ارياف العذاب

العذاب ارياف 20160919 1302

1-مرأة الذاكرة

كان القطار السريع يقترب من محطه كينغز كروس فلندن تحيط فيه على الجانبين ابنيه سكنيه عاليه ليست محببه ابدا الى قلوب مخططى المدينه و ضواحيها.
كانت ناطحات السحاب الشاهقه الارتفاع اكثر توافقا مع متطلبات العصر الحديث و بالتالي اكثر ازعاجا لمشاعر الذين خططوا فالماضى لكي لا يرتفع اي مبني فعاصمه الضباب او ضواحيها عن طابقين او ثلاثة.


رفع جايك هوارد نظرة عن الاوراق المبعثره امامة و لاحظ باستغراب انه لم يشعر بانقضاء ساعتين و نص الساعة تقريبا على مغادرتة يورك.
كم اصبح التنقل سهلا هذي الايام!
كان بامكانة بالتاكيد ان يستقل الطائره من يورك الى لندن و لكنة يفضل القطار السريع لانة يستمتع كثيرا بالرحله و الاسباب =الاهم لذا ان رحله القطار تذكرة بايام شبابة و بانطباعتة الاولي عن المدن ال كبار و بانه كان شابا طرى العود لم يختبر الحياة و يجربها.


نقر احد مضيفى القطار باصبعة على باب مقصورتة الخاصة و حياة بتهذيب و عندما اشار الية جايك بالدخول فتح المضيف الباب و قال بادب:


” ربع ساعة فقط يا سيد هوارد و نصل الى كينغز كروس.
هل هنالك اي شئ احدث تحتاجة يا سيدي؟
هل احضر لك شرابا احدث مثلا؟



هز جايك براسة و تناول من جيبة و رقه الخمس جنيهات و قال للمضيف و هو يعطية اياها:


” لا شئ شكرا.
ولكن يمكنك تامين ارسال حقائبيالي السيارة لدي و صولنا ”


” بالتاكيد يا سيدي.
ارجو ان تكون استمتعت بهذه الرحله ”


استوي فمقعدة و قال بعظمه مفتعلة:


” الى حد ما شكرا ”


ابتسم المضيف بتهذيب و احني راسة مودعا بعدها غادر المقصورة.
اما جايك فقد بدا بجمع اوراقة المبعثره على الطاوله امامة و يضعها فحقيبته.
وكان اثناء هذي الرحله من يورك الى لندن يقيم و يدرس صفقه هافيلاند التي عقدها فالاونه الاخيرة و شعر جايك من اثناء تقييمة بانه و اثق من عدم وجود عثرات او عوائق مفاجئة.
فشركة هافيلاند للكيماويات ستصبح قريبا جزءا من مؤسسة هوارد العملاقة.
انهي جمع اوراقة و توضيبها فالحقيبه و اشعل سيكارا فخما و اخذ يقارن بين الفرق الشاسع بين الطقس الحار فالساحل الغربى للولايات المتحده و الطقس البارد فانجلترا و ابتسم جايك قائلا فنفسة انه حقا برنامج غريب و فريد للعوده من كاليفورنيا الى لندن عبر غلاسكو فسكتلندا و محطه السكه الحديديه فيورك.
ولكن ذلك هوخط سيرة المعتاد فهودائما يمضى الليلة الاولي لعودتة الى انجلترا مع امة التي تقيم فسلبى بمقاطعه يوركشاير و لذا كان يستقل الطائره من لوس انجلوس فكليفورنيا الى مطار بريستويك فغلاسكو و من هنالك يتجة جنوبا.


و تحولت افكارة الى لندن ةالي اللحظات المزعجه التي يمضيها بين الانتقال فالقطار الى سيارتة الفخمه التي يقودها سائقة الخاص.
وايضا الى و صولة فنهاية الامر الى منزلة الرائع فميدان كيرسلاند الراقي و الى…..هيلين زوجته.
.
.


برقت عيناة عندما فكر بهيلين من المؤكد انها استلمت الورود الحمراء التي ارسلها اليها من غلاسكو و من دون شك ستكون مستعده لاستقبالة و الترحيب به.
وتذكر بسرور تلك الامسيات الجميلة التي كان يمضيها مع زوجتة بعد جميع رحله الى الخارج و كيف يمتعها و يبهجها طوال السهرة باخبار تلك الرحله و تفاصيلها و وعد نفسة بليلة مماثله تصغى بها هيلين الى انباء رحلتة الاخيرة.
هيلين دائما تصغي.
وشعر جايك مره ثانية بالاستغراب و الحيرة ذاتهما اللذين شعر بهما قبل ثلاث سنوات عندما قبلت عرضة للزواج منه.
ولكنة بعد هذا بفتره قصيرة بدا يحتقرها و يزدريها.
هورجل كافح و جاهد طوال حياتة لتحقيق النجاح.
والدة كان حائكا صاحب دخل متواضع فاضطر للعمل بكد و تعب حتي يصل الى اي مركز او منصب و كان يمضى كل ايامة و ليالية كذلك فالعمل و متابعة الدراسه كان مستعدا للذهاب الى اي ابعاد محتمله للوصول الى هدفة و مبتغاه: (( النجاح ))


كان جذابا بشخصيتة ساحرا باسلوبة الفذ و كلامة المنمق….وهومستعد فاى وقت لاستعمال هذي الصفات ليصل الى مبتغاة و يحصل على ما يريد.
لم يتردد ابدا فاطراء شخص لم يكن يحبه او التملق الى احدث يمقتة و يعتبرة جديرا بالازدراء.
وضمن له ذكاءة الفطرى و وعية المكتسب تجاوز المشاكل و الصعاب.
ولم يكن جايك كوالدة مهتما بالحياكه او بذلك المعمل الصغير و الاتة القديمة بل كان منذ حداثه سنة مهتما بالكيماويات تبهرة دراسه المواد و طريقة تركبيها و كانت شهاده الكيمياء التي نالها من جامعة ليدز اول خطوه رئيسيه فانطلاقتة العلميه و العملية و ساعدة الحظ فوجد و ظيفه كمساعد مختبر فمعمل صغير للكيميائيات قرب سلبي.
اعتقد الاصدقاء و الاقارب انذاك انه يرتكب حماقه كبار فدفن مواهبة داخل مختبر محلى صغير فحين انه كان قادرا على ايجاد و ظيفه اروع فشركة اكبر و انجح و لكن جايك كان بعيد النظر و طموحا للغايه فبالعمل المتواصل و المثمر جعلة احدي الركائز الاساسية للشركة و شخصا لا ممكن الاستغناء عنه مطلقا و بتهذيبة الفائق و جاذبيته الساحره مع زوجه صاحب المؤسسة تمكن جايك بعد فتره قصيرة نسبيا من الوصول الى ادارة الشركة و من بعدها الى ملكيتها .



نفض جايك رماد سيكارة فالمنفضه المثبته قربة و عاد مره ثانية بذكرياتة الى تلك الايام السابقة و شعر بشئ من الخجل بسبب الطريقة التي سيطر فيها على تلك الشركة و لانة لم يتردد انذاك للدوس على تلك المؤسسة الصغيرة ليحصل على مقعد فمجلس ادارة اكبر و تذكر كذلك انه بعد تلك الخطوه الرئيسيه فحياتة العملية انذاك اصبحت الخطوات اللاحقه انجح و اسهل مع انها فقدت الى حد ما طعم الاكتفاء بالذات و لذه الوصول الى الهدف بالعرق و الدم.
منذ البداية تعود جايك هوارد على استعمال عقلة و دماغة بكل طاقتهما و قدراتهما و مع انه يملك فالوقت الحاضر مؤسسة كبري و اكثر من مليون جنية استرلينى من الاسهم و السندات الماليه فهو لم يقرر بعد انتداب احدكبيرة موظفية لاستلام اي من مهامة او مسؤولياتة اليومية.


عندما كان يبحث منذ ثلاثه اعوام على زوجه تلائمة و تليق فيه التقي هيلين.
كانمحاطا بالنساء طوال فتره صعودة الى القمه موظفات و عارضات ازياء و حتي زوجات بعض زملائة الموظفين كن جميعا يخرجن له استعداد و اضحا للزواج منه.
الكميه كانت متوفره بكثرة و لكن النوعيه التي يبحث عنها كانت نادرة.
جايك لن يقبل الا بالاروع كما فاى مجال احدث ثم….التقي هيلين فورسايث.


كان يعرف و الدها جيرارد فورسايث منذ سنوات و يعتبرة احد الاوجة الطيفه و المحببه فالمجتمع اللندنى الراقي مع انه كان يجدة انسانا بسيطا و شبة متخاذل.
والدة ادوين كان يحمل لقب سيد و ربما اورثة مع الاسف لشقيق جيرارد الاكبر و مع جميع ذلك فان لجيرارد جميع ما كان سيختارة جايك لنفسة لو سمحت له الظروف بذلك.
فهنالك العراقه و الجاة و الاصالة….
والانساب دون عناء الى المجتمع المخملي.
ولم يعر جايك اي اهتمام لموضع تبديد جيرارد الاموال التي خلفها له و الدة مع انه تخيل اكثر من مره الامكانيات و المجالات الواسعه التي يمكنة هو استعمال تلك الاموال بها فيما لوكانت له عوضا عن تبديدها و تبذيرها.
ولكن افلاس جيرارد لم يغير اي شئ فو ضعة الاجتماعي.


و عندما ما ت جيرارد بحادث سيارة بعد ليلة سيئه جدا جدا من المراهنه و المقامره و جدت هيلين نفسها و حيده شبة مفلسه و هي لم تتجاوزالثالثة و العشرين من عمرها و لاحظ جايك انه كان بامكانها بالتاكيد ايجاد عمل تعيش من دخلة و لكنها حتي و فاه ابيها و الفضيحة التي اثارتها تلك الحادثه و مسبباتها من ميسر و تبذير و استهتار كانت هيلين على و شك الزواج من كيث ما نرينغ ابن المحامي المشهور جفرى ما نرينغ لا تهتم بشئ الا بنفسها و متعتها.
كانت هنالك اسابيع تزلج فمنتجع سان موريتز السويسرى و اسابيع سباحه فجزر الباهما بالمحيط الاطلسى و اسبوع صيد هنا و اسبوع تسوق هنالك اما احتمال تحولها اضطرارا اوطوعا الى نمط حياة مختلف فكان امرا لم يرد فتفكيرها على الاطلاق.


و لما توفى و الدها و بدا كيث يتهرب منها بشكل مطول و ملحوظ شعرت بالضيق المادى و النفسي الى ابعد حدود اذ لم يعد لديها سوي دخل بسيط و رثتة عن جدتها لامها.
كانت هيلين جامعية مثقفه تتقن عده لغات اجنبية و تتحدث فيها بطلاقه الا انها لم تعمل شيئا بحياتها باستثناء تنظيم حفلات عشاء او السهر على راحه الضيوف.


التقي فيها جايك صدفه فمسرح شافتسبرى كان و بعض اصدقاءة يشربون كاسا خلال الاستراحه عندما دخلت برفقه زوجين شابين مدعوه من الزوجه التي كانت لفتره طويله زميله الدراسه و بما ان الزوج لم يكن الا جايلز سانتجون و هو صديق حميم لجايك و يتعامل معه تجاريا فقد كان من الطبيعي ان يعرفهما على بعضهما.


كان جايك فتلك الليلة بصحبه بنت برتغاليه فاتنه و لاحظ باعجاب مدي بروده اعصاب هيلين عندما حاولت فتاتة التمسك فيه و افهمها انه لها…ولها و حدها.
واخذ يتخيل ان هذي الفتاة الانجليزيه الشقراء ذات الجمال الهادئ و الجسد الطويل النحيل و العينين الزرقاوين الحالمتين ممكن ات تتصرف كزوجه لائقة.


لم يكن وضع هيلين غريبا عنه فالجميع فمجتمعة و محيطة يعرفون قصتها و اوضاعها و عندما تطلع اليها اكثر من مره تلك الليلة تصور انه شاهد فعينيها نظرات تشبة التحدى و لم يكن جايك معتادا على كتلك النظرات فالنساء عاده كن يجدنة رجلا ذو جاذبيه ساحره و لكن هيلين كانت تنظر الية كنوع من الحيوانات النادره و البشعة التي احضرت لها لتكشف عليها و تعطى بها رايها.


اتصل بها فاليوم الثاني معربا عن رغبتة فمشاهدتها مره اخرى.
رفضت تلك الدعوات…ودعوات مماثله و جهها اثناء الاسابيع التي تلت اللقاء الاول.
وفى احد الايام الاحقه عاود الاتصال فشعر بنبره صوتها ان مشكلة ما ربما حدثت و قبلت دعوتة لتناول العشاء و علم منها خلال الحديث ان البيت الذي تقيم به سوف يعرض للبيع و شكلت تلك المساله محطه عذاب حديثة فطريقها فدخلها القليل لا يسمح لها بشراء او استاجار شقه لائقة.
فماذا تفعل و الى اين تذهب؟
عائلة فورسايث نبذت و الدها جيرارد بسبب تصرفاتة الرعناء و اساليبة المتهوره و اللامسؤله و بالتالي فانها ترفض حتي مجرد الاتصال بالعائلة طلبا للمساعدة.
اصغي اليها جايك بانتباة و هي تحدثة عنمشاكلها و ربما لها بعض النصائح و اعر لها عن مدي تاثرة و تعاطفة و اكتفي بذلك.


اخذ يتصل فيها مره جميع يوم طوال الايام الاربعه عشر التي تلت لقاء العشاء و كان يدعوها احيانا للخروج معه فيما يكتفى احيانا ثانية بمجرد السؤال عن صحتها و شعورها بعدها بدا جايك يلاحظ تغيرا و اضحا فتصرفاتها و هي انها بدات تعتمد على تلك الاتصالات الهاتفيه اليومية و تتوقعها فتوقف عن الاتصال فيها مدة اسبوع.
كانت المساله بالنسبة الية كصفقةتجاريةتتطلب استراتجيه معينة و مواقف تتراوح بين المد و الجزر.


و لم يكترث فانه هذي المرةيتعامل مع انسان و ليس مع شركة اومؤسسة.
عندما اتصل فيها بعد انتهاء فتره المقاطعه كانت تعيسه و بائسه و كرجل الاعمال الذي يستغل مواقف الضعف عند الاخرين ليوجة ضربتة عرض عليها جايك الزواج….فقبلت.
لم يكن يحبها بل لم تكنتجذبة على الاطلاق كانت باردة و جامدة جدا جدا لا تروق له و لطبيعتة التي تعشق الدفء و الحركة و لكنها كانت…..مثاليه بالنسبة للمواصفات التي حددها لزوجه المستقبل.


اذهلتها كيفية عرضة و اثار استغرابها الاسلوب فمع ان فكرةالزواج منه لم ترد فبالها الا انها على ما يبدولم تجد بها سببا للاعتراض التام و الاحتجاج المشدد اما الاسلوب و الكيفية فكانا مثار للدهشه فقد اوضح لها بكل هدوء و بروده اعصاب بانه لا يريد زوجه الا بالاسم يريدها جزءا من ممتلكاته….يزين فيها طاوله الاكل الفخمه و تهتم بالضيوف عن الحاجة و تكون دليلا ممتعا على حسن ذوقة فاختيار النساء.

كان لعرضة و الاسلوب الذي قدمة به تاثير واحد مؤكد فقد جمد موقفها منه بعد ان كان الثلج ربما بدا بالذوبان و عادت مره ثانية تلك الفتاة الباردة و الغير مهتمه التي تعرف عليها فمقهي مسرح شافتسيري.
ولكنها…قبلت كما كان يتوقع و لذا بدا يحترقها و يزدريها كانتنظرتة اليها ستختلف كثيرا لو انها رفضتة لو انها اظهرت شيئا من عزه النفس و بدات تعمل على تنظيم حياتها و شؤونها و لكن بمجرد ان قبلت و بدون اعتراض راي بها تلك المخلوقه التعيسه الضعيفه التي كانت على استعداد للقبول برجل من الواضح انها لا تحبة عوضا عن ايجاد عمل تعيش منه بكرامه و عزه نفس.


صعقت و الدتة عندما ابلغها بعزمة على الزواج من هيلين.
والدة توفى خلال تسلق سلم الشهره و النجاح و امة رفضت طلباتة المتكرره للانتقال الى لندن و العيش معه لانها فضلت البقاء فالمنزل الذي عاشت به سنوات عديده من الحب و السعادة مع زوجها و على الرغم من الاختلافات الواضحه و العديده فنظرتيهما للحياةوالمبادئ و المثل و فو ضعيهما المادى و الاجتماعى فان جايك ظل يعتبر امة اروع و افضل سيده تعرف اليها فحياته.


التقت هيلين بوالده جايك خلال حفله الزفاف التي كانت رائعةومترفه و التي حضرها كل اصدقائها السابقين و لاحظ جايك انه كان يبدو عليها بوضوح انها تزوجتة لتعود الى هذا المجتمع الذي تعتبر به الممتلكات و الاموال اهم و اروع بعديد من قوه الشخصيه و الذكاء و التضحية.
وكانت و الده جايك كما توقع كطائر خارج سربة و كانت هيلين كذلك بالنسبة الى السيدةهوارد امرأة غير جديره بابنها و بما ان الوالده لم تكن متملقه اومعسوله اللسان فقد اوضحت ابنها بصراحه جارحه و مؤلمه انه كان بامكانة اختيار زوجه اروع بعديد من هيلين.
وثارت مثلها و قيمها العليا احتجاجا على ما يخطط له ابنها لانها احست بانه لا يشعر باى محبه او اهتمام جدى بهذه الانسانه الباردة التي لا تعرف من الحياة سوي القشور التافهة.


و مع هذا فقد نجح الاتفاق كما وضع اسسة جايك و هاهما بعد ثلاث سنوات يعيشان و فقا لما اتفقا عليه.
هو سعيد بملكيتة الرائعة الحديثة و هي سعيدة بحياة الترف و الغني و اللامسؤوليه التي تعودت عليها و لا تعرف غيرها.


اعمالة كانت تضطرة للسفر كثيرا للخارج و بالتالي فانهما لا يمضيان سويه سوي فترات قصيرة متقطعة لاتزيد فمجملها عن ثلاثه اشهر و لكن هيلين كانت دائما مستعده و جاهزة عندما يحتاجها لاى مناسبه اجتماعيه كحضور حفله او مسرحيه او لاستضافة المتزوجين من الاصدقاء و رجال الاعمال و شخصيات المجتمع.
ومع ان علاقتهما لم تكن تتعد حدود اللياقه و التهذيب المتبادلين بين الغرباء فانهما يتصرفان مع بعضهما برقى و انسانية….وهو تصرف مفقود بين معظم معارفهما.


اكتشف جايك ان لهيلين ذوقا رفيعا جدا جدا فالتاثيث و الديكور فاطلق يدها للقيام بما تراة مناسبا و كانت عند حسن ظنة فقد جعلت من هذا البيت الرائع فبلغرافيا متحفا رائعا و محط انظار الذواقه من شخصيات المجتمع.
ولاحظ جايك بارتياح ان اصدقاءة يعتبرونة رجلا محظوظا جدا جدا لان لدية زوجه تتمتع بهذا القدر من الذوق و الحس الجمالى المرهف.


تنبة جايك الى ان القطار بدا يدخل محطه كنغس كروس فهب و اقفا و ارتدي سترتة البنيه الرائعة و تهيا للخروج.
كان رجلا ضخم الجثه طويلا و عريض المنكبين و لكنة يتحرك بخفه الفهود و مع انه لم يكن و سيما الا ان الفتيات كن يجدنة جذابا الى ابعد الحدود و كان ذكيا و يعرف ان ثروتة ال كبار تشكل احد العوامل الرئيسيه فتلك الجاذبيه و نجاحها.


توقف القطار فحمل جايك حقيبتة و غادر المقصورة باتجاة الباب الامامي.
كان سائقة الخاص لايتمر ينتظرة على رصيف المحطه و بمجرد نزولة من القطار حياة لايتمر باحترام و تهذيب فائقيين قائلا:


” اسعدت مساء يا سيدي…هل كانت رحلة جيدة؟



” لا باس,
شكرا.
كيف حالك انت يا لايتمر و كيف هي زوجتك؟



و كان الترحيب المعتاد و العبارات القليلة التي تتكرر هي نفسها تقريبا مع جميع رحله و جميع عودة.
دخل جايك السيارة ال كبار الفخمه و جلس خلف مقود القياده ينفث دخان سيكارة الفاخر و ينتظر بعبنوته انتهاء سائقة من من توضيب الحقائب فصندوق السيارة انه الان فلندن و يتحرق للوصل الى لبيته بعد ان غاب عنه لاكثر من ثلاثه اشهر.
صعد لايتمر الى جانب رب عملة الذي انطلق بالسيارة بمجرد سماعة صوت اغلاق الباب.
كان جايك يحب قياده سيارتة بنفسة فاوقات فراغه.
وفجاةتطلع بسائقة و ساله:


” كيف حال السيدة هاورد يا لايتمر؟
هل استلمت الزهور التي ارسلتها لها من غلاسكو؟



” نعم يا سيدى و صلت الزهور.
واعتقد ان السيده بخير و الحمد لله و لكنها اصيب كغيرها عندما برد الطقس بزكام خفيف و سعال متقطع ”


هز جايك براسة بعدها ساله:


” و عائلتك يا لايتمر؟
هل الجميع بخير؟
كيف حال ابنك هذي الايام اعنى الابن الموجود فالجامعة؟
هل تعتقد انه سيتخصص فالفيزياء و الكيمياء؟



ابتسم لايتمر و اجاب بحماس و فخر:


” انه يرغب فذلك يا سيدى و اعتقد ان نتائجة حتي الان مرضية.
انة فالسنه الثالثة كما تعلم و انا متاكد من انه يقدر لك اهتمامك يا سيدى ”


وصل جايك الى منزلة الواقع فميدان كيرسلاند الذي يضم ابنيه فخمه يملكها رجال اعمال و حرفيون و مهنيون.
وكان لايتمر يعيش مع زوجتة التي تعمل كمدبره بيت =فبيت جايك و بقيه افراد عائلتة فشقه جديدة ملحقه بالفيلا و لكنها خاصة بهم و تثير اعجاب و قد غيره الاصدقاء و الاقرباء.
اوقف جايك سيارتة امام المنزل فما كان من سائقة الا ان نزل قبلة و فتح له الباب قائلا:


” هل ستحتاجنى بعد اثناء هذي الليلة يا سيدي؟



رفع جايك طوق سترتة ليرد عن عنقة هواء الليل البارد و قال:


” لا اعتقد شكرا.
بامكانك الان ان تضع السيارة فمكانها ”


” حاضر سيدى ”


صعد جايك الدرجات الست و فتح الباب بمفتاحة الذي لا يفارقة و توجة نحو القاعه عبر مدخل رائع جميل و هنالك لاحظ ان الابواب التي تؤدى الى غرفتي الاكل و الاستقبال و الغرفه التي يستعملها كمكتب خاص كانت جميعها مغلقه على غير عادتها.
اين هي هيلين؟
كانت دائما تحضر لملاقاتة و استقبالة عندما يعود!
الم تسمع صوت السيارة او فتح الباب و اغلاقه؟


رمي سترتة دون اكتراث على احد المقاعد و هم بالخروج و فتلك الاونه فتح الباب المؤدى الى المطبخ و الطابق السفلى حيث يسكن السائق و عائلتة و دخلت منه مدبره البيت السيده لايتمر حيتة بتهذيب قائله و هي تاخذ سترتة لتعلقها فغرفته:


” مساء الخير يا سيدى و اهلا بك؟
هل كانت رحلتك موفقة؟



” شكرا و الحمد لله.
كيف حالك انت يا سيده لايتمر؟



انهي جملتة و تطلع حولة بتساؤل و استغراب.
اجابتة السيده لايتمر بهدوء و لكن و جهها كان منزعجا بعض الشئ.
انها امرأة مخلصه و لطيفه بدات تعمل فخدمتة منذ عشر سنوات عندما اصبح ابنها الاصغر قادرا على العناية بنفسه.
زوجها يعم مع جايك منذ ثلاثةعشر عاما و ربما اصبحا بعد تلك السنوات القليلة يعرفان مخدومهما حق المعرفه و لذلك شعرت فتلك اللحظه لنة سيسال عن زوجته.


” اين السيده هوارد؟



ازداد انزعاجها فاحمر خداها و قالت:


” انها خارج البيت يا سيدى ”


الا يعرف ذلك!
ضبط اعصابة و حد من غضبة قليلا بعدها سالها بانفعال:


” اعرف انها ليست هنا…ولكن اين هي؟



” لست متاكده يا سيدى لم تقل الى اين ذهبت.
كل ما اعرفة انها مع السيد ما نرينغ ”


صعق جايك لسماع ذلك الاسم.
كان يتوقع سماع اي اسم احدث و لكن.
.
.


” ما نرينغ؟
كيث ما نرينغ؟



” اعتقد هذا يا سيدي.
العشاء…جاهز يا سيدي.
من المؤكد انك جائع.
هل تريد….ان….؟



حل جايك ربطه عنقة بعبنوته ظاهره و سالها مقاطعا:


” اخبريني…هلكانت زوجتي تعلم اننى ساصل هذي الليلة ؟



” بالتاكيد يا سيدي.
الزهور التي ارسلتها من غلاسكو و صلت مساء امس ”


” حسنا ”


عقد جايك جبينة و ضاق اتساع عينية غضبا بعدها قال:


” حسنا يا سيده لايتمر.
ساستحم الان و اتناول عشائى بعد.
.
.”


و تطلع الى ساعتة الذهبية ال كبار بعدها تابع جملته:


” .

.
.
بعد عشرين دقيقه تقريبا ”


صعد جايك الى غرفتة بسرعه و كانة يهرب من و اقع مرير و كان كلما صعد درجه شعر بمزيد من الغضب و الاستياء.
تالم بشده و كانة طعن بالظهر.
لماذا اختارت هيلين هذي الليلة بالذات لتخرج من البيت؟
بعد جميع الرحلات السابقة كانت تنتظر و صولة و تستقبلة بابتسامه رقيقه و استعدادا لا يضاهي للاستماع الى تفاصيل صفقاتة التجاريه و كانت تبدى تعاطفا او تقدم نصيحه كلما كان هذا ضروريا.
اللعنة!
اليست هذي مهمتها المتفق عليها؟
لقد اشتراها…نعم اشتراها لهذا الغرض لا لكي تمضى و قتا ممتعا مع هذا اللعين كيث ما نرينغ!.


خلع ثيابة و دخل الحمام و ظلت افكارة مشوشه و مشاعرة غاضبة.
كيف تجرؤ على الخروج و ملاقاه رجل هجرها قبل ثلاث سنوات فحين انه هو جايك هوارد الذي انتشلها من مصيبتها…وتزوجها…واغدق عليها الاموال بدون حساب

فكيف تسمح لنفسها بلقاء هذا الشاب اللعين فالوقت الذي يصبح به زوجها خارج البلاد؟
ماذا سيقول الاصدقاء… و كيف سيفكرون؟


انهي حمامة و ارتدي ثيابة و هم بالتوجة الى قاعه الاكل و لكنة شعر فجاه برغبه قويه للدخول الى غرفةهيلين.
فتح باب الغرفه و اخذ يتاملها بسخرية.
اثاث جميل الجمال,
الوان اخاذة,
ذوق رفيع و غني فاحش.
اغلق الباب بعنف قبل ان يقدم على عمل متهور…مثلا كرمى جميع شئ فالخارج او احراق المفروشات و الستائر و السجاد!
كيف تجرؤ على الخروج من المنزل ليلة عودته؟
ومع ما نرينغ بالذات!
الا تعرف مع من ترتكب كهذه الحماقة؟
هل تظن هذي الغبيه السخيفه على انه لن يعترض على ان قيامعلاقات بين زوجتة و رجال اخرين؟
لا…هذه لا يحد ابدا مع جايك انتونى هوارد فهو عندما يمتلك شيئا يكون هذا الشئ كله ملكا له و حده…دائما…وطوال الوقت و ليس فقطعندما يختار اخراجة من علبتة بين الحين و الاخر ليمتع ناظرية به.


” العشاء جاهز يا سيدى ”


” حسنا حسنا… شكرا يا سيده لايتمر”


جلس جايك الى ما ئده الاكل و حاول جاهدا اظهار الاهتمام و الرضي بنوعيه الاكل و كيفية طهوة و كادت مشاعرة المتاججه ان تغرية باستجواب مدبره امنزلة حول نشاطات زوجتة خلال غيابه.
كان يتحرق لمعرفه كم مره التقت هيلين بها بذلك الوغد و ما اذا كانت احضرتة الى المنزل.
اة من تلك الفكرة كم هي شنيعة و مرعبة!
كيث ما نرينغ هنا…فى بيته!.


و لكنة لم يقل شيئا و لم يسالها عن اي شئ بل حاول التصرف و كان غياب هيلين ليس مهما.
انهي عشاءة الذي كان سيستمتع فيه كثيرا لو لم يكن فمثل تلك الحالة من الغضب و الانزعاج بعدها شكر السيده لايتمر و اذن لها بالذهاب و هو يتوجة حاملا فنجان القهوه الى غرفه الجلوس.


جلس و حيدا و حيدا امام التلفاز يشاهد استعراضا غنائيا راقصا و هو امر قلما فعلة فالسابق ففى الفترات القليلة التي يمضيها فلندن تكون سهراتة مفعمه بالحركة و النشاط فاما ان يحضر حفله او مسرحيه او يقيم حفله فبيته لاصدقاء و زملاء العمل.
وفى المرات النادره التي لا توجد بها هذي النشاطات المعتاده يحضر معه الى المنزل بعض اوراقة و دفاترة و يعمل بهدوء و سكينه .



الا انه لم يتمكن من العمل هذي الليلة مزاجة لا يسمح له بالتركيزعلي تلك العقود التي كان ينوى العمل عليها بعد العشاء و بعد ان يروى لهيلين تفاصيل الرحله.
انة ينتظر عودتها على احر من الجمر ليواجهها و يصب جام غضبة عليها ليفهمها بلهجه صريحه و واضحه ان عليها كزوجه و اجبات معينة لا ممكن التساهل بشانها مهما كانت علاقتهما سيئه و غير مرضية.
لقد قبلت عرضة بالشروط التي حددها و هو لن يسمح لها ابدا باى تجاوزات او تعديلات للاتفاق.


و فجاه تحول تفكيرة دون اراده منه الى تلك الشابه التي التقي فيها مرات عديدة اثناء الاسابيع القليلة الماضيه و لاحظ بسرور بالغ ان


((لويز كورللي)) كانت طبعا عاملا رئيسيا فجعل اقامتة اقل و حدة و اكثر متعه و كان عزاؤة لضميرة بان الوضع مختلف فهو رجل…اليس كذلك؟
ورجل له شهيه الرجال!
وخارج بلاده!
يبعد الاف الكيلومترات عن بيته و اصدقائة و عن اي شخص ممكن ان يثرر عن تلك العلاقة…اما هيلين فهي هنا فلندن حيث جميع خطوه من تحركاتها تكون عرضة للتكهن و الاقاويل من جانب الاصدقاء و الاعداء على حد سواء .



مرت ساعات المساء بطيئه و متثاقله فحين كان غضبة يزداد حده و يكاد يصل الى درجه الغليان.
موسيقاة الكلاسيكيه المفضله لم تساعدة كما فالسابق على التخفيف من حده توترة و انقباضة و فجاه سمع صوت الباب يفتح بعدها يغلق…انها هيلين!
واحس برغبه فالخروج للقاعه و مطالبتها بايضاح فورى قبل ان يبدا بالصراخ و التحذير و التهديد و لكنة قرر البقاء فمكانة لانها هي ستاتى اليه.
وبعد لحظات دخلت هيلين رائعة و فاتنه بشكل خاص.
اة انها ترتدى هذا الفستان الازرق المطرز بالفضه الذي ابتاعة لها من اليابان قبل سته اشهر و الذي لم تلبسة مرةواحده قبل الان انه يريد تمزيقة لانها لم تلبسة الا لتخرج مع كيث ما نرينغ.
يا للوقاحه و قله الحياء .



” مرحبا جايك.
انك تبدو فحالة جيدة.
كيف كانت رحلتك؟



سيطر جايك على اعصابة و اجاب بلهجه باردة:


” ناجحه الى حد كبير ”


” اوة ذلك خبر جيد ”


اضطرت هيلين للتطلع به مرةثانية فشاهد القلق و الانزعاج فعينيها و سمعها تقول متلعثمة:


” انا…انا اسفه لاني…لانى لم اكن هنا…عندما عدت الى المنزل.
كنت…كنت مرتبطة…بموعد ”


” اعرف هذا ”


احمرت و جنتاها و اخذت نفسا عميقا بعدها قالت:


” من المؤكد ان السيده لايتمر اعدت لك عشاء ممتازا و .
.
.”


انفجر جايك غاضبا و قاطعها قائلا:


” لتذهب السيده لايتمر و عشاءها الممتاز الى الجحيم ”


مدت هيلين راعيها الى الامام متوسله الهدوء و التفهم:


” جايك ارجوك.
.
.”


” ارجوك ما ذا؟
اللعنه على ذلك الرجاء اين كنت يا امراة؟



بلعت هيلين ريقها بصعوبه و تراجعت خطوه الى الوراء و قالت:


” لقد اخبرتك السيده لايتمر بالتاكيد.
.
.”


” انا لست مهتما بالسيده لايتمر و بما قالتة انا اريد ان اعرف منك انت بالذات اين كنت و مع من؟



لم تجد هيلين بدا من الاجابه فقالت بصوت مرتجف:


” كنت فحفلة…مع كيث ما نرينغ ”


صرخ جايك بصوت عالى شاتما:


” ايتها الكلبه الحقيره لا ادرى كيف تكون لك الجراه الكافيه لكي تقفى امامي كذا و تقولين لى بمثل هذي البساطه انك كنت مع رجل احدث و مع هذا الوغد بالذات ما نرينغ!



رفعت هيلين راسها و ارغمت نفسها بصعوبه على التطلع بعيني جايك و قالت له بقله اكتراث:


” و لم لا؟



” لم لا؟
ماذا تعنين بهذا السؤال الوقح الاجوف؟
لم لا؟
انك زوجتي اليس ذلك جوابا كافيا ؟



كانت هيلين فتلك اللحظه تداعب خاتم الماس الذي يقدر ثمنة بالاف من الجنيهات و الذي اهداها اياة جايك يوم اعلان خطوبتهما و كانت عيناها زائغتين و حائرتين و مشاعرها متضاربه و افكارها مشوشه بعدها سالتة بهدوء:


” و انت هل يكفيك كذلك ذلك الجواب…بانك زوجي؟



احتار جايك فسالها مستغربا:


” ماذا تعنين بهذا السؤال الارعن؟



رفعت هيلين مره ثانية حاجبيها متضايقه و قالت:


” كنت اظن انه و اضح جدا جدا و ليس بحاجة الى جواب او تفسير.
هل تعتقد انا ما من احد من الاصدقاء سيتبرع بابلاغى انباء مغامراتك و انتصاراتك الغرامية؟
وباننى لن اشعر بالقرف و الاشمئزاز عندما تتكرر هذي الاخبار باستمرار و من افواة اشخاص يدعون كذبا بانهم مخلصون و مهتمون بمصلحتي؟



” رباة ماذا اسمع؟
وتعتقدين ان….ان تصرفاتى هذي تخولك التصرف على نحو مماثل اهذا ما تحاولين قوله؟



” لا!



قالتها بعبنوته و ايجاز شديدين لفتا نظرة و جعلة يستدير لمواجهتها مره اخرى.
اما هي فتابعت قذف حممها باتجاهه:


” لا يا سيد جايك!
انا لست مثلك!
انا لست حيوانا يطلق لشهواتة العنان و يستسلم لمطالب جسدة محاولا تلبيتها كيفما كان بغض النظر عن الزمان او المكان…..او الشريك ”


” و تعتبرين اننى انا…..حيوان؟



احمر و جهها و ربما حل الغضب محل الخجل و السخط محل اللياقه و الهجوم محل الدفاع و قالت بلا اكتراث:


” الحقيقة يا جايك انه لم يعد يهمنى من انت.
ولكنى لا اري اي مبرر لشكواك من تصرفاتي.
وفيما يتعلق بى شخصيا فان هذي الاشهر الثلاثه الاخيرة كانت القشه التي تقسم ظهر البعير.
اننى لا اجد سببا لاعزل نفسي عن اصدقائى لمجرد اننى متزوجه منك و .
.
.



هل انا مضطر لتذكيرك بان من تسمينهم اصدقاء هجروك فور و قوع تلك الحادثه التي اودت بحياة و الدك؟



و جهت الية نظره ثاقبه و قالت بضيق و انفعال:


” هذي ملاحظه تافهه و رخيصه ”


هز جايك كتفية العريضين و هو يتاملها بتفحص و تمعن.
كانت تلك المره الاولي التي يراها عبنوته المزاج و قادره الى حد ما من الدفاع عن نفسها و مواجهتة بقوة و ثقه بالنفس.
ثم قال لها بدون ان يبعد نظراتة عن عينيها:


” و لكنها ملاحظه صحيحة فاى حال!
ماذا ستفعلين و بماذا ستعلقين عليها؟
ماذا ستقولين ازاء هذي الملاحظه القاسيه و الجافة؟
اننى انسان غير مهذب انسان شبية بذلك الوغد الوقح ما نرينغ ؟




” كيث رجل مهذب و يحسن التصرف ”


اوة اهذا ما تعتقدين؟
وما هو تفسيرك لكلمه مهذب يا ترى؟
هل الرجل السيد المهذب هو الذي لا ياكل حبوب الزيتون قبل ان يقطعها بالسكين؟
او الذي يذهب الى شاطئ البحر مرتديا ستره سوداء رسمية؟



” انت انسان فج و وقح!
انا ذاهبه الى النوم ”


هجم نحوها بخفه و سرعه و قال لها بعبنوته ظاهرة:


” هل انت ذاهبه حقا؟
لا يا صغيرتي…لن تذهبى قبل ان اسمح لك او اطلب منك هذا ”


رفت راسها و نظرت الية و هي لا تصدق اذنيها:


” انت مجنون يا جايك!
نحن الان فاواخر القرن العشرين…وانت لست سجاني!
لا,
لا ممكن ان تفرض على القيام بكل ما تريد فاى وقت تريد ”


ضم شفتية بقوه و قال لها بسرعه و تهكم غاضب :


” لا يمكننى ها؟
لو كنت مكانك لما عولت كثيرا على ذلك الشعور ”


سارت هيلين نحو الباب و لكنها لاحظت انه لا يحيد عن طريقها فقالت له:


” جايك ذلك الحديث لا يعجبنى على الاطلاق و اتمني لو انه لم يبدا ابدا ”


رد عليها جايك بحده و سرعة:


” و انا كذلك و لكن هل لى ان اذكرك بان غيابك عن المنزل ذلك المساء هو السبب؟
:


” انا متعبه جدا جدا هل بالامكان بحث ذلك المقال غدا صباحا؟
اعتقد ان حديث الصباح سيصبح اروع و اجدي لاننا سنكون…سنكون اقل انفعلا و اكثر عقلانيه ”


تطلعت هيلين بكيفية لا شعوريه الى الطاوله التي كان يجلس قربها و لكنها ندمت على هذا و قالت بسرعة:


” لا ذلك لا يعني شيئا ”


تضايق جايك من تلك النظره العفويه و ربما فهم مغزاها و التهمه الصامته التي كانت تحملها و قال:


” و هل تعتقدين انني….اوة هيلين!
هذا امر لم يحدث من قبل و ان .

.
.



قاطعتة بتهذيب و هدوء:


” و لا اريدة ان يحدث.
والان هل تسمح لى بالذهاب الى الفراش؟



ابتعد جايك عن الباب و لكن ملامحة القاسيه و الغاضبه لم تهدا او تنفرج.
ثم سالها قبل ان تتحرك من مكانها:


” الست مهتمه بما احضرتة لك من الولايات المتحدة؟
كنت دائما اعتقد ان ذلك هو اسباب زواجك مني…ان تحصلى على اكبر قدر من الفائدة الماديه من هذي الحياة!



نظرت الية هيلين بقسوه و تقزز و شعرت انها على و شك توجية صفعه مؤلمه و مخزيه الى و جهة الساخر و الحاقد و لكنها لم تفعل شيئا سوي شد قبضتها و التطلع الية شزرا و هي تسرع بسرعه و انفعال الى غرفتها.

2-ضحكه نصفها حزن

انهت هيلين تسريح شعرها و وضع قليل من المساحيق على و جهها بعدها جلست تنتظر جايك الذي الذى كان بدورة يستعد لسهرة تلك الليلة.
دعيا الى حفله استقبال فاحدي السفارات و تلك اول امسيه سيقضيانها معا منذ عودتة قبل اسبوع تقريبا.


الليالي الاربعه السابقة امضاها فالعمل المتواصل لم يتوجة الى غرفتة قبل مضى الجزء الاكبر من ساعات الليل و مع ان هيلين كانت معتاده على هذا طوال السنوات الثلاثه الماضيه الا انها لاحظت ان الجو الذي ساد اثناء الاسبوع الاول لعودتة الاخيرة من الولايات المتحده اتسم الى حد كبير بالتوتر و الانفعال و كان تحولا جذريا ربما حدث فعلاقتهما او فتصرف جميع منهما مع الاخر.


قبل رحلتة هذي كانا يتحدثان فترات طويله و لا باس ان كان معظم الحديث يتركز حول تجارتة و صفقاتة المتعدده و لكن العلاقه لم تكن ابدا متوتره على ذلك النحو او الى ذلك الحد.
وتساءلت بانزعاج بالغ عما اذا كانت هي و حدها المسؤوليه عن ذلك التوتر ام ان اللوم يجب ان يقع على عاتقهما معا.!


نظرت الى المرأة الموجوده امامها بحزن و تاثر هل من المنطق او المعقول ان يتوقع منها جايك التخلى عن اشخاص تعرفهم منذ حداثه سنها و الاكتفاء بصداقات شكليه و سطحيه مع اصدقائة و زوجاتهم صحيح ان لهما اصدقاء مشتركين امثال جايلز سانت جون و لكن هنالك اشخاص تعتبرهم هي مقبولين تماما فحين يجدهم جايك تافهين و محتقرين و غير جديرين بصداقه او حتي بمعرفه او لقاء.


كيث ما نرينغ هو واحد من هؤلاء الاشخاص.
انها تعرف كيث منذ سنوات عده و كانت فاحدي الفترات تتوقع الزواج منه الا ان هذي المشاعر بالذات اصبحت ملكا للماضى و ذكرياتة و لم يعد يجمع بينهما سوي الصداقه و فعلا فاى محاوله من جانب جايك لاتهامها بغير هذا او للايحاء بان ثمه علاقه غير الصداقه العاديه البريئه هي محاوله رخيصه و حقيرة.
تناولت قلم الترائع و اجرت تعديلا بسيطا فوق عينيها اليمني بعدها عادت الى التفكير و احلام اليقظة…والتساؤل.
كم من مره فالاعوام الثلاثه الماضيه عانت من التعليقات الجارحه و الملاحظات اللاذعه التي كانت تتحفها فيها احدي النساء اللاتى يدعين الاهتمام و الصداقه و الحرص على المصالح الزوجية…تلك الملاحظات التي تدور فمجملها حول علاقات جايك الغراميه و هذي التي شوهد معها بانتظام و تلك التي كان يغازلها و يجاملها و ربما…!
وتذكرت هيلين انها فبادئ الامر كانت تشعر بالصدمه و الحزن…وحتي بالاذلال و لكنها اعتادت بعد هذا على التاقلم مع الواقع المر لا بل ارغمت نفسها على تقبل هذا الواقع لانها لم يكن بامكانها الحوؤل دونة او القيام باى شئ لمنعة او الحد منه.
جايك رجل شبق يتصرف مع النساء كم تفعل النحله مع الازهار و هنالك العديد من النساء اللواتى هن على اتم الاستعداد لتلبيه حاجاتة و متطلباتة و هيلين تعرف ان ايا منهن لا تعني شيئا بالنسبة الى جايك فبمجرد ان تبدا احداهن فو ضع شروط او التقدم بمطالب يطردها من حياتة و افكارة بسرعه و بدون تردد.
انة من اولئك الرجال القساه الذين لا يعيرون اي اهتمام لمشاعر النساء او عواطفهن.
ابتسمت هيلين بسخريه عندما لاحظت انها فبعض الاحيان تاسف لهؤلاء الضحايا.


و قفت و تاملت صورتها كاملة فالمرأة الضخمه امامها انها بلا شك امرأة رائعة و لا داعى للتواضع و الخجل و لو لم تكن رائعة لما اصبحت زوجه جايك هوارد.
كل ما حصل عليه او يمتلكة يجب ان يصبح الاروع و لكن معرفتها لهذه النقطه الحساسه لم تسعدها او تمنحها اي شعور بالرضا و السرور.
فهي سجينه و هو السجان…هى عصفور رائع جميل يضعة جايك فقفص ذهبى ليسمع صوتة عندما يريد و يمتع فيه نظرة عندما يشاء.
سمعت طرقا خفيفا على الباب فردت بسرعه و بنبره حاده عفويه بدون ان تلتفت الى الوراء:


” ادخل ”


فتح جايك الباب و لكنة لم يدخل.
كان جذابا فثياب السهرة الرسمية و مع هذا فقد ظهر لها من زاويه معينة بدائيا للغاية…ربما كانت كيفية سيرة و تحركة او قد كانت تلك النظرات المتعجرفه القاسيه فعينية السوداوين الساخرتين.
كان يبدو و اثقا من نفسة الى حد كبير و شعرت هيلين بانه يتوقع سهرة جميلة و استمتاعا بالغا فتلك الامسية.
السهرة بالنسبة الية كانت نوعا من التحدي…مناسبه لاستعمال مواهبة و شخصيتة القويه للتاثير على عدد كبير من الموجودين و خاصة ذوى النفوذ منهم.
انة بلا شك ينظر الى هذي الحفله كخطوه هامه نحو حصول مؤسسة هوارد على موطئ قدم فتلك الدوله و جارتها الاربعه ايضا.
حماس ذلك الرجل و اندفاعة كانا و لا يزالان و راء نجاحة فقيام تلك المؤسسة العملاقة.
ومهما بلغت قوتة و ثروته


و ضخامه مؤسستة فانه سيظل محافظا على هذا الطموح الجارف و الشخصيه الفذة.


شعرت هيلين بثروه عارمه داخلها عندما وصل شريط افكارها الى هذي النقطه الاخيرة بالذات و تساءلت فتلك الاونه كما كانت تفعل منذ الاسبوع الاول لزواجهما عن الحكمه فقبولها الزواج منه و لماذا قبلت بهذا المنصب الذي تحسدها عليه مئات الشابات و السيدات مع انه منصب مزعج و بارد و مؤلم!
لماذا اكتفت بان لا تكون سوى…زوجه جايك هوارد؟
قسوته,
عنجهيته,
طبيعتة المادية,
سحرة السريع التاثير,
جاذبيته الفتاكة,
ثقتة التامه بنفسة و قدراته….كلها خصائص تضايقها و ترفضها فشريك العمر.
ولكنها دابت على اقناع نفسها دوما بان عليها تقبل الواقع…علي مرارتة و الحياة الزوجية مع جايك…علي صعوبتها.
لن تسمح له ابدا بالدخول الى قلبها و عواطفها لان من شان هذا القضاء على البقيه الباقيه من اعصابها و مشاعرها…وحتي من كرامتها.


اغمضت عينيها لحظه فسمعتة يقول بلهجه توحى بالود و الاهتمام:


” انك…جميلة!
ولكنى متاكد من انك تعرفين هذا و لست بحاجة لسماعها من الاخرين ”


” انه لمن دواعي السرور دائما ان يحصل الانسان على تاكيدات من الاخرين لما يعرفة او يشعر فيه ”


هز جايك راسة بشيء من التهكم بعدها اخرج علبه من جيبة قائلا:


” هذي هديه لك ”


مشي نحوة بعدها سالها و هو يفتح غطاء العلبه امام عينيها:


” هل يعجبك؟



و كيف لا!
قالتها لنفسها و هي تتامل العقد الرائع الجمال المتقن الصنع…والباهظ الثمن و لكنها احتفظت برباطه جاشها و ضبطت اعصابها و قالت له بهدوء و بابتسامه خفيفة:


” شكرا…هل تسمح بوضعة حول عنقي؟



” بالتاكيد ”


رمى جايك العلبه على السرير و وضع العقد حول عنقها بخفه و مهاره قائلا ببرودة مماثلة:


” انه رائع عليك و اظنة يناسبك و خاصة مع ما ترتدينة الليلة ”


استدارت هيلين نحوة و لاول مره منذ دخولة غرفتها و قالت له بلهجه اكثر من عاديه و تنم عن عدم اكتراث الى حد ما :


” نعم انه جميل ”


تاملها جاك بتمعن و كانة يحاول بنظراتة الثاقبه معرفه رد فعلها الحقيقي على هديتة لها بعدها هز كتفية و كانة هو الاخير غير مهتم او مكترث بتجاوبها اللامبالى و قال:


” اشتريتة لك من نيويورك ظنا منى انه سيعجبك ”


” انه يعجبنى ”


حملت حقيبه يدها المخمليه بعدها نظرت الية و سالتة بهدوء:


” هل انت مستعد للخروج؟



رفع جايك معطفها الانيق الذي كان ملقي على حافه السرير و ساعدها على ارتداءة و هو يجيب:


” نعم انا مستعد.
لايتمر يحضر السيارة الان.
هل نذهب ام انك تريدين شئ احدث ؟



لم تجب بل سارت نحو الباب بدون ان تلتفت نحوة او و راءها و كان لايتمر ينتظرهما بصبر و هدوء قرب الباب الرئيسي.


جايك يحب قاده السيارات و لكنة يفضل الجلوس فالمقعد الخلفى عندما تكون هنالك حفلات رسمية او لقاءات عمل او اجتماعات ضرورية.


اوقف لايتمر السيارة امام مدخل السفاره و خرج منها مسرعا ليفتح الباب للسيده فحين تولي احد موظفى الاستقبال فتح الباب الاخر.
وبما انه لم يكن هنالك اي مكان شاغر لايقاف السيارة فذلك الشارع طلب جايك من سائقة ان يذهب الى المنزل على ان يعود اليهما فو قت لاحق.


بعد صعودهما الدرج الرخامي العريض و وصولهما المدخل المؤدى الى قاعه الاستقبال استاذنت هيلين زوجها و تبعت احدي المضيفات الى غرفه جانيه مخصصه للسيدات لكي تضع معطفها مع بقيه المعاطف و تتاكد من حسن مظهرها قبل الدخول الى القاعه الرئيسية.
كانت الغرفه تعج بزوجات الدبلوماسيين و السياسيين و شخصيات المجتمع.
علقت هيلين معطفها و القت نظره سريعة على نفسها فاحدي المرايا بعدها خرجت لملاقاه زوجها و الدخول معه الى الصاله الكبرى.
كان جايك بانتظارها و لكنة لم يكن و حدة كان يقف مع رجل متوسط العمر يتكلم بحماسة و حيوية فيما كان جايلز سانت جونز و زوجتة جنيفر يصغيان باهتمام بالغ.
لوحت جنيفر بيدها عندما شاهدت هيلين و تقدمت نحوها بلهفه قائله و هي تقبلها:


” هيلين…عزيزتي!
لقد مضي دهر على احدث لقاء بيننا.
اين انت و ماذا كنت تفعلين اثناء هذي المدة الطويلة؟

حول جايك نظرة بسرعه الى و جة زوجتة الذي احمر قليلا و شعرت هيلين فورا بتلك النظره الحاده و بتاثيرها عليها.
جايك قادر تماما على التظاهر بتوجية كافه اهتمامة الى مساله ما فحين انه فعلا يصبح مصغيا الى مقال احدث يختلف تمام الاختلاف من حيث الشكل و المضمون.
واحست انه يركز اهتمامة الان على الجواب الذي ستعطية و من المحتمل ان يتوقع منها ابلاغ جنيفر بملاقاتها كيث ما نرينغ.


ابتسمت هيلين و اجابتها بلهجتها الواثقه المعتاده :


” توقعت ان تكوني منشغله هذي الايام.
انا من ناحيتى كنت منهمكه فاجراء عده تعديلات و ترتيبات حديثة فالبيت بعدها انك تعرفين كيف ان جايك عاد بعد فتره غياب طويله و .
.
.”


لم تكمل جملتها عمدا بل عمدت الى توجية نظره باسمه تحمل اكثر من معني الى جايلز الذي كان يمد يدة لمصافحتها .



” انك تبدين جميلة بشكل خاص هذي الليلة ايتها العزيزه ”


قالها جايلز لهيلين و هو يشد على يدها و يرد على الابتسامه بالمثل بعدها يدة اليسر الى العقد الثمين فحين ابقي يدة اليمني ممسكه بيد هيلين و قال:


” ذلك عقد رخيص و مقلد و انا متاكد من انه ليس من و ولورتز ”


كان جايك ربما انهي جديدة مع السياسى المتوسط العمر و حول اهتمامة الكلى لما يجرى قربة بعدها و جة نظره طويله الى جنيفر و قال لجايلز بدون ان يرفع نظرة عن زوجه صديقه:


” و هل انت حقا مقتنع بما تقول؟



بعدها تطلع الى زوجتة و سارع الى القول و لكن بلهجه جافة و قاسية:


” لماذا لا نزيد الجمال جمالا و التحفه حلوه و كمالا!



ازداد احمرار و جة هيلين و شعورها بالضيق و الانزعاج و قالت:


” اعتقد ان هذي المحادثه سخيفه جدا.
اليس ايضا يا جنيفر؟



و قبل ان يتمكن احد من الرد او التعليق على ما قالتة سارعت الى توجية سؤال عن مقال مختلف تماما :


” اوة جايلز!
هل و جدت شيئا جديدا بالنسبة الى تلك القارورة؟



جايلز سانت جونز لم يكن مجرد رجل اعمال و عضو مجلس ادارة فكثير من الشركات بل كان كذلك يهوي الحاجات القديمة التي تحمل قيمه تاريخيه و اثريه و يمضى الساعات الطوال فاجراء دراسات و بحوث عنها.
وكانت هيلين ربما اعطتة قاروره فضية صغار ليتاكد لها من صحة ما يقال عن انها صنعت خصيصا لليدى هاملتون و القاروره الفريده هديه لهيلين من جايك فعيد ميلادها الماضي.


اخذ جايلز يشرح مراحل التحقيقات التي يقوم فيها فيما كانوا جميعا يتوجهون الى قاعه الاستقبال.
كانت هيلين تستمع الى شرح جايلز المستفيض و تصغى فالوقت ذاتة الى لتفاصيل حادثه طريفه حدثت لجايك فخلال و جودة فامريكا و لضحكات جنيفر المتواصلة.
ازعجها الغنج و الدلال و لم تعد تسمع محاضره جايلز او نكته جايك.
عاد فيها تفكيرها الى تلك المناسبات النادره التي كان الحزن العميق و حدة يضطرها للتذمر لصديقتها جنيفر من تصرفات جايك و كيف ان جنيفر كانت دائما تاخذ جانبها و تتهم جايك بالحقاره و الخسه و تذكرت كذلك انه فكل مره يجتمع بها الاصدقاء الاربعه تنسي جنيفر اتهاماتها و تتصرف مع جايك و كانها تجدة جذابا و ساحرا للغاية.
وللمره الاولي منذ ان بدات جنيفر تتصرف على ذلك النحو شعرت هيلين بضيق و انزعاج شديدين.
وفجاه تطلعت الى الوراء فلاحظ جايك الانقباض الظاهر على و جهها و ….فى تلك اللحظه بالذات زلت ربما جنيفر فامسكت بذراع جايك محوله انتباهة عن زوجته.
هل تعمدت تلك الحادثه البسيطة ام انها و قعت قضاء و قدرا؟
ازداد تاثر هيلين و شهرت بالم حاد فمعدتها.
جايك لم يبحث معها تفاصيل رحلتة الخيرة…لم يبحث معها اي شئ منذ اسبوع الحقيقة انهما لم يتبادلا سوي بعض عبارات عاديه و تقليديه فلماذا تغضب الان ان هو اخبر جنيفر بعض ما حدث معه فتلك الرحلة؟
لا لن تغضب.
تطلعت الى جايلز و ابتسمت.
لم يلاحظ هو اي شئ غريب يزعجة فلماذا تزعج هي نفسها او تتضايق.


قاعه الاستقبال الكبري و الغرفتان المتصلتان فيها كانت تعج بالشخصيات الرسمية و الاجتماعية.
استقبلهم احد مساعدى السفير بتهذيب و احترام و تولي التعريف بينهم و بين عدد كبير من المسئولين و الرسميين بعدها تركهم يتحدثون مع بعض الضيوف فيما توجة هو لاستقبال القادمين الجدد.
نظرت هيلين الى زوجها فشاهدت فعينية نظرات النمر الذي يستعد للانقضاض على فريستة و علمت ان تفكيرة كله مركز الان على مقالات العمل


و الصفقات التجاريه و الماليه و فعلا اعتذر جايك منهم بدعوه انه سيتحدث الى احد السياسيين القدامي الذين يعرفهم بعدها اختفي فذلك الحشد الكبير قبل ان يتسني لاحدهم التلفظ بشئ.
تطلعت جنيفر بصديقتها و كانها ترثي لحالها و قالت:


” اعتقد اننا لن نري زوجك قبل ساعة او ساعتين من الان.
انة حقا لا يطاق…الا تعتقدين ذلك؟



احنت هيلين راسها و ردت بهدوء:


” بلي اعتقد هذا ”


ابتسم جايلز و وضع ذراعا على كتف جميع منهما قائلا:


” خيرا فعل.
الم يتركنى مع افضل سيدتين فهذه القاعة!



ابتسمت هيلين و لكن جنيفر هزت كتفيها ضجرا و قالت:


” و لكن ايها الحبيب الغالى ماذا سنفعل الان؟
اعني…الا تعرف احدا جديرا بالاهتمام ضمن ذلك الحشد الكبير؟



عقد جايلز جبينة و تطلع حولة باهتمام جدى بعدها قال:


” ها!
اعرف الرئيس (لباري) الذي يقف هنالك مع زوجتة كان زميلا لى فجامعة كامبردج.
زوجتة شابه طيبة و لطيفه و هي كانت ممرضه على ما اذكر”


ظلت جنيفر لبعض الوقت متاففه تشعر بالضجر و الملل بعدها سالت زوجها فجاة:


” من هو هذا الرجل الذي يحدق بنا؟
ذلك الرجل المتوسط العمر الذي يقف هناك…هل تعرفه؟



” اوة اتعنين (برتى ما لارد) نعم اعرفة ”


بعدها تابع جديدة بعد ان الرد التحيه لذا الرجل:


” انه فالحقيقة اللورد ما لارد انا متاكد من اننى ذكرت اسمه عده مرات امامك يا جنيفر.
انة خبير ممتاز فالمفروشات القديمة ”


” بحق السماء يا جايلز!
اين الاثاره و الاهتمام…رئيس لاحدي الجمهوريات الصغيرة الفقيره و زوجتة الممرضه السابقة اواحدي اللوردات المتخصصين بالمفروشات العتيقه البالية.
الا يحضر كهذه المناسبات اناس يفتحون الشهية؟
اشخاص فالثلاثين او العشرين و يحبون الحياة؟



” طبعا,
بالتاكيد لنتنقل بين هؤلاء الناس علنا نجد مبتغانا!



اضطرت هيلين لمجاراتهما فالتنقل و المشاركه فالحديث و لكنها كانت متضايقه و تشعر بالانقباض جنيفر على حق جايك لا يطاق لماذا يحضرها الى كهذه الحفلات عندما يصبح مصمما على تركها و حدها طوال الوقت؟
مضت ساعة كاملة لم تلمح جايك خلالها و لو مره واحده و فجاه شعرت بيد رجل تداعب ذراعها استدارت سرعه ليواجهها كيث ما نرينغ بابتسامه و دية


” كيث؟
ماذا…ماذا تفعل هنا؟



جايلز و جنيفر استدارا كذلك عندما سمعا صوتها و تلعثمها.
جايلز يعرف كيث معرفه و ثيقه و لذلك حيا جميع منهما الاخر بحراره اما جنيفر فقد و جهت الية ابتسامه عريضه قائله له بلهجتها المعتادة:


” كيث ايها العزيز الغالي!
ما افضل ذلك اللقاء انا متاكده كذلك من ان هيلين مسروره كذلك بلقائك زوجها هجرها منذ بداية هذي الحفلة…وكلنا نشعر بالضجر و السام ”


نظرت اليها هيلين بغضب و اشمئزاز.
ان احدث شئ تريدة فالعالم هو ان تتكون لكيث فكرة خاطئة عما تشعر فيه نحوة صحيح انه يعجبهما و انهما صديقان و لكن ذلك هو جميع ما فالامر.
كيث شاب فمقتبل العمر و صاحب شخصيه محببه و خاصة مع الفتيات.
هيلين تعرف هذا و لكن علاقتهما اقتصرت حتي الان على الصداقه البريئه و هي تريدها ان تظل هكذا…صداقه تحتفظ فيها دون ان تتطور او تنقلب الى عداوه و لكنها سمعتة يقول لجنيفر:


” جئت خصيصا للقاء هيلين ”


نظرت الية بتعجب فشاهدتة يبتسم و يوجة جديدة اليها قائلا:


” تمكنت من الحصول على بطاقتين للحفله الموسيقيه التي سيقيمها ما هلر و التي كنت ترغبين فحضورها.
فما رايك؟



يا للمصيبة!
احمر و جهها و قالت بتردد و اضح:


” اوه!
اوة الحفله لا ادري…لا اعلم!
اعنى اننا عندما تحدثنا بشان هذي الحفله كان جايك…لا يزال مسافرا.
اما الان…فهو هنا ”


كانت جنيفر تصغى بتافف لاعتذار هيلين بعدها قالت لها بشئ من الدهشه و الاستغراب:


“بربك يا هيلين!
هل تعقدين ان جايك سياخذك بعين الاعتبار اذا كان يرغب بالذهاب الى مكان ما او مرافقه انسان ما ؟
انة ليس سجانك قفى على قدميك بثبات و اتخذى موقفا صارما…كوني مستقلة

عضت هيلين بقوه على شفتيها حتي كادت تدميها انها تعلم ان جنيفر على حق و هذي الليلة بالذات هي خير دليل على عدم اكتراثة فيها تركها منذ بداية السهرة و حيدة…برعايه جايلز.


” لا اعلم يا كيث.
.
.
!



توقفت عن متابعة جملتها و تجمدت فمكانها عندما شاهدت زوجها يقترب منهم و فعينية نظرات الرضا و الاكتفاء كتلك التي تخرج فعيني هره انتهت لتوها من تناول طعامها المفضل و لكن تلك النظرات قست و تحولت الى الغضب عندما شاهد كيث يقف بالقرب من زوجته.


وضع يدة على كتف زوجتة و شد بقوه و هو يقول بلهجه من ياخذ الامور بروح رياضيه و عدم اكتراث:


” يا للصدفة!
انة كيث اليس كذلك؟
قل لى ماذا يفعل محامي نظيف اليد مثلك فمكان كهذا؟



كان التحقير و اضحا فتلك اللهجه مع ان الكلام بحد ذاتة لم تكن به اهانه او شتيمة.
ومع ان كيث لم يكن طويلا او عريض المنكبين كجايك الا انه اعجب هيلين عندما شمخ براسة و قال بهدوء ملحوظ:


” الحقيقيه يا هوارد اننى جئت للقاء زوجتك لدى بطاقتان لحفله موسيقيه اعرف انها متشوقه لحضورها ”


حولت هيلين نظرها عن و جة الشاب الذي صبغة الاحمرار و الانزعاج و الانفعال الى و جة جايك الهادئ و القاسي.
وكان و اضحا من زياده شده قبضتة على كتفها انه فوجئ بالتفسير الفورى و الصريح الذي صدر عن كيث.
الا ان جايك لا يسمح لمثل هذي المواقف بان تؤثر على تفكيرة او تصرفاته.


” كذا اذا!



اخذ سيكارة قدمها له جايلز فذلك الوقت بالذات على امل التخفيف من حده المواجهه المتوقعه بين الرجلين.
وببروده اعصاب مزعجه تطلع بكيث و ساله:


” و ما يحملك على الاعتقاد باننى لن اتولي هذي المهمه بنفسي ان كانت زوجتي راغبه فعلا بحضور الحفله المذكوره ؟



تردد كيث قد لانة انتظر جوابا احدث او سؤالا مختلفا.
ثم قال:


” فهمت من هيلين ان الحفلات الموسيقيه الكلاسيكيه تزعجك و تضجرك ”


” اهذا حقا ما قالتة لك زوجتي؟



وضع السيكارة بين شفتية فهدوء غريب فسارع جايلز لاشعالها له.
وبعد ان نفث سحابه كبار من الدخان على مقربه من و جة كيث عاد الى الكلام:


” يجب ان تخبرنى عن الامور الثانية التي تحدثك فيها زوجتي يا كيث.
انا مهتما جدا جدا لسماع تقييمها الفذ لانواع الموسيقي التي .

.
.



قاطعتة هيلين بانفعال و توسل:


” جايك,
ارجوك!
ارجوك!



رد عليها بهدوء مفتعل:


” ارجوك ما ذا؟



ارجوك الا تفتعل شجارا لقد ابلغت كيث قبل قدومك انه…انة لا يمكننى قبول دعوتة ”


” اوة كذا اذن!
ولكن لماذا؟
هل منعتك من قبول دعوه كهذه؟



” لا!
لا!



تطلعت هيلين حولها بانزعاج بالغ و قالت:


” جايك انا لا اريد الذهاب ”


” و لكننى اصر على ذهابك اذ ليس من المعقول ان ترفضى بعد ان تعذب كيث الى ذلك الحد للحصول على البطاقتين!
بالمناسبه ما هو موعد الحفلة؟



اخرج كيث البطاقتين من جيبة بانفعال بعدها اجاب:


” يوم الخميس المقبل فالثالث و العشرين من ذلك الشهر ”


” الثالث و العشرون ها !

اوة تذكرت الان هنالك مؤتمر سيعقد فباريس فالرابع و العشرين و لذا فعلي الارجح ان اكون غائبا ليلة الخميس.
انا متاكد من ان هيلين ستكون مسروره بمرافقتك لها الى الحفله المشهوره ”


نظرت هيلين الية بغضب و شعرت بكرة شديد نحوة لانة ينظم لها حياتها بمثل هذي اللامبالاه الكريهة.
لماذا يصر الان على قبولها الدعوه بينما رفضها بعنف و قسوه يوم عودتة الاخيرة الى لندن؟
هذا التناقض الكبير اوقعها فحيره مزعجة.


تنهدت جنيفر و شعر جايلز بشئ من الراحه و السكينه بسبب النتيجة السلميه للمواجهة.
ولتثبيت الهدوء اقترح جايلز ان يتوجهوا جميعا الى موائد الاطعمة =العامره اما كيث فقد اغتنم الفرصه ليستاذن بالذهاب بعد ان قال لهيلين بانه سيتصل فيها لاحقا.
علي اثر هذا خيم صمت مزعج على الرجلين و زوجتيهما و كانت هيلين بالطبع اكثرهم انزعاجا و تضايقا فلم تتمكن من تناول لقمه واحده من تلك الاطعمة =الشهيه المنوعة.
كيف لا يصبح الجو متوترا الى هذي الدرجه و جايك لا يقول شيئا و لا يجيب الا بنعم او لا عندما يحاول جايلز او جنيفر التحدث معه و لم يحدث اي انفراج على الرغم من المحاولات المتكرره من جانب الصديقين المشتركين الا عندما تقدم منهم السفير بنفسة مرحبا و مجاملا عندها فقط انفرجت اسارير جايك و اطلق للسانة العنان و لكنة كان دائما طيبا و لطيف المعشر عندما يتحدث فمقالات تتعلق بمشاريعة او صفقاته.
بمجرد انتقال السفير الى مجموعة ثانية من الضيوف اعلن جايك عن رغبتة فالعوده الى المنزل على الرغم من ان الحفله كانت لا تزال فاوجها.
عاد بسيارة اجره لانة لم يشا البقاء حتي الموعد الذي حددة لسائقة و كانت هيلين متخوفه طوال الوقت مما سيقدم عليه جايك.
ماذا سيقول؟
ماذا سيفعل؟
.


ابلغ جايك سائقة بانه لم يعد بحاجة الية تلك الليلة فحين توجهت هيلين بعبنوته الى قاعه الجلوس و عادت التساؤلات المزعجه تضج فراسها ماذا كان هدفة عندما دفعها دفعا لا بل ارغمها على قبول دعوه كيث؟
ما هي الاسباب الحقيقيه لهذا التحول المفاجئ فتصرفاته؟
لا لن تدع غضبها يسيطر على تفكيرها سترغم نفسها على معالجه المقال بهدوء و رويه لا داعى لشعورها بالذنب فهي لم ترتكب خطا او تقدم على عمل تخجل به.


اعدت لنفسها فنجان من القهوه المره و جلست ترشفة بهدوء بعد ان خلعت معطفها و رمتة على المقعد المجاور.
دخل جايك فسالتة عما اذا كان يرغب ففنجان مماثل و لكنة رفض بحركة من يدة لم يزعج نفسة بالرد عليها او حتي بالنظر اليها و كانها غير موجودة.
هل تعود الى الانفعال ام تحتفظ برباطه جاشها!!


و لكن المشكلة ان جايك ليس غبيا و هي تعرف هذا و تعرف كذلك اسلوبة القاسي فاخراس موظفية و الحك من شانهم و قدرهم.
الشخص الوحيد الذي له تاثير يذكر على جايك يقيم فسلبى على بعد بضعه مئات من الكيلومترات.
وهيلين لم تكن راغبه ابدا فطلب المساعدة من و الده زوجها لانها تعرف مدي احتقار تلك السيده العجوز لها و لكيفية حياتها.


و ضعت فنجان القهوه على الطاوله الصغيرة و بدات تسير نحو غرفتها و هي تامل ان يصبح صمتة علامه غضبة الوحيده و لكنة اقترب منها مسرعا و قال بلهجه جافة و قاسية:


” و الى ابن تظنين انك ذاهبة؟



” اننى متعبه يا جايك و اريد التوجة الى الفراش ”


رد عليها بنبره حاده و كانة يتهمها بشئ خطير:


” انك دائما متعبة…وخصوصا عندما تضطرين لمواجهه امور غير ساره او مستحبه !




تنهدت هيلين و ردت عليه برويه عناية:


انا لا اري اي داعى لتفوهك بكلام غير مستحب.
اننى لم افعل شيئا اخجل به…انا لست طفلة يا جايك تؤنب و تقاصص بعد جميع مره تظهر بها من المنزل.
واذا كنت متضايقا لما حصل مع كيث فما عليك الا ان تلوم نفسك ”


” الوم نفسي؟
رباة هيلين ماذا تقولين؟
انك حقا و قحة…هل تظنين اننى ساقبل هذي الوقاحه منك؟



” جايك الا تعتقد انك امعنت فاذلالى بما به الكفايه فامسيه واحدة؟
بربك قل لى ماذا سيقول جايلز و جنيفر بعد جميع الذي شاهداة هذي الليلة؟



رفع حاجبية غضبا و قال لها بتهكم حاقد و شامت:


” الا تدرين؟
هذا يعني انك لا تعرفين اصدقاءك حق المعرفه اليس كذلك؟
فانت لا تتطلعين الا الى القشور انك سطحيه سخيفه لا تعرفين دوافع هؤلاء الاصدقاء او مشاعرهم الحقيقيه ”


جرحتها اهانتة و كلماتة القاسيه الفجه فسالتة بتاثر و اضح:


” و ماذا تعني بهذا القول؟



” اعنى ان جايلز المسكين يتمني ان يصبح لدية نص فظاظتى و قله تهذيبى و ان ينجح فاستعمال هاتين الصفتين.
كما ان جنيفر تشعر بالمقابل بمزيد من الاحتقار له لضعف شخصيتة و قله جراتة ”


” جنيفر لا ممكن ان تفكر هكذا.
انها تجدك رجلا جلفا و فظا و هي مثلى لا تحبك او تطيقك ”


ابتسم جايك رغما عنه بسبب حماسها و اندفاعها و لكنها لم تكن ابتسامه ساره او صافيه بعدها قال لها بسخرية:


” و هل تصدقين ذلك؟
الا تعلمين ان صديقتك جنيفر مستعده للتضحيه بالغالى و الرخيص لتحل محلك؟



” و ماذا تعني بذلك؟



” ما اعنية ايتها الزوجه الارستقراطيه البريئه ان جنيفر هي بالنسبة الى صيد سهل اتفهمين؟
مجرد اشاره واحده من زوج صديقتها و صديق


زوجها .

.
.

تسارعت نبضات قلبها و اخذت تتنفس بسرعه و عبنوته بعدها قالت له بكرة و اشمئزاز:


” انك…انك سافل و حقير و انا لا اصدقك… جنيفر ليست كذا ابدا لقد قلت لك انها…انها تحتقرك ”


” و هل تريدين ان اثبت لك ما قلته؟



” اوه,
لا.
لا.
بالطبع لا!



” و لم لا؟
هل تخشين ان اثبت لك صحة ما اقول ؟




هزت هيلين راسها حزنا و لوعه انها لا تريد التفكير لا تريد ان تتذكر تلك الضحكات التي سمعتها فبداية السهرة و لا تلك النظرات التي شاهدتها لانها لو تذكرت….لاضطرت لتصديقه.
لا انه يكذب و يدعى باطلا ذلك غير صحيح فجنيفر هي صديقتها و لكن.
.
.
.


” انا ذاهبه الى الفراش و لا اريد التحدث فهذا المقال ”


حرك جايك عضلات كتفة بتثاقل و قال:


” و ذلك يعني بالطبع انهاء المحادثة…هكذا ”


توقفت عن سيرها باتجاة الباب و استدارت نحوة قائلة:


” الم يكن كافيا ما قيل حتي الان؟
انا لا افهمك يا جايك.
تذمرت بعنف عندما صدف اننى كنت خارج المنزل عند عودتك من الولايات المتحده و مع هذا فانك الان تدفعنى لا بل ترغمنى على حضور الحفله الموسيقيه مع كيث.
.
.”


” عندما كنت خارج البلاد سهرت مع كيث اليس كذلك؟
لم تهتمى على الاطلاق بما ربما يقوله الناس.
اما الان فعندما ينتشر الخبر اننى انا الذي اعددت ذلك اللقاء مع كيث فان الاقاويل و الشائعات حول علاقتك معه ستخف الى حد كبير.
ما من احد يهزا بجايك هوارد و يستخف فيه و ينجح…تذكرى ذلك”


” و ماذا تعني الان بهذا الكلام؟



اشعل سيكاره و قال لها ببرود بالغ :


” انك متعبه لن ازعجك بالتفاصيل ”


” اوة جايك بحق السماء ”


” اذهبى الى الفراش يا هيلين.
كما قلت لى انك لا تفهميننى و لكنك ستفهمين صدقينى ستفهمين ”


استدارت نحوة غاضبه و كانت على اهبه مواجهتة باعمالة المخزيه و علاقاتة الغراميه المفضوحه و لكنها لم تتمكن.
كانت ستبدو كزوجه تدب بها الغيره و ذلك شعور لم يزعجها قط ….قبل الان.
الا انها فهذه الليلة بالذات و بعد ضحكات الغنج و الدلال التي سمعتها من جنيفر شعرت بان مجرد تفكيرها باقامتة علاقه ما مع امرأة اخرى…امر مثير للغضب…والغيرة.


  • رويه يحب اذلالي


ارياف العذاب