اريدها زوجة وامي ترفضها

وامي زوجة ترفضها اريدها 20160915 1594

السؤال

اريد الزواج بفتاة،
ولكن اهلى -وخاصة امي- لا يريدونها لي،
علما انها ذات خلق و دين،
ولكن اهلى رفضوها بسبب اختلاف العادات و التقاليد..
ارشدونى ماذا افعل؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين،
والصلاة و السلام على اشرف المرسلين،
نبينا محمد و على الة و صحبة و سلم تسليما كثيرا،
اما بعد:

الزواج نعمه كبيرة،
وايه عظيمه من ايات الله الداله على عظمتة و كمال قدرته،
وعلمة المحيط،
فجعل لنا من انفسنا من نانس فيه و نسكن اليه،
كما قال تعالى: “هو الذي خلقكم من نفس واحده و جعل منها زوجها ليسكن اليها” [الاعراف: 189] و الزواج شعيره من شعائر الله،
عظمها –سبحانة و تعالى- و رفع قدرها،
“ومن اياتة ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم موده و رحمه ان فذلك لايات لقوم يتفكرون” [الروم: 21] و بقدر ما يعظمها الانسان،
بقدر ما تسمو اهدافة و غاياتة من هذي العبادة.
فالزواج بناء مشترك بين زوجين،
وعلاقه بين افراد عدة،
وليس بين شخصين فقط،
فالزواج علاقه بين اسرتين،
وربما بين عائلتين او حتي قبيلتين،
اى ان دوائر العلاقه تتسع و تؤثر فعلاقه الزوجين سلبا و ايجابا.
ولهذا لابد من التخطيط الواعى حين الاقدام على الزواج،
ووضع الشروط المراد توافرها فشريكه العمر،
ومن اسس الاختيار: الدين،
الحسب،
المال،
الجمال،
كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم: “تنكح المرأة لاربع لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”،
حيث ذكر الحديث المقاييس التي و ضعها الناس عند اختيار الزوجة،
ثم يذكر لنا المقياس الذي و ضعة الاسلام و هو مقياس  الدين.
ومن الصفات التي يجب الحرص عليها كذلك فالفتاة الطاعه و الامانة،
سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم: اي النساء خير؟
قال:” التي تسرة اذا نظر،
وتطيعة اذا امر،
ولا تخالفة فيما يكرة فنفسها و لا فما له”.
ومن صفاتها كذلك ان تكون و دوده متحببه لا جافيه و لا غليظه و لا مسترجلة.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “تزوجوا الولود الودود العؤود”.
الولود هي التي تلد و تنجب،
والودود المتحببه الى زوجها،
والعؤود التي تعود عن خطئها و تعتذر منه،
بل و تطيب خاطر زوجها و لو كان هو المخطئ،
كما بين صلى الله عليه و سلم هذا انها “تقول لزوجها لا اذوق غمضا حتي ترضى”.
ايضا هنالك امور كثيرة تلعب دورا اساسيا فعملية نجاح الزواج او فشله،
ومن اهمها العامل الاقتصادى و العامل الثقافى و التعليمي،
ثم ياتى العامل الاجتماعى و المقصود فيه العادات و التقاليد و البيئة.‏

ولدى الفاضل..
مرحبا بك و سط اهلك و احبابك فموقع الاسلام اليوم،
داعين الله سبحانة و تعالى ان يدبر لك امرك،
ويصلح لك شانك،
ويرزقك الزوجه الصالحه التي اذا نظرت اليها سرتك،
واذا امرتها اطاعتك،
واذا غبت عنها حفظتك ..

كانت تلك مقدمه لا بد منها للصفات الاساسية لزوجه المستقبل،
لان الزواج الناجح هو الذي يقوم على اسس سليمه من معرفه للاعراف و الاحساب و الدين و المنبت الحسن و التقارب الفكرى و الثقافى و التشابة البيئى و الاجتماعي،
والتشارك فالامال و الطموحات من اجل تكوين اسرة تغمرها السعادة و الوئام،
ويجرى فعروقها الحب و الالفه و المودة… و ذلك ما اطلق عليه فقهاء الشريعه الاسلاميه بشرط التكافؤ،
ويسمية علماء الارشاد الاسرى و الزوجي و علم النفس الاجتماعى بالتوافق الزوجي.  ذلك الامر من اعمدة الزواج الناجح..
وعند اختلالة يختل الزواج..
اما تكوين اسرة على اسس غير متكافئه فالثقافه و المستوي الاجتماعى و العادات و التقاليد،
فربما ينتج عنه عدم تاقلم الزوجه مع المجتمع الجديد،
بالاضافه الى رفض الاهل و الاقارب لهذا الزواج الذي يخالف عاداتهم و تقاليدهم .

ولدى الكريم..
تقول انك ربما اخترت بنت على خلق و دين،
ولكن اهلك -وخاصة امك- رفضوا تلك الفتاة بسبب اختلاف العادات و التقاليد،
فمن المهم جدا جدا قبل ان تنظر الى مدي قبولك لهذه الفتاة ان تضع امامك ايجابيات و سلبيات قرار الاقدام على تلك الخطوه و تفاضل بينهما معا،
لانة بالطبع لا يوجد خير مطلق فاى اختيار دنيوي.
وبالنسبة للاختيار الذي انت بصدده،
هنالك ايجابيات و هنالك كذلك سلبيات،
ومن ايجابيات هذي الفتاة انها على خلق و دين،
اما السلبيات فتتمثل اولا فرفض اهلك لها و خاصة امك،
والاسباب =اختلاف العادات و التقاليد،
اذن فلديهم حجتهم و مبرراتهم لهذا الرفض،
فللام و جهه نظر اوجدتها الخبره و الحياة،
وليس من الانصاف ان تتغاضي عن خبره امك او من هم اكبر منك سنا و خبرة،
وخصوصا انهم لا يرجون فهذه الحياة الا سعادتك.  اذن فاختلاف العادات و التقاليد يشكل لديك عائقا كبيرا،
وهذا ما لا يجب اهماله،
وان كنت لم تذكر شيئا عن مدي التباين بين بيئتك و بيئه تلك الفتاة،
ولكن و اضح ان هنالك بونا شاسعا بينكما،
فالانسان ابن بيئتة و لا يستطيع فكاكا منها.
فلو تزوجت هذي الفتاة ربما تكسب عداوه اهلك او غضب امك عليك… قال تعالى: “واعبدوا الله و لا تشركوا فيه شيئا و بالوالدين احسانا)،
فامر الله بعبادته،
ثم عطف عليها طاعه الوالدين و الاحسان اليهما،
ومن الاحسان اليهما الاخذ برايهما و مشورتهما فكل الامور،
ولا يجوز لك شرعا ان تعادي اهلك و بخاصة امك،
او ان تتازم علاقتك معهما بسبب امر لم يثبت و لم يتحقق بعد،
بل قد اهل الفتاة كذلك يرفضون ذلك الزواج لنفس الاسباب.
فالزواج الناجح له علاقه بالتقارب الفكرى و البيئي،
واقصد بتقارب البيئات،
لان لكل بيئه عادات و تقاليد متعارف عليها،
وقد يؤثر فعلاقه الزوجين مقال اختلاف البيئات،
لذا لا انصحك بقبول الزواج الا ممن توافقك فالفكر و البيئه لعلة ادعي للتوافق بينكما،
كما انه يضمن انسجامكما،
ويقرب من فرصه التفاهم بينكما،
ويساعدكما على تقبل جميع منكما للاخر،
علي عكس الاختلاف فالشخصيه و القيم و الذي يؤدى الى وجود صراعات و مشاحنات يومية دائمة.
‏ربما يصمد الزواج مع وجود الاختلافات اذا انطوي على حب شديد بين الزوجين،
علي ان يحرس ذلك الحب فنفس الوقت و عى كبير لديهما بالصعوبات التي تعترض ذلك الزواج،
والاتفاق على كيفية مواجهتها قبل ان تخرج،
هذا اذا استطعت اقناع اهلك و بخاصة امك  بهذه الفتاة.
ولا تحاول ان تبدا حياتك مع انسانه لا يقبلها اهلك؛
لان المؤشرات لن تكون مريحة،
وستصنع صراعا انت فغني عنه،
كما انك ستظلمها لكي تبدا حياتها مع عائلة لا تقبلها زوجه لابنهم..
فاحذر ذلك.
ان الحياة بتراضى كل الاطراف هي الحياة السعيدة التي تجذب لك جميع الخير .

 ولهذا انصحك قبل الاقدام على الزواج  ان تفكر مليا فو اقع المجتمع و عاداتة و تقاليدة فالزواج مساله مصيرية،
ونظره مستقبليه يترعرع فاحضانها الحب و الالفه و الموده و الوئام،
ولا تنس دائما فكل احوالك اللجوء الى الله،
وصلاه الاستخاره مهمه كما هي الاستشارة؛
فما خاب من استخار و لا ندم من استشار .

وفى الختام… عليك بالاستخاره قبل الاقدام على الزواج،
واكثر من الدعاء ان يوفقك الله – سبحانة و تعالى – لما به الخير،
وليقسم الله لك الرزق الحسن،
فالزواج رزق مقسوم و قدر محتوم،
ولا يرد البلاء الا الدعاء،
و ادعو الله ان يختار لك الزوجه الصالحه التي تقر عينك و تعينك على دروب الطاعه و مشاق الحياة،
وان تجد معها السعادة و الرضا….
اللهم امين.


اريدها زوجة وامي ترفضها