ادوية الذهان

السؤال

السيد،
تحيه طيبة.

اشكو منذ سبع سنوات من عسر فالمزاج,
مع عدم القدره على النوم – سواء بالليل او بالنهار – و عندي عبنوته شديده و تهور،
واحساس بان الناس لا يحبونني،
واقوم بشراء حاجات غاليه الثمن – كالطعام,
والملابس,
والاحذية,
والساعات,
والهواتف – و عندما اطلب من احد الاشخاص اصلاح بعض الاعطال – كالكهربائي,
او النجار,
او عمال النظافه – اجزل لهم العطاء،
وعندما اقوم بفعل شيء لا اشارك الاخرين,
تلك هي الاعراض.


اما فيما يتعلق بالاطباء و الادوية: فقد ذهبت لعديد من الاطباء,
ولكنى فكل مره لا استطيع الصبر و الالتزام بالدواء لفترات طويله – ربما تتعدي الشهر او اكثر – لكي يعطى الدواء الفاعليه المطلوبة,
وذلك لان ابرز الاعراض المؤلمه هو عدم القدره على النوم.

ادركت اخيرا انه لا سبيل لى الا الالتزام بالدواء و المتابعة مع الطبيب،
فذهبت لاحد الاطباء  و وصف لى العلاج الاتي:

1.
كلونازيبام 2 م مساء.


2.
ريميرون 30 م مساء.


3.
بروثيادين 25 م كبسولتان مساء.


4.
تربتيزول 10 م صباحا و مساء.

التزمت بالدواء هذي المرة؛
لان الكلونازيبام 2 م جعلنى انام منذ اول يوم تناولته،
وفى الشهر الاتي تزوجت بتاريخ 7/2/2024 و لكنى ما زلت لا اشعر بتحسن فالحالة المزاجية،
وذهبت للطبيب للمتابعة يوم 16/2/2024 و اخبرتة بذلك فرد قائلا: الاسباب =يرجع الى عدم التزامك بالدواء فالماضي,
واخبرتة ان دواء تريبتزول اسباب لى ضعفا فالانتصاب فالغاه,
واستبدلة بدواء ترازودون 100 م مساء،
وخفض دواء بروثيادين 25 م الى حبه واحده فقط,
وامرنى ان استمر فالعلاج لتتحسن حالتي،
ولكنى حتي ذلك الان لم اشعر بتحسن,
علي الرغم من التزامي بالعلاج،
ولا ادرى ما هو الحل!
علما ان الاطباء فالماضى صرفوا لى ادويه تسمي مثبتات المزاج و مضادات الذهان،
ومنهم من صرف لى ادويه للاكتئاب و القلق مع بعض مضادات الذهان بجرعات صغار – لا ادرى اي التشخيصات هو الصواب؟
– .

فى انتظار ردكم،
مع الشكر.

الاجابة

الاخ الفاضل/ مصطفى حفظة الله.


و بركاته,
وبعد:

الاخ الطبيب الذي قام بفحصك قام بعلاج حالتك على انها اكتئاب مزمن،
وانت ذكرت انك تعانى من عسر المزاج منذ سبع سنوات،
والذى يتضح لى انه من المحتمل انك تعانى من اكتئاب خفيف مستمر مزمن،
وفى بعض الاحيان تاتيك نوبات اكتئاب حاد،
وهذه الحالات تسمي من الناحيه التشخيصيه (الاكتئاب المزدوج).

عموما -كما تعلم و ذكرت فرسالتك- من الشروط الاساسية جدا جدا لنجاح العلاج الدوائى الاستمرار عليه,
والالتزام بجرعته،
والمدة المطلوبة،
ومعظم الادويه المضاده للاكتئاب تحتاج لوقت لا يقل عن اربعه اسابيع لتظهر فعاليتها الحقيقيه – و ان كانت هذي الفعاليه تبدا بعد اسبوعين من تناول العلاج -.

انا اتفق تماما مع الاخ الطبيب حول مبدا تناول الترازودون,
فهو دواء جيد جدا،
مضاد للاكتئاب ممتاز،
وفى نفس الوقت ليست له اي تاثيرات جنسية سلبية،
كما انه يحسن النوم لدرجه كبيرة،
واوافق تماما على اضافه عقار (ريمارون) بجرعه ثلاثين مليجراما ليلا،
واعتقد ان هذين الدواءين سوف يمثلان الركن الاساسى او جوهر العلاج بالنسبة لك.

مقال ال (تربتيزول) لا اعتقد ان هنالك داعيا له،
وال (بروثيادين) لا باس به،
لكن تناول ثلاث مضادات للاكتئاب قد لا يؤدى الى اي قفزه علاجيه حقيقية.


اما بالنسبة لل (كلونازيبام) فهذه الادويه – كما تعرف – بالفعل تحسن النوم جدا،
لكنا لا ننصح باستعمالها مدة طويلة،
وانا على ثقه تامه ان الاخ الطبيب الذي قام بفحصك سوف يرشدك نحو ذلك الامر.

فى بعض الاحيان و جد ان مثبتات المزاج و مضادات الذهان ذات فوائد كبار جدا جدا لتدعيم العلاجات الدوائيه المضاده للاكتئاب،
فاصبح الان عقار (سوركويل) – الذي يعرف علميا باسم (كواتبين) – من الادويه الشائعه الاستخدام بالنسبة للذين يعانون من الاكتئاب احادى القطب او الاكتئاب ثنائى القطب،
ومن و جهه نظرى ان اضافه ذلك الدواء سوف تكون جيده لك،
خاصة انه ملطف و محسن جدا جدا للنوم،
وفى ذات الوقت هو دواء ليست له اثار سلبية،
ويتم تناولة مثلا بجرعه خمسه و عشرين ليلا مدة اسبوع،
بعد هذا تجعلها خمسين مليجراما ليلا،
وحسب درجه النوم فان تحسن بصورة فاعله فهذه الجرعه تكفي،
وان لم يتحسن فهناك مجال كبير جدا جدا ان ترفع جرعه السوركويل اكثر من ذلك،
ولا اريدك ان تتخذ هذي الخطوه دون ان تستشير طبيبك.

فاضافه مضادات الذهان و مثبتات المزاج لا تعني ان هنالك تغيرا فتشخيصك،
فتشخيصك – كما ذكرت – هو الاكتئاب النفسي،
وانا اري انه من نوع الاكتئاب المزدوج،
وليس هناك ما يشير لانك تعانى من اضطراب و جدانى ثنائى القطبية,
او اي مرض اخر.

واستخدام مضادات الذهان – ك(السوركويل) الذي هو فالوقت نفسة مثبت للمزاج كذلك – امر معروف تماما،
ومن حيث ضوابط الجوده و المعياريه الطبيه الصحيحة فهذا الامر مقرر تماما,
واؤكدة لك،
فلا تنزعج ابدا،
بل – على العكس تماما – هي محاوله علاجيه جاده جدا.

من اوائل مثبتات المزاج التي استخدمت لتدعيم مضادات الاكتئاب النفسي احادى القطبية: عقار (كربونات الليثيوم)،
والبعض الان يعطى دواء يسمي (لامكتال) فمثل هذي الحالات،
وهناك ادويه اخرى،
لكنى اري ان السوركويل هو افضلها،
فارجو ان تطمئن،
واعتقد ان الاطباء على الطريق الصحيح،
وعليك بالفعل ان تلتزم باستخدام الدواء،
وان تصبر عليه حتي يتم البناء الكيميائي،
وانا اؤكد لك ان امورك سوف تتحسن جدا.

كن داعما لعلاجك كذلك بالمزيد من الصبر و المثابرة،
وان يصبح لك نمط حياة ايجابي،
خاصة انك متزوج حديثا،
وكن حريصا فعملك،
وطور نفسك مهنيا،
واحرص على صلاه الجماعة،
ومارس الرياضة،
وصل رحمك،
فهذه كلها اضافه علاجيه مهمه جدا جدا و ايجابية.

بارك الله فيك,
وجزاك الله خيرا،
واسال الله لك الشفاء و العافية,
والتوفيق و السداد.