الاستنجاء من الريح

من الريح الاستنجاء 20160918 1245

سؤال يحير العديد من المسلمين،
وانا لا اعتقد ان الرسول صلى الله عليه و سلم ترك هذا،
كيف ممكن للمسلم ان لا يغسل عورتة بعد خروج ما يسمونة الريح،
وهو ليس بريح بل غازات و بخار نتن،
ويكتفى بما يسمي الوضوء لكي يصلي،
انا لم و لن افعل ذلك ابدا،
وعديد كثير مثلي،
هنالك حاجات كثيرة قيلت عن الرسول صلى الله عليه و سلم،
ليس جميع ما يقال صحيح،
الائمه و الكتاب عن الدين فرقوا الامة،
والدليل انه لم تكن هذي المذاهب فزمن الرسول صلى الله عليه و سلم؟


الاجابة


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:

فاما زعمك ان فقهاء الامه فرقوا الناس فكلام باطل منكر،
واستدلالك على هذا بان هذي المذاهب لم تكن موجوده زمن النبى صلى الله عليه و سلم اشد نكارة،
وهو دليل على قله اطلاعك و معرفتك بهذا الشان،
فان الصحابه الكرام رضى الله عنهم و رثوا ذلك العلم الشريف عن النبى صلى الله عليه و سلم،
وعنهم و رثة التابعون لهم باحسان حتي انتهت مقاده العلم الى ثله من اكابر العلماء نقحوا ذلك العلم و رتبوة و بذلوا اعمارهم فخدمتة و بيانة للناس فجزاهم الله خيرا،
وقد كانوا فيما بينهم اخوه متحابين يستفيد بعضهم من بعض،
ويثنى بعضهم على بعض،
وقد و جدت بينهم اختلافات فبعض مسائل الاجتهاد كما و جد شيء كثير من هذا بين الصحابه رضى الله عنهم،
ومنشا ذلك الخلاف عن اجتهاد و تحر للحق فعذر بعضهم بعضا و لم ينكر احدهم على اخية اجتهادة و لم يفسد ذلك الخلاف اليسير ما بينهم من الود،
وكان هذا الخلاف سعه لمن بعدهم من العوام و من لا يحسنون النظر فالادله ان يقلد الواحد منهم من يثق فيه من هؤلاء الاكابر و يصبح بذلك ربما ابرا ذمتة و ادي ما عليه.

واليك ذلك الكلام النفيس لشيخ الاسلام ابن تيميه رحمة الله ليتبين لك ان الفقهاء لم يفرقوا الامة،
وان من رحمه الله بالامه ان قيض لها امثال هؤلاء العلماء الذين نشروا العلم و نصروا الدين من الصحابه الاخيار فمن بعدهم من التابعين و الائمه اصحاب المذاهب المتبوعه و اكابر اصحابهم،
يقول رحمة الله: و لهذا كان بعض العلماء يقول: اجماعهم حجه قاطعه و اختلافهم رحمه و اسعة.
وكان عمر بن عبدالعزيز يقول: ما يسرنى ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يختلفوا،
لانهم اذا اجتمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالا،
واذا اختلفوا فاخذ رجل بقول ذلك و رجل بقول ذلك كان فالامر سعة.
وايضا قال غير ما لك من الائمة: ليس للفقية ان يحمل الناس على مذهبه.
ولهذا قال العلماء المصنفون فالامر بالمعروف و النهى عن المنكر من اصحاب الشافعى و غيره: ان كهذه المسائل الاجتهاديه لا تنكر باليد و ليس لاحد ان يلزم الناس باتباعة فيها؛
ولكن يتكلم بها بالحجج العلميه فمن تبين له صحة احد القولين تبعة و من قلد اهل القول الاخر فلا انكار عليه.
ونظائر هذي المسائل كثيرة.
انتهى.

فحذار حذار من اساءه الظن بعلماء الامة،
واما قولك انه ليس جميع ما نسب الى النبى صلى الله عليه و سلم صحيحا،
فكلام صحيح فانه ربما رويت عن النبى صلى الله عليه و سلم احاديث ضعيفه و موضوعه مكذوبة،
وقد قيض الله لسنه نبية صلى الله عليه و سلم جماعة من اكابر العلماء بينوا صحيحها من سقيمها و مقبولها من مردودها و نفوا عنها الباطل و ما لا يثبت فجزاهم الله خيرا،
واليهم المرد فهذا الباب فهم اهل ذلك الشان فما حكموا بصحتة قبلناة و ما حكموا بردة رددناه.

واما المساله التي صدرت فيها و استشكلتها و هي الحكم بطهاره الريح فهذا قول عامة العلماء،
وليست هذي المساله مما انتشر به الخلاف و تفرقت بسببة الامه على حد زعمك،
بل كلمه العلماء كالمتفقه على هذا،
والحكم بالطهاره او النجاسه مردة الى الشرع و ليس هذا الى اهواء الناس و ما تقتضية عقولهم.

قال النووى رحمة الله: و اجمع العلماء على انه لا يجب الاستنجاء من الريح و النوم و لمس النساء و الذكر.
انتهى.

وفى المغني: و ليس على من نام او خرجت منه ريح استنجاء.
ولا نعلم فهذا خلافا.
قال ابو عبدالله: ليس فالريح استنجاء فكتاب الله و لا فسنه رسولة انما عليه الوضوء،
وقد روى عن النبى صلى الله عليه و سلم: من استنجي من ريح فليس منا.
رواة الطبرانى فمعجمة الصغير،
وعن زيد بن اسلم فقوله تعالى: اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا و جوهكم.
اذا قمتم و لم يامر بغيرة فدل على انه لا يجب و لان الوجوب من الشرع و لم يرد بالاستنجاء ههنا نصف و لا هو فمعني المنصوص عليه لان الاستنجاء انما شرع لازاله النجاسه و لا نجاسه ههنا.
انتهى.

وبما مر يتضح لك ان الريح طاهره لا يجب منها الاستنجاء و ذلك من رحمه الله بعبادة و تخفيفة عنهم،
واما اعتراضك على احكام الشرع بمجرد العقل فليس مما يليق بالمسلم،
وقد قال تعالى: فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم بعدها لا يجدوا فانفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما {النساء:65}،
هدانا الله و اياك سواء السبيل.

والله اعلم.

  • عمل ريح يلزم الاستنجاء


الاستنجاء من الريح