اسباب نزول سورة الحجرات لابن كثير

نزول لابن كثير سورة الحجرات اسباب 20160915 201

يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدى الله و رسولة و اتقوا الله ان الله سميع عليم (1)[عدل] يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدى الله و رسولة و اتقوا الله ان الله سميع

هذه ايات ادب الله تعالى فيها عبادة المؤمنين فيما يعاملون فيه الرسول صلى الله عليه و سلم من التوقير و الاحترام و التبجيل و الاعظام فقال تبارك و تعالى” يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدى الله و رسولة ” اي لا تسرعوا فالحاجات بين يدية اي قبلة بل كونوا تبعا فجميع الامور حتي يدخل فعموم ذلك الادب الشرعى حديث معاذ رضى الله عنه حيث قال له النبى صلى الله عليه و سلم حين بعثة الى اليمن ” بم تحكم ؟

” قال بكتاب الله تعالى قال صلى الله عليه و سلم ” فان لم تجد ؟

” قال بسنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلى الله عليه و سلم ” فان لم تجد ؟

” قال رضى الله عنه اجتهد رايى فضرب فصدرة و قال” الحمد لله الذي و فق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله صلى الله عليه و سلم ” و ربما رواة احمد و ابو داود و الترمذى و ابن ما جة فالغرض منه انه احدث راية و نظرة و اجتهادة الى ما بعد الكتاب و السنه و لو قدمة قبل البحث عنهما لكان من باب التقديم بين يدى الله و رسولة فقال على بن ابي طلحه عن ابن عباس رضى الله عنهما ” لا تقدموا بين يدى الله و رسولة ” لا تقولوا خلاف الكتاب و السنه و قال العوفى عنه : نهوا ان يتكلموا بين يدى كلامة و قال مجاهد لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء حتي يقضى الله تعالى على لسانة و قال الضحاك لا تقضوا امرا دون الله و رسولة من شرائع دينكم و قال سفيان الثوري” لا تقدموا بين يدى الله و رسولة ” بقول و لا فعل و قال الحسن البصرى ” لا تقدموا بين يدى الله و رسولة ” قال لا تدعوا قبل الامام و قال قتاده ذكر لنا ان ناسا كانوا يقولون لو انزل فكذا و هكذا لو صح هكذا فكرة الله تعالى هذا و تقدم فيه” و اتقوا الله ” اي فيما امركم فيه ” ان الله سميع ” اي لاقوالكم ” عليم ” بنياتكم .

يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم و انتم لا تشعرون (2)[عدل] يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم و انتم لا

وقوله تعالى ” يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى ” ذلك ادب ثان ادب الله تعالى فيه المؤمنين ان لا يرفعوا اصواتهم بين يدى النبى صلى الله عليه و سلم فوق صوتة ,

وقد روى انها نزلت فالشيخين ابي بكر و عمر رضى الله عنهما و قال البخارى : حدثنا يسره بن صفوان اللخمى حدثنا نافع بن عمر عن ابن ابي مليكه قال : كاد الخيران ان يهلكا ابو بكر و عمر رضى الله عنهما رفعا اصواتهما عند النبى صلى الله عليه و سلم حين قدم عليه ركب بنى تميم فاشار احدهما بالاقرع بن حابس رضى الله عنه اخي بنى مجاشع و اشار الاخر برجل احدث قال نافع لا احفظ اسمه فقال ابو بكر لعمر رضى الله عنهما ما اردت الا خلافى قال ما اردت خلافك فارتفعت اصواتهما فذلك فانزل الله تعالى ” يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم و انتم لا تشعرون ” قال ابن الزبير رضى الله عنهما فما كان عمر رضى الله عنه يسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد هذي الايه حتي يستفهمة و لم يذكر هذا عن ابية يعني ابا بكر رضى الله عنه انفرد فيه دون مسلم بعدها قال البخارى حدثنا حسن بن محمد حدثنا حجاج عن ابن جريج حدثنى ابن ابي مليكه ان عبدالله بن الزبير رضى الله عنهما اخبرة انه قدم ركب من بنى تميم على النبى صلى الله عليه و سلم فقال ابو بكر رضى الله عنه امر القعقاع بن معبد و قال عمر رضى الله عنه بل امر الاقرع بن حابس فقال ابو بكر رضى الله عنه ما اردت الا خلافى فقال عمر رضى الله عنه ما اردت خلافك فتماريا حتي ارتفعت اصواتهما فنزلت فذلك ” يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدى الله و رسولة ” حتي انقضت الايه ” و لو انهم صبروا حتي تظهر اليهم ” الايه و كذا رواة ههنا منفردا فيه كذلك و قال الحافظ ابو بكر البزار فمسندة حدثنا الفضل بن سهل حدثنا اسحاق بن منصور حدثنا حصين بن عمر عن مخارق عن طارق بن شهاب عن ابي بكر الصديق رضى الله عنه قال لما نزلت هذي الايه ” يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي” قلت يا رسول الله و الله لا اكلمك الا كاخي السرار حصين بن عمر ذلك و ان كان ضعيفا لكن ربما رويناة من حديث عبدالرحمن بن عوف و ابي هريره رضى الله عنهما بنحو هذا و الله اعلم و قال البخارى حدثنا على بن عبد

الله حدثنا ازهر بن سعد اخبرنا ابن عون انبانى موسي بن انس عن انس بن ما لك رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم افتقد ثابت بن قيس رضى الله عنه فقال رجل يا رسول الله انا اعلم لك علمة فاتاة فوجدة فبيته منكسا راسة فقال له ما شانك ؟

فقال شر كان يرفع صوتة فوق صوت النبى صلى الله عليه و سلم فقد حبط عملة فهو من اهل النار فاتي الرجل النبى صلى الله عليه و سلم فاخبرة انه قال هكذا و هكذا قال موسي فرجع الية المره الاخره ببشاره عظيمه فقال ” اذهب الية فقل له انك لست من اهل النار و لكنك من اهل الجنه ” تفرد فيه البخارى من ذلك الوجة و قال الامام احمد حدثنا هاشم حدثنا سليمان بن المغيره عن ثابت عن انس بن ما لك رضى الله عنه قال لما نزلت هذي الايه ” يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى الى قوله و انتم لا تشعرون ” و كان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت فقال انا الذي كنت ارفع صوتى على رسول الله صلى الله عليه و سلم انا من اهل النار حبط عملى و جلس فاهلة حزينا ففقدة رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق بعض القوم الية فقالوا له تفقدك رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لك ؟

قال انا الذي ارفع صوتى فوق صوت النبى صلى الله عليه و سلم و اجهر له بالقول حبط عملى انا من اهل النار فاتوا النبى صلى الله عليه و سلم فاخبروة بما قال فقال النبى صلى الله عليه و سلم ” لا بل هو من اهل الجنه ” قال انس رضى الله عنه فكنا نراة يمشي بين اظهرنا و نحن نعلم انه من اهل الجنه فلما كان يوم اليمامه كان فينا بعض الانكشاف فجاء ثابت بن قيس بن شماس و ربما تحنط و لبس كفنة فقال بئسما تعودون اقرانكم فقاتلهم حتي قتل رضى الله عنه و قال مسلم حدثنا ابو بكر بن ابي شيبه حدثنا الحسن بن موسي حدثتا حماد بن سلمه عن ثابت البناني عن انس بن ما لك رضى الله عنه قال لما نزلت هذي الايه ” يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى ” الى احدث الايه جلس ثابت رضى الله عنه فبيته قال انا من اهل النار و احتبس عن النبى صلى الله عليه و سلم فقال النبى صلى الله عليه و سلم لسعد بن معاذ ” يا ابا عمرو ما شان ثابت اشتكي ؟

” فقال سعد رضى الله عنه انه لجارى و ما علمت له بشكوي قال فاتاة سعد رضى الله عنه فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ثابت

رضى الله عنه انزلت هذي الايه و لقد علمتم انني من ارفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فانا من اهل النار فذكر هذا سعد رضى الله عنه للنبى صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم” بل هو من اهل الجنه ” بعدها رواة مسلم عن احمد بن سعيد الدارمى عن حيان بن هلال عن سليمان بن المغيره فيه قال و لم يذكر سعد بن معاذ رضى الله عنه و عن قطن بن نسير عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن انس رضى الله عنه بنحوة و قال ليس به ذكر سعد بن معاذ رضى الله عنه حدثنى هدبه بن عبدالاعلي الاسدى حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت ابي يذكر عن انس رضى الله عنه قال : لما نزلت هذي الايه فاقتص الحديث و لم يذكر سعد بن معاذ رضى الله عنه و زاد : فكنا نراة يمشي بين اظهرنا رجل من اهل الجنه فهذه الطرق الثلاث معلله لروايه حماد بن سلمه فيما تفرد فيه من ذكر سعد بن معاذ رضى الله عنه و الصحيح ان حال نزول هذي الايه لم يكن سعد بن معاذ رضى الله عنه موجودا لانة كان ربما ما ت بعد بنى قريظه بايام قلائل سنه خمس و هذي الايه نزلت فو فد بنى تميم و الوفود انما تواتروا فسنه تسع من الهجره و الله اعلم و قال ابن جرير حدثنا ابو كريب حدثنا زيد بن الحباب حدثنا ابو ثابت بن ثابت بن قيس بن شماس حدثنى عمي اسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن ابية رضى الله عنه قال لما نزلت هذي الايه ” لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى و لا تجهروا له بالقول ” قال قعد ثابت بن قيس رضى الله عنه فالطريق يبكى قال فمر فيه عاصم بن عدى من بنى العجلان فقال ما يبكيك يا ثابت ؟

قال هذي الايه اتخوف ان تكون نزلت فو انا صيت رفيع الصوت قال فمضي عاصم بن عدى رضى الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و غلبة البكاء فاتي امراتة رائعة ابنه عبدالله بن ابي بن سلول فقال لها اذا دخلت بيت =فرشى فشدى على الضبه بمسمار فضربتة بمسمار حتي اذا خرج عطفة و قال لا اخرج حتي يتوفانى الله تعالى او يرضي عنى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و اتي عاصم رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخبرة خبرة فقال ” اذهب فادعة لى ” فجاء عاصم رضى الله عنه الى المكان فلم يجدة فجاء الى اهلة فوجدة فبيت الفرش فقال له ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوك فقال اكسر الضبه قال فخرجا فاتيا النبي

صلي الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم” ما يبكيك يا ثابت ؟

” فقال رضى الله عنه انا صيت و اتخوف ان تكون هذي الايه نزلت ف” لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى و لا تجهروا له بالقول” فقال له النبى صلى الله عليه و سلم ” اما ترضي ان تعيش حميدا و تقتل شهيدا و تدخل الجنه ؟

” فقال رضيت ببشري الله تعالى و رسولة صلى الله عليه و سلم و لا ارفع صوتى ابدا على صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و انزل الله تعالى” ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي ” الايه و ربما ذكر هذي القصة غير واحد من التابعين ايضا فقد نهي الله عز و جل عن رفع الاصوات بحضره رسول الله صلى الله عليه و سلم و ربما روينا عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه سمع صوت رجلين فمسجد النبى صلى الله عليه و سلم ربما ارتفعت اصواتهما فجاء فقال اتدريان اين انتما ؟

ثم قال من اين انتما ؟

قالا من اهل الطائف فقال لو كنتما من اهل المدينه لاوجعتكما ضربا و قال العلماء : يكرة رفع الصوت عند قبرة صلى الله عليه و سلم كما كان يكرة فحياتة عليه الصلاة و السلام لانة محترم حيا و فقبرة صلى الله عليه و سلم دائما بعدها نهي عن الجهر له بالقول كما يجهر الرجل لمخاطبة ممن عداة بل يخاطب بسكينه و وقار و تعظيم و لهذا قال تبارك و تعالى ” و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ” كما قال تعالى ” لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ” و قوله عز و جل ” ان تحبط اعمالكم و انتم لا تشعرون ” اي انما نهيناكم عن رفع الصوت عندة خشيه ان يغضب من هذا فيغضب الله تعالى لغضبة فيحبط عمل من اغضبة و هو لا يدرى كما جاء فالصحيح ” ان الرجل ليتكلم بالكلمه من رضوان الله تعالى لا يلقى لها بالا يكتب له فيها الجنه و ان الرجل ليتكلم بالكلمه من سخط الله تعالى لا يلقى لها بالا يهوى فيها فالنار ابعد ما بين السماء و الارض ” بعدها ندب الله تعالى الى خفض الصوت عندة و حث على هذا و ارشد الية و رغب به فقال .


اسباب نزول سورة الحجرات لابن كثير