افضل مواضيع جميلة بالصور

خطبها وهي لاتعلم

كانت “امينة قطب” تزور اخاها “سيد” في السجن ككل اخت مرهفة اخذ اخوها من بين ايديها.. فلما كانت تلتقيه يروي لها قصص رفاق الزنزانة من
الاخوان.. فجذبتها قصة احد قادة الاخوان “كمال السنانيري” الذي اعتقل عام
1954م وحوكم محاكمة صورية حكم عليه فيها بالاعدام (!!) ثم خفف الحكم الى
السجن “٢٥ سنة” مع الاعمال الشاقة.. و قد شردت عائلته.. وطلقت منه
امراته..!
رق قلب المجاهدة لذلك المجاهد المظلوم الصابر المحتسب..
فكان ان خطبها فوافقت وهي لاتعلم متى سيبني بها! لقد عقد عليها! هو سجين
وهي مطلقة السراح، لاسبيل الى الوصل الا من وراء قضبان الظلم!
ربما تعتبر من حكايات ال “فانتازيا”.. ان تقبل شابة الزواج من سجين سيمكث عشرين عاما قبل ان يرافقها! ولكن هذا ماحدث!!

تبادل العريس مع عروسه الرسائل والقصائد والمشاعر؛ وفي احدى الرسائل يكتب
الزوج وقد اشفق عليها مما تتكبده من مئات الاميال في سبيل زيارته في سجن
جنوب مصر :
“لقد طال الامد، وانا مشفق عليك من هذا العناء، وقد
قلت لك في بدء ارتباطنا: (قد يفرج عني غدا، وقد امضي العشرين سنة
الباقية او ينقضي الاجل)، ولا ارضى ان اكون عقبة في طريق سعادتك، ولك
مطلق الحرية في ان تتخذي ما ترينه صالحا في امر مستقبلك من الان، واكتبي
لي ما يستقر رايك عليه، والله يوفقك لما فيه الخير”
فترد “امينة” بكليمات تنبض اخلاصا وطيب معدن:

“لقد اخترت -يا املا ارتقبه- طريق الجهاد والجنة، والثبات والتضحية،
والاصرار على ما تعاهدنا عليه بعقيدة راسخة ويقين دون تردد او ندم”
استمرا على جانبي القضبان ١٧سنة! الى ان اذن الله بلقائهما عام 1976م.. فلا تسل عن اللقيا!
بعد ان خرج الزوج من السجن؛ لم ينس دعوته.. ولم يثن همته ربع قرن من القيود.. فعاد مسؤولا في جماعة الاخوان..

لم يدم هذا ذلك اللقاء بين الزوج وزوجته اكثر من ست سنوات؛ وفي الرابع من
سبتمبر سنة 1981م اختطف منها مرة اخرى ليعود الى السجن قبل مقتل السادات
بايام، ويبقى الى ان يلقى الله شهيدا من شدة و هول ما لاقاه من تعذيب في
السادس من نوفمبر من العام نفسه، وسلمت جثته الى ذويه شريطة ان يوارى
التراب دون اقامة عزاء..
كتبت “امينة” اجمل القصائد وابدعت اروع الحروف في زوجها واخيها.. ثم لحقت بهم عام ٢٠٠٧م بعد حياة مليئة بالبلاء والابتلاء!
مما كتبت الى زوجها، وقد ملت الحياة بعد رحيله:
” هلا دعوت الله لي كي التقي..
بركابكم في جنة الرضوان
هلا دعوتم في سماء خلودكم..
عند المليك القادر الرحمن
ان يجعل الهم الثقيل براءة..
لي في الحساب فقد بقيت اعاني ”
انتشرت قصيدتها “هل ترانا نلتقي” انتشار النار في الهشيم وسارت بها ركبان الحداة في وطننا العربي.. باكين ومبكين.

السابق
العادة السربة عند الرجال واضرارها
التالي
ارخص منتجعات جدة