اقرب الاقربين

السؤال


كيف اصبر على فقدان عزيز على بوفاته؟
وكيف احسن ايمانى لاتحمل ذلك الابتلاء؟
علما انني -الحمد لله- الى الان لم افقد و لكن انا خائفة،
وايضا احب ربنا و لا اريد بفقدان عزيز على ان اغضب ربنا بكثر قهرى و حزنى عليه.

الاجابة


ربما اسعدنى و اعجبنى ذلك السؤال،
واعلمي ان هذي الدنيا جراح و افراح،
وان الانسان ينبغى ان يصبر و يحتسب عند الله تبارك و تعالى،
ومن السنه عندما نفقد عزيزا ان نتذكر مصابنا بالنبى – عليه الصلاة و السلام – فانها اعظم مصيبة،
مصيبه هذي الامه موت النبى – عليه صلوات الله و سلامة – و ما من انسان يفكر بهذه الكيفية الا هانت عليه المصيبه – بل المصائب التي تقع عليه– لما يتذكر ان الموت كتبة الله حتي على اشرف من مشي على و جة هذي الارض،
بل قال له العظيم: {انك ميت و انهم ميتون}.

ايضا ينبغى ان تعلمي ان الصبر اجرة عظيم،
وثوابة عند الله مفتوح،
{انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب}،
وان الصبر هو حبس النفس على ما تكره،
وان الصبر الماجور عليه صاحبة هو الذي يصبح عند الصدمه الاولى،
لان مصير الانسان ان يصبر فالنهاية،
والا فعليه ان يضرب راسة فالجدار حتي يتكسر هذا الراس الذي لا يرضي بقضاء الله تعالى و قدره،
فان الله تبارك و تعالى اذا احب عبدا ابتلاه،
فمن رضى فلة الرضا و امر الله نافذ،
ومن سخط فعليه السخط و امر الله نافذ،
واحسب ان ذلك هو الذي دفعك للسؤال.

وعليك ان تتذكرى ان امر المؤمن كله له خير،
كما قال النبى – عليه الصلاة و السلام -: (عجبا لامر المؤمن ان امرة كله له خير،
وليس هذا لاحد الا للمؤمن،
ان اصابتة سراء شكر فكان خيرا له،
او اصابتة ضراء صبر فكان خيرا له)،
وليس هذا لاحد الا للمؤمن،
فاعظمى فيها من نعمة،
واجتهدى فالتوجة الى الله تبارك و تعالى،
واعلمي ان العلم بالتعلم،
ومن يتصبر يصبرة الله،
والانسان اذا اصيب فعزيز عليه فلا ما نع من ان يبكى بعينة و يحزن بقلبه،
ولكن النواح و العواء و الصياح اعتراض على قضاء الله،
وشق الجيوب و لطم الخدود و دعوي الجاهليه هو عدم الصبر على قضاء الله،
لقول النبى – عليه الصلاة و السلام -: (ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب و دعا بدعوي الجاهلية)،
فالمؤمن عليه ان يصبر و يحتسب الاجر و الثواب من الله تبارك و تعالى.

نسال الله تبارك و تعالى الا يريك مكروه،
وان يرزقك الثبات و الصبر،
واجعلى قدوتك اصحاب النبى – صلى الله عليه و سلم – بل الانبياء الذين هم اكرم الخلق على الله،
ومع هذا ابتلاهم الله،
فيبتلي المرء على قدر دينه،
واكثر الناس بلاء الانبياء،
ثم الذين يلونهم بعدها الذين يلونهم،
ثم الامثل فالامثل،
والصبر ثوابة عظيم عند الله تبارك و تعالى،
فاعلمي انك و اخوانك و اعزاءك كلهم عبيد لله تبارك و تعالى المتصرف فهذه الاكوان،
ونسال الله ان يقدر لك و لهم الخير،
وان يطيل عمرك و اعمارهم فطاعته،
وان يلهمنا جميعا السداد و الرشاد،
هو و لى هذا و القادر عليه.

واعلمي ان المؤمنه تصبر و تحتسب اذا حصل البلاء،
وترضي بقسمه الله و بقضائة و قدره،
وهذا فحد ذاتة باب للسعادة،
وقدوتنا النبى – صلى الله عليه و سلم – الذي علمنا ان نقول عند البلاء (ان لله ما اخذ،
ولة ما اعطى،
وكل شيء عندة باجل مسمى) ذلك قالة لما ما ت ابن ابنتة فاطمه – رضى الله عنها و ارضاها – و هو الذي قال – عليه الصلاة و السلام – لما ما ت و لدة ابراهيم الذي جاءة فاخر عمرة بعد طول شوق و انتظار: (ان العين لتدمع،
وان القلب ليحزن،
ولا نقول الا ما يرضى ربنا،
وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون) فليسعنا ما و سع النبي،
ونتخذ رسولنا قدوة،
ونسال الله لك التوفيق و السداد.

نسال الله تبارك و تعالى الا يريك مكروة فعزيز،
وان يلهمنا جميعا الصبر و السداد و الرشاد،
هو و لى هذا و القادر عليه.


اقرب الاقربين