اشياء لا يتخيلها احد

الخيال،
واربعه حاجات لا تستطيع تخيلها مهما حاولت

ربما انت تستطيع ان تتخيل العديد من الحاجات التي رايتها فحياتك،
وتتصورها صورا ذهنية،
فانت من الممكن ان تتخيل الغداء الذي اكلتة امس،
او من الممكن ان تتخيل و جة ابيك،
او من الممكن ان تري القمر فذهنك ان اردت،
وايضا من الممكن ان تتخيل حاجات لم ترها فحياتك،
فمن الممكن ان تتخيل الحصان الاحادى القرن،
او الفيل الابيض او حتي رجل بسته اذرع و اربعه ارجل،
كل ما عليك القيام فيه هو تركيب الحاجات التي رايتها فالسابق لتكون صورة ذهنيه لما لم ترة من قبل،
فى هذي الحلقه ساتحدث عن اربعه حاجات لا يمكنك تخيلها مهما حاولت،
ولن تكون لديك القدره على صناعه صورة ذهنيه لها فمخيلتك.
حيث لا يوجد لها اي مثيل فعالمنا،
ولا توجد كيفية لتركيب حاجات مختلفة لتكوينها.

فى هذي الحلقه ساتحدث ابتداء عن الخيال،
فاذا اردنا ان نعرف ان هنالك حاجات لا نستطيع ان نتخيلها،
علينا اولا ان نعرف ما معني اننا نتخيل الحاجات فالاساس،
وساتطرق لاهمية الخيال فحياتنا،
وان لولا كان للخيال وجود فحياتنا لما تمكنا من تطوير العالم من حولنا،
بل لما كان بالامكان سن القوانين و لا حتي فهم العلاقات السببيه بين الاشياء.

بعد هذا انتقل الى التحدث عن الاربعه حاجات التي لا نستطيع ان نتخيلها،
وايضا ساتحدث عن معلومات اضافيه عن جميع واحده من هذي الاشياء،
بحيث تتعرف على بعض غرائبها و بعض المشاكل العلميه و الفلسفيه التي يعانى منها المفكرون حينما يتناولونها فعلومهم.

ثم انتقل الى قدرتك على التخيل فالواقع،
بعد ان تعرف ان هنالك حاجات لا تستطيع ان تتخيلها ساستعرض عليك حاجات لا تريد ان تتخيلها،
وبعد هذا انتقل الى الامكانيه الفعليه للخيال،
هل فعلا نحن نستطيع ان نتخيل الحاجات ربما تتصور انك تستطيع ان تتخيل اي شيء (خلاف الاربعه حاجات المذكورة).

الخيال

لنبدا بالخيال،
ما هو الخيال؟
الخيال هو قدره الانسان على ان يري او يصبح صورا ذهنيه و احاسيس من غير ان تاتى له هذي الصور من اثناء الحواس.
هذا هو تعريف الخيال بحسب الويكيبيديا،
كلما فكرت ففكرة معينة انت تقوم بتخيلها سواء اكانت هذي الافكار هي صورا او عبارات او احاسيس او ما اشبه،
كل هذي تساعدك فتشكيل افكارك و تطوير حياتك و حياة الاخرين،
وواحده من اكثر الامور التي ساهمت فتطور الحياة على الارض هي الخيال.
فلولا اننا قادرون على ان نتخيل لما كان بالامكان ان نصنع الايفون،
او الطائرة،
او الصاروخ،
او التلسكوبات،
او الادوية،
كل هذي كانت يوما ما فمخيله احد الاشخاص،
ثم تحولت من الخيال الى و اقع عملي،
فتحسنت الحياة.

عالمه السيكولوجى و المختصه بالفلسفه اليسون غوبنيك (Alison Gopnik) تربط بين الفلسفه و علم النفس فيما يختص بخيال الاطفال،
وتقول انه قد من اهم الطرق لاكتشاف ان التزامن لا يعني التسبب هو الخيال الذي ينشا فايام الطفولة،
ففى بداية العمر يصبح الطفل كالباحث العلمي،
وحينما يكبر الطفل ليكون رجلا يتحول الى مصنع،
دعونا نخوض ففكرة التزامن لا يعني التسبب،
ثم ننتقل لخيال الطفل لنفهم اليه البحث العلمي لديه.

لا باس ان نتحدث عن مبدا “التزامن لا يعني التسبب” مره ثانية (وقد تحدثت عنها فحلقه سابقة،
ولتلك الحلقه اهمية كبري فنظري)،
وقد ضربت اليسون مثالا رائعا على ذلك،
وذكرت انه ربما يحدث و ان يصبح ان من لديهم اصابع صفراء ترتفع معدلات اصابتهم بالسرطان،
هذه العلاقه هي علاقه تزامنية،
فمن يدخن كثيرا تكون اصابعة صفراء،
وقد تكون فرصه الاصابة بمرض السرطان اكبر،
وهذه العلاقه و ان كانت مرتبطه بالسرطان تزامنيا الى ان صفار الاصابع لا يعني انه هو اسباب السرطان،
ولا يعني كذلك ان غسل اليد و ازاله الصفار ببعض المبيضات سيشفى المريض من السرطان،
الاسباب =الرئيسى فالسرطان هو التدخين فهذه الحالة،
والعلاقه السببيه هي فالحقيقة بين تدخين السجائر و السرطان،
والتوقف عن التدخين طبعا يقلل فرص الاصابة به.
هذا ما نعنية بالعلاقه التزامنيه و السببية.
وهذه العلاقه من المهم جدا جدا فهمها حتي نفهم كيف تعمل الطبيعة،
واذا فهمنا العلاقات بشكل جيد سنتمكن من ان نعالج الامراض،
ونصنع الاجهزة،
ونبنى الابنية،
وسنعرف كيف يتحرك الكون و بالتالي نؤثر فيه.

وحتي نتمكن من فهم هذي العلاقه لابد ان يتوفر لدينا الخيال،
فالاطفال حينما يتخيلون سيناريوهات مختلفة فمخيلتهم خلال لعبهم،
فهم يقومون بتجارب ذهنية،
ومن اثناء هذي التجارب يحاولون التوصل الى علاقات سببيه بين الاشياء،
وايضا الدوافع الحقيقة لحركتها.
من الممكن ان تتخيل ان الطفل يبدا فتكوين صورة معينة فذهنه،
وقد تكون هذي الصورة خياليه لا علاقه لها فالواقع نهائيا،
ولكن ستجد فطياتها مفاهيم منطقية،
فمثلا بامكان الطفل ان يتخيل انه يشرب الماء فكوب فارغ،
هو الان يتخيل انه يشرب الماء،
واذا اخبرناة انه سكب الماء على نفسة و سالنا ما هي حالتك الان سيقول انه مبلل،
ولو قلنا ان يمسك بالطحين و تساقط الطحين ذلك الطحين التخيلى على ملابسة سيقول لك ان ملابسة لا تزال جافة.

هذه الفكرة التخيليه و ان كانت غير و اقعيه (لان الكوب لا يحتوى على الماء) الا ذلك الافتراض الذي يقوم فيه الطفل يصبح صورة منطقيه للاحداث التي تليها،
وبذلك يقوم بربط الامور ببعضها ليصبح العلاقات السببية،
فالماء يسبب البلل و الطحين لن يسبب البلل،
ولو انك قلت للطفل انه مبلل بعد سكبة للطحين على ملابسة سيرفض ذلك،
لان الفكرة غير منطقيه و تخالف الواقع،
حتي لو بدا بفرضيه خياليه و هي شرب الماء الخيالي،
مثل هذي التجارب الذهنيه التي يقوم فيها الاطفال فحياتهم اليومية باحثين و مجربين لافكار مختلفة لاستيعاب العالم من حولهم،
فهم يتشابهون مع العلماء فمحاوله فهم حركة الطبيعه من حولهم.

وحينما يكبر الطفل تتغير طبيعه التفكير الخيالي،
فيتحول الخيال الى افتراضات معينة ربما تكون غريبة فاول و هلة،
ولكنها تتحول بعد هذا الى تطبيق على ارض الواقع،
حينما نفكر انما نحن نقوم بافتراضات معينة،
ونقول لانفسنا: “ماذا يحدث لو اننى فعلت ذلك او ذاك”،
ونحاول ان نربط الحاجات ارتباطا سببيا،
وبعد هذا ننتقل للتصنيع،
كل ما تراة من حولك الان،
بدا فمخيله شخص،
ثم تحول من الخيال الى تطبيق،
السيارة التي تقودها الان،
لقد كانت صورة ذهنيه فخيال احدهم،
وايضا الطاوله و الكمبيوتر و الهاتف النقال و الطائرة،
وهكذا،
كلها تبدا من نقطه و تتحول الى و اقع عملى ممكن الاستفاده منه.
كلها بدات فالخيال.

  • أشياء لا يمكنك تخيلها مهما حاولت
  • المشاعرةالانسانيةتحمل في طياتها اشياء غير منطقية


اشياء لا يتخيلها احد