احلام حياتي

حياتي احلام 20160914 204

الفصل 1 – حصاد الندم


كان اشعه الشمس ترسل خيوطا رفيعه دافئه على الرغم من ان فصل الشتاء فتلك المنطقة معروف بقساوتة و ثلوجة الكثيفه التي تسبب مشكلة فتنقل الناس الى اعمالهم …


لم تتعد الساعة الثامنة صباحا حين و صلت الى مقر عملها الذي يحتل الطابق التاسع باكملة فبنايه فخمة..
اقتربت من المدخل و هي تكتم رعشه خفيفه من البرد .
.
ابتسم لها الحارس عند المدخل كالعاده و توجهت مسرعه الى المصعد .
.
دخلت الى الوكاله حيث استقبلتها سناء مضيفه الاستقبال البشوشه و بطنها التي تندر ان وقت الولاده قريب .
.
توجهت الى مكتبها بعد ان طلبت من سكرتيرتها تحضير ابريق كبير من القهوه لانها لم تتمكن من الافطار فالمنزل جيدا كالعادة…


كانت جالسه فمكتبها تراجع الملف المقال امامها بتركيز كبير فالزبون هدة المره رجل مهم و وكالتها الصغيرة لحاجة الى دعم ما لى كبير و لطالما قال لها سامر شريكها ان الزبائن يؤخذون اخدا لان عهد الجلوس خلف المكتب و انتظار الزبون ان يطرق بابك و لي بلا رجعه … الحل الامثل براية هو القيام بدعايه كبار و سط المجتمع المخملى الذهاب الى حفلات الاستقبال التي يقيمها الاثرياء و محاوله جدب اهتمام بعض الاشخاص الموجودين هنالك … تنهدت و هي تفكر بان سامر يريدها ان تستغل نفوذها كامرأة على رجال الاعمال حتي تتمكن من استقطابهم… انها كيفية رخيصه للحصول على زبائن و لكن و ضعها المالى معقد نوعا ما … هي ليست مفلسه و لكنها تمر بضائقه ما ليه من الممكن ان تؤثر عليها .
.


اخرجها من تفكيرها طرق على الباب فقالت بصوتها الناعم – تفضل .
.


اطلت من الباب سهام .
.سكرتيرتها… اقتربت منها بهدوء و اعطتها بطاقة دعوه …


– – صباح الخير انسه احلام … لقد ارسل لك السيد سامر بطاقة دعوه لحفل تدشين فندق جديد و يقول انه مصر عليك للذهاب…


نظرت احلام الى البطاقة و هي تشعر بالامتعاض من تصرفات سامر … متي سيكف عن محاوله استعمالها كطعم لاستقطاب زبائن … اينسي انها امرأة مخطوبة… تصرفاتة هدة تزيد احباطها يوما بعد يوم .
.
هى لا تنكر انه رجل دكى و يحسن تسيير الوكاله من الناحيه الاداريه لكنة فاشل تماما فالعلاقات الانسانية..
انة يظن ان المال و الجنس بامكانهما شراء الدنيا باكملها و ما زاد من قلقها انغماسة التام فالملذات و هو يعلم طبيعه زوجتة الغيوره .
.
انها امرأة تعدت الاربعين بينما لا يزال زوجها فالتاسعة و العشرين من عمرة و قبل خطوبة احلام كانت سميحه تاتى للوكاله يوميا حتي تتاكد من ان احلام لا تنصب شباكها حول سامر..
صحيح انه زير نساء و مخادع لكن الخطا لا يقع عليه و حدة لان زوجتة كانت تعلم هدا قبل دخول هدا الزواج و ما زاد الامر سوءا هو سنها المتقدم الذي لم يعد يرضى سامر على الرغم من خبراء الترائع الدين تصرف عليهم ثروه .
.
تنهدت و هي تقرا البطاقة الانيقة… الموعد هو يوم الاربعاء … اي بعد سته ايام … حسنا ستحاول ايجاد عذر مناسب حتي يتركها و شانها … تذكرت ان غدا هو موعد عشائها مع عائلة خطيبها كريم … لا اراديا نظرت الى يدها حيث تزين اصبعها بخاتم ما سى فخم يبرز ثراء صاحبة …


صحيح ان كريم انسان لطيف و متفهم فغالب الاحيان لكن ارتباطهما لم يكن عاطفيا بل كان عن قناعة… تذكرت اول مره راته… لقد استخدم و كالتها للبحث عن شقه فخمه مناسبه و سط المدينه و العمل على تجهيزها و كانت احلام مسؤوله عنها و كانا يلتقيان يوميا فالشقه للاتفاق على التجهيزات حتي توطدت علاقتهما و تقدم لخطبتها بعد اربعه اشهر من اللقاء …


على الرغم من ان عائلتة باركت هدا الارتباط الا انها لاحظت نظرات و الدتة و شقيقتة الصغري اليها كلما زارتهم … لقد كانت نظرات ازدراء خفيه و كانهم يرون انها ليست جيده بما به الكفايه لابنهم…


صراحه لم يكن يزعجها هدا الامر لانها لا تطمح لانشاء علاقه معهم و بمجرد زواجهما سيسكنان فالفيلا التي اشتراها مؤخرا بعيدا عن القصر الفخم التي تقطنة عائلتة …


رن هاتفها فرات رقم هاتف كريم .
.ابتسمت بسخريه و بدا لها ان تفكيرها فيه استدعاه….


جاءها صوتة متزن – صباح الخير احلام… كيف حالك …


– – بخير … شكرا .
.


– – اردت تذكيرك بالعشاء غدا .
.
ان و الدتى بانتظارك …


– – حسنا ساكون فالموعد .
.


– – حسنا .
.
الي اللقاء .
.


– بقيت تنظر الى هاتفها بعد انتهاء الاتصال … كانت هدة عينه من احاديثهم على الهاتف … جمل مهذبه و قصيرة لا اكثر … تمنت فلحظه جنون لو كانت كسكرتيرتها سهام حين تتحدث مع خطيبها… عبارات رومانسية تلهب و جنتيها و تجعل قلبها يخفق شوقا…عيناها حلمتان و هي تتحدث عنه … حركت راسها فتمايلت خصلاتها الكستنائيه نازعه هدة الافكار عن راسها … ان كريم عريس لقطه كما يقال..
من اسرة عريقه و رجل اعمال شاب لم يتجاوز الثلاثين لكنة اصبح نجما و سط زملائة فالشركة السياحيه التي اسسها المرحوم و الدة و الجميع يحسدها على الرجل الذي ستتزوجة و المكانه التي ستحظي فيها كما ان ما ضيها علمها ان لا تنشد الحب بقدر ما تنشد الامان و الحماية…


فكرت ببؤس .
.
الامان و الحماية غادراها مند لمدة طويلة… عشر سنوات بالضبط… من يراها الان تتملكة الصدمه و هو يتذكر الفتاة ذات الثامنة عشر ربيعا بشعرها الطويل و ثيابها المغريه و تبذيرها للاموال و تشبعها التام بالثقافه الغربيه و اصدقائها الفاسدين..
تملكها الاشمئزاز و هي تتذكر نفسها … على الرغم من انها تحاول بداية حياتها مع كريم الا انها لا تستطيع نسيان الماضى .
.
تساءلت بمراره هل سياتى يوم تلقى به الماضى خلفها و تواصل حياتها… لكنها تعلم باصرار انها لن تستطيع دلك مهما حاولت… لكن الاسوء هو الاسرار التي تخفيها عن خطيبها و عائلتة و الاسباب =و الدتها …


السيده جيهان رفضت رفضا قاطعا ان تتحدث ابنتها عن ما حدث لخطيبها لانها تخاف الفضيحة و بالنسبة اليها كريم هو الرجل المناسب لابنتها .
.
تذكرت احلام حين تعرفت على كريم و اخبرت و الدتها .
.
سارعت الاخيرة لاعطاء نصائح لابنتها عن طريقة ايقاعة فشباكها حتي انها حاولت اقناعها بان تغرية بجسدها..
بالتاكيد احلام كانت من الصدمه ان لم تقل شيئا و اكتفت بالاستماع بذهول بينما اخدت و الدتها تحثها على ملاحقتة …


ابتسمت احلام بمراره و هي تتذكر كيف استقبلت و الدتها خبر خطوبتها من كريم بعد اربعه اشهر من تعارفهما..
كانت تقفز من الفرح و كانها هي من سيتزوج… حاولت احلام مرات عديده اخبار كريم لكن و الدتها كانت تقف عائقا فطريقها و هي تصرخ و تتوعد ابنتها ان هي حاولت التحدث بشيء متحججه بان دلك سيصبح فضيحة لكن احلام كانت تعلم ان و الدتها تخاف ان يبتعد عنها كريم و يفسخ خطوبتة سخرت احلام من نفسها و هي تنهض متوجهه الى النافده .
.
فكرت فعبارات و الدتها المشهوره .
.
(لا تفعلى هدا .
.
فكرى فالفضيحة التي ستطالنا )…


الفضيحة..
يا له من تعبير باهت لما حدث..
كانت حفله عيد ميلادها الثامن عشر نقطه تحول عميقه فحياتها و ما زاد الامر سوء هو افلاس عائلتها بسبب تهور خالها و سوء تسييرة لاموال شقيقتة و لم تقفل عامها العشرين الا و هم غارقون فالديون فما كان منهم الا ان باعوا الفيلا الفخمه التي عاشوا بها عقب عودتهم من سويسرا …


كانت احلام مقتنعه بواقعها و تعيش بما يوفرة لها عملها على الرغم من ان الامور لا تسير كما تريد فالعديد من الاحيان لكن ما ازعجها فعلا ان تعتقد و الدتها ان عائلتها لازالت على نفس القدر من النفوذ كالسابق فهي لا تمانع فشراء الثياب الغاليه و المجوهرات دون ان تحسب حساب الوضعية الجديدة..
لكنها ليست جديدة..
انهم على هدة الحال مند سبع سنوات و لكن و الدتها لم تتخطي الامر بعد او انها تستمتع بالعيشه الفخمه التي يوفرها لها كد ابنتها حتي انها و ظفت خادمه فالمنزل الذي تقطنة معها تاركه لاحلام مهمه دفع الاجر…


لفت نظرها عاشقان يتمشيان بهدوء على الرصيف و يداهما متشابكان..
قادها تفكيرها الى كريم … لم تستطع تخيلة يمسك يدها فطريق عام بهدا الشكل لان طبعة لن يسمح له بشيء كهدا اما هي فلا تظن انها قادره على الارتماء عليه .
.
هزت كتفيها و هي تري ان حالهما كذا اروع …


على الرغم من رفض و الدتها القاطع الا انها اعترفت بجزء من الحقيقة مند اربعه اشهرعندما كانا فالفيلا فكان ان تصلب جسدة كرد فعل اول بعدها و قف و غادر تاركا احلام و حدها هنالك لكنة عاد و اتصل فيها قائلا بانه سيتغاضي عن هدا الامر على شرط ان لا يعرف اهلة بالمقال … رغما عنها احست بالخيبه لرد فعلة البارد .
.
لقد ظنت انه سيقلب الدنيا لامر كهدا …


طرق خفيف على مكتبها اعادها للواقع… اطل راس سامر فعرفت احلام غريزيا ما يريد .
.
عادت الى مكتبها و واجهتة بتصميم


– – حسنا .
.
ما شرف هدة الزيارة…


تقدم سامر بخطواتة الرشيقه و جلس على الكنبه باسترخاء – انت تعلمين اسباب قدومي… ستاتين معى يوم الاربعاء القادم .
.


نظرت احلام الى و جهة بامتعاض شديد … متي يكف عن محاوله جعلها نسخه عنه …


– – اسمعنى جيدا يا سامر … لقد مللت من الاعيبك .
.
اننى امرأة مخطوبة الان و جميع ما تفعلة سيسيء لسمعتى و انا لست بحاجة الى دلك …


– – انا لا اسيء الى سمعتك يا احلام .
.
كل ما اطلبة منك هو التاثير على هؤلاء الاثرياء كى يصبحوا زبائننا و لا اخفيك علما ان قلت اننا نمر بمرحلة حرجه .
.


زفرت احلام بضيق – انت تطلب منى اغواء رجالكبيرة فالسن اغلبهم بعمر و الدي..انا لست مثلك


اجفل سامر لجملتها الاخيرة و عرفت احلام انها لمست الوتر الحساس لكنة اجابها بصوت جامد…


– – صحيح اننى ابدو صائد ثروات لاننى تزوجت امرأة ثريه تكبرنى بخمس عشر سنه و لكن لا تنسى ان اموال سميحه زوجتي هي التي مكنتنا من الوقوف بالوكاله جميع هدة السنوات…


صمتت احلام و هي تعى انها لا تستطيع مناقشه هدا الامر بالذات .
.


مند نشاه هدة الوكاله مند حوالى ست سنوات و اموال السيده سميحه هي الممول الرئيسى للعمل اما هي و سامر الذي كان زميلها فالجامعة فقررا فتح هدة الشركة الصغيرة معا على الرغم من اختلاف اختصاصهما حيث درس سامر الاقتصاد توجهت هي الى هندسه الديكور و من بعدها جاءتهما الفكرة حين التقيا عقب انتهائهما من الجامعة فقررا انشاء و كاله لتجهيز الشقق و الفيلات لكن المال كان العائق الاكبر لهدا المشروع الا ان سامر دو الرابعة و لعشرين من العمر انداك تزوج من السيده سميحه التي تبلغ التاسعة و الثلاثين من العمر مطلقه دون اولاد …


من دلك الحين انطلق مشروعهم فبدا يكبر و اخدت الطلبات تنهال عليهم من جميع جانب بفضل علاقات السيده سميحه لكن مند شهرين اقتحم احد الزبائن الوكاله و اخبرهم ان العمل المنجز فيلاتة الحديثة لم ينل اعجابة و اقام الدنيا و لم يقعدها حتي انه حاول رفع دعوي على الوكاله لولا ان سامر انقد الموقف بان اعاد العمل فالفيلا مجانا لكن الامور لم تتغير فقد تقهقرت اعمالهم بسبب الدعايه السيئه … اعادها صوت سامر الى ارض الواقع…


– – حسنا .
.
اخبرينى بم تفكرين …


نظرت الية بحزم – حسنا لقد قررت ان ارافقك الى الحفل يوم الاربعاء..
لكنى ساعمل على طريقتى يا سامر و لن اسمح لك باستخدامي كدميه للعرض..
هل هدا و اضح..


هز سامر ذراعية باستسلام و ابتسم بعجز – انت تعلمين انك احسن مني..
ستفعلين ما يحلو لك لكن اريدك ان تعلمي امرا مهما..
انا لم و لن اعرض سمعتك للخطر و لن اسمح لاولئك الساده بالانفراد بك بل سالازمك كظلك..
هل يرضيك هدا .
.
ارجوك عليك مساعدتي..
يكفينى ما القاة فالبيت من غيره سميحه التي لا تطاق .
.


ابتسمت بسخريه – ما دا هنالك .
.
هل اكتشفت اخيرا انك تخونها..


هز يدة بملل – هي تعلم دلك مند زمن لكننا ندعى ان جميع شيء على ما يرام…


– – حقا سامر انا اعتقد انك مخطئ فحقها كثيرا فخياناتك لا تتوقف …


– قسي صوت سامر فجاه – لا تظنى اننى اظلمها يا احلام فهي كانت تعلم هدا قبل زواجنا لكنها اصرت على الارتباط بى لتجدد شبابها الذي ضاع مع زوجها الاول … و هي تعلم علم اليقين اننى لم اعدها بالحب او الوفاء..
الان كفى عن تنغيص يومي و اخبرينى .
.
هل ستاتين معى .
.


– تنهدت احلام – سنري ادن..
سافكر لكننى لا اعدك بشيء يا سامر..


لمع الانتصار فعينية الماكرتين – و هدا جميع ما اطلبة منك…


سارع خارجا من المكتب بسرعه قبل ان تغير رايها .
.
ابتسمت احلام لتصرفة .
.
علي الرغم من كونة زير نساء طماع الا انه رجل اعمال فد تستطيع الاعتماد عليه فعملها كما انه لم يؤدها يوما…

 

  • تحميل رواية احلام الرخيصة
  • رواية احلام حياتي


احلام حياتي