اثار الكرتون على ابناء المسلمين

على المسلمين الكرتون اثار ابناء 20160919 491

 

اثار افلام الكرتون على اطفالنا


الدكتور عماد الدين الرشيد

الرسوم المتحركة:


هي افلام تعتمد على الصورة المرسومة،
سواء كان الرسم يدويا – كما كان من قبل- او بالحاسوب.
وتتحول من الصورة الجامدة الى المتحركة عبر اليه خاصة تسمح بان يمر امام العين فالاخرى الواحده من(16)الى(24)صورة،
فساعتئذ تبدو الرسوم متحركة،
فنري ان اليد ارتفعت مثلا،
او سار الشخص..

هذه الرسوم الكرتونيه مكنتهم من تجاوز افاق كثيرة لا يسمح فيها الواقع،
فالشخص لا يستطيع ان يطير،
ولا تستطيع التفاحه ان تتكلم،
لكن فافلام الكرتون تستطيع التفاحه و الموزه ان تتكلما..


فكان الكرتون فضاء و اسعا للانتقال بخيال الطفل،
واخصابه،
كما كان مجالا و اسعا جدا جدا لتجسيد القضايا النظريه للطفل؛
لان تفكير الطفل ما دي.


فمثلا اذا حدثت طفلا صغيرا عن الله،
وعن صفاتة و قدرته..
تري ذلك الطفل يسالك: هل الله مثلك له لحية.؟!!


تعالى الله I عن هذا علوا كبيرا..


فلضعف التفكير التجريدى لدي الطفل يبدا يجسد حتي الله U و ممكن القول بان الفكر المادى فكر بدائى اولى من اوليات الثقافه البشرية..!

فالكرتون هو البريد الذي يستطيع ان يقرب للطفل هذي الحاجات البعيدة،
فالمعاني المجرده التي لا ممكن ان يتصورها الطفل ممكن ان نصورها له عبر الكرتون،
فرسوم الكرتون ربما اعطتنا فسحه اكثر سعةمن التصوير السينمائى و ما جاء بعدة من اجيال الات التصوير.

تعود صناعه افلام الكرتون الى العقد الثالث من القرن العشرين تقريبا،
عندما بدات شركات قديمة ترسم بكيفية اوليه و مجهدة،
واخذت تنشر و تروج شخصيات معينة عبر احداث درامية،
كشخصيه (باباي) التي يزيد عمرها على سبعين سنة،
وشخصيه (توم و جيري)التى و لدت عام1946وعمرها الان اكثر من ستين سنة..ولم يكن الكرتون للصغار فقط،
بل كان للصغار و الكبار معا،
ومازال ايضا الى الان فعديد من الدول.

اما فثقافتنا فافلام الكرتون للاطفال و ليست للكبار..!

علي جميع حال نحن نقرا فهذه العجاله اثر افلام الكرتون فالصغار.

اثر افلام الكرتون فاطفالنا


ليس من الانصاف ان نعطى حكما واحدا لافلام الكرتون بانها سيئه او جيدة،
لانها تتراوح بين الحسن و السوء..


لذلك سنحرص على ان نبين ما لافلام الكرتون من سلبيات و ايجابيات،
وسنبدا بالاثار السلبية..

الاثار السلبيه لافلام الكرتون:


تعددت سلبيات افلام الكرتون و كانت كثيرة جدا،
ويمكن ان نجمعها فالجوانب التالية:


1.ما كان متجها الى الاخلاق مباشرة.


2.ما كان متجها الى الهوية.


3.ما كان متجها الى العقيدة.


4.ما كان متجها نحو الفطرة.


لقد اثرت افلام الكرتون سلبيا فالاخلاق،
واثرت فالهوية،
ومثل هذا فالعقيده و الفطرة.

سبب الخلل فافلام الكرتون:


قبل ان اتناول هذي الامور الاربعة: الاخلاق و الهويه و العقيده و الفطرة..
اود ان ابين شيئا فغايه الاهمية،
وهو:

لماذا جاء ذلك الخلل فافلام الكرتون..؟

لقد جاء الخلل من امرين:


الاول:


ان هذي الافلام ربما صنعت لغير بلادنا،
وفى غير بيئتنا،
ولثقافه غير ثقافتنا،
وفى مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا.
صنعها اليابانيون،
صنعها الامريكان،
صنعها الاوروبيون.
واكبر مراسم الكرتون كانت فاليابان،
ومن قبلها كانت فشركات (تيرنر،
وورنر،
وحنا بربارة) فامريكا،
وشركة (والت ديزني) فالفتره الاخيرة.


هذي الشركات كلها غير عربية،
وافلام الكرتون تحاكى ثقافه اصحابها،
فهي لاشياء الانسان الغربي،
لاشياء الطفل الغربي،
لاشياء البيئه الغربية،
لاشياء الثقافه الغربية..


و لا يخفي ان بيننا و بينهم خلافا ثقافيا،
ولاسيما فكون الوحى احد مصادر المعرفه فثقافتنا الاسلامية،
بينما لا نجد للغيب مكانه فبنائهم المعرفي،
واعنى بالغيب غيب الاديان،
وغيب الوحي،
وقد اكتفوا بالتجربه و الحس مصدرا و حيدا للمعرفة.
فابتكروا العلمنه فبلادهم و اعلنوها مرجعيه ثقافيه لاجيالهم.


و لاشك فان العلمانيه ربما قدمت لهم حاجات كثيرة،
ولكنها لم تقدم لنا ما قدمتة لهم؛
لانهم كانوا بسبب استبداد مفاهيم الغيب غير الصحيح فحاجة الى الاعتماد علىمنهج حسي،
اضافه الى تصحيح مفاهيمهم الغيبية،
ومن اجل ذلك قدمت لهم العلمانيه شيئا جديدا،
لا لانها المنهج الامثل،
بل لكونها تخلصهم من استبداد فكر غيبى مغلوط.


و اما مجتمعاتنا الاسلاميه فعلي الرغم من تخلف معظمها لم تكن تعانى من انكار لمنهج الحس و التجربة،
وان لم تكن بارعه فيه،
ولم تكن تعانى من تسلط مفاهيم الغيب الخرافي،
بل كانت تصدر فمعظم احكامها الغيبيه عن غيب الوحي؛
لذا لم تخرج عليها الحاجة الى العلمانية،
مع ان بنياننا الثقافى ربما تغرب بسبب بعد اكثر المجتمعات الاسلاميه عن المفاهيم المعرفيه الاسلامية،
الامر الذي يستدعى حصول تصحيح فكرى فعقل الامه و بنائها المعرفي،
ولا شك فان العلمانيه ليست هي الحل،
ولا الحاجة او الضروره المعرفية.


لقد انعكست هذي القضية على جوانب حياتنا بالجملة،
ومنها الاثار السلبيه لافلام الكرتون،
فهذه الافلام ربما صنعت لهم لا لاولادنا..

الثاني:


ان العديد من المؤسسات التي اهتمت بدوبلاج الكرتون،
وتعريبه،
لم تعرب الاخلاق..
اذ ياتى الفيلم كما هو فبيئته،
وتقوم (الاستوديوهات) فالمنطقة العربية بعملية الدبلجة؛
اي: اضافه صوت عربي بدل الصوت الغربي،
وتكون مهمتهم انهم عربوا الصوت و لم يعربواالاخلاق و لا الفكرة..
فلا تزال تغزونا هذي الافكار..


فالخلل جاء من ناحيتين: المنشا بداية،
ثم من عملية الدبلجه و التعريب التي كانت قاصرة..
كانت غير دقيقة..
كانت مشوهه فالغالب.. لذا نجد ما نجدة من التناقضات عامة.

دور افلام الكرتون السلبى فالاخلاق:


ا- التعري:


ذكرنا فيما سبق ان افلام الكرتون تمثل بيئه غير بيئتنا،
وتحاكى الظروف الاجتماعيه لتلك البيئة،
وحالة التعرى المنتشره فالغرب الى درجه انها صارت عرفا لديهم،
هذه الحالة لاتجد لها اصولا فمنطقتنا.


و مهما انفتحت المنطقة العربية و الاسلاميه فلن تصل الى حالة التعرى التي فالغرب،
وستبقي محصورة فو سط معين لا ممكن ان تتجاوزه،
اما فالغرب فهي بلا حدود..!!


ذلك العرف الغربى انعكس فافلام الكرتون على بصورة و اضحة،
وساعرض لبعض من التطبيقات المشهوره فمن ذلك:


1.المسلسل المشهور (ساسوكي) الذي حمل مشاهد كثيرة من التعري،
فهو ينسجم و ثقافتهم العلمانيه لينقل حياة الحمامات كما هي الى الاطفال.


2.المسلسل (فلنستون) الحجريون كذلك يحاكى نفس القضية،
فى لباس شخصياتة و حركاتها،
فهو متناغم مع البيئه التي انتجته،
ولا يتوافق مع و اقعنا..


3.المسلسل (موكا موكا) فقد عرض لمشاهد فاضحه من الاثارة،
ولست اشك فانه ربما تجاوز حدود المقبول اجتماعيا حتي فبلد منشئه.


و من الجدير بالذكر ان خطا من خطوط انتاج الافلام الجنسية الاباحيه اصبح يعتمد على اسلوب الرسوم الكرتونية،
ولة شركات متخصصه ترعاه.!


ب- علاقات الصداقة:


و اعنى فيها ما يسمي علاقات الحب(friendboy)،
وهذا النوع من العلاقات بين المراهقين و المراهقات ربما انتقل الى كثير من المجتمعات العربية و الاسلامية،
وربما صار ظاهره اجتماعيه فبعض شرائح المجتمع،
ولو تحت اسماء اخرى.


و التربويون فالمدارس يحسون باثار هذا السلبيه على الطلبه و الطالبات،
ولاسيما فالمدارس المختلطة..
وهذا لاشك من اثار الغزو الاخلاقي.

ان تركيبنا الاجتماعى يختلف عن الغرب تماما،
فنحن لدينا نوع من الانضباط الاخلاقي،
ولست اقول ان الغرب ليس لدية اخلاق،
ان لدية اخلاقا و قيما،
وهذا امر يقيني،
ولكن منظومتة الاخلاقيه تصدر عن رؤيتة و تصوره،
تماما كما ان لنا منظومه اخلاقيه تصدر عن منظورنا و مفهومنا،
الذى ينطلق من منهج الغيب،
الذى يضبط سلوك الانسان و علاقتة مع الانسان،
وعلاقه الانسان مع الله،
والانسان مع الكون،
والانسان مع الحياة..

واساس الخلاف بين الرؤيتين اننا بوصفنا مسلمين نؤمن بمنهج الشهاده (المحسوس،
المادي) اضافه الى منهج الغيب،
بينما لا يؤمنون هم الا بمنهج الشهادة،
وهذا المنهج ينظم العلاقه بالمادة،
ولا يستقيم هذا ان يصبح مرتكزا للرؤية الاخلاقية؛
لان الاخلاق قضايا نفسية..
قضايا و جدانية..
وهي لا ممكن ان تضبط بالمنهج التجريبي،
انما ينظمها منهج الوحي،
ومن هنا اصبح بيننا و بينهم تباين فالرؤية،
لانهم بنوا تصورهم للتربيه الاخلاقية،
والتربيه الجنسية على اساس من المبادئ و المنطلقات المادية.


و من الاعمال الكرتونيه التي تخرج بها علاقات الحب جزءا اساسيا من تركيبها الدرامي الاعمال التالية:


1.كرات التنين « دراغون بول » يقوم العمل على علاقات حب غراميه تفسد الاطفال.


2.كونان المحقق الشهير كذلك يقوم على علاقه غراميه تشكل قصة رديفه لقصص التحقيق المشوقة.


3.البوكيمون،
قبل الحديث عن العلاقات الغراميه فهذا العمل ينبغى ان اعلق على ما تناقلة الناس من الشائعات حوله،
فقد شاع ان اسماء ابطال العمل هي الفاظ من الكفر،
وانها شتم لله سبحانة و تعالى باللغه العبرية!!
وهذا غير صحيح،
ولا فاى لغه من لغات العالم!!


ان كلمه (بوكيمون) تعني وحش الجيب،
وهي مشتقه من (بوكيت مونستر): (بوكيت: جيب) ،

(مونستر: و حش) فاخذوا نص الكلمه الاولي و نص الثانية و جمعوهما،
وقالوا: (بوكيمون)،
ومثل هذا مسلسل (ديجيمون) الذي يعني (ديجيتال مونستر) اي: و حوش الديجيتال،
وشركات الدوبلاج عربتة و سمتة ابطال الديجيتال..


لقد اثار ذلك العمل منافسه تجاريه بين شركة (سونى بلاى ستيشن) الشركة التي صنعتة و نجحت اقتصاديا،
وشركة ثانية يملكها رجل اعمال يهودى تضررت بهذا العمل هي (والت ديزني)،
فارادت ان تقف فو جة نجاحه،
فاشاعت حولة هذي الشائعات.


اننى اعلم ان البوكيمون ليس لنا فالاصل،
ولا يناسبنا..
وانا لا اشجع ذلك العمل،
ولكننى اريد ان اتكلم بموضوعية:


ان قصة ذلك المسلسل نبعت من حاجة لدي صانعيه،
فالجميع يعلم ان اليابان خرجت مهزومه بعد الحرب العالمية الثانية،
ومنعت من العنايه بالجيش و الجوانب العسكرية،
ومع تقدم الزمن خشى اليابانيون ان تموت الروح العسكريه عندهم؛
لانها اذا ما تت فالمفاهيم الوطنية تموت معها،
اذ لا يوجد جيش يحمى الوطن بالمعني الدقيق،
بل جيش للخدمات الانسانيه فقط،
جيش مع الامم المتحدة،
مع الطوارئ..
فخاف اليابانيون ان تضعف عملية الولاء للوطن،
فابتكروا البوكيمون..


و البوكيمون يقوم على اساس استثمار اليرقات فالطبيعة،
وتحويلها الى اسلحة،
وكانهم يقولون: اذا منعتنا امريكا من الاسلحه فنستطيع بقدراتنا العلميه و اهتمامنا بالهندسه الوراثيه ان نصنع اسلحه من اليرقات الموجوده فالطبيعة..


هذي فكرة البوكيمون..
وهي فكرة تخدم عملية التربيه الوطنية فاليابان.


و العجب ان تصدر الفتاوى،
ويتورط المشايخ و العلماء،
ويقولوا: البوكيمون فيلم يهودى .
.!!


و حقيقة الامر كما بينت ان ذلك العمل اصبح ينافس شركة(والت ديزني)وهي شركة امريكية،
فقامت بعمل دعائى ضد شركة(Sony)،
فاشاعت فالعالم كله انه ضد الدين،
ومع العلم انه فيلم به ثقافه بوذية،
ولكنهم اشاعوا فالهند انه ضد البوذية،
وقد رايت فالنسخه الاصلية العديد من العبادات و الطقوس البوذية،
التى امتلا العمل بها،
فهو فيلم به عبادات بوذية،
ومع هذا كانت الشائعه فالهند انه ضد البوذية،
وكانت الشائعه فامريكا ان ذلك ضد المسيحية،
وكانت الشائعه عندنا ان ذلك ضد الاسلام..
وانة فيلم يهودي..!!!

واما ما يتعلق بالفساد الاخلاقى فهذا العمل فهو كثرة ما به من العلاقات الغرامية،
وهذا فحقيقة الامر له مسوغاتة عند اليابانيين،
فان لدي اليابان مشاكل اجتماعية،
منها شده حياء الذكور،
قياسا على الاناث.!
فالعملية عندهم معكوسة،
فالذين يستحيون هم الذكور؛
فكان لابد من اقامه علاقات تكسر الحياء لدي الذكور،
وقد رايت العمل قبل ان يسوق،
وكان به قضايا صارخه فالعلاقات الجنسية بين الذكور و الاناث،
والاناث هن اللاتى يشجعن الذكور على هذي العلاقات.!!

فهذه الجراه من الاناث تخدم نوعا من التوعيه التربويه حسب تصورهم،
لذا قاموا بزياده جرعه جراه الفتيات على الشباب؛
من اجل ان يتنشط الشباب و يكونوا اكثر تجاوبا مع الاناث،
فهذا ما يتصورون.!!


فاذا هم يحلون مشكلاتهم فيما يتصورون،
وحسب ما يرون،
ولم يدخلونا فحسابهم اصلا.


ان المشكلة ليست فالبوكيمون،
ولا فيمن صنعه،
ولا من صنع غيرة من الاعمال التي ننتقدها،
بل فيمن يعرضة على حالة كما جاء من بلد المنشا،
فهذا العمل و نحوة لم يوجهة صانعوة لنا،
ولكننا بسبب افراطنا فالايمان بنظريه المؤامره نتصور ان العالم متوجة الينا يريد ان يغزونا فالاخلاق..
وحقيقة الامر ان اكثر من فالعالم بشكل عام لا يحسون بوجودنا.


اننا فحاجة الى ان نوجد حلا لمشكلة اعلام الطفل،
وعلي راس هذا ايجاد الكرتون المحلى البديل.

دور افلام الكرتون السلبى فالهوية:


نقصد بالهوية:السمه العامة للامة،
ولا نقصد السمه السياسية،
او الاجتماعية،
او سمه فئه معينة،
او سمه عرق،
او مذهب..
وانما نتكلم عما يعبر عن هذي المجموعات كافة..


و لا اري انه ممكن لكل بيت =من مجتمعنا ان يوسم بصفه بقدر ما ممكن ان يوسم بالاسلام؛
ذلك ان الاسلام لا يعبر عن الدين فقط،
الاسلام دين للمتدينين من اتباعه،
والاسلام ثقافه لهم ايضا،
ومعظم من عاش فالمنطقة الاسلاميه ثقافتة دينيه شاء ام ابى،
ومهما كان الامر،
ففيمخزونة الثقافى يكتنز مفردات الثقافه الاسلامية،
بتاريخها و ادبها و حضارتها،
شاء ام ابى،
ولو كان متاثرا فكريا بالغزو الثقافى الوافد من خارج البلاد..


فالاسلام يمثل بالمجموع ثقافه و دينا،
للمسلم دينا و ثقافة،
ولغير المسلم حضارة و ثقافة..

ومن اهم اثار افلام الكرتون على الهويه ما ياتي:

ا- التمرد على القيم:

يمثل التمرد على القيم جزءا من الثقافه الغربية،
فكل جيل ينبغى ان يتمرد على قيم الاجيال السابقة؛
حتي تتصارع البشريه و تسير فالاتجاة الصحيح،
حسب ما يتصورون،
وهكذا يرون الحياة.


و ربما انعكست هذي الفلسفه على صناعه الكرتون،
فتجد فكل افلام الكرتون تقريبا اشاره الى التمرد على القيم السائدة؛
لان الفضيله الاولي فالغرب هي الحرية،
اما فبلادنا فالعدل هو الفضيله الاولى،
فبناء على هذا لابد عندهم من التمرد على القيم؛
لان الحريه تقتضى ان يتخلص الناس من جميع قيد،
ولو كان قيم الامه .
.!
وهذا الامر لا يناسب بيئتنا،
فنحن نقوم بتنميط اجيالنا على الفضائل،
وننطلق فثقافتنا و تربيتنا الاسلاميه من الغيرية،
وليس من الذاتية،
بينما هم ينطلقون من الذاتية؛
اي: (انا اولا،
وبعد تحقيق ذاتى اسال عن الناس..)


اما فالتربيه الاسلاميه فالمهم ان تحس بغيرك،
واخر شيء ان تهتم بنفسك..فتربيتنا غيرية،
والتربيه الغربيه ذاتية..
فجاءت افلام الكرتون،
وغيرها من اعمال (الميديا) و فتحت لنا خروقا و اسعه فالتربية؛
بسبب ما تحملة من فيروسات الغزو الثقافى و الفكرى و الاجتماعي.


و من الاعمال التي ظهر بها التمرد على قيم الامه ما ياتي:


1.القناع (musk)فهذا العمل انتشر بين الاطفال و شاع،
وهو يسيء الى القيم،
ففية حاجات محرجة،
مثلا يصدر البطل اصواتا منكرة،
ويشمم الناس رائحه جواربه،
ويقوم بافعال بها نوع من الحرج اجتماعيا،
كاخراج الريح،
وغير هذا من الافعال المحرجه اجتماعيا،
فتجد ذلك العمل يستخف فيها،
ويحطم جميع الحواجز..
وانصح المربين الا يتركوا ابناءهم يتابعون ذلك العمل،
علي الرغم من كونة مضحكا يقدم بثوب تهريجى جدا،
لكن فالنهاية ينكت نكتا سوداء فقلوب الاطفال،
ويحطم القيم ايضا..


2.ريميفية كذلك تحطيم للقيم،
فالاسرة فقيمنا اهم لبنه اجتماعية،
وريمي([1]) الذي يبحث عن امة بكل ما يستطيع،
ويعرض المسلسل احداثا ما ساويه تواجهة فسبيل ذلك،
وعندمايلتقى فيها يتركها،
ويبحث عن شيء جديد..
فاين قيمه الاسرة؟!
واذا كان طوال الحلقات يبحث عن امه،
ثم عندما يجدها يعرض عنها..
فما الذي يبحث عنه اذا..؟؟


انه يبحث عن شيء اخر،
ساذكرة بعد قليل..

ب- ترسيخ حق اليهود:


فالشهر الرابع عام1996صدرت مقالة([2]) فامريكا بمناسبه مرور خمسين سنه على تشكيل (توم و جيري)،
وهما شخصيتان انتجتهما شركة (تيرنر) اليهودية.
وقال كاتب المقاله اليهودي: صنعنا توم و جيري؛
لاننا كنا نريد ان نكرس حق اليهود ففلسطين.


انهم يريدون من و راء توم و جيرى ان يروجوا لقضية حق اليهود ففلسطين،
وذلك من اثناء التاثير على اللاشعور؛
فكل الناس يفضلون صاحب المنزل،
ولا يفضلون الوافد،
وهم ارادوا المشاهد باللاوعى ان يتقبل الوافد و يقدمة على صاحب المنزل،
وما الذي يربية الناس فبيوتهم،
القط ام الفار..؟


بالتاكيد القط،
لكن ارادوا ان يقدموا الفار بصورة افضل؛
ماكر،
ذكي،
شيطان،
عفريت،
يصنع المقالب بصاحب الارض،
الذى هو القط،
وحتي اصبح اصحاب المنزل يطردون القط.!!


فهم يريدون ان يكرسوا هذي القضية،
وهذا من كلامهم،
فقال: كنا نريد ان نكرس احقيه الوافد على صاحب الدار من اثناء التركيز فاللاشعور على هذي القضية..


و اظن انه يصعب ان يصل الشيطان الى كهذا التفكير..!!

ج- البحث عن الارض بصيغه الام:


و هذي الفكرة من العقائد اليهوديه التي تبث فافلام الكرتون،
ففى كتبهم الدينية: ”ان امكم الارض..
” يعنون بذلك الارض المقدسة!!


لذا كان الذي يبحث عنه ريمى الولد ليس الام،
بل الارض،
فكم من عام و هو يبحث عن امه!!


(بمبم) يبحث عن امه،
(زينه و نحول) يبحث البطل عن امه،
(بيل و سباستيان) يبحث عن امه..


و عندما يلتقى معظم هؤلاء بامهم الجسديه يتركونها..
اذا من هي الام..؟؟
انها الارض.!!


لقد كان ذلك الامر يغرس فثقافه ابناء الغرب،
فى اللاوعي،
فى اللاشعور،
وهو الذي اسهم فصبغ العقل الغربى بالنزعه المتصهينة،
افرز المحافظين الجدد،
فهم لم ياتوا من فراغ.


انها تربيه متاصله عاشت عليها اجيال و اجيال،
وطغت حتي و صلت الى ان تكون صبغه للفكر و الثقافه الغربية،
وانعكست دعما بلا حدود للدوله الغاصبه ففلسطين المحتلة،
فليس الامر كما نتصورة ببساطة،
لا..
انة عمق تربوي،
قد ضرب جذورة فاصل العقل الغربي،
يتجاوز التصرفات الانطباعية،
واظن ان من عندة ذلك التخطيط العميق سيسود..

دور افلام الكرتون السلبى فالعقيدة:

من المنطقى الا تنسجم افلام الكرتون مع العقيده الاسلامية؛
لانها صدرت عن قوم يحاكون عقائدهم و اديانهم،
وهم ما بين يهودى و نصرانى و بوذي،
الا ان معظم الشركات المتخصصه فالكرتون شركات يملكها يهود،
ولاسيما المشهوره منها،
مثل: (والت ديزني) (ورنر برذر) (تيرنر برذر)،
كل هؤلاء الشركات يهودية،
وحتي محطة(Cnn)،
وايضا محطة(Fox)المشهورة،
وهي جمله محطات،
منها اخبارية،
ومنها محطه اطفال،
وهي متصهينه تكاد تكون اسرائيلية..

ان دور اللوبى اليهودى فصناعه الكرتون و الاعلام بالجمله لم يعدخافيا،
كما ان النسبة الكبري من صناعه الاعلام هي فالغرب،
وهذا ما يفسر ظهور اثر العهد القديم فافلام الكرتون،
كالالة (يهوا) مثلا،
الذى و رد ذكرة كثيرا فالتوراة..
وهو رب اليهود كما يزعمون،
وهو عبارة عن شاب امرد و سيم،
جميل،
خارق القدرات،
وهو ما يعبر عنه ب (سوبر ما ن)،
فهذه الشخصيه تمثل ذلك التصور العقدى عند اليهود.!!

وليس الحديث عن دور اليهود فالاعلام ضربا من نظريه المؤامره التي يعلق عليها العرب و المسلمون جميع اخفاقاتهم،
بل ان هذا حقيقة يعرفها جميع من عمل فحقل الاعلام،
وهي من الوضوح الى درجه البداهه لدي المتخصصين.

ولابد من بيان ان اثر افلام الكرتون فالعقيده ليس محصورا فالاعمال التي تصنعها الشركات اليهودية،
بل فالاعمال اليابانية و غيرها.

ومن اهم اثار افلام الكرتون على العقيدة:

ا- تعدد الالهة:


من الامور الاعتقاديه التي تتنافي مع ديننا الحنيف تعدد الالهة،
وهي من الوثنيه التي جاء الاسلام ليحاربها،
وقد ظهر تعدد الالهه فبعض الاعمال الكرتونيه مثل:


1.(بوكاهانتس).


2.(هيفى كروكت).


و تصدر هذي الوثنيه عن ثقافه اغريقيه بعيده جميع البعد عن ثقافتنا،
وتخالف عقيدتنا،
وتصورنا الاسلامي.
وخطوره ذلك النوع من الافلام و المسلسلات انها تغرس فنفس الاطفال و الناشئه ان هنالك من يتصرف فالكون من الابطال،
والملوك و العباقره غير الله عز و جل،
فضلا عن العبث بفطرتهم الايمانية.

ب-تشوية القدر:


ان عقيده الايمان بالقدر من اصول الدين،
ومقصود التربيه الاسلاميه ان تزرع هذي العقيده مع بقيه اركان الايمان،
ولكن بعض مسلسلات الكرتون تشوة ذلك،
من اثناء بيان ان القدر ضد الضعفاء من البشر.!!
والمشكلة فذلك ان ذلك العبث فمفهوم القدر ينعكس على اصل الايمان بالله؛
لان الطفل سيتشكك فعدله،
وصواب احكامة على عبادة سبحانة و تعالى!!

وقد تجسد تشوية القدر فمسلسل (ريمي)،
فكلما يوشك (ريمي) ان يصل الى امة تاتى الاقدار و تبعدة عنها،
ويقع فالظلم،
ويموت معلمه،
وتموت حيواناتة الواحد تلو الاخر،
ويتابع من منطقة الى منطقة..
وقد قام الراوى فالنسخه المدبلجه الى العربية بدور فغايه السوء؛
ففى جميع مره يقع بها (ريمي) فمصيبة،
يقول المعلق: ”ومازالت الاقدار تتابع ريمي..” و كان ربنا U ضاقت رحمتة ب (ريمي).ومعلوم ان الطفل المشاهد يحب (ريمي)،
وبالتالي سيحقد الطفل على الله U..!!

ان ما سبق ذكرة تمثيل بسيط للغايه للخطر على اعتقاد اطفالنا،
ولا يتوقف الدور السلبى لافلام الكرتون على العقيده فيما سبق فحسب،
بل يتجاوز هذا الى اكثر مما يتصور القارئ،
وحسب ظنى اري ان المقال يستحق ان تكتب به رسائل جامعية،
تتناول جميع واحده منها زاويه من زوايا العقيدة؛
لان المادة الاعلاميه غنيه جدا جدا فمقال البحث.

دور افلام الكرتون السلبى على الفطرة:


نعنى بالفطره الامكانات و القدرات و المؤهلات التي و هبها الله لهذا المخلوق،
وكان مزودا فيها لما خلق،
فهي بمثابه المسلمات لديه..

هذه المسلمات التي خلق الانسان و هي معه تمثل الفطرة،
ومن بعدها فان افلام الكرتون ربما احدثت اثرا سلبيا ففطره الاطفال،
وساتناولها واحده واحدة..

الفطره عنصر جمعى للبشر كافة؛
فربنا U جمعنا بالفطرة،
فبين البشر قاسم مشترك: كلنا نحب الخير،
نحب الفضائل،
نكرم الانسان الصالح،
لا نحب الانسان السيئ،
نحب الله U،
فما من احد بينة و بين الله خصومه فالاصل،
الا ما يتوافد على النفس فيما بعد؛
لذا تشكل الفطره ممالا نحو الايمان.

الا ان افلام الكرتون قامت بدور العبث بالفطرة،
الامر الذي يهدد المخلوق البشرى فصحتة النفسية،
ويوقعة فصراعات مع نفسة و غيره،
بدءا من قوي الطبيعه التي خلقت له و من اجل خدمته.

وقد تجلي ذلك الدور السلبى فالامور التالية:


ا- العنف:


العنف يضعف مكامن الحس الجمالى لدي الانسان،
وينمى به غرائز العدوان،
وتعد الولايات المتحده اكبر مسوق للعنف فاعمالها الفنية؛
سواء الكرتونيه او الحقيقية،
والاسباب =فذلك ان ساستها يريدون ان يشكلوا قوه عسكرية،
ومن هنا اخذت امريكا توجة ابناءها نحو العنف بشدة؛
لانها تريد منهم ان يروا كيف يسيل الدم و لا يتاثرون؛
لانها تطمح ان تكون امه عسكرية،
وقد علمتها (فيتنام) انه ينبغى ان يربي الشعب تربيه يحتمل ذلك العنف الشديد،
فاصطبغ هذا فمعظم افلامهم،
والمتابع للدراما الامريكية يجدها دراما عنف،
بينما يضعف هذا فالدراما الغربية،
ولاسيما الدراما الفرنسية التي تغلب عليها النزعه الانسانية.

لقد صدرت لنا افلام الكرتون الامريكية العنف،
وتبعتها الافلام اليابانية،
فصارت معظم الاعمال تقوم على العنف او تمجده،
وسبب اعتماد الاعمال اليابانية على العنف؛
من اجل الا تموت الروح المعنويه لديهم،
وهذا من اثار الحرب العالمية الثانية.

ومن الاعمال التي قامتعلي العنف ما ياتي:


1.(ابطال الديجيتال)


2.(القناص)


3.(النمر المقنع)


4.(ميغا ما ن)


5.(باتمان)


6.(اكس ما ن)

هذه المسلسلات و الافلام و غيرها تشجع على العنف و البطش الشديد،
وهو امر خطير جدا جدا على الاطفال،
ولاسيما اذا قدم لهم على انه سلوك الكبار،
فالطفل مولع بمحاكاه الكبار فسلوكهم،
ويؤسف ان يسقط عام1993فى الولايات المتحده الامريكية و حدها سبعه الاف طفل يقتلهم اصدقاؤهم بعيارات نارية؛
اي: بمعدل20طفل يوميا،
طفل بالمرحلة الابتدائية سرق مسدس ابيه،
وجاء الى المدرسة،
وقتل احد زملائه.!!

فمن اين جاء ذلك السلوك الشاذ.؟!


انها ثقافه العنف،
التى مجدتها الاعمال المنتجه خصيصا للاطفال.!!


حقا اننا نحس بخطر محدق بابنائنا..

ب- العبث الفطري:

من الاثر السلبى للكرتون على الفطره ما ممكن ان اسميه: العبث الفطري،
واعنى بذلك تشوية الفطره السليمه التي خلق الله الانسان عليها،
ووجود الفطره من اهم عوامل اجتماع البشر،
ولاسيما عندما تقع بهم الازمات و تحيط بهم الاخطار.

والبشريه الان بحكم الضغط العالمي،
والاسلحه الذريه و الجرثومية..
اصبح الانسان يخشي من نفسه..
اصبح العالم يخاف من امتلاك بعض الناس الاسلحه ليحدثوا خللا عالميا،
فدخل الرعب قلوب الناس جميعا،
فنتج عن هذا نوع من التالف الانساني،
نوع من التوجة نحو الاخوه الانسانيه على مستوي الشارع،
ولا اتكلم على المستوي السياسي،
بل على مستوي شعوب العالم بما بها اوروبة،
ومما يدل على هذا ان اكبر مسيره ضد الحرب على العراق عام 2003 خرجت من بريطانية،
ولم تظهر قط فبريطانيه بعد الحرب العالمية الاخرى مسيره بحجم المسيره التي خرجت ضد الحرب على العراق،
وقد قدر من كان بها بمليونى انسان خرجوا فلندن ضد بلير و حرب العراق!!
وكذلك خرج حوالى نص مليون انسان فامريكا فسان فرانسيسكو..

ان ذلك فالواقع تقارب انسانى لا نستطيع ان نتجاهله،
علي الرغم من الصراع التاريخى ما بين المسلمين و الغرب منذ قرون طويلة..
دعك من الساسه و السياسيين و اوساطهم،
فانا اتكلم عن حركة الشعب،
هذا التقارب الانسانى سببة خوف الانسان من نفسه،
ومعلوم ان حالات الحروب تجمع الناس،
فعندما تصفر صفارات الانذار نجد ان ابناء العم المتحاربين ينسون همومهم و المشكلات العالقه فيما بينهم بعضهم مع بعض،
ويصبحون اكثر تقاربا..


و كيف ممكن لمن لا يروقهم تقارب البشر،
ولمن يحيون على الحروب،
او يؤمنون بضروره الصراع الحضارى ان يحولوا دون ذلك التقدم فالعواطف الانسانية..؟


الجواب:بالعبث الفطري..


و بالفعل بدا هذا بتشوية المخلوقات،
فمثلا لنتصور الطفل الذي يركب الارجوحه و يلهو بسعادة،
ثم يتفاجا بان الارجوحه تتحول الى مخلوق يضمة و يخنقه.!!
لنتصور الاثر السلبى على توازنة النفسي..!!


لا شك فان ذلك الولد لن يتعرض فالليل للكوابيس فحسب،
بل سيصاب بالتبول الليلى اللاارادي..
وسيصاب بانفصام فالشخصية..
وربما سيصاب بالهلوسة..
وكل هذا بسبب هذي الافلام.!!


فاذا عندما يتم العبث بالفطرة،
لن يثق الطفل بالمقعد الذي يجلس عليه،
ولن يثق بالسرير الذي ينام فيه..
وستصبح الشجره الرائعة مصدر رعب له..
وايضا ستصبح الارجوحه التي هي محل تسليتة و ترفيهه..
وعندمت تتحول اليرقات الصغيرة الى كائنات مخاطيه هلاميه تريد ان تقضى على البشر جميعا،
سيكرة الطفل الفراشات و اليعاسيب و …

ومن العبث الفطرى ان تتشوة صورة الابطال فالذهن..

مثلا لو طلبنا من الجميع ان يتصوروا خالد بن الوليد،
او طارق بن زياد فهل يوجد احد يتصورة شخصا اعور،
او يتصورة فحالة جسديه غير جيدة..؟!!

لا..
بل سنتصورة و سيما جميلا،
فمن طبيعه البشر – و لاسيما الاطفال – ان يتصوروا الخيرين و الابطال بصورة ايجابيه جميلة..

ولو طلبنا من الجميع ان يتصور شخصيه سيئه ([1])،
كابي جهل،
وابي لهب،
او هتلر،
او هولاكو،
او جنكيز خان..ستكون الصورة بشعة.

ان الفطره قريبه من ان تقرن الجمال بالخير و القبح بالشر،
فتاتى افلام الكرتون السيئه فتجعل الابطال الايجابيين بصورة بشعة،
والابطال السلبيين بصورة رائعة جدا..

والطفل يحب الخير و يكرة القبح،
وهذا البطل الخير قبيح..
فهل يكرة الخير من اجل قبحه..؟
قد يحصل هذا للاسف..!!

والطفل يحب الصورة الرائعة و يكرة الشر،
وهذا البطل الشرير السلبى فصورة رائعة جدا،
فهل سيحب الشر من اجل جماله..؟
قد حصل ذلك.

ومن هذا (اكس من) و ظهر الابطال الخيرون به بصورة قبيحه بشعة جدا،
ولهم مظاهر مرعبه جدا،
ولهم عين واحدة..
وظهر الشرير بصورة امرأة رائعة و مثيره جدا..

وفيلم (داى الشجاع) و (سبايدر ما ن) به شيء من ذلك،
وفى (البوكيمون) ظهر الشريرون بصورة بنت جميلة،
شعرها مصبوغ بلون احمر،
وتصعد الى السماء،
وهذه فكرة سيئة؛
لان السماء مكان للخير،
فكيف يصعد الشر الى السماء؛
فهو ينبغى ان يصبح فباطن الارض..
هذا هو القريب فالنفس،
فهذا لا شك عبث..

واخيرا..


ان الجوانب السلبيه لافلام الكرتون لا تقف عند حد ما ذكرنا،
بل تتجاوز هذا الى مجالات ثانية لم اذكرها؛
لان مقصود هذي العجاله التنوية على اخطار الكرتون و ايجابياته،
وليس استقصاء السلبيات،
فعلي الاخوه المختصين باعلام الطفل و ادبة ان يعملوا اقلامهم و اذهانهم فالبحث فهذا المجال بصورة استقصائية،
مع ايمانى بانه من العسير ان نصل الى نهاية لهذا الامر ما دامت شركات الكرتون تفاجئنا جميع يوم بجديدها..

الجوانب الايجابيه لافلام الكرتون


اما الجوانب الايجابيه فهي كثيرة،
وقد لا نستطيع ان نختزل افلام الكرتون فالكلام السابق؛
فهنالك كذلك اثر ايجابي لافلام الكرتون على الاطفال،
لابد من ان يذكر ذلك الاثر،
وان يعزز،
وقد جمعت اربع نقاط فهذا المساق،
ساذكرها تباعا و هي ما ياتي:


1.اللغة.


2.تنميه الحس الجمالي.


3.تنميه حب الاطلاع.


4.تعزيز القيم الايجابية.


الاثر الايجابي لافلام الكرتون فاللغة:


يتجلي الجانب الايجابي لافلام الكرتون فاللغه فكون الدوبلاج ربما اعتمد على اللغه العربية الفصحى،
مع الانتشار الواسع لافلام الكرتون،
الذى يسمح للعربية الفصحي ان تنتشر معه،
وقد اختارت معظم شركات الدوبلاج اللغه العربية الفصحى،
باستثناء بعض الشركات اللبنانية سابقا،
والان معظم الشركات المصرية تدبلج باللغه العامية،
ولاسيما التي تدبلج اعمال الشركة الامريكية (والت ديزني) فقد طلبت هذي الشركة الدبلجه باللهجه المصرية؛
ولا يخفي ما فذلك من اضعاف للغه العربية الفصحى.


و لكي اقرب دور الاعمال الكرتونيه فخدمه اللغه العربية اذكر ما حصل معى فالجزائر،
فقد سالت بعض الاصدقاء الجزائريين السؤال الاتي: كيف ترسخت العربية عندكم،
علي الرغم من الاستعمار الفرنسي الطويل لبلدكم،
والتشويش على اللغه العربية..؟


فقالوا: الاسباب =فترسيخ اللغه كان لافلام الكرتون.!!


و بالفعل فانا نجد النطق لدي الناشئ الصغير فالجزائر اصح من نطق الكبار،
والكبار يتكلمون كلمه عربية و كلمتين فرنسيتين،
ويصرفون الافعال الفرنسية على كيفية الافعال العربية؛
بكيفية طريفه تخلط ما بين اللغه العربية و الفرنسية!!


اما النشء الجديد فعربيتهم ناضجة،
والفضل فذلك يعود لامور عده من اهمها افلام الكرتون،
فنري الاولاد فالشارع ينادى بعضهم بعضا قائلا: (يا محمد اقبل..
تعال..) ذلك ما يفعلة الاولاد فالشوارع،
وهي ظاهره بدت بصورة و اضحه فاول الثمانينيات،
فافلام الكرتون كانت سببا من سبب ترسيخ اللغة،
وقد اقوى صنعا من اختار اللغه العربية الفصحي لعملية الدوبلاج.


و فمجال الحديث عن استخدام اللغه الفصحي فاعمال الاطفال،
يجدر بى ان اشير الى اوليه العمل الخليجي المعرب: (افتح يا سمسم)،
الذى شكل مدرسة للدوبلاج باللغه العربية الفصحى،
فقد حدثنى احد اعضاء فريق الاعداد و هو الدكتور (عبد الله الدنان) عن الصعاب التي و اجهتهم،
فى اختيار اللهجه التي ينبغى ان يدبلج فيها القسم الغربى من البرنامج،
فطرح هو اللغه الفصحى،
ولكن معظم القائمين على العمل -وكانوا من الاخوه المصريين- قالوا: لا بد من اختيار اللهجه المصرية،
بوصفها لهجه مشهورة؛
ولان الجميع يمكنهم ان يفهموها،
فهي لهجه الاعلام العربي.


و بعد طرح عده افتراضات،
ومناقشات طويله انتصرت فكرة ان تتم دبلجه القسم الغربى من البرنامج باللغه العربية الفصحى،
ونجح(افتح يا سمسم)وكان مردودة على الاطفالواللغه العربية كبيرا جدا،
الي درجه ان ادعى انه شكل مدرسة للدوبلاج باللغه العربية الفصحى.


و فمجال خدمه العربية الفصحي لا بد من التنوية الى ان بعض الشركات اللبنانية التي لم تهتم فتنقيه افلام الكرتون اهتمت باللغه العربية الفصحى،
كما فشركة(عبر الشرق الاوسط)وهي التي دبلجت(ساسوكي)،
فهذه الشركة ركزت على اللغه العربية مع انها لم تركز على تنقيه العمل من مشكلاتة الاخلاقيه و نحوها.


و فهذا السياق لا بد من الاشاره الى دور قناة(Space toon)والجزيره للاطفال فتعزيز اللغه القويمه و نشرها فو سط الاطفال،
ولاسيما ان اولادنا يجلسون لمشاهدة هاتين القناتين لمدة ساعة،
واثنتين،
وربما ثلاث ساعات،
او اكثر.
ولست اثنى على هذي المحطات باطلاق،
ففيها من المساوئ كثير،
ولكننى اثنى على ما بها من حالة لغويه صحيحة.


فاذا كان لافلام الكرتون دور هام فتعزيز اللغه العربية،
ونشر الثقافه اللغويه الصحيحة.

الاثر الايجابي لافلام الكرتون فتنميه الحس الجمالي:


لافلام الكرتون دور مهم فتنميه الحس الجمالى لدي الاطفال،
فقد اسهمت افلام الكرتون فهذا المجال،
من اثناء اللون و الكلمة.


ا- تنميه الحس الجمالى عن طريق اللون:


و هذا من اثناء الالوان الزاهيه المنتقاه لملابس الشخصيات،
ومفردات الصورة الخارجية من اشجار و منازل المدينه و شوارعها،
او مفرداتها الداخلية من اثاث منزلي و نحو ذلك.
كما ان ظلال الشخصيات تعطى نوعا خاصا من الحس الجمالي..


و تتميز المدرسة اليابانية فالرسم بدقتها فاختيار الالوان،
ومن يتابع افلام الكرتون اليابانية فسيجد ذلك المعني و اضحا تماما.


و اهمية الاثراء اللونى للطفل لا تحتاج الى مزيد شرح؛
لما هو معلوم من حاجة الطفل الى اغناء حاسه البصر؛
اذ ليس عندة خبره بصريه كافية،
فيحتاج الى اغناء الخبره البصرية،
ولاسيما ان التمايز اللونى لدية ضعيف فالسنوات الاولي من عمره،
فهو لا يكاد يميز بين اللون الاصفر و البرتقالى مثلا فسنتة الثانية،
ولا يميز بدقه ما بين رتب الاحمر،
او رتب الازرق،
او رتب الاخضر..
فيحتاج الى نوع من النصاعه اللونية،
وافلام الكرتون قدمت له فذلك شيئا مهما.

ب- تنميه الحس الجمالى عن طريق الكلمة:


و من القضايا الجماليه فافلام الكرتون الانشودة،
والاغنية،
ولاسيما اغنيات الشارات،
فالعبارات المتميزه فالاغنية ([2]) تثرى الذوق الجمالى للطفل،
وتجعل له اذنا سماعة..
ويكمل هذا بالاداء الفنى الجيد.


فمثلا نجد جمال عبارات اغنية الشاره و حسن الاداء فمسلسل (صراع الجبابرة)،
الذى ادي اغنيتة جميع من (طارق العربي طرقان) و (عاصم سكر)،
وكانت فغايه التميز.


فهذه الاعمال و امثالها تزيد من الحس الجمالى لدي الطفل من اثناء كلمه الاغنية،
ومن اثناء الاداء.


و من الاعمال التي تميزت شارتها مسلسل (مدينه النخيل)،
اذ نجد ان الكلمه لها معني دقيق يعبر عما يجول فذهن الطفل،
ويحاكى و اقعه،
ويلفت انتباهة الى جرس ممتع و رائع لغويا..


كما تميزت اناشيد (سنا) فذلك،
وكانت موفقه الى حد كبير،
وكان كاتب العبارات يرسمها بريشة،
لا يخطها بقلم..


و اخيرا..
وللانصاف يصعب حصر الاعمال التي تميزت اغانيها من افلام الكرتون؛
لان معظمها ربما اثبت نجاحه،
ويكفى ان نسال عينه عشوائيه من الاطفال عن شاره بعض المسلسلات الكرتونيه و نصغى الى النتيجة.

الاثر الايجابي لافلام الكرتون فتنميه حب الاطلاع:


ان لافلام الكرتون دورا كبيرا فتنميه حب الاطلاع،
واهمية هذا تتجلي فكون تنميه حب الاطلاع من اشياء الطفل المعرفية؛
لكي يتعرف على ما فهذا الكون،
ولكن خبرات الطفل محدودة،
وهو يحتاج الى خبرات جديدة،
فكيف لنا ان نوسع الباب امام خبراته.؟


هنا ياتى دور افلام الكرتون و نحوها من مصادر المعرفه لدي الطفل،
فتفتح له نافذه نحو كشف جديد.

وثم اعمال للاطفال تخصصت بمنح الطفل افقا معرفيا يلبى حاجتة فحب الاستطلاع مثل:


(مدينه المعرفة)،
و(الرحالة المكتشفون)،
و(باص المدرسة العجيبة)،
و(اسالوا لبيبة)..


و اعمال كثيرة تخصصت فهذا المساق،
اثرت معلومات الطفل،
وفتحت له افقا علميا و اسعا جدا..


و ثمه اعمال غير كرتونيه ك(الجغرافيا الوطنية)،
وهو برنامج و ثائقى امريكي معرب،
ومسلسل (بارنى و اصدقاؤه) الذي يعتمد على الدمى،
وايضا مسلسل (افتح يا سمسم)..
قامت بتلبيه حب الاطلاع لدي الطفل.


و لاننسي الفواصل المتميزه التي تقدمها قناة (Space toon)،
كالرابط العجيب،
اضافه الى الوقفات اللغويه المنثوره فيها،
فقد كانت غنيه جدا جدا بالمعلومات،
الي درجه ان تعتبر منهجا لاصفيا رديفا للمنهج النظامي.


و فهذا المجال علينا ان نثنى على ما تقدمة قناة الجزيره للاطفال من كم معرفى هادف مدروس..


ان افلام الكرتون و برامج الاطفال ربما اثرت الى حد كبير الجوانب المعرفيه لدي الطفل،
وكانت سببا مهما فتثقيف النشء.


و من هذي الزاويه اري ان من الواجب على المختصين فشؤون تربيه الطفل ان يفيدوا من الرسوم المتحركة فعملية التعليم،
وان يصمموا مناهج لاصفيه متكاملة توضع الى جانب المناهج المدرسيه التقليدية؛
لان افق الرسم الكرتونى اوسع؛
مما يسمح بتطبيقات معرفيه متعددة،
ولاسيما عبر الفضاء الافتراضى الذي اتاحتة الصور ثلاثيه الابعاد،
فما بالك اذا اضيف الى هذا ما تحملة اليه الرسوم المتحركة من التشويق..


الاثر الايجابي لافلام الكرتون فتعزيز القيم:


لا ممكن اغضاء الطرف عما قامت فيه افلام الرسوم المتحركة من دور ايجابي فتعزيز القيم الصالحة،
فقد عززت غير يسير من القيم الاصيله فمجتمعاتنا،
قيم ممكن للانسان ان يرتقى من خلالها،
كتعزيز العلاقات و الروابط الاجتماعية،
والدعوه الى حب الوطن،
والحس الوطني..


و من هذي الاعمال:


1.(انا و اخي).


2.(فادي).


3.(صراع الجبابرة).


4.(لحن الحياة).


جميع هذي الاعمال عززت نوعا من القيم،
التى تسهم فان يرتقى الانسان من خلالها..


و بعد هذي الجوله المتواضعه فتحليل مزايا افلام الكرتون لابد من ان ابين ان ما ذكرتة كله كان بمثابه الاستشهاد و التمثيل،
سواء فالسلبيات او الايجابيات.


و لو احببت ان اطيل الحديث فيما يتعلق بهذا الجانب او ذاك لتناولت الشيء الكثير،
لكننى استطيع القول كمقايسه نهائية:


لا تزال اخطار افلام الكرتون اكثر من فوائدها..


و لاسيما ان انتاج الكرتون صنعه غريبة،
او لنقل ضعيفه فبلادنا،
والاحصاءات تدل على ذلك..


ففى عام2000كان انتاج اليابان من افلام الكرتون22ساعةاسبوعيا،
والرقم السنوى لليابان بمفردها هو1166ساعة تقريبا..!!


و اما الدول العربية مجتمعة،
ففى اقوى الاحوال،
كانت لا تقدم اكثر من12ساعة سنويا،
ليس اسبوعيا..!!


فالنسبة بين انتاجنا و انتاج اليابان1 %،وهذه النسبة ربما بنيت على اقوى احتمال لانتاجنا،
واسوا احتمال لانتاجهم،
ناهيك عن فرق النوعيه و الجوده المتميزه فاعمال اليابانيين،
وافلام الكرتون المنتجه محليا،
البسيطة،
التى تفتقد الى الدقة،
ومع هذا فقد كانت نسبة انتاجنا الى انتاجهم1 %..!!

حلول لهذه المشكلات:

نستطيع القول مما سبق ان المسافه فالانتاج بيننا و بين الغرب كبيرة،
والامر يحتاج الى الحلول الموضوعيه المدروسة،
واقترح لذا جمله امور:

1.تطوير صناعه الكرتون:

ان تطوير صناعه افلام الكرتون امر مهم جدا،
وقامت بذلك شركات عربية مميزه منها: (الاء) و هي من الشركات السعودية القديمة فهذا المجال،
واقصد القديمة؛
اي: تنتمى الى اواخر الثمانينيات،
ومنها شركة (النجم)،
وهي شركة سورية تعمل فهذا الحقل منذ اكثر من عشر سنوات.
ومنها شركة (تايغر برودكشن)وهي سورية ايضا،
والان و جدت شركات مصرية حديثة تنتج الكرتون،
وترسم الكرتون من البيئه كليا..

ومن فضل الله ربما ازداد الانتاج الان اكثر من ذى قبل،
لكنة لا يزال لا يغطى المحطات الفضائية؛
لان جميع محطه تحتاج يوميا الى ساعتين او ساعة على الاقل.


اذا فالحاجة كبار جدا،
و لذا تضطر شركات الانتاج الفنى الى عملية الدوبلاج،
فتاتى بالاعمال الغربيه بما بها من سلبيات سبق ذكرها،
ثم تقوم بدبلجتها الى اللغه العربية..

2.توسيع دائره اعلام الطفل:

واقترح توسيع دائره اعلام الطفل؛
من نشر كتب،
ومطبوعات،
وقصص الوان،
وتسالي،
والقصص المصورة،
والدراما،
والاقراص اليزرية،
والملتى ميديا عموما..

فيجب ان يتوسع ذلك الامر؛
حتي نتدارك ثقافه اجيال المستقبل؛
فاطفالنا فاحضاننا،
وقلوبهم و عقولهم فمكان اخر،
ان النشء الواعد على خطر عظيم ما لم تتنبة مؤسسات التربيه و التعليم و الاعلام.
ومع هذا فلست متشائما؛
لان الافاق ما تزال مفتوحه امام النشء،
وهي امامهم الان اروع من الافاق التي اتيحت لاجيالنا،
لكن يجب الا نغفل عمن يسيطر على ثقافتنا..

3.ترشيد فترات بث برامج الاطفال:

اقترح ترشيد فترات بث برامج الاطفال فالمحطات التلفزيونية،
وهذا الامر يقوم فيه جميع من المربين و المحطات نفسها.

اما المربون و الاباء فبتقنين مشاهدة التلفزيون لابنائهم،
ومساعدتهم فاختيار ما يناسب اعمارهم،
او ينفعهم.

اما المحطات التلفزيونيه فبتحديد ساعات البث،
واختيار ما يناسب البيئه و ثقافتها من الاعمال الفنية،
اضافه الى ضروره منتجه ما يحتاج الى منتجه من الاعمال غير المناسبة.

4.احداث مراكز دراسات لتنميه الطفل:

اقترح لحل هذي المشكلة احداث مراكز دراسات لتنميه الطفل،
يقوم فيها و يشرف عليها تربويون،
ومتخصصون فالشريعه الاسلامية،
واستشاريون فصحة الطفل،
ومختصون فعلم الاجتماع و الاعلام..

وهكذا يعني مركز الدراسات المقترح بتنميه الطفل تربويا و شرعيا و صحيا و اجتماعيا و اعلاميا..

وبالتالي يؤهل ذلك المركز لمتابعة ثقافه الطفل و اعداد ما يناسبة من دراسات فالمجالات السابقة،
ويمكن الافاده منه فترشيد الفضاء الوافد..

—————————-


([1]) ليس ذلك الكلام نهائيا،
لكن ذلك ما يدور فالمخيلة،
ولا يعني ان الانسان الاعور غير صالح فالمجتمع،
فقد يصبح افضل،
ووجد فالعظماء من كانوا على ذلك النحو.
(د.عماد)


([2]) ذلك لا ينفى وجود اغان لا معني لها و لا لون و لا رائحه و لا قيمة

  • اثار العبادات علئ المسلمين
  • الاثار السلبية للافلام الكرتونية على الطفل


اثار الكرتون على ابناء المسلمين