اعظم الحسنات

الحسنات اعظم 20160913 1726

 

 

اولا :


الذنوب يكفرها الله تعالى بالتوبه ،

وبالمصائب ،

وبالحسنات الماحيه ،

وبغير هذا من الاسباب .



قال ابن القيم رحمة الله : ” فالذنوب تزول اثارها بالتوبه النصوح و التوحيد الخالص و الحسنات الماحيه و المصائب المكفره لها و شفاعه الشافعين فالموحدين و احدث هذا اذا عذب بما يبقي عليه منها اخرجة توحيدة من النار” انتهي من “هدايه الحيارى” ص 130.


و الحسنات الماحيه كالوضوء ،

والصلوات الخمس ،

والحج و العمره ،

واعظم الحسنات : التوحيد ،

كما ان اعظم السيئات : الكفر و الشرك .



و (لا الة الا الله) : اعظم الحسنات ،

واعلي شعب الايمان ،

كما قال النبى صلى الله عليه و سلم : ( الايمان بضع و سبعون او بضع و ستون شعبه فافضلها قول لا الة الا الله و ادناها اماطه الاذي عن الطريق و الحياء شعبه من الايمان) رواة البخارى (9) ،

ومسلم (35) و اللفظ له ،

من حديث ابي هريره .



و روي مسلم فصحيحة (2687) عن ابي ذر،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( يقول الله عز و جل : و من لقينى بقراب الارض خطيئه لا يشرك بى شيئا لقيتة بمثلها مغفره ).

وعن ابي سعيد الخدرى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( قال موسي عليه السلام : يا رب علمنى شيئا اذكرك فيه و ادعوك فيه ،

قال : يا موسي قل : لا الة الا الله قال : يا رب جميع عبادك يقول ذلك ،

قال : قل لا الة الا الله ،

قال : لا الة الا انت رب انما اريد شيئا تخصنى فيه ،

قال : يا موسي لو كان السموات السبع و عامرهن غيرى و الارضيين السبع فكفه و لا الة الا الله فكفه ما لت بهن لا الة الا الله ) رواة ابن حبان (6218)،
والحاكم (1936) و اللفظ له ،

وصححة ،

ووافقة الذهبى ،

وقال الحافظ ف“الفتح ” (11/ 208) : اخرجة النسائي بسند صحيح.


و ذلك يدل على فضل هذي الكلمه العظيمه .



قال ابن رجب رحمة الله :


” فان كمل توحيد العبد و اخلاصة لله به ،

وقام بشروطة كلها بقلبة و لسانة و جوارحة ،

او بقلبة و لسانة عند الموت ،

اوجب هذا مغفره ما سلف من الذنوب كلها،
ومنعة من دخول النار بالكلية.
فمن تحقق بكلمه التوحيد قلبة ،

اخرجت منه جميع ما سوي الله محبه و تعظيما و اجلالا و مهابة،
وخشيه ،

ورجاء و توكلا ،

وحينئذ تحرق ذنوبة و خطاياة كلها و لو كانت كزبد البحر،
وربما قلبتها حسنات ،
..
فان ذلك التوحيد هو الاكسير الاعظم ،

فلو وضع منه ذره على جبال الذنوب و الخطايا لقلبها حسنات ” انتهي من ” جامع العلوم و الحكم ” (2/ 417) .



و لا شك ان القائلين لهذه الكلمه العظيمه متفاوتون فمراتبهم بحسب ما يقوم بقلوبهم من معانيها.


قال ابن القيم رحمة الله :


” و كلما كان توحيد العبد اعظم ،

كانت مغفره الله له اتم ،

فمن لقية لا يشرك فيه شيئا البته غفر له ذنوبة كلها ،

كائنه ما كانت ،

ولم يعذب بها.


و لسنا نقول: انه لا يدخل النار احد من اهل التوحيد ،

بل كثير منهم يدخل بذنوبة ،

ويعذب على مقدار جرمة ،

ثم يظهر منها ،

ولا تنافى بين الامرين لمن احاط علما بما قدمناة .



و نزيد هاهنا ايضاحا لعظم ذلك المقام من شده الحاجة الية : اعلم ان اشعه لا الة الا الله تبدد من ضباب الذنوب و غيومها بقدر قوه هذا الشعاع و ضعفة ،

فلها نور ،

وتفاوت اهلها فذلك النور – قوة،
وضعفا – لا يحصية الا الله تعالى .
.
وكلما عظم نور هذي الكلمه و اشتد احرق من الشبهات و الشهوات بحسب قوتة و شدتة ،

حتي انه قد وصل الى حال لا يصادف معها شبهه و لا شهوة ،

ولا ذنبا ،

الا احرقة ،

وهذا حال الصادق فتوحيدة ،

الذى لم يشرك بالله شيئا” انتهي من ” مدارج السالكين ” (1/ 338) .

ثانيا :


قوله تعالى : ( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقة من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2 ،

فية و عد عظيم لاهل التقوي .



و المتقى : من ادي الواجبات ،

وترك المحرمات ،

ويدخل فذلك : من اذنب بعدها تاب و اناب ،

وايضا من عاود الذنب بعدها تاب منه ،

فان تقوي الله تعالى : فعل المامور و ترك المحظور ،

والتائب الصادق ،

تكفر عنه سيئاتة ،

وتبدل الى حسنات ،

كما قال تعالى : ( و الذين لا يدعون مع الله الها احدث و لا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق و لا يزنون و من يفعل هذا يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامه و يخلد به مهانا الا من تاب و امن و عمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما ) الفرقان/68- 70.

ولا يشترط فالمتقى ان يصبح معصوما من السيئات ،

والا لحرم من ذلك الشرف و الفضل اكثر الناس ،

فان جميع بنى ادم خطاء ،

وخير الخطائين التوابون ،

فمن اذنب بعدها تاب ،

فهو من المتقين الذين يرجي لهم الوعد المذكور فالايه ،

وفضل الله و اسع ،

والمهم ان يشغل العبد نفسة بالعمل .



و الله اعلم .

  • أعظم الحسنات عند الله


اعظم الحسنات