والمدارس والعاملين في المجال الصحي من الاطباء وغيرهم في منع المراهقين من تجربة تدخين السجائر.[34]

قام بعض علماء النفس امثال “هانز ايزنك” بعمل وصف لشخصية المدخن التقليدي. ويعد الانبساط هو السمة الاكثر ارتباطا بالتدخين حيث يميل المدخنون الى ان يكونوا اشخاصا اجتماعيين مندفعين يميلون للمخاطرة ويسعون الى المرح. وعلى الرغم من ان الشخصية والعوامل الاجتماعية من الممكن ان تجعل اقبال بعض الاشخاص على التدخين امرا محتملا، فان العادة نفسها هي عامل اشتراط اجرائي. فخلال المراحل الاولى يعطي التدخين احاسيس ممتعة نتيجة لاثره على نظام الدوبامين وبذلك يكون مصدر تعزيز ايجابي. وبعد مرور عدة سنوات على عادة التدخين، تتولد لدى المدخن دوافع اخرى لاستمراره في التدخين متمثلة في الخوف من اعراض الانسحاب والتعزيز السلبي.

ونظرا لان المدخنين يمارسون نشاطا له اثار سلبية على الصحة، فانهم يلجاوون الى تبرير سلوكهم. وهذا يعني انهم يضعون اسبابا ليقنعوا بها انفسهم اذا لم يكن لديهم اسباب منطقية لممارسة التدخين. فعلى سبيل المثال، من الممكن ان يبرر المدخن سلوكه بان يصل الى نتيجة ان الموت هو مصير كل حي وبالتالي فلن تغير السجائر شيءا في هذه الحقيقة الواقعة. ومن الممكن ان يعتقد الشخص ان التدخين يريحه من الضغط وانه لديه فوائد اخرى تبرر مخاطره. هذه الانواع من المعتقدات تجسد بالمعنى السلبي المصطلح “تبرير” نظرا لان التبغ لا ينتج عنه اي نشوة ولا يؤثر بقوة على مراكز المتعة مثل غيره من المخدرات واثاره الضارة معروفة وموثقة جيدا.

الاثار الاجتماعية

انتشار التدخين بين الذكور حول العالم (يشمل اي نوع من انواع التبغ).

التدخين – تدخين التبغ في المقام الاول- هو النشاط الذي يمارسه 1.1 مليار نسمة، اي 1/3 من السكان البالغين.[35] صورة المدخن يمكن ان تختلف اختلافا كبيرا، ولكن غالبا ما ترتبط، ولا سيما في الخيال، بالفردانية والانطواء. وعلى النقيض من هذا، فان تدخين التبغ والحشيش من الممكن ان يكون نشاطا اجتماعيا هدفه تعزيز النظم الاجتماعية او كجزء من الطقوس الثقافية لكثير من الجماعات الاجتماعية والعرقية المختلفة. يبدا الكثير ممارسة التدخين في المجالس الاجتماعية، حيث يعتبر عرض السجائر والمشاركة فيها طقسا مهما او ببساطة عذرا مقبولا لبدء محادثة مع الغرباء في كثير من المجالس مثل الحانات، الملاهي الليلية، اماكن العمل، او في الشارع. بالاضافة الى ذلك فان اشعال السيجارة يعد طريقة فعالة لتجنب الظهور بمظهر التعطل اوالتسكع. وبالنسبة للمراهقين، فالتدخين من الممكن ان يمثل لهم خطوة اولى في الطريق بعيدا عن الطفولة او كفعل من افعال التمرد على عالم الكبار. وباستثناء الاستخدام الترفيهي للعقاقير، فمن الممكن استخدام التدخين في بناء الشخصية وخلق صورة ذاتية عن طريق ربطها بخبرات شخصية متعلقة بالتدخين. ان ظهور الحركة الحديثة المناهضة للتدخين في اواخر القرن التاسع عشر قد اسفرت عن خلق وعي بمخاطر التدخين. بالاضافة الى ذلك، فقد استفزت ردود افعال المدخنين فيما ما زال يطلق عليه الاعتداء على الحرية الشخصية. كما تمخضت عن وسم شخصية بين المدخنين تصورهم بانهم متمردون ومنبوذون بعيدا عن غير المدخنين:

   

There is a new Marlboro land, not of lonesome cowboys, but of social-spirited urbanites, united against the perceived strictures of public health.[36]
   

وقد عرفت اهمية التبغ بالنسبة للجنود قديما واعتبر القادة هذا الامر حقيقة لا يمكن اغفالها. وبحلول القرن الثامن عشر اصبحت مخصصات التبغ جزءا اساسيا من الاعاشات البحرية في العديد من الدول، ومع نشوب الحرب العالمية الاولى، تعاون مصنعو السجائر والحكومات لتوفير مخصصات التبغ والسجائر للجنود في المعركة. فقد كان يقال ان الاستخدام المنتظم للتبغ اثناء التعرض للتهديد سوف يهدئ من روع الجنود ويسمح لهم بان يقاوموا اقصى الصعاب.[37] وحتى منتصف القرن العشرين، كان غالبية السكان البالغين من المدخنين في العديد من الدول الصناعية. كما كانت تجاب دعوات الناشطين في مجال مكافحة التدخين بالتشكك ان لم يكن بالازدراء الكامل. وعلى الرغم من ذلك، فالحركة اليوم لديها ثقل ودليل على مزاعمها، لكن ما زال جزء كبير من السكان مصرين على التدخين.[38]

الصحة العامة

تتعلق المخاطر الصحية الرئيسية الناتجة عن طرق الاستهلاك المختلفة بالاصابة بامراض القلب والجهاز التنفسي والذي يتسبب فيها ناقل التدخين ومع مرور الوقت يسمح بترسب كميات هائلة من المواد المسرطنة في الفم والحنجرة والرئتين.وتعتبر الامراض الناجمة عن التدخين من اكبر الاسباب المؤدية للوفاة في العالم في الوقت الحاضر، كما تعد من اكبر الاسباب للوفاة المبكرة في الدول الصناعية. وفي الولايات المتحدة ترجع حوالي 500.000 حالة وفاة سنويا الى امراض متعلقة بالتدخين.[39]

من بين الامراض والاوبئة التي يمكن ان يسببها التدخين هي تضييق الاوعية الدموية، سرطان الرئة[40]، النوبات القلبية[41]، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.[42] مرض بورجر

وتحاول الكثير من الحكومات منع الناس من التدخين من خلال حملات مناهضة للتدخين تنشر في وسائل الاعلام المختلفة والتي تلقي الضوء على التاثيرات الضارة للتدخين على المدى البعيد.ويعد التدخين السلبي او التدخين الفرعي – والذي يؤثر على الناس المتواجدين في المنطقة المحيطة بالمدخنين – السبب الرئيسي لفرض قوانين حظر التدخين. وتم فرض هذا القانون من اجل منع الافراد من التدخين في الاماكن المغلقة العامة مثل الحانات والمطاعم. والفكرة وراء هذا القانون هو التنفير من التدخين بجعله غير مناسب على نطاق اوسع، بالاضافة الى وقف الدخان الضار الذي ينفث في الاماكن العامة المغلقة. وهناك هدف مشترك بين المشرعين يتمثل في التنفير من التدخين بين القصر، وقد قامت العديد من الولايات بشن قوانين تجرم بيع منتجات التبغ للعملاء دون السن القانونية. ولم تعتمد كثير من البلدان النامية سياسات مكافحة التدخين، مما دعا البعض الى الدعوة لحملات مكافحة التدخين، ومواصلة التعليم لشرح الاثار السلبية ل(دخان التبغ البيئي) في البلدان النامية.[بحاجة لمصدر]

وبالرغم من التحريمات العديدة، فكثير من الدول الاوروبية لا تزال تحتجز 18 من النقاط ال 20 الاوائل، وفقا لERC، وهي شركة دراسات سوقية، فالمدخنين الاكثر شراهة من اليونان، بمتوسط 3،000 سيجارة للشخص الواحد في عام 2007.[43] وقد استقرت معدلات التدخين او انخفضت في العالم المتقدم ولكنها تستمر في الارتفاع في البلدان النامية. حيث انخفضت معدلات التدخين في الولايات المتحدة بمقدار النصف من عام 1965 حتي 2006، وانخفضت من 42 ٪ الى 20.8 ٪ بين البالغين.[44]

وتختلف اثار الادمان على المجتمع بشكل كبير بين المواد المختلفة التي يتم تدخينها وايضا المشاكل الاجتماعية التي تسببها، ويرجع ذلك الى الاختلافات التشريعية وتطبيق قوانين المخدرات حول العالم. وعلى الرغم من ان النيكوتين مادة تسبب الادمان بشكل كبير، فان اثارها على الوعي ليست شديدة وملحوظة وموهنة مثل الحشيش والكوكايين وامفيتامين او اي مستحضر افيوني اخر.ولان التبغ ليس مخدرا غير قانوني، فليس هناك سوق سوداء تتسم بمخاطر هائلة واسعار مرتفعة بالنسبة للمستهلكين.

تاثير التدخين على صحة الاسنان

اسباب اخرى للاقلاع عن التدخين

اذا كنت مدخنا, هناك عدة اسباب تؤخذ بعين الاعتبار لترك التدخين فيمكنك التمتع بالفوائد الصحية لابتسامة جميلة وصحية.

امراض الفم

يعرقل التدخين امتصاص الكالسيوم في الجسم ويمكنه ايضا التسبب بامراض مهددة للحياة مثل سرطان الفم. تزداد احتمالية الاصابة بامراض اللثة (امراض دواعم السن) لدى الاشخاص المدخنين واحتمالية فقدان الاسنان والعظم المصاحبة لها. بالاضافة الى ذلك, فان المدخن يمكن ان يعاني من امراض اللثة حتى وان لم يصاحب ذلك علامات نزيف.

مع كل الضجيج الاعلامي في الوقت الحالي, فان الضغط على النساء كي يبدين اصغر يتزايد يوميا. ولكن على الرغم من ان التدخين هو واحد من اكبر عوامل الاسهام في شيخوخة الفم, (بغض النظر عن تصبغ الاسنان)، فان اكثر من 22 مليون امراة في الولايات المتحدة الامريكية يدخن السجائر, بحسب مراكز السيطرة على الامراض. [1]

اضرار التدخين

بات التدخين مشكلة عالمية عامة تسبب اثارا سلبية في شتى المجالات؛ الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية … حيث يقضي هذا الوباء على اكثر من خمسة ملايين انسان سنويا، ومهما اختلفت اشكال التدخين او اعمار المدخنين، فانه يؤثر على اجهزة الجسم المختلفة ويؤدي الى الادمان،

يؤدي التدخين الى الاصابة بالعديد من الامراض والازمات الصحية كالسكتة القلبية والجلطة الدماغية وامراض الجهاز التنفسي والسرطان (سرطان الرئة بشكل خاص) بالاضافة الى مشاكل صحية اخرى وبالتالي الوفاة المبكرة. وبالاضافة لذلك فان الاعراض التي تنتج عن الاصابة باحد الامراض الناتجة عن التدخين تؤدي الى زيادة الضغط العصبي والنفسي وبالتالي تؤثر سلبا على نوعية الحياة منذ سن مبكرة.

التدخين اللاارادي هو عبارة عن استنشاق دخان التبغ من المدخنين. اذا قررت مواصلة التدخين فانك تعرض افراد عائلتك واصدقائك للاصابة بانواع متعددة من السرطانات بالاضافة لامراض القلب والرئة. ويؤثر التدخين ايضا على الاطفال ويعرضهم بشكل اكبر للاصابة بالامراض مثل تشمع الاذن والربو. والجدير بالذكر هنا ان اطفال المدخنين هم اكثر عرضة ب 3 مرات عن اطفال غير المدخنين لادمان التدخين في المستقبل.فيما يلي مضار التدخين على المدخنين بمختلف فئاتهم العمرية.

ضار التدخين على النساء، والامهات والحوامل:

  • يؤدي الى زيادة احتمالية الاصابة بامراض القلب والسرطانات خصوصا سرطان الثدي.
  • يؤدي الى زيادة احتمالية حدوث الاجهاض وحالات النزف وانزلاق المشيمة والولادة المبكرة وتسمم الحمل.
  • يؤدي الى تناقص وزن الجنين.
  • يحدث تغيرا في نبرة الصوت ويزيد تجاعيد الوجه ويؤثر على نضارة الوجه.
  • انبعاث روائح كريهة من الفم والملابس.
  • يزيد من امكانية حدوث هشاشة العظام.
  • تؤثر على انتظام الدورة الشهرية وعلى خصوبة المراة.

مضار التدخين على كبار السن:

يسبب الادمان. يؤدي الى حدوث سرطانات الفم والرئة والمريء ولمعدة. يؤدي الىالاصابة بامراض القلب وتصلب الشرايين والسكتات القلبية. يزيد من نسبة انتشار التدرن الرئوي عند مستخدمي الشيشة. يؤدي الى الاصابة بامراض تنفسية كالتهابات القصبات المزمن والربو والسل وانسداد المجاري التنفسية، علما بان 75 – 80% من المصابين بانتفاخ الرئة هم من المدخنين. يورث القلق والتوتر والعصبية والشعور بالتعب والارهاق.

الاقتصاد

تزعم تقديرات حملة “اطفال بلا تبغ” ان المدخنين يكلفون اقتصاد الولايات المتحدة 97.6 مليار سنويا في الانتاجية المفقودة وان هناك 96.7 مليار اضافية تنفق على الرعاية الصحية العامة والخاصة معا.[45] ويمثل هذا اكثر من 1 ٪ من الناتج المحلي الاجمالي. فالرجل المدخن في الولايات المتحدة الذي يستهلك اكثر من علبة سجائر يوميا من الممكن ان يتوقع زيادة تقدر ب 19.000 دولار في مصاريف الرعاية الطبية خلال عمره. اما المدخنة الامريكية التي تدخن اكثر من علبة يوميا فمن الممكن ان تتوقع زيادة تقدر ب25.800 دولار اضافية على مصاريف الرعاية الصحية على مدار حياتها.[46] ولابد ان تعوض هذه التكاليف بعوائد الضرائب المتزايدة التي يدرها التدخين.

التدخين وراي الدين

ذهب راي علماء الاسلام في البداية الى اعتبار التدخين مكروها، الا ان تطور الابحاث العلمية وثبوت تسبب التدخين بشكل مباشر في الاصابة بالعديد من انواع السرطانات دفع بمجمع الفقه الاسلامي الدولي المجتمع في جدة الى تحريمه تحريما قاطعا.

التدخين في الثقافة

هضمت الثقافة التدخين ومثلته في العديد من اشكال الفن وتطور ليلقى معان مميزة وغالبا ما تكون متصارعة ومتناقضة اعتمادا على الزمان والمكان والممارسين للتدخين. فحتى وقت قريب، كان تدخين الغليون من اكثر اشكال التدخين شيوعا، لكنه اليوم اصبح مرتبطا بالتامل الرزين وكبر السن ويعتبر غالبا شيء مغرق في القدم وعتيق الطراز وان كان شكله جذابا. اما تدخين السجائر فلم يصبح رائجا الا في نهاية القرن التاسع عشر وارتبط بالحداثة والايقاع الاكثر سرعة الذي يميز العالم الصناعي. اما السيجار فكان وما زال مرتبطا بالذكورة والقوة ورمزا مرتبطا بالصورة التقليدية التي ينظر بها الى الراسماليين. وطالما كان التدخين على مراى ومسمع من البشر امرا قاصرا على الرجال وعندما تفعله النساء فانه يرتبط بتعدد العلاقات الجنسية. وفي اليابان، خلال عهد “ايدو” كانت العاهرات وزبائنهن يتعرفوا على بعضهم البعض على هيئة عرض السجائر والامر ينطبق كذلك على اوروبا في القرن العشرين.[12]

الفن

صيدلي يدخن في الداخل(An Apothecary Smoking in an Interior)، صورة زيتية مرسومة على قطعة خشبية رسمها ادريان فان اوستادي في عام 1646.

من الممكن ان توضح الانية الخزفية الكلاسيكية لشعوب “مايا” اول تصوير للتدخين منذ حوالي القرن التاسع. وكان الفن ذو طابعا دينيا في المقام الاول حيث اظهر الالهة او الحكام وهم يدخنون اشكالا بدائية من السجائر.[47] وبعد تقديم التدخين خارج الامريكتين، بدا في الظهور في الرسوم في اوروبا واسيا. وكان رسامو العصر الذهبي الهولندي من اول من رسم لوحات لاشخاص وهم يدخنون ويظهر فيها الغليون والتبغ وهما مشتعلان. وفي جنوب اوروبا، وجد الرسامون في القرن السابع عشر ان الغليون مغرق في الحداثة بشكل يحول دون دمجه مع الافكار المفضلة المستوحاة من الميثولوجيا الاغريقية والرومانية القديمة. في البداية، كان يعتبر التدخين ممارسة متدنية وكان مرتبطا بالطبقات الاجتماعية الدنيا لاسيما الفلاحين.[48] وكان عدد كبير من الرسوم الاولية تظهر مشاهد من الحانات وبيوت الدعارة. وفي وقت لاحق بعد ان برز نجم الجمهورية الهولندية محققة القوة والثروة ذات القدر الهائل، اصبح التدخين شائعا بين الاثرياء وظهرت لوحات لنبلاء انيقين وهم يرفعون الغليون في اناقة. فالتدخين يمثل المتعة في تلك الحياة الدنيا التي تتميز بانها سريعة الزوال وقصيرة وتطير حرفيا كما يطير الدخان. وكان التدخين مرتبطا بتصوير حاستي الشم والتذوق.

في القرن الثامن عشر اصبح تصوير التدخين في الرسومات ضئيلا نظرا لظهور عادة النشوق الراقية التي اصبحت رائجة. ومرة اخرى اصبح تدخين الغليون يمثل مرتبة متدنية ويظهر في اللوحات التي تمثل العوام من الطبقات الدنيا والفلاحين. وعلى الرغم من ذلك، فان الاستنشاق المهذب لقطع التبغ الصغيرة والذي يتبع بالعطس، كان نادرا في الفن. وعندما ظهر التدخين كان يصور في الغالب في اللوحات الغريبة المتاثرة بالاستشراق والتي تقدم صورة للتفوق الاوروبي على المستعمرات وتشكل وعيا بالسيطرة الذكورية على الغرب المؤنث. وقد تفاقم موضوع “الاخر” الدخيل والغريب في القرن التاسع عشر، وقد اثار هذه النزعة الشعبية التي اكتسبتها فكرة الاثنية (علم الاعراق البشرية) خلال حركة التنوير الفلسفية.[49]

(Skull with a Burning Cigarette) جمجمة تدخن سيجارة، صورة زيتية مرسومة على قماش، رسمها فينسنت فان جوخ في عام 1885.

في القرن التاسع عشر اصبح التدخين شائعا بوصفه رمزا للمتع البسيطة، ورمزا لل”نبيل الهمجي” الذي يدخن الغليون، وايضا التامل الرزين لاطلال الرومان الكلاسيكية، فضلا عن مشاهد الفنانين الذين يتوحدون مع الطبيعة اثناء شرب الغليون ببطء. وقد وجدت الطبقة الوسطى التي اكتسبت السلطة والقوة منذ عهد قريب بعدا جديدا في التدخين بوصفه متعة غير ضارة تمارس باستمتاع في صالونات التدخين والمكتبات. واصبح تدخين السجائر او السيجار مرتبطا بالشخص البوهيمي الذي ناى بنفسه عن قيم الطبقة الوسطى المحافظة ويظهر ازدرائه للمحافظة. وعلى النقيض من ذلك، كان التدخين متعة لا بد وان تكون قاصرة على عالم الرجال، وكان ينظر للنساء المدخنات على انهن عاهرات، وكان يعتقد ان التدخين نشاط لا ينبغي للنساء المحترمات اشراك انفسهن فيه.[50] ومع مطلع القرن العشرين ظهرت النساء المدخنات في الرسومات والصور بانطباع يوحي بالاناقة والسحر الخلاب. وبدا الانطباعيون امثال “فينسينت فان جوخ” الذي كان مدخنا للغليون، بالربط بين التدخين وكابة وجبرية نهاية القرن التاسع عشر.

وفي الوقت الذي تعززت وتجمعت فيه رمزية السيجارة والغليون والسيجار على حد سواء في نهاية القرن التاسع عشر، لم يبدا الفنانون في استخدام هذه الرمزية بالكامل الا في مطلع القرن الشعرين. فكان الغليون يرمز للتامل والهدوء، بينما ترمز السيجارة الى الحداثة والقوة والشباب وان كانت ترمز ايضا الى القلق العصبي، اما السيجار فكان رمزا للسلطة والقوة. وفي العقود التي اعقبت الحرب العالمية الثانية خلال ذروة التدخين قبل ان يقع تحت نيران الحركة المناهضة للتدخين والتي كانت في ازدهار انذاك، كان ينظر للسيجارة التي تدس بلا مبالاة بين الشفتين على انها رمز لتمرد الشباب، وكان هذا يتجسد في الممثلين امثال “مارلون براندو” و”جيمس دين”، او في العمود الفقري للدعاية مثل “رجل مارلبورو”. ومع سبعينيات القرن العشرين بدات الخواص السلبية للتدخين في الظهور والتي تمثلت في الشخص المعتل صحيا الذي ينتمي للطبقة الوسطى، والرائحة الكريهة لدخان السجائر وانعدام الحافز والدافع لاسيما في الفن، وكان كل هذا مستلهما ومنفذا من قبل الحملات المناهضة للتدخين.[51]

السينما

منذ فترة الافلام الصامتة كان للتدخين دورا اساسيا في رمزية الافلام. وفي افلام الجريمة التشويقية التي تتميز بجفاف المشاعر والتي يطلق عليها “الفيلم الاسود ” نجد ان دخان السيجارة غالبا يحيط الشخصيات ويستخدم باستمرار لاضفاء هالة من الغموض والعدمية على الشخصيات. وتظهر اولى ملامح تلك الرمزية من خلال فيلم احد رواد هذا المجال وهو “فريتز لانج” في فترة “فايمار” ويحمل الفيلم عنوان “Dr Mabuse, der Spieler” ويعني “دكتور مابيوز المقامر” وهو انتاج عام 1922. وفي هذا الفيلم يظهر الرجال وهم مفتتنون بلعب القمار ويدخنون السجائر اثناء اللعب. ومنذ البداية تم الربط بين النساء المدخنات وصورة الاغراء وقد جسدت الممثلة الالمانية “مارلينيه ديتريش” هذه الصورة بشكل واضح. وبالمثل، فان بعض الممثلين امثال “هيمفري بوجارت” و”اودري هيبورن” قد عرفا بشخصياتهم التمثيلية المدخنة، كما اتسمت بعض اشهر صورهما وادوارهما بسحابة كثيفة من دخان السجائر. وعززت “هيبورن” من هذا المظهر الساحر باستخدام مبسم السيجارة في فيلم “Breakfast at Tiffany’s” (الفطار عند تيفاني) على وجه الخصوص. ومن الممكن استخدام التدخين كوسيلة للاطاحة بما تفرضه الرقابة حيث كان وضع سيجارتين مشتعلتين في منفضة السجائر دون ان يلمسهما احد يرجح حدوث علاقة جنسية.

ومنذ الحرب العالمية الثانية، اصبح ظهور التدخين على الشاشة اقل تكرارا نظرا لانتشار الوعي بالمخاطر الصحية الواضحة للتدخين. ومع اكتساب الحركة المناهضة للتدخين مزيدا من الاحترام والتاثير، اصبح هناك محاولات جادة لمنع ظهور التدخين على الشاشة لتجنب التشجيع على التدخين او ربطه باشياء ايجابية لاسيما في افلام الاسرة. واليوم، اصبح التدخين على الشاشات شائعا بين الشخصيات المجسدة والتي تظهر في صورة الاشخاص المعادية للمجتمع او حتى المجرمين.[52]

الادب

ومثل باقي اعمال الخيال وجد التدخين طريقه الى الادب واحتل مكانا بارزا. وفي الغالب يصور المدخنون على انهم شخصيات شديدة الفردية او غريبي الاطوار بشكل لافت، ولعل ابرز تجلي فعلي لهذا الوصف يكمن في الشخصية الادبية الاشهر في التاريخ وهي “شيرلوك هولمز”. وبدلا من ان يكون جزءا متكررا من قصص قصيرة وروايات، اسفر التدخين عن مديح لا نهاية له يثني على صفاته ويؤكد على شخصية الكاتب كمدخن متفاني. وفي نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين على وجه الخصوص، ظهر عدد كبير من الكتب التي تحمل عناوين مثل “Tobacco: Its History and associations” (التبغ، تاريخه وما يتعلق به) الذي كتب في عام 1876، و”Cigarettes in Fact and Fancy” (السجائر بين الواقع والخيال) الذي كتب في عام 1906، و”Pipe and Pouch: The Smokers Own Book of Poetry” (الغليون والجيب: ديوان شعر المدخنين) الذي كتب عام 1905، وكتبت كل هذه الكتب في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقد كتب بعض الرجال هذه العناوين لرجال اخرين واحتوت على اخبار مسلية عامة وتاملات شعرية عن حب التبغ وكل الاشياء المتعلقة بذلك، وكانت تمدح باستمرار حياة العزوبية الراقية. وقد نشر كتاب “The Fragrant Weed: Some of the Good Things Which Have been Said or Sung about Tobacco” في عام 1907 بين عدد كبير من الكتب، وكانت السطور التالية من قصيدة “A Bachelor’s Views” التي كتبها “توم هول” توضح الموقف المعهود في كثير من الكتب:

غطاء بلادي سيدة النيكوتين : دراسة في الدخان (1896) جاي، والا اشتهر به بيتر بان.
   

[[ملف:cquote2.png

تدخين]] So let us drink
To her, – but think
Of him who has to keep her;
And sans a wife
Let’s spend our life
In bachelordom, – it’s cheaper.
   

[[ملف:cquote1.png

تدخين]]
—Eugene Umberger[53]

وتم نشر كل هذه الاعمال في فترة سبقت شيوع السجائر كالشكل البارز والمسيطر على كافة اشكال استهلاك التبغ، حيث كان الغليون والسيجار ومضغ التبغ ما زال عاديا ومالوفا. وكان يتم تغليف عدد كبير من هذه الكتب في شكل اغلفة مبتكرة كي تروق لذوق المدخنين من النبلاء. فكان غلاف كتاب “Pipe and Pouch” عبارة عن حقيبة جلدية شبيهة بكيس التبغ، اما غلاف كتاب “Cigarettes in Fact and Fancy” الذي نشر في عام 1901 فكان غلافه من الجلد ومغلف بشكل يحاكي صندوق السيجار الورقي. وفي اواخر العشرينيات تراجع نشر مثل هذه الكتب الى حد كبير ولم ينتعش الا في نهاية القرن العشرين وان كان يتم نشرها بشكل غير منتظم.[54]

الموسيقى

هناك امثلة قليلة على التدخين في الموسيقى في اوائل العصور الحديثة، وعلى الرغم من هذا توجد بعض الاشارات بين الحين والاخر التي يتجلى فيها التاثر بالتبغ ويظهر هذا في بعض المقطوعات مثل مقطوعة “Edifying Thoughts of a Tobacco-Smoker” التي الفها “يوهان سباستيان باخ”.[55] وخلافا لذلك، فمنذ مطلع القرن العشرين وحتى الان ارتبط التدخين بالموسيقى الشعبية ارتباطا وثيقا. وارتبطت موسيقى “الجاز” منذ البداية ارتباطا وثيقا بالتدخين الذي كان يمارس في الاماكن التي تعزف فيها الموسيقى مثل الحانات وصالات الرقص ونوادي الجاز وحتى بيوت الدعارة. علاوة على ذلك، ادى سطوع نجم الجاز والذي تصادف مع التوسع في الصناعة الحديثة للتبغ في الولايات المتحدة الى انتشار الحشيش. حيث تم تداوله تحت اسماء اخرى مثل “الشاي” و”muggles” و”reefer” في مجتمعات الجاز. وكان للتدخين اثرا بالغا على الجاز في العشرينيات والثلاثينيات لدرجة انه وجد في بعض الاغاني التي تم تلحينها في ذلك الوقت مثل Muggles التي لحنها Louis Armstrong، وكذلك اغنية Smoking Reefers التي لحنها Larry Adler، وكذلك اغنية Chant of The Weed التي لحنها Don Redman. واستمرت شعبية الماريجوانا بين موسيقيي الجاز مرتفعة حتى الاربيعينيات والخمسينيات، عندما تم الاستعاضة عنه جزئيا بالهيروين.[56]

وهناك شكل اخر من الموسيقى الشعبية الحديثة التي ارتبطت كثيرا بتدخين الحشيش الا وهي موسيقى ريجي وهي نوع من الموسيقى نشا في جاميكا في اواخر الخمسينيات واوائل الستينيات. ويعتقد ان من قدم الحشيش او جانجا الى جاميكا هم العمالة الهندية المهاجرة وكان مرتبطا بصورة اساسية بالعمال الهنود حتى الحركة الراستفارية في منتصف القرن العشرين.[57] ويعتبر تدخين الحشيش في الراستافارية وسيلة للتقرب من الله، او جاه، وهي الرابطة التي تم نشرها بشكل اساسي بواسطة رموز موسيقى الريجي مثل بوب مارلي وبيتر توشاك في الستينيات والسبعينيات.[58]

التدخين هو عملية يتم فيها حرق مادة، غالبا ما تكون هذه المادة هي التبغ، حيث يتم تذوق الدخان او استنشاقه. وتتم هذه العملية في المقام الاول باعتبارها ممارسة لتروح النفس عن طريق استخدام المخدر، حيث يصدر عن الاحتراق المادة الفعالة في المخدر، مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة واحيانا تتم هذه الممارسة كجزء من الطقوس الدينية لكي تحدث حالة من الغفوة والتنوير الروحي. وتعد السجائر هي اكثر الوسائل شيوعا للتدخين في الوقت الراهن، سواء كانت السيجارة منتجة صناعيا او ملفوفة يدويا من التبغ السائب وورق لف السجائر. وهناك وسائل اخرى للتدخين تتمثل في الغليون، السيجار، الشيشة، والبونج “غليون مائي”. يعد التدخين من اكثر المظاهر شيوعا لاستخدام المخدرات الترويحي. وفي الوقت الحاضر، يعد تدخين التبغ من اكثر اشكال التدخين شيوعا حيث يمارسه اكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية.وهناك اشكال اقل شيوعا للتدخين مثل تدخين الحشيش والافيون. وتعتبر معظم المخدرات التي تدخن ادمانية. وتصنف بعض المواد على انها مخدرات صلبة مثل الهيروين والكوكايين الصلب. وهي مواد ذات نسبة استخدام محدودة حيث انها غير متوفرة تجاريا. يرجع تاريخ التدخين الى عام 5000 قبل الميلاد، حيث وجد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم. وقد لازم التدخين قديما الاحتفالات الدينية; مثل تقديم القرابين للالهة، طقوس التطهير، او لتمكين الشامان والكهنة من تغيير عقولهم لاغراض التكهن والتنوير الروحي. جاء الاستكشاف والغزو الاوروبي للامريكتين، لينتشر تدخين التبع في كل انحاء العالم انتشارا سريعا. وفي مناطق مثل الهند وجنوب الصحراء الكبرى بافريقيا، اندمج تدخين التبغ مع عمليات التدخين الشائعة في هذه الدول والتي يعد الحشيش اكثرها شيوعا. اما في اوروبا فقد قدم التدخين نشاطا اجتماعيا جديدا وشكلا من اشكال تعاطي المخدرات لم يكن معروفا من قبل. اختلف طرق فهم التدخين عبر الزمن وتباينت من مكان الى اخر، من حيث كونه مقدس ام فاحش، راقي ام مبتذل، دواء عام -ترياق- ام خطر على الصحة. ففي الاونة الاخيرة وبشكل اساسي في دول الغرب الصناعية، برز التدخين باعتباره ممارسة سلبية بشكل حاسم. في الوقت الحاضر، اثبتت الدراسات الطبية ان التدخين يعد من العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الامراض مثل: سرطان الرئة، النوبات القلبية، ومن الممكن ان يتسبب ايضا في حدوث عيوب خلقية. وقد ادت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين، الى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ، بالاضافة الى القيام بحملات سنوية ضد التدخين في محاولة للحد من تدخين التبغ.

يرجع تاريخ التدخين الى عام 5000 قبل الميلاد في الطقوس الشامانية.[2] وقد قامت الكثير من الحضارات مثل الحضارة البابلية والهندية والصينية بحرق البخور كجزء من الطقوس الدينية، وكذلك قام بنو اسرائيل ولاحقا الكنائس المسيحية الكاثوليكية والارثوذوكسية بالفعل نفسه. ويرجع ظهور التدخين في الامريكتين الى الاحتفالات التي كان يقيمها كهنة الشامان ويحرقون فيها البخور، ولكن فيما بعد تمت ممارسة هذه العادة من اجل المتعة او كوسيلة للتواصل الاجتماعي.[3] كما كان يستخدم تدخين التبغ وغيره من المخدرات المسببة للهلوسة من اجل احداث حالة من الغيبوبة او للتواصل مع عالم الارواح. ويرجع تاريخ استخدام مواد مثل الحشيش، الزبد المصفى (السمن)، احشاء السمك، جلود الثعابين المجففة، وغيرها من المعاجين التي تلف وتشكل حول اعواد البخور الى 2000 عام على الاقل. وقد كان يوصف التبخير (dhupa) وقرابين النار (homa) في طب ايورفيدا لاغراض طبية وتمت ممارسة هذه العادات لمدة لا تقل عن 3000 سنة، بينما التدخين (dhumrapana) (ويعني حرفيا “شرب الدخان”) فتمت ممارسة لمدة لا تقل عن 2000 سنة. فقبل العصر الحديث، كانت تستهلك هذه المواد من خلال انابيب، وقصبة مختلفة الاطوال.

  • اضرار التدخين بالتفصيل
السابق
اسم ميرو مظغرف
التالي
الزواج مع ابنة العمة