الام ترفض تزويج ابنتها

تزويج ترفض الام ابنتها 20160916 4674

تعالى و بركاته.


مشكلتى هي كالتالي:

ام لا تريد من ابنتها ان تتزوج،
اما اذا فكرت الام فتزويجها فليس لى بل لشخص ثري،
لكن البنت ترفض ما تقررة امها و تصر على الزواج بي،
وانا كذلك مقتنع فيها كزوجه لي،
ولم اعد اتحمل الانتظار مخافه الوقوع فيما يغضب الله لما نراة من مفاتن و ما شابة ذلك،
فبماذا تنصحونني?


الاجابة

الاخ الفاضل/ الهشام حفظة الله.


و بركاتة و بعد،،،

فانك ربما ذكرت عن هذي الام التي ترفض زواج ابنتها بك انها لا تريد تزويج ابنتها،
وانها لو فكرت فتزويج ابنتها فانها تريد رجلا ثريا صاحب ما ل،
فالواضح من ذلك الكلام ان هذي الام تقف ما نعا من زواج ابنتها بدون اسباب معتبر،
وبدون اي حجه سائغة،
سوي انها تطلب الزوج الغنى صاحب المال،
وقبل التعليق على ذلك الامر،
فلابد ان نقرر امرين:

الاول: ان المعتبر فقبول الخاطب او ردة هو الدين و الخلق،
كما قال صلى الله عليه و سلم: (اذا اتاكم من ترضون دينة و خلقة فزوجوة الا تفعلوا تكن فتنه فالارض و فساد كبير) اضف الى هذا ما ينبغى ان يراعي من قدره الخاطب على انشاء بيت =الزوجية و الانفاق بالمعروف على زوجته،
فاذا تحصلت هذي الامور لم يكن هناك اي ما نع من الموافقه على الخاطب و تزويجة بمن طلب.

الثاني: ان الفتاة اذا جاءها الرجل المناسب الذي تحققت الشروط الشرعيه المطلوبه فيه،
ورغبت به زوجا و رضيتة لذلك،
فلا يجوز لاى انسان ان يرفض تزوجيها به،
بل يحرم هذا و يمنع،
وتعتبر الفتاة مظلومه شرعا سواء كان المانع لها هما الوالدان او غيرهما.

اذا ثبت ذلك فان هذي الام اذا كانت ربما منعت ابنتها من الزواج بك،
مع رغبه الفتاة فيك و بدون اي ما نع شرعى معتبر،
فلا ريب انها تكون ظالمه لابنتها فهذا المنع،
بل هي ظالمه لك كذلك بهذا الاعتبار،
فان الله تعالى لا يبيح الظلم مطلقا،
بل ربما امر جل و علا بالعدل و الانصاف حتي مع الاعداء،
كما ثبت عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال: (اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة).

والمقصود انه يمكنك التوصل الى زواجك بهذه الفتاة بان تحاول اقناع بعض اهلها،
كاخوتها او ابيها ان امكن ذلك،
بحيث يقفون معك فهذا الامر،
ويبذلون جهدهم فرد اعتراض هذي الام،
خاصة و ان الفتاة مصره على الزواج بك و راغبه فيك،
فان كانت الفتاة لم تصرح لامها و لاهلها بحقيقة رغبتها فيك،
فعليها ان تفعل ذلك،
وان توضح لهم بكل صراحه انها ترغب فيك زوجا؛
لانك ان شاء الله ربما تحققت فيك الشروط المطلوبه من الخلق و الدين،
وخاصة اذا كنت متوسط الحال من الناحيه المادية،
فاذا و قفت هذي الفتاة ذلك الموقف الواضح فان الغالب ان يؤثر موقفها ذلك فاهلها،
بحيث يضعف موقف امها،
وتظهر امام الاهل بموقف المعارض لمصلحه الفتاة،
ولمصلحه دينها و سعادتها فحياتها الزوجية.

وكذلك فان من الحجج التي ينبغى ان تحتج فيها هذي الفتاة على موقف امها الرافض بان تبين لاهلها ان فرصه الزواج الكريم الشريف ربما لا تحصل فكل مرة،
وحتي لو قدر وجود الزوج فان القليل منهم هم الذين يجمعون الدين و الخلق المطلوبين،
كما هو معلوم و معروف من احوال الناس،
فاذا و قفت الفتاة ذلك الموقف الواضح فان الغالب ان يصير موقف الام موقفا ضعيفا لا و جة له،
ولا اعتبار لدي عقلاء الناس له.

ولابد هنا من التنبية ان هذي الفتاة المذكوره متي ما و قفت ذلك الموقف الواضح من امها،
فانها قد تجد نوعا من الاذي و شيئا من المضايقه من امها او من بعض اهلها،
فلابد ان يصبح موقفك حينئذ هو الوقوف معها،
بان تصبر حتي يتم الامر لكما،
بحيث لا تتخلي عنها،
وقد بذلت ذلك الجهد و هذي المواجهة،
بل عليك ان تكون و اقفا معها و لا تخذلها فو قت هي قامت فيه فو جة امها لاجل الزواج بك.

فهذا كله اذا كانت امكانيه الزواج من هذي الفتاة ممكنه بمثل ذلك الاجراء و التصرف،
اما اذا وصل الامر الى حد لا ممكن به تحقيق ذلك الزواج او لا يتم الا بعد لمدة طويله جدا،
فاننا نري ان تحافظ على دينك،
وان تتزوج بنت ثانية تعينك على اعفاف نفسك،
فان الخوف من الوقوع فالحرام يجعل الزواج و اجبا على المسلم،
كما هو مقرر فدين الله تعالى،
بل الواجب حينئذ هو الزواج من ايه بنت صاحبه دين و خلق مرضيين،
بحيث تحفظ نفسك و تحصن فرجك،
غير اننا نوصيك و الحالة ايضا بان تقوم باخبار الفتاة السابقة بقرارك ذلك و بعزمك على الزواج من غيرها،
بحيث لا يؤدى فعلك ذلك الى تحطيم نفسها،
وشعورها بانك خذلتها،
ورميتها بلا عذر مقبول،
بل يمكنك ايضاح ذلك الامر لها عن طريق بعض قريباتك كاخواتك مثلا بحيث تتجنب الاتصال بها،
وفى نفس الوقت تبلغها بحقيقة موقفك بكل جلاء و وضوح.

ولا ريب بانك لو فعلت ذلك الامر لا تعد خائنا و لا قليل و فاء،
بل انك و الحالة ايضا ربما فعلت الواجب شرعا الذي امر الله فيه و رسولة صلوات الله و سلامة عليه،
مع ملاحظه انك بذلت و سعك لاجل الزواج من هذي الفتاة فلم يتيسر لك،
ونسالة جل و علا ان يفتح لك و لها ابواب الخير،
وان يجمع بينكما ما جمع بينكما بخير،
وان يفرق بينكما ما فرق بينكما بخير،
والحمد لله رب العالمين.

والله الموفق.


الام ترفض تزويج ابنتها