الان نادو عبدة الصفر

نادو عبدة الصفر الان unnamed file 533

روايه ’عبده الصفر’    للكاتب الفرنسي الان نادو    الصفر الذي هو من و جهه نظر الرياضيين القدماء و اصحاب الفلسفه و المعتقدات الدينيه تعبير عن نفى العدد ،

وتصوير للاشيء و اللاكم ،

هو من و جهه نظر الكاتب الفرنسي الان نادو ’قد اخر ثوره حقيقيه فنظام الفكر الانسانى ،

كما يتضح من النصوص التي تنقلنا تباعا من قمم الزهد الى مراره العذاب و الاشراق الروحى و من غمرات الشك و تمزقاتة الى التصميم على بلوغ اليقين و الوصول الى لب الحاجات ،

ولو ادي السعى فالنهاية الى اللاشيء’ .
  ذلك الكاتب الفرنسي الذي عمل فالسفاره الفرنسية فالعراق ،
جعل احداث روايتة تدور فالاسكندريه ،

ويستغرب و هو الذي نهل من الثقافه العربية – يستغرب – ذلك التصادم بين الحضارة العربية و الغربيه حيث النكران و النفور ،

وقد و اجة نادو اراء نقاد عديدين بان روايتة هي روايه تؤكد على الجانب التاريخى و الفلسفى ،
وهو يشعر انه لا يكتب روايه تاريخيه ،

رغم انه يتحدث عن جماعة فيثاغورث التي امنت على مدار الف عام بمعتقدة فالاعداد ،

وتحويل الحروف الى ارقام ،

وتجعل الاعداد متعلقه بعالم روحانى غيبى ،

وتستنهض علاقه باطنيه تربط الارقام و الاعداد بشواهد كونيه لدرجه الاعتقاد ان الاعداد من اساس تركيب النظام الكوني ،

خاصة و ان اصحاب الطرق الصوفيه و الزاهدين يرون فالاعداد و الارقام علاقه مع امور غيبيه كثيرة ،

لذا يستعملونها احيانا فاورادهم و عبادتهم و تحليلاتهم و تفسيرهم الباطنى لظواهر الحياة و الاخره و الكون .
  للروايه مقدمه هي جزء منها ،

يتحدث بها الكاتب عن كشفة المقبره الكبري فالاسكندرية،
ويصف الاماكن و يكتشف بها محفوظات طائفه عبده الصفر ،

ويتبع هذا 25 و ثيقه تنبنى عليها تقنيه الروايه و بنائها ،

منها ما امتد لصفحات و منها ما كان صفحة واحده تبدا منذ ابحار فيثاغورس الى مصر ،
والذى و جدت بياناتة على رسم جدارى ،
الي مقتطفات من (اطلس الطرق البحريه فاليونان القديمة) و وصف به رحله فيثاغورس من ساموس الى مصر،
ووصولة الى نقراطيس و فيثاغورس ذلك ،
يري الكاتب انه ولد على الارجح بين 580 و 570 قبل الميلاد لاب صائغ و ام كانت تعتبر احلى النساء فساموس ،

وتلقن مبادئ المعرفه و العلم على يد فيريقيدس المعروف بالحكيم ؛

والذى الف كتاب بعنوان ’المغارة’ ،
اودعة تاملاتة فاصول الكون و مبادئة ،
ورغم ان الكثيرين يرون فالعمل الادبى ابداعا للغه و وصفها فقوالب تستهوى القارئ المتسرع او المتامل ،

وابداعا للفكر بنسيج موشي من العبارات و الجمل ،

ويصفون عملا ابداعيا بان لغتة حارة ،

او مركزه ،

موجزه ،

او مسهبه ،

بليغه او ركيكه ،

جميلة او ضحله ،

فان روايه الان نادو تسوق القارئ احيانا كثيرة الى افكار رياضيه و فلسفيه و وجوديه و كونيه ،

تصل حد الجفاف ،

وحد التساؤل هل ممكن ان يصبح ذلك السرد جزءا من النص الروائى ؟

وهل ممكن ان يصبح تناول هذي الموضوعات التي توصف بالجافة ،

والذهنيه ،

ان تكون ضمن عمل ابداعى ؟

وهل يتحول السرد الروائى كذا الى سرد اقرب الى عمل الرياضيات و الفيزياء و ينتفى منه حراره الاحداث و الاشخاص ؟
  ان القضايا التي تشغل الان نادو هي قضايا الكون و الوجود و الاعداد ،

ورحله العالم التي من المستحيل الاحاطه فيها و بكنهها ،

لذا يظل التخوف و التاويل و الغموض يلف جميع شيء ،
ويضفى على الموجودات الحيه تساؤلات عديده ،

غامضه ،

بعيده ،

عميقه ،

لا اجابات شافيه ،

ويظل الجميع سائرون فالطريق المرسوم .
  هل يتحمل السرد الروائى هذي العلاقات الجافة ،

وهل على الروائى ان يتمكن من فهم هذي العلائق الرياضيه و الفيزيائيه و الفلسفيه و ان يعبر عنها و يستعملها فنصوصة ؟

ام ان لكل روائى قدراتة و ادواتة ،

يقول الان نادو فو ثيقتة الاخرى ’توجة فيثاغورث الى سايس عن طريق القنوات و لم يكف طوال الطريق عن تامل الخاتم و مساءله نفسة : تري ما هو ذلك الانعكاس الغريب للقمر فمجرد حجر ؟

وكيف ممكن للعنصر الاكمد ان يبلغ هذي الدرجه من النفاذ و الصفاء ؟

وهل يعقل ان يصبح جسما ما ديا عاديا شاهدا على مسار الافلاك و مرأة للقبه السماويه ،

فترجع المادة من لدنها نور القمر حتي فغياب القمر ؟

افلا يعني هذا توسعا ان هذي المادة قادره فبعض اجزائها ان تنفتح على الكون باسرة و تضم فطوايا ظلماتها الحميمه اسرارا ثانية لابد من استجلائها فيوم من الايام ؟

او ليس التفسير الوحيد هو ان العالم المعدنى و الارضى هو اسوه بهذا الحجر ،

نسخه معيبه و مختزله عن العالم السماوى و صورتة المصغره .
.
فى ما بين اللامتناهى فالصغر و اللامتناهى فالكبر ،

ولان الواحد منهما انما هو مرأة للاخر لا بد توجد فحيز ما اجسام و سيطه و كيانات ساميه تربط بين الاثنين و تكون الممر الدائم بين ’المماثل’ و ’المغاير’ صور مجرده جالسه الى جانب الالهه هي النماذج و القوالب التي تشكل فبوتقتها الكل الاعظم ،

ولكن كيف الوقوف على هذي الصور التي لا تشخيص و لا وجود محسوسا لها؟’  استغرق فيثاغورس ففكرة فتملكة شعور غامر بان هذي الصور الازليه الثابته انما هي كامنه فصميم الواقع و فقلب الان ،

ويمكن للعقل فكل لحظه ان يكشف عنها طى الظواهر و جميع منا يتعامل معها رغما عنه .

واذا ما عميت عنها الابصار فما هذا الا لفرط صفائها ،

فهي شفافه للانظار و لكنها مفتوحه على العالم الاخر .
  و تتابع الوثائق خطاب من مؤرخ و عالم اثار المانى حول العلاقات بين الديانه المصرية و النظريه الفيثاغوريه فالاعداد ،
ومقتطفات مترجمة الى اليونانيه من قصيده لاتينيه تروى دخول فيثاغورس المفترض فالهرم الاكبر،ونص لمؤلف يهودى من القرن الثالث بعد الميلاد يروى اقامه فيثاغورس فبابل و يبرز احتمال تاثرة بالديانه العبريه فتصورة التوحيدى للعالم ،
وروايتان تشهدان بنزول فيثاغورس الى الجحيم .
.
الي احدث الوثائق من مقتطفات و حواشى ،

وبقايا رسائل ،

ونصوص كاملة ،
ونصوص مجتزاه ،
وخطبة اخيرة لفيثاغورس على فراش الموت ،
ومحاورات ،

ويوميات ،

ورثاء ،

وروايه مؤرخين ،

وتقارير جواسيس .
  جميع ما سبق مجرد مواد الوثائق التي هي من فتيات افكار و خيال الكاتب الفرنسي الان نادو فروايتة عبده الصفر ،

وهي ليست كالوثائق و المقتطفات التي ياخذها بعض كتاب الروايه العرب من بطون الكتب التراثيه ،

انما هي ابداع الكاتب ،
وتركز فبعضها على حقائق تاريخيه معروفة ،
وهي الفصول التي تضمنها عملة الروائى ابتداء من كشف المقبره الكبري فالاسكندريه الى الهجوم الذي شنة على المعبد جنود النصاري ف645 كما روي احداثة احدي شخصيات الروايه ،

وهو احدث ما كتبتة الطائفه ،

طائفه عبده الصفر .
  و تظل فكرة الاعداد تلح على الكاتب ،
بل هي اساس العمل الذي بني عليه روايتة متاثرا من اجواء الشرق ،

ودراساتة فالتراث العربي ،

مزاوجا ثقافتة الغربيه ،

فى قدره على التحليل ،

مستخدما فاحيان كثيرة لغه جذابه حيث يصل الى الربط بين الاعداد و الاعتقاد بقوه فاعله تشدها جميعا الى الواحد الاحد .
.
يقول ’وتروى بعض الاساطير انه ابتعد ذات يوم عن صخب المدينه و ساحل النهر يبحث بين النباتات المائيه و اغصان القصب عن ركن هادئ يستحم به و يريح جسدة المنهوك ،
وما كاد يتجاوز و حل الضفه الفاتر و يتوغل فمياة النهر الثقيل المنعشه حتي اشرق عليه نور الوحى ،
فايقن ان كثرة الاعداد ليست البتة دليلا على تعدد الالهه ،

بل ان فاحكام نظامها ذاتة ما يوحى بوجود مبدا واحد هو صورة واحده لا شريك لها .
  فالاعداد لا تنتشر فالخلاء انتشارا فوضويا لا ضابط له ،
بل هي تتوق جميعا الى الالتقاء فمحل مركزى قد يصبح هو ذاتة عصيا على الادراك .

ففى المنطق الداخلى للاعداد التسعه الاولي التي تحتوى ’بالقوة’ سائر الاعداد ،
ما يدعو للاعتقاد بوجود قوه فاعله تشدها جميعا الى ’الواحد الاوحد’ ،
وتسعي الى ردها الى عدد مطلق يتضمنها كافه .

او ليست الاعداد بمنطقها الداخلى ذلك دليلا على كمال النظام الالهى و تمامة ،

وفيها تتجلي اياتة و تكمن رمزيتة المجرده ،

ان اعضاء الطائفه ’عبده الصفر و عبدوه’ ،

اذ ان اكتشاف الصفر هو قمه الوعى بهذا العدد ،

ثم ما لبثوا ان فطنوا ان مجرد كشف الحجاب عن الصفر ياتى على كل امكانياتة ،

اذ متي عرف الصفر بدا جليا ان خصائصة الرئيسيه تكمن فانعدام سمكة و شفافيتة ،

وحول خصائص الصفر و التاكيد على انه اللاشيء ،

لابد من رمز يدل عليه ،

ولا خروج من العدم الى الوجود الا بعلامه تعطية معني و دلاله ،
فتعارفوا على النقطه (.) او الدائره الخاليه (0) ’واذا اقتصرنا على ما للنقطه من خاصيات هندسية و جدنا مطابقه لمعناها فيجوز بالفعل ان نحدد النقطه بانها تقاطع خطين مستقيمين هذان الخطان المستقيمان لا سمك لهما على الاطلاق .

لان القول بان الخط ذو عرض مهما صغر يحيله  توا الى مسطح .

النقطه اذن كيان رياضى يسهل ادراكة و ان كان و هميا ما دام يستحيل اعطائة شكلا يكفينا ان نفترض النقطه بلا مساحه و بلا بعد حتي تطابق خصائصها خصائص الصفر ،

وهو المطلوب منها ان ترمز الية ،

فالنقطه خير ترجمان لطبيعه و وظيفه عدد حقيقتة انه بلا حقيقة .

والدائره هي الثانية تؤدى ذلك الغرض فالرمز الى (الكميه الصفر) فالعجله تضم فداخلها فراغا لا خصائص له هي شكل محض غير ذى مضمون لها حركة دائريه بلا بداية و بلا زمان تحدد فيها و تولد محيطا هو كذلك بلا غلظ فتتملك خلاء هي منشئتة و هو و حدة معطيها قوامها .

والنقطه و الدائره لا فرق بينهما فكلتاهما تنتزعان الى غايه واحده هي تصوير (العدم) .
.
فنحن نفترض ان الصفر بما يمتلكة من قدره على ان يلغى بالتدريج جميع الاعداد التي تمثل فمنطقة نفوذة .
.
انما يمتلك قوه حل و تذويب’ و اذا كان الصفر هو اللاكم و اللاشيء فلا بد ان له علاقه جوهريه بموت جميع شيء و العدم لكل شيء فلا تبقي الا حقيقة الموجد و هو الله.

  • عبدة الصفر


الان نادو عبدة الصفر