افضل مواضيع جميلة بالصور

وهكذا اصبح الفتي والفتاة اللذان كان طوال حياتهما يلعبان معا زوجا وزوجة

اين نحن من الحب الاول؟ واين هي القلوب؟ هل يعقل ان يستمر الحب الاول بين حبيبين منذ الطفولة، الى عتمة القبر، متجاوزا طيش المراهقة، وعقلانية النضوج؟
هذا القلب البريء من يكبح جماحه؟ من يحميه من الخطف؟ من يحرسه من الفضوليين، واي ملاك ينقذه من السقوط؟ وهو مكمن الحساسية، ودليل الانسان الى السعادة، ومحرك العاطفة الذي يتهاوى امام نظرة، ويطير من لمسة، ويجن لمشهد، وتجذبه طلة، وتسحره كلمة، وتاسره رفة جفن.
العناد وحده ربما كان هو الملاك المنقذ، وان كانت الادلة قليلة، نقدم هنا ثلاث شهادات ووقائع حقيقية عن حب بدا مع الطفولة، وكلل بالزواج، ومازال مستمرا يرفل بالسعادة والطمانينة.
ايمان الفكيكي (30 عاما) معلمة، متزوجة من حبيب الطفولة منذ عشرة اعوام.

هلال العيد
تقول: تعرفت الى زوجي خلال حفل زفاف احد اقربائي، وحين شاهدته تلك الليلة ارتحت اليه لاسيما انه كان ينظر الي باعجاب، فاجاته بالسؤال حينما اجتمع الاهل والاقارب، فقلت له: لم ارك من قبل، اجابني بانه يعيش في محافظة بابل، كنت حينذاك في الثامنة من العمر وهو في الحادية عشرة من العمر، ثم توالت لقاءاتنا عاما بعد عام، وكانت رؤيته بالنسبة لي اشبه بالعيد، ولكن هذا لم يكن ليحول من دون بعض المضايقات فيما بيننا، حيث المزاح واللعب، لكننا كنا نعرف مقدار المودة، ومازلت احتفظ ببعض الهدايا الصغيرة التي كان يقدمها لي، كما انني لا انسى الغيرة التي يبديها عندما كنت اتكلم مع احد غيره، انها بالنسبة لي خير دليل على ذلك، كان يتدخل بكل تهذيب قائلا: هذا الشاب ليس جميلا، انه لا يناسبك، كان يدرك ما يجول في خاطري اكثر من اي شخص اخر، ويعرف جيدا متى اكون غير راضية، فقد كان بيننا انسجام غريب في الشخصية.

الرسائل وخصل الشعر
وتضيف: كان حسين حبيبي في الغالب يلازم منزله، واخذ ينادي والدتي ب(يا امي)، وفي السنة التالية بلغ سن الثانية عشرة من العمر، فاستفدت من لعبة (الغميضان) لايقاعه في شباكي..
وتتابع: بعد ذلك كانت المفاجاة حينما نقل والدي الذي كان يعمل في السلك الدبلوماسي الى احدى السفارات خارج البلاد، فذهبنا معه جميعا، واول مرة احسست بالشوق الى حسين، ولم نتوقف يوما عن تبادل الرسائل والصور وخصل الشعر، وقد ادركت يومها جيدا ان صديق الطفولة هو رجل المستقبل.
وتستدرك: بعد سنوات عدت من جديدة الى بغداد لقضاء فصل الشتاء وبسرعة قررنا ان نتزوج، فقد جاء حبيبي الى والدي ليطلب منه يدي بعد ان اخبره بقصة الحب التي ابتدات في فترة الطفولة، فلم يصدقه والدي، وفي المساء سالني والدي بعصبية: هل ما يقوله هذا الشخص صحيح؟ فاجبته بنعم، وفي العام 1990 تزوجنا، وباستطاعتي ان اقول لم افاجا باي شيء مزعج حتى الان وهذا الزواج كان دائما مطمئنا.
تؤكد ايمان ان الغيرة تستفحل عند بعض المتزوجين وحمدا لله نحن لم نواجه مثل هذه الحالة ابدا، اننا ومنذ اعوام نشعر بتكامل وانسجام تامين، كل واحد منا يدرك جيدا ما يفكر به الاخر، ونحن كلما تقدمت بنا الايام تاكدنا بان افكارنا هي نفسها واننا نعيش الذكريات ذاتها..

الزواج الاخوي
في ختام حديثها قالت ايمان: انا اعتقد بانه اذا كان الزوجان متحابين فعلا لا ياخذان في الحسبان غير السنوات التي عاشاها معا، لذا نبدا من جديد برسم عالم الطفولة الذي عشناه وكل الاشياء التي نتذكرها من مشاعر وغيرها، فالزواج كالخوض في عالم مجهول من الغموض، لكن الامر يختلف مع صديق الطفولة، هذا الخطر يزول باكثريته لان كل واحد منا يعرف الاخر اكثر من نفسه، ومن هنا نفسر هذه العلاقة الصادقة بيننا بانها نوع من (الزواج الاخوي).

لم اسمع اهانة او لوما
القصة الثانية قصة ميسون وناصر، تقول ميسون البالغة من العمر السادسة والثلاثين: نحن متزوجان منذ خمسة عشر عاما، ولكنني لم اعد اذكر بالضبط متى تعرفت الى ناصر، فانا منذ ان وعيت على الدنيا اشعر بانه كان دائما جزءا مني، كان اهله من اعز الاصدقاء لاهلي، ومنذ الطفولة المبكرة تعودنا ان نكون دائما مع بعضنا، وتضيف: لا تظنوا ان ناصرا كان ملهمي منذ ذلك الوقت بهذا الجنون، كنت احبه فقط ليس اكثر، وكنا في الايام الممطرة وغيرها من اوقات العطل نجد بعضنا ضجرين فيما يتبادل اهلنا الاحاديث في الغرفة المجاورة، وذلك بسبب فارق السن الذي كان ينعكس على اسلوب التسلية، ومرت الاعوام واصبحت انا ابنة الرجل الكادح لا ترى الا برفقة ابن سائق الاجرة اي انا وهو، واذكر جيدا انهم كانوا ينادوننا ب(الخطيبين) وكان ذلك يزعجنا كثيرا لاننا كنا اطفالا ولا نعي هذه المفردات.
وتتابع: كالغالبية العظمى من الفتيات اللواتي هن في مثل وضعي الاجتماعي، فان سن المراهقة كانت بالنسبة الي رتيبة تثير الضجر، كانت والدتي تمنعني من الاختلاط، بسبب الفوارق الاجتماعية، وانا بطباعي الخجولة الهادئة لم اقاوم يوما هذه الارادة ما جعلني فتاة منطوية على نفسها حقا.
وتشير ميسون الى انها عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها كانت فتاة نحيلة وكئيبة ترتدي ثيابا قاتمة او سوداء.
تقول: كنت كلما انظر الى جسدي يتملكني الرعب، الى ان فاجاتني والدتي يوما بقولها: من الافضل لك ان تفكري في الزواج، وبما اني كنت اعرف جيدا الى من كانت تلمح، كانت الفكرة تستهويني لكن الامر بالنسبة الى ناصر مختلف، كنت دائما احلم بزواج ناجح وهذا لن يسيء الي اجتماعيا، كنت على مشارف التاسعة عشرة عندما وافقت بسرور على الزواج بعد تفكير عقلاني، كانت فرحة والدته ووالدتي لا توصف فهما صديقتان وتحبان احداهما الاخرى، اما بالنسبة لي فقد مرت الاشياء كما كنت اتوقعها وكانت الليلة الاولى من زواجنا صعبة، لكن علاقتنا القديمة اخذتنا بالنهاية الى الضحك على ما اوصلتنا اليه الايام، لم اسمع منه اية اهانة او لوم او نقد، ولم يظهر منه غير التفهم الكامل والحقيقي لكل ما جرى مما ازاح الخجل عن كاهلي، تلك كانت اولى اللحظات التي بدات احب فيها زوجي فعلا واشعر بالثقة التامة نحوه لانه عرف ان يكون صديقا وحبيبا واخا لي في وقت واحد.

امراة سعيدة
توضح ميسون: تبدلت عنايتي بمظهري واخذت ارتدي الالوان الزاهية، وغيرت تسريحة شعري، وبمعنى اخر تحولت الى امراة مفعمة بالسعادة واذهب الى ابعد من ذلك لاقول انني اصبحت جميلة بفضله، وبعد ان رزقت بولدين ازددت نضوجا واكتمالا..
اليوم، بعد خمسة عشر عاما من الزواج اجد نفسي متعلقة بناصر اكثر من اي وقت اخر، اما علاقاتي المرة فلم يعرف اي شيء عنها ونظرات الاحترام التي يوجهها الي هي اقوى من ان اسبب له اي نوع من الالم.

قصة حب (مريم وسعد)
هي في الثلاثين من عمرها، مضى على زواجها بحبيب الطفولة عشرة اعوام، تعرفت عليه في نادي (العلوية) الترفيهي.
كنت انذاك في السادسة من عمري، امارس القليل من الرياضة لاسيما لعبة التنس، لكن للاسف لم تكن تستهويني ما جعلني اضحوكة جميع الاولاد ما عدا سعد الذي كان يكبرني بعام واحد.
وحده كان يشجعني دائما، ويواسيني ويمسح دموعي عندما ابكي، ويتصدى الى كل من كان يجرؤ على الاساءة لي.
كان حقا يلعب دور الفارس القريب مني، والصديق، وكنت افخر به كثيرا لانه الاقوى بيننا ويحظى باحترام الجميع، وتعاقبت اللقاءات بيننا في المناسبات، الا اننا لم نعد نذهب الى النادي، لقد وجدنا لانفسنا ما يلهينا الف مرة، استطعنا ان نخلق لانفسنا عالما اخر، كنت انا فيه الاميرة وهو الفارس، كان ذلك اشبه بحلم نعيش فيه داخل قصور شامخة نبنيها من الرمال.

خاتم من البلاستك
وتضيف: ذات يوم قررنا (الزواج) ببراءة الاطفال، كان عمري تسعة اعوام وهو في العاشرة!! البسني خاتما مصنوعا من البلاستك، كنت مقتنعة بما فعلنا اشد الاقتناع!! كنت انتظر العطلة بفارغ الصبر، وفي الشتاء كنا نتبادل الرسائل فقط لاننا لم نكن نسكن محلة واحدة وفي هذه الرسائل كنا نكتب كل شيء عن افراحنا، ومعاناتنا عن المدرسة والدراسة والاحلام المستقبلية، وكنا نعد الدقائق التي تفصل لقاءاتنا.

هو الذي صنعني
وتتابع: استمرت علاقاتنا حتى سن المراهقة، وكنت مستعدة ان افعل اي شيء كالمجنونة، وكانت ارشاداته اكثر اهمية بالنسبة الي من تلك التي كان يوجهها اهلي ومعلماتي، لم تتبدل الاحوال بيننا الا عندما بلغت سن الرابعة عشرة. اذكر انه سالني (هل تتمنين ان يكون لك في المستقبل زوج مثلي؟) لقد ادهشني سؤاله، برغم اني كنت مقتنعة بانني لن اتزوج احدا غيره، وبعد خمسة اعوام تزوجنا بالفعل، وكنا في كامل براءتنا، في البداية عارض اهلي، اعتقادا منهم بان زواجنا لن يدوم اكثر من عام واحد، وان سعدا شاب عادي، طالب كلية، لم يكد ينهي العام الثاني من دراسته وانا كنت قد نلت شهادة الاعدادية.

لم اشعر بالندم اطلاقا
تستدرك: مضت على زواجنا عشرة اعوام واصبح سعد في وظيفة محترمة، لم اشعر باي نوع من الندم اطلاقا، العلاقة بيننا اعمق من تلك التي تربط بعض الناس بطريق الصدفة، او من دون معرفة كاملة ومتبادلة.

السحر في علاقتنا
وفي ختام حديثها قالت مريم: عندما تزوجنا كنا نعرف بعضنا عن (ظهر قلب)، وكان ذلك كفيلا بعدم تعرض زواجنا لاية مشاكل سطحية في المستقبل، نحن اليوم عندما ننظر الى بعض المتزوجين، نشعر وكانهم غرباء يعيشون كالكلمات المتقاطعة ولا يتكاملون، وباستطاعتي ان اعترف انني لم اشعر يوما برغبة الزواج من سعد، كان شعوري نحوه هكذا، شعور الشقيقة نحو شقيقها، ولكنني لا انكر ان فترات التباعد التي كانت تفرضها مواسم الدراسة، ربما هي الاساس في المحافظة على سرية السحر في علاقتنا، اني اعرف جيدا ان علاقتنا غير عادية وان مجرد الكلام عنها يعيد الي ذلك السحر الذي يكتنف حياتنا، ولكن لنكن عمليين، ان وضعنا هذا قد لا يمثل اكثر من واحد بالمائة من العلاقة بين رجل وامراة.

السابق
نتائج ثالث ثانوي بالسعودية
التالي
ماهو علاج