احاديث عن الضحك

عن الضحك احاديث 20160907 1281

ولا تكثر الضحك ،

فان كثرة الضحك تميت القلب

د.
بدر عبدالحميد هميسه

عن الحسن ،

عن ابي هريره ،

قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:من ياخذ من امتى خمس خصال ،

فيعمل بهن ،

او يعلمهن من يعمل بهن ؟

قال : قلت : انا يا رسول الله ،

قال : فاخذ بيدى فعدهن بها ،

ثم قال : اتق المحارم تكن اعبد الناس ،

وارض بما قسم الله لك تكن اغني الناس ،

واقوى الى جارك تكن مؤمنا ،

واحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ،

ولا تكثر الضحك ،

فان كثرة الضحك تميت القلب.


اخرجة احمد (2/310 ،

رقم 8081) ،

والترمذى (4/551 ،

رقم 2305) ،

وقال : غريب ،

والبيهقي فشعب الايمان (7/78 ،

رقم 9543) .
قال الالبانى ف”السلسله الصحيحة” 2 / 637 :اخرجة الترمذى ( 2 / 50 ) و احمد ( 2 / 310 ) و الخرائطى ف” مكارم الاخلاق ” قال الشيخ الالبانى : ( حسن ) انظر حديث رقم : 100 فصحيح الجامع.


الضحك من خصائص الانسان فالحيوانات لا تضحك؛
لان الضحك ياتى بعد نوع من الفهم و المعرفه لقول يسمعه،
او موقف يراه،
فيضحك منه.


و الاسلام -بوصفة دين الفطرة- لا يتصور منه ان يصادر نزوع الانسان الفطرى الى الضحك و الانبساط بل هو على العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمه طيبة،
ويحب للمسلم ان تكون شخصيتة متفائله باشة،
ويكرة الشخصيه المكتئبه المتطيرة،
التى لا تنظر الى الحياة و الناس الا من اثناء منظار قاتم اسود.


و اسوه المسلمين فذلك هو: رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقد كان -برغم همومة الكثيرة و المتنوعة- يمزح و لا يقول الا حقا،
ويحيا مع اصحابة حياة فطريه عادية،
يشاركهم فضحكهم و لعبهم و مزاحهم،
كما يشاركهم الامهم و احزانهم و مصائبهم.


يقول زيد بن ثابت،
وقد طلب الية ان يحدثهم عن حال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال: كنت جاره،
فكان اذا نزل عليه الوحى بعث الى فكتبتة له،
فكان اذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا،
واذا ذكرنا الاخره ذكرها معنا،
واذا ذكرنا الاكل ذكرة معنا،
وقال: فكل ذلك احدثكم عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ؟

(رواة الطبرانى باسناد حسن كما فمجمع الزوائد ”9/17”).


و ربما و صفة اصحابة بانه كان من افكة الناس في.
(كنز العمال برقم 18400) .



و ربما رايناة فبيته -صلى الله عليه و سلم- يمازح زوجاتة و يداعبهن،
ويستمع الى اقاصيصهن،
كما فحديث ام زرع الشهير فصحيح البخاري.


و رايناة يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له: ادع الله ان يدخلنى الجنة،
فقال لها: ”يا ام فلان،
ان الجنه لا يدخلها عجوز” !

فبكت المرأة حيث اخذت الكلام على ظاهره،
فافهمها: انها حين تدخل الجنه لن تدخلها عجوزا،
بل شابه حسناء و تلا عليها قول الله تعالى فنساء الجنة: (انا انشاناهن انشاء.
فجعلناهن ابكارا.
عربا اترابا).(الواقعة: 35-37) و الحديث اخرجة الترمذى ف”الشمائل”،
وعبد بن حميد،
وابن المنذر،
والبيهقي،وغيرهم،
وحسنة الالبانى ف”غايه المرام”).


و جاء رجل يسالة ان يحملة على بعير،
فقال له عليه الصلاة و السلام: ”لا احملك الا على ولد الناقة” !

فقال: يا رسول الله،
وماذا اصنع بولد الناقه ؟

!
-انصرف ذهنة الى الحوار الصغير- فقال: ”وهل تلد الا النوق” ؟

(رواة الترمذي،
وقال: حسن صحيح و اخرجة ابو داود ايضا).


و قال زيد بن اسلم: ان امرأة يقال لها ام ايمن جاءت الى النبى -صلى الله عليه و سلم- فقالت: ان زوجي يدعوك،
قال: ”ومن هو ؟

اهو الذي بعينة بياض” ؟

قالت: و الله ما بعينة بياض فقال: ”بلى ان بعينة بياضا” فقالت: لا و الله،
فقال -صلى الله عليه و سلم-: ”ما من احد الا بعينة بياض” (اخرجة الزبير بن بكار فكتاب الفكاهه و المزاح،
ورواة ابن ابي الدنيا من حديث عبيده بن سهم الفهرى مع اختلاف،
كما ذكر العراقي فتخريج الاحياء).
واراد فيه البياض المحيط بالحدقة.


و قال انس: كان لابي طلحه ابن يقال له ابو عمير،
وكان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ياتيهم و يقول: ”يا ابا عمير ما فعل النغير” ؟

(متفق عليه).
لنغير كان يلعب فيه و هو فرخ العصفور.


و قالت عائشه رضى الله عنها: كان عندي رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و سوده فتاة زمعه فصنعت حريره -دقيق يطبخ بلبن او دسم- و جئت به،
فقلت لسودة: كلي،
فقالت: لا احبه،
فقلت: و الله لتاكلن او لالطخن فيه و جهك،
فقالت،
ما انا بذائقته،
فاخذت بيدى من الصحفه شيئا منه فلطخت فيه و جهها،
ورسول الله -صلى الله عليه و سلم- جالس بينى و بينها،
فخفض لها رسول الله ركبتية لتستقيد منى فتناولت من الصحفه شيئا فمسحت فيه و جهى !

وجعل رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يضحك.
(اخرجة الزبير بن بكار فكتاب الفكاهه و ابو يعلى باسناد جيد كما فتخريج الاحياء).


و كان -صلى الله عليه و سلم- يحب اشاعه السرور و البهجه فحياة الناس،
وخصوصا فالمناسبات كالاعياد و الاعراس.


و لما انكر الصديق ابو بكر -رضى الله عنه- غناء الجاريتين يوم العيد فبيته و انتهرهما،
قال له ”دعهما يا ابا بكر،
فانها ايام عيد” !

وفى بعض الروايات: ”حتي يعلم يهود ان فديننا فسحة”.


و ربما اذن للحبشه ان يلعبوا بحرابهم فمسجدة عليه الصلاة و السلام فاحد ايام الاعياد،
وكان يحرضهم و يقول: ”دونكم يا بنى ارفدة” !
.


و كان اصحاب النبى -صلى الله عليه و سلم- و من تبعهم باحسان فخير قرون الامه يضحكون و يمزحون،
اقتداء بنبيهم -صلى الله عليه و سلم- و اهتداء بهديه.
حتي ان رجلا كعمر بن الخطاب -على ما عرف عنه من الصرامه و الشدة- يروى عنه انه ما زح جاريه له،
فقال لها: خلقنى خالق الكرام،
وخلقك خالق اللئام !

فلما راها ابتاست من ذلك القول،
قال لها مبينا: و هل خالق الكرام و اللئام الا الله عز و جل ؟
؟


و ربما ذكروا انه كان ممن شهد العقبه الاخيرة،
وشهد بدرا واحدا،
والخندق،
والمشاهد كلها.


روى عنه الزبير بن بكار عددا من النوادر الطريفه فكتاب ”الفكاهه و المرح” نذكر بعضا منها:


قال: و كان لا يدخل المدينه طرفه الا اشترى منها،
ثم جاء فيها الى النبى -صلى الله عليه و سلم-،
فيقول: ها اهديتة لك،
فاذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها،
احضرة الى النبى -صلى الله عليه و سلم-،
قائلا: اعط ذلك ثمن متاعه،
فيقول: ”او لم تهدة لي” ؟

فيقول: انه و الله لم يكن عندي ثمنه،
ولقد احببت ان تاكله،
فيضحك،
ويامر لصاحبة بثمنه.


و اخرج الزبير قصة ثانية من طريق ربيعه بن عثمان قال: دخل اعرابي على النبى -صلى الله عليه و سلم-،
واناخ ناقتة بفنائه،
فقال بعض الصحابه للنعيمان الانصاري: لو عقرتها فاكلناها،
فانا ربما قرمنا الى اللحم ؟

ففعل،
فخرج الاعرابي و صاح: و اعقراة يا محمد !

فخرج النبى -صلى الله عليه و سلم- فقال: ”من فعل هذا” ؟

فقالوا: النعيمان،
فاتبعة يسال عنه حتي و جدة ربما دخل دار ضباعه فتاة الزبير بن عبدالمطلب،
واستخفى تحت سرب لها فوقة جريد،
فاشار رجل الى النبى -صلى الله عليه و سلم- حيث هو فاخرجة فقال له: ”ما حملك على ما صنعت” ؟

قال: الذين دلوك على يا رسول الله هم الذين امرونى بذلك قال: فجعل يمسح التراب عن و جهة و يضحك،
ثم غرمها للاعرابي.


قال الزبير ايضا: حدثنى عمي عن جدى قال: كان مخرمه بن نوفل ربما بلغ ما ئه و خمس عشره سنة،
فقام فالمسجد يريد ان يبول،
فصاح به،
الناس،
المسجد المسجد،
فاخذة نعيمان بن عمرو بيده،
وتنحى به،
ثم اجلسة فناحيه ثانية من المسجد فقال له: بل هنا قال: فصاح فيه الناس فقال: و يحكم،
فمن اتى بى الى ذلك الموضع ؟
!
قالوا نعيمان،
قال: اما ان لله على ان ظفرت فيه ان اضربة بعصاى هذي ضربه تبلغ منه ما بلغت !

فبلغ هذا نعيمان،
فمكث ما شاء الله،
ثم اتاة يوما،
وعثمان قائم يصلى فناحيه المسجد،
فقال لمخرمة: هل لك فنعيمان قال: نعم قال: فاخذة بيدة حتي اوقفة على عثمان،
وكان اذا صلى لا يلتفت فقال: دونك ذلك نعيمان،
فجمع يدة بعصاه،
فضرب عثمان فشجه،
فصاحوا به: ضربت امير المؤمنين،
فذكر بقيه القصة.
(ذكر هذي القصص الحافظ ابن حجر فترجمة نعيمان من كتابه: ”الاصابة” نقلا عن كتاب الزبير بن بكار فكتابه: ”الفكاهه و المرح”).


و لا ريب ان هنالك من الحكماء و الادباء و الشعراء من ذم المزاح،
وحذر من سوء عاقبته،
ونظر الى جانب الخطر و الضرر فيه،
واغفل الجوانب الاخرى.


قال بعضهم: المزاح مجلبه للبغضاء،
مثلبه للبهاء،
مقطعة للاخاء،
وقيل: اذا كان المزاح اول الكلام كان اخرة الشتم و اللكام،
وسئل الحجاج بن الفريه عن المزاح فقال: اولة فرح،
واخرة ترح،
وهو نقائص السفهاء كنقائص الشعراء،
والمزاح فحل لا ينتج الا الشر.


و قال مسعر بن كدام:

اما المزاحه و المراء فدعهما * * * خلقان لا ارضاهما لصديق

ونحوة قول الشاعر:

فاياك اياك المزاح فانه يجرئ* * * عليك الطفل و الدنس النذلا

وقال عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه: لا يصبح المزاح الا من سخف او بطر،
وقيل: المزاح يبدى المهانه و يذهب المهابة،
والغالب به و اتر،
والمغلوب ثائر.


و لكن ما جاء عن الرسول -صلى الله عليه و سلم- و اصحابة احق ان يتبع،
وهو يمثل التوازن و الاعتدال.


و ربما قال لحنظله حين فزع من تغير حالة فبيته عن حالة مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم-،
واتهم نفسة بالنفاق: ”يا حنظله لو دمتم على الحال التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكه فالطرقات،
ولكن يا حنظله ساعة و ساعة”،
وهذه هي الفطرة،
وهذا هو العدل.


روى ابن ابي شيبه عن ابي سلمه بن عبدالرحمن قال: لم يكن اصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- متحزقين و لا متماوتين.
كانوا يتناشدون الاشعار،
ويذكرون امر جاهليتهم،
فاذا اريد احدهم على شيء من امر دينة دارت حماليق عينية كانة مجنون.
(المصنف لابن ابي شيبه 8/711 بلفظ ”منحرفين” بدل ”متحزقين” و التصويب من غريب الحديث للخطابي 3/49).


و سئل ابن سيرين عن الصحابة: هل كانوا يتمازحون ؟

فقال: ما كانوا الا كالناس.
كان ابن عمر يمزح و ينشد الشعر.
(رواة ابو نعيم في: الحليه 2/275).


و اما النصوص الدينيه التي ذكرها السائل،
والتى فهم منها من فهم ان الاسلام يدعو الى الحزن و الاكتئاب و التجهم،
فاود ان القى بعض الضوء عليها حتي لا نسيء فهمها،
ونخرجها عن الاطار الذي اريد بها.


فقوله تعالى على لسان قوم قارون له ناصحين: (لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين) لا يفهم منه ذم الفرح باطلاق،
بل الفرح المراد هنا -كما يدل عليه السياق- هو فرح الاشر و البطر و الغرور و الانتفاخ الذي ينسى صاحبة فضل الله عليه،
وينسب جميع فضل الى نفسه،
فهو فرح بغير الحق،
ايضا الذي ذم فيه القران المشركين حين قال لهم بعد دخولهم النار: (ذلكم بما كنتم تفرحون فالارض بغير الحق و بما كنتم تمرحون).
(غافر: 75).


و هو اشبة بفرح الذين سالهم النبى -صلى الله عليه و سلم- من اليهود عن شيء فكتموة اياه،
واخبروة بغيره،
وخرجوا من عندة فرحين بما صنعوا من الكتمان و الكذب و لم يكتفوا بذلك،
بل طلبوا الحمد على انهم سئلوا فاجابوا بالحقيقة و فيهم نزل قوله تعالي: (لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا و يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازه من العذاب و لهم عذاب اليم).
(ال عمران: 188).


فقوله -صلى الله عليه و سلم-: ”لا تكثر من الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب” فالحديث و اضح الدلاله على ان المنهى عنه ليس مجرد الضحك،
بل كثرته،
وكل شيء خرج عن حدة انقلب الى ضده.


و اما و صفة -صلى الله عليه و سلم- ”بانة متواصل الاحزان” فالحديث ضعيف،
والضعيف لا تقوم فيه حجة.


و يعارضة الحديث الصحيح الذي رواة البخاري،
انة كان -صلى الله عليه و سلم- يستعيذ بالله من الهم و الحزن.


و فهذا قال الامام على رضى الله عنه: ”ان القلوب تمل كما تمل الابدان فابتغوا لها طرائف الحكمة”.


و قال: ”روحوا القلوب ساعة بعد ساعة،
فان القلب اذا اكرة عمي” !



و فهذا يقول ابو الدرداء رضى الله عنه: ”انى لاستجم نفسي بالشيء من اللهو ليصبح احسن لها على الحق”.


و لهذا قال -صلى الله عليه و سلم-: ”ويل للذى يحدث فيكذب،
ليضحك القوم،
ويل له،
ويل له،
ويل له”.


و ربما كان -صلى الله عليه و سلم- يمزح و لا يقول الا حقا.


و ان لا يشتمل على تحقير لانسان اخر،
او استهزاء فيه و سخريه منه،
الا اذا اذن بذلك و رضي.


قال تعالي: (يايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن و لا تلمزوا انفسكم و لا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان).
(الحجرات: 11).


و جاء فالحديث الصحيح: ”بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاة المسلم” رواة مسلم.


و ذكرت عائشه امام النبى -صلى الله عليه و سلم- احدى ضرائرها،
فوصفتها بالقصر تعيبها به،
فقال: ”يا عائشة،
لقد قلت كلمه لو مزجت بماء البحر لمزجته” قالت: و حكيت له انسانا -اى قلدتة فحركتة او صوتة او نحو ذلك- فقال: ”ما احب انني حكيت انسانا و ان لى هكذا و كذا”.
(رواة ابو داود و الترمذى و قال: حسن صحيح).


و لا يترتب عليه تفزيع و ترويع لمسلم.


فقد روى ابو داود عن عبدالرحمن بن ابي ليلى قال: حدثنا اصحاب محمد -صلى الله عليه و سلم-،
انهم كانوا يسيرون مع النبى -صلى الله عليه و سلم- فقام رجل منهم،
فانطلق بعضهم الى حبل معه فاخذه،
ففزع فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: ”لا يحل لرجل ان يروع مسلما”.


و عن النعمان بن بشير قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فمسير،
فخفق رجل على راحلتة -اى نعس- فاخذ رجل سهما من كنانتة فانتبة الرجل،
ففزع،
فقال رسول الله: ”لا يحل لرجل ان يروع مسلما” رواة الطبرانى فالكبير و رواتة ثقات.
والسياق يدل على ان الذي فعل هذا كان يمازحه.


و ربما جاء فالحديث الاخر: ”لا ياخذ احدكم متاع اخية لاعبا و لا جادا” رواة الترمذى و حسنه.


و لا يهزل فموضع الجد،
ولا يضحك فمجال يستوجب البكاء،
فلكل شيء اوانه،
ولكل امر مكانه،
ولكل مقام مقال.
والحكمه وضع الشيء فموضعة المناسب.


و من ممادح الشعراء:

اذا جد عند الجد ارضاك جدة * * * و ذو باطل ان شئت الهاك باطلة !

وقال اخر:

اهازل حيث الهزل يحسن بالفتي* * * و انني اذا جد الرجال لذو جد !

وقد قال ابو الطيب:


و وضع الندى فموضع السيف بالعلا * *مضر كوضع السيف فموضع الندي


و ربما عاب الله تعالى على المشركين انهم كانوا يضحكون عند سماع القران و كان اولى بهم ان يبكوا،
فقال تعالي: (افمن ذلك الحديث تعجبون.
وتضحكون و لا تبكون.
وانتم سامدون).
(النجم: 59-61).


و عاب على المنافقين فرحهم و ضحكهم لتخلفهم عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فغزوه تبوك و افتعالهم الاعذار الكاذبه للقعود مع الخوالف،
فقال تعالي: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله و كرهوا ان يجاهدوا باموالهم و انفسهم فسبيل الله و قالوا لا تنفروا فالحر قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون.
فليضحكوا قليلا و ليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون).
(التوبة: 81،
82).


و ان يصبح هذا بقدر معقول،
وفى حدود الاعتدال و التوازن،
الذى تقبلة الفطره السليمة،
ويرضاة العقل الرشيد،
ويلائم المجتمع الايجابي العامل.


و الاسلام يكرة الغلو و الاسراف فكل شيء،
ولو فالعبادة،
فكيف باللهو و المرح ؟
!


و لهذا كان التوجية النبوي: ”ولا تكثر من الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب” فالمنهى عنه هو الاكثار و المبالغة.


و ربما و رد عن على رضى عنه قوله: ”اعط الكلام من المزح،
بمقدار ما تعطى الاكل من الملح”.


فالمبالغه فالمزاح كالمماراة،
كلتاهما تؤدى الى ايغار الصدور.

ان المزاح ينبت الضغينه … و حمل ضغن فالحشا مؤونه


و كثرة الضحك من الرعونة … و الصمت عن فضل الكلام زينه

وقال سعيد بن العاص لابنه: ”اقتصد فمزاحك،
فالافراط به يذهب البهاء،
ويجريء عليك السفهاء،
وتركة يقبض المؤانسين،
ويوحش المخالطين.


عن الفضيل بن مرزوق عن رجل عن ابي جعفر قال اياكم و الضحك او قال و كثرة الضحك فانه يمج العلم مجا .

/ الطبقات الكبري 5/323.


فليس الضحك منهى عنه لذاتة و لكن لما ممكن ان يؤدى الى نتائج و اخلاق لا يرضاها الاسلام .

  • احاديث عن الضحك
  • احاديث الضحك
  • حديث ان اصحاب النبي لم يكن منحرفين
  • حديث عن الضحك


احاديث عن الضحك