البحيرة السوداء روايات احلام

روايات السوداء البحيرة احلام 20160917 656

روايات السوداء البحيرة احلام 20160917 657

روايات السوداء البحيرة احلام 20160917 658

روايات السوداء البحيرة احلام 20160917 659

روايات السوداء البحيرة احلام 20160917 660

روايات السوداء البحيرة احلام 20160917 661

روايات السوداء البحيرة احلام 20160917 662

روايات السوداء البحيرة احلام 20160917 663

 

1- غريب فالبحيرة السوداء

التقت كلير دنزل بلاك فاليوم الاول الذي وصل به الى البلدة كان الفصل خريفا و الاوراق على الاشجار ربما اتخذت لونا زيتيا تاره و قرمزيا او خمريا تاره ثانية فيما السماء انصبغت بلون ارجوانى عميق ما ئل الى الزرقه و الجو انذر بعاصفه توشك ان تهب من الغرب .



كانت الرياح تؤرجح نافذه الوكاله فتصدر جلبه عظيمه بينما لا تومض الا لتخبو مجددا تجهم و جة كلير و غمر القلق عينيها الزرقاوين و راحت ترجو الا ينقطع التيار الكهربائى فجاه كعادتة فمثل ذلك الجو العاضف على اي حال من الاروع ان تعود الى منزلها لاسيما و ان موعد الاقفال ربما حان نهضت عن مكتبها و شرعت ترتدى معطفها و هي تبعد خصلات شعرها الشقراء عن رقبتها .



عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل


و فجاه انفتح باب المحل تاركا للريح حريه ان تتوغل فالمكنب ففكرت كلير للحظه قبل ان تقول معتذره بتهذيب : انا اسفه و لكن الوكاله اقفلت ابوابها منذ برهه .

الا تستطيع العوده غدا ؟



و لما كانت ربما اطفات الانوار الرئيسيه لم تستطيع ان تتبين جيدا الرجل الواقف فالمدخل .

لكن ،

وفى الظلام الخفيف الذي سيطر على المكان ،

لاحظت انه طويل القامه اسود الشعر ،

ويرتدى معطفا طويلا قاتما تتلاعب الريح باطرافة و سمعتة يقول بصوت عميق :


قرات لوحه الاعلانات خارج البيت الذي يقع فاعلي ” هانتز هيل اعنى هذا المنزل الواسع الفيكتورى الطراز الذي يتفرع عن الطريق .

فهل ما زال معروضا للبيع ؟



تمتمت كلير ببطء ،

وهي تحاول ان تتبين ملامحة فالظلال : البحيرة السوداء .



لكنها لم تر الا و ميض عينية اللتين و اظبتا على التحديق بها .



و سرعان ما اجابت ،

وهي تخنق قشعريره غريبة سرت فجسمها : نعم ،

مازال معروضا للبيع


و لم تجد سببا لهذا البرد الذي اجتاحها الا الريح .

وعادت و ركزت تفكيرها على البيت القديم الواقع عند طرف البلده .

لقد مضي زمن طويل على عرضة للبيع و لم يلق مشتريا بعد ،

ولعل هذا يعود الى ضخامتة التي لا تناسب اي عائلة عاديه .

يمكن ان يحولة احد المهتمين الى فندق صغير او مستوصف ،

ولكن حالتة من السوء ما يستوجب اصلاحات مهمه ،

قبل ان يكون جاهزا للسكن .

وها ربما مرت سنتان و ما زال اسم المنزل مدونا فسجلات الوكاله و لاشك ان و الدها سيسر اشد السرور حين يعلم انها استطاعت اخيرا ان تبيعة او حتي ان تؤجرة .



و ما لبث الغريب ان سالها : اتستطعين ان تاخذينى فجوله فالمكان ؟



-نعم ،

بالطبع ،

ما رايك فصباح الغد ؟

فلنقل فالساعة الحاديه عشره .
.


بعدها اخرجت من درج مكتبها مذكره و قلما بلا مبالاه ,

اخفت فيها حماسها الشديد لانجاز هذي الصفقه .

ولم يكن هذا بعسير على شقراء باردة مثلها ،

لاسيما و ان عينيها تسبحان فبحر ازرق شاحب شديد الفتور .



لكن الرجل المتشح بالسواد اجابها : ساكون مشغولا طيله نهار الغد فما رايك ان تذهب الان ؟



و اذا بناقوس الخطر يقرع فعقل كلير ،

فما كان منها الا ان ردت بادب يفتقر الى الود : انا اسفه ،

هذا ليس ممكنا .



فلطالما ردد و الدها على مسامعها ان مرافقه رجل غريب الى بيت =فارغ محفوف بالمخاطر .

ولهذا حرص دائما على ارسال شخص معها فهذه المناسبات و منذ تقاعد صار اخوها روبن يرافقها .



و روبن تلميذ فالتاسعة عشره من عمرة يتابع دروسا فادارة الاعمال فا لمعهد التقنى المحلى لكنة ضخم الجثه قوي العضلات فهو يمارس رياضه الركبى فالمعهد و لطالما شعرت معه كلير بالامان .



– ماذا تعنين انه ليس ممكنا ؟



كان سؤالة مقتضبا على نحو فظ جمد اوصالها و لكنها ردت : يبدا العمل هنا من التاسعة و حتي الخامسة و النصف ياسيد..


فقال بذلك الصوت العميق و الغامض : بلاك .
.
دنزل بلاك .
.
هل المدير موجود ؟



– انا المديره .



و لما شعرت بانه لايصدقها اضافت: و هذي و كالتي .



– لكن اللوحه على الباب تقول ان جورج سامر يدير هذي الوكاله .



– هو و الدى لكنة تقاعد الان تاركا لى ادارة الوكاله .



– فهمت .



و احست فيه يحدق بها فيما عيناة تتالقان فهذا الظلام الباهت


– حسنا يا انسه سامر .
.
ام انك متزوجه ؟



ترددت لبرهه و شعرت انها لا تريد ان تفصح له عن اسمها بكيفية العناد غير ما لوفه لديها و لا منطقيه لكن شيئا ما به بدا يزعجها و رغبت فجاه بالتخلص منه باسرع ما ممكن فاجابت باختصار : انا كلير سامر.


– اذا لست متزوجه ؟



فهتفت بنبره تكاد تكون حاده : لا !

اسمع انا اسفه ياسيد بلاك .

ولكن لا وقت لدى حقا لاريك المنزل الليلة .



فبادل حدتها بحده اشد : انسه سامر ،

اما انك تريدين بيع البحيرة السوداء و اما لا .

ففى الغد ساسافر الى الخارج لاشهر عده ،

ولهذا لا استطيع ان اري البيت الا الليلة .

فاختارى اما ان تصحبينى الية حالا و اما انسى المساله برمتها .



ترددت و هي تعض على شفتها السفلي .

لاشك ان اباها و اخاها غير موجودين فالمنزل الان ،

فقد ذهبا لمشاهدة مباراه فالركبى فالبلده المجاوره و لن يعودا قبل ساعتين .

صحيح ان بامكانها ان تطلب من لوسي ان تلاقيها فالبحيرة السوداء فلا بد انها عادت من عملها فهذا الوقت ،

فهي تعلم فالمدرسة الابتدائية المحليه و تعود الى البيت عند الخامسة مساء .



و ما لبث دنزل بلاك ان اعلن و ربما عيل صبرة :


هيا قررى فمحاميتى هيلين شيرارد تنتظر فالسيارة و اظن انك تعرفينها.


لقد اردتها ان تري البيت كذلك لكن لا انوى ان اجعلها تنتظرنى لمدة اطول.


و هنا اطلقت كلير تنهيده خفيفه عبرت عن ارتياحها :


هيلين !

نعم اعرفها بالتاكيد حسنا سيد بلاك ساصطحبك الى البحيرة السوداء .



الان لكن لدى موعدا احدث عند السابعة و لا استطيع ان اتاخر اكثر لذلك سنقوم بجوله سريعة


بعدها التفتت الى خزانه الملفات و راحت اناملها تبحث عن ملف البحيرة السوداء و ما ان و جدتة حتي اخرجت مجموعة من المفاتيح من صندوق مقفل مثبت فالجدار و اقفلت الخزانه و الصندوق مجددا .

وقبل ان تغادر المكان اختلست النظر الى المراة التي تزين الحائط فيما زررت معطفها الشتائى الاحمر القاتم الذي امتد الى منتصف ساقيها .



فذلك الوقت كان دنزل يراقبها فقال بتشدق :


معطفك يكاد يصبح فيكتورى الطراز .
.
وهو يناسبك .



و لما سمعت ذلك المديح التهكمى رمقته بنظره جافة قائله : شكرا


اذا يظن ذلك الغريب انها قديمة الطراز و لا شك انه رمى الى اهانتها لكنة لم يصب هدفة .

فكلير لا تمانع فهذا الوصف البتة لاسيما ان صدر من رجل مثلة و لا مجال لانكار انه جذاب فعلا ،

فقد شعرت كلير بقوه مغناطيسيه جذبتها الية ما ان دخل ذلك المكان .

لكنها تعلمت منذ زمن طويل الا تثق بالرجال لاسيما باولئك الذين يفيضون بالجاذبيه فضرب من الجنون ان تتعلق المرأة برجال دللتهم الحياة حتي افسدتهم اذ ان الامر اشبة بان تسير بارادتها فطريق نهايتة الجراح .

لذا على المرأة المتعقله ان تترك البعد يفصل بينها و بينهم و ان تعاملهم بمنتهي البروده و الجفاء .

وكلير اصبحت خبيره فذلك الان .



و حين تاكدت من ان ادراج مكتبها مقفله التقطت حقيبتها و مظلتها ،

ثم تقدمت نحو دنزل بلاك .

كان الظل ما زال يحجب و جهة ،

ولكنها تبينت يدة و هي تمتد الى الباب الامامي لتفتحة لها .



– على ان اضبط جهاز الانذار بعدها اقفل الابواب .



– سانتظرك عند السيارة .



نظرت كلير الى السيارة السوداء الانيقه .

صحيح انها ليست مهووسه بالسيارات ،

ولا تستطيع ان تتكهن طرازها ،

لكن المرء لا يحتاج الى خبير ليعرف انها فاخره و باهظه الثمن .

وان استطاع دنزل بلاك ان يقتنى كهذه السيارة فلا بد انه قادر على شراء البحيرة السوداء .

وهذا و حدة يبدد احد الشكوك التي ساورتها عنه .



و حين انتهت من مهمتها ،

اتجهت نحوة لترافقة فحين لم يوقف سيل نظراتة ،

فراح يتاملها بدءا بشعرها الناعم القصير مرورا بساقيها الطويلتين الرشيقتين و انتهاء بقدميها الرائعتين كانت كلير ترتدى ملابس بسيطة كلاسيكيه لا تبطل موضتها و ربما اعتادت ان تختار ثيابها لا طلبا لاعجاب الرجل بل للاحساس بالراحه و الهدوء و هما شعوران فارقاها تحت و طاه نظراتة المليئه بالسخريه و التسليه .



فمجرد خضوعها لتفحص عيني دنزل بلاك لاسيما و هي تدس رجليها الطويلتين فالسيارة كفيل بان يوقظ الرعشه فجسدها و عرفت ان ذلك الرجل يشكل مصدرا حقيقيا للمشاكل .



و لما اصبحت فالداخل التفتت هيلين من المقعد الامامي و ابتسمت ابتسامه مهذبه بعدها حيتها :


مرحبا كلير


و دت كلير لو تغتنم الفرصه فتطرح عليها بعض الاسئله عن زبونها .

لكن دنزل بلاك سرعان ما دار حول السيارة بعدها صعد اليها قبل ان تنبس كلير ببنت شفه .



فاكتفت بابتسامة و ديه و قالت :مرحبا هلين ،

كيف حالك ؟



– جيده .



و رغم هذا لم تستطيع كلير الا ان تلاحظ شحوب و جهها فبشرتها التي طالما كانت قشديه اللون و متورده تفتقر الليلة الى اللون .

اما عيناها الخضراوان اللتان تتالقان حيوية فواهنتان ناعستان و كانها مغرمه .



و سرعان ما شاحت كلير بوجهها و ربما اجفلت فتيات افكارها .

تري ،

هل هيلين مرتبطه بعلاقه مع زبونها ؟

فمنذ طلاقها من بول و هو صاحب فندق محلى مشهور و هي تنتقل من علاقه الى ثانية و ما ان استقلت بنفسها حتي اصطف الرجال لارضائها .



و يكفى فهذه البلده الصغيرة المنعزله ان تواعد المرأة اكثر من رجل فسنه واحده لتغدوا محور حديث السكان .

فكيف اذا بهلين التي شوهدت برفقه عدد من الرجال منذ انفصالها عن بول ؟

لكن ايا من علاقاتها لم يعمر طويلا او بين على اسس متينه ،

ولعل هذا يعود الى شعورها بالامان فتسلسل الاشخاص اولعلها اكتسبت ببساطه مزيجا من التهور و الجموح بعد طلاقها .

وتقول الشائعات انها تشاجرت مع زوجها بعد علاقه غراميه عابره اقامها مع نزيله فالفندق علاقه لم تستطع ان تغفرها له قط .



انطلقت السيارة ببطء اولا بعدها ازدادت سرعتها مع ابتعادها عن الرصيف .

وبدا و اضحا ان دنزل بلاك يدرك و جهتة جيدا لذلك لم تضطر كلير الى ارشاده الى الطريق و ما كان منها الا ان اسندت راسها الى الوراء و راحت تراقب يدية و هما تمسكان بالمقود و لشده ما كانت تتاملها لاحظت شعيرات سوداء خفيفه تغطيها ،

وفجاها مزيج من الرشاقه و القوه فيهما و بعد ان فرغت من مراقبه انامله الطويله انتقلت الى رسغه و ربما زينته ساعة ذهبية لماعه بعدها عادت مجددا الى اصبعه حيث و قع نظرها على خاتم ذهبى ثمين نقش عليه شعار النباله .



اما و جهة فما زال خفيا عنها لكنها تلمح شعرة الاسود الكثيف و اللماع كلما مروا بمصباح فالشارع و بدا معطفة من الكشمير الداكن .

انيقا و غالى الثمن كذلك نعم لاشك انه يملك العديد من المال فذلك الوقت كانت هيلين تهمس فاذنة بعبارات لم تسمع كلير معظمها .

لكنها سالتة بصوت اجش و نبره تحمل قدرا من الغضب : و كم تنوى ان تبقي فالولايات المتحده ؟



هز كتفية بلا مبالاه و اجاب :


شهرا ،

او قد اثنين فردت بصوت يخالطه الاسف : جميع هذي المدة ؟



و هنا قطبت كلير و هي تشعر بالحزن لاجلها و راحت تتذكر الايام التي تملكتها بها كهذه المشاعر بسبب رجل .

لكنها تجربه تنوى الا تكررها ابدا ففيها من الالم ما لاتود ان تعتاد عليه مطلقا .

وبعد برهه توقف دنزل بلاك قليلا بسبب زحمه السيارات و استقل الموقف ليلتفت الى كلير فالخلف و يقول :


اذا قررت ان اشترى هذي الملكيه فستمثلنى هيلين خلال سفرى .



فردت كلير : حسنا .
.
هل تعيش فغرينهاوى فالوقت الحالى ياسيد بلاك ؟



– كلا ،

بل اعيش خارج البلده ،

مع اخ هيلين و زوجتة فمنزلهما الرائع و تمتمت هيلين بصوت ابح : و كذا التقينا .



لم تكن كلير تعرف هيلين جيدا فغالبا ما جمعتهما الاعمال و صفقات الزبائن بدل اللقاءات و الزيارات الاجتماعيه كما ان هيلين تشكل جزءا من هذا المجتمع الراقي الذي لم تكن كلير تنتمى اليه فعدا عن المال امتلكت اسرتها اراض مهمه و ورث جيمى ستور بيتا ريفيا يعود الى ايام الملكه ان تحيط فيه اراض خصبه تبلغ مساحتها بضع مئات من الاكرات و تقع خارج بلده غرينهاوى و فيما رعي هو شؤون المزرعه قامت زوجتة بادارة فندق يعتبر بمثابه مقر ريفى لاصحاب الاملاك و الاموال و هو يضم مطعما صغيرا اكتسبت شهره فانحاء الاقليم لاسلوبه المتميز فالطهو ،

فلورا ستور طاهيه ممتازه تستعمل دائما المكونات الطازجه من المزرعة مباشره و عمل الاثنان بجد لكنهما جازفا كثيرا كذلك حتي اضحت حياتهما الاجتماعيه غنيه و اصبحا محط انظار السكان و الوافدين .



و بالمقابل لم تكن عائلة كلير تنتمى الى البيئه نفسها لكن هذا لم يضايقها البته ،

فلا الحفلات الصاخبه تسليها و لا النوادى الفخمه تدخل البهجه الى قلبها اما الفرق الرياضيه و حفلات العشاء فلا تمت اليها بصله بل كانت تستمتع بالسير و السباحه و هي تقضى الوقت برفقه عائلتها و عدد يسير من اصدقائها المقربين و كذا تراها تختلف عن هيلين شيرارد اختلافا كبيرا لم يخل رغم هذا دون تقديرها لتلك المرأة و اعجابها باخيها و زوجتة .



و موخرا كان الاسف سياورها على حال هيلين فبعد طلاقها بات بها من الكابه ما عجزت عن اخفائة و ليت الغباء لا يبلغ فيها حد الوقوع فحب رجل بالكاد تعرفه !

وحانت من كلير التفاته الى المرأة فوق راس ذلك الرجل و اذا فيها تقع على البريق فعيني دنزل بلاك الرماديتين .

بدت لهاحدقتاة و اسعتين و كانهما من الكهرمان الاسود الذي منح العينين لونة اما جفناة فثقيلان يحملان رموشا كثيفه .

وحين امعنت كلير النظر فالمقلتين الغريبتين تحاول ان تسبر اغوارهما انسدل الجفنان فجاه ليخفيا التعبير .

ثم اشاح بوجهة لتتلاشي صورتة بغتة من المراة .



اجفلت كلير و هي تتمني لو سنحت لها فرصه تامل ملامحة فمهما حاولت ظل الفضول يتملكها تري ما حقيقة مشاعرة تجاة هيلين ؟



ايصطحبها الى البحيرة السوداء بصفتها محاميه او بحكم علاقه شخصيه اكثر ؟

ايامل ان يصبح ذلك المنزل العش الذي سيجمعهما مستقبلا ؟

لكن انني لها من اجابات على هذي الاسئله ؟



عندئذ كانوا ربما غادروا البلده ليبلغوا الريف الاخضر الذي يشرف على هنتر هيل القريبه من غرينهاوى .

فطالعهم من جهه البحر الرمادى العاصف و ربما تكسرت امواجة عند المنحدر الصخرى فيما الافق يكاد يختفى تحت نور الشفق و ربما ما ل الى السواد اما من الجهه الثانية فمراع و اسعه تسرح بها الخراف و مستنقعات داكنه و تلال مرتفعه بدت من بعيد و كانها حيوانات رابضه تتمطي فالافق و اصبح بامكان المرء ان يري البحيرةالسوداء فكيفما حول نظره لن يقع الا على ابراج و شرفات تعانق السماء فحصن من الطراز الفيكتورى القوطى اشبة بقصور القرون الوسطى.
تمتمت هيلين : يالهى !

انة مخيف .



فضحك دنزل بلاك و اجاب : الا تحبينة ؟



و قطبت كلير و ربما احست ان رد هيلين قلما يهمة و مع ان هذا لا يعنيها الا ان الفضول حول علاقتهما ظل يزداد تدريجيا .



و انتهي بهم المطاف بعد لحظات امام بوابه حديديه مصنوعه باتقان .

فترجلت كلير من السيارة و توجهت نحوها و هي تنتقى مفتاحا من المجموعة التي فجيبها و لما كان الصدا ربما اجتاح القفل تطلب منها الامر جهدا ملحوظا مما دفع دنزل بلاك الى الترجل بدورة و التقدم للمساعدة .



-دعيني اقوم بذلك .



و فيما كانت يدة تمتد الى المفاتيح لامست اناملها فاحست و كان تيارا كهربائيا يسرى بها و ما كان منها الا ان اجفلت و تراجعت قليلا الى الخلف رماها بنظره جانبيه مبطنه حتي شعرت بالاحمرار يتصاعد الى و جنتيها و استبد فيها الغضب لم تصرفت على ذلك النحو بحق السماء ؟



لا شك انه سيظنها واحدة من المراهقات اللواتى تتورد خدودهن ما ان يقترب منهن رجل ما !



و بعد ثوانى دار المفتاح فالقفل مصدرا صريرا مزعجا فتقدم و دفع البوابه الى الامام .



– يحتاج ذلك القفل الى الزيت.


– نعم ساحرص على ان يتم هذا فالغد .



و بمزيج من الارتباك و الانزعاج استردت المفاتيح بعدها عادت ادراجها الى السيارة فيما سار دنزل بلاك خلفها .



و كانت الريح تزمجر و تتلاعب باشجار بساتين البحيرة السوداء فاختلست النظر الية لتري معطفة الاسود الطويل يتطاير حول رجلية و كانة بات يملك جناحين و يستعد للاقلاع و الاختفاء خلف جناح الليل.


بعدئذ انطلقت السيارة ببطء على طول الطريق المتعرجه التي تخللتها الحفر و اجتاحتها النباتات و الاعشاب و بين حين و احدث كانت ارانب بريه لم يخرج منها الا اذنابها البيضاء القصيرة تعترض سبيلهم.


كان كم الصعب عليهم ان يتبينوا البستان فعلا لكن كلير تعلم ان نباتات الورديه و الغار تنتشر اكواما على ناحيتى الطريق و فجاه لاح لهم طيف البيت الفارغ بنوافذه المغلقه و كان الحياة به معدومه و لاحظت كلير شبحا اسود يرفرف حول البرج العالى سرعان ما عرفت انه خفاش .

 

ولما كانت تعلم ان سربا من الخفافيش يعيش على السطح تساءلت ان كان دنزل بلاك سيبدل راية بسببها فبعض الناس يكرة الخفافيش لا بل يرتاع منها لسبب لم تستطع ان تتفهمة يوما ،

فهي مخلوقات صغار جدا جدا لاتهتم الا بالتهام الحشرات و لا تشكل اي خطر على الانسان و مع ان كلير تود لو تحتفظ بالبعض منها فكوخها الا انها قررت عدم ذكر امرها لدنزل بلاك .



و هنا سالها : اليس من ناظر يتولي الاشراف على البيت ؟



فهزت كلير راسها نفيا و اردفت :


لم يرد المالك ان يدفع ليوظف احدا فقد انتقل للعيش فاوستراليا و لا نية له بالعودة الى ذلك المكان و جميع ما يرغب به هو بيع البيت صحيح انه ما زال مفروشا لكن ان كنت مهتما فعلا بشرائة ممكن التخلص من المفروشات فالمزاد العلنى فيكون المكان فارغا .



فرد بغموض و هو يحدق فالسماء :سنرى


و نظرت هيلين الى السماء بدورها و سرعان ما اطلقت صرخه عاليه :اة .
.
ما ذلك 0


فاجاب دنزل بلاك بنعومه :


انه خفاش .
.
وهو من النوع البنى الصغيرالذى يدخل البهجه الى القلب .
.
كما انه بالكاد يفوق حجمة فراشه كبار تري ايعقل ان اقع على سراب على السطح ؟

لاشك ان المساحه و اسعه تحت العارضه الخشبيه و ذلك بالضبط مسكنها المفضل .



بدا لكلير انه يعرف العديد عن الخفافيش و ذلك يعد فصالحه .

ولم تتمالك نفسها فابتسمت و رات لبرهه عينية القاتمتين تنعكس فالمرأة .



– اتحبين الخفافيش يانسه سامر ؟



– بل اعشقها و اود ان اقتنى البعض منها فمنزلي .



– اتملكين منزلا خاصا ؟



فاقرت : اقوم بتجديد كوخ ريفى قديم لايبعد عن هنا كثيرا .

واعمل على اصلاحة فكل عطله نهاية الاسبوع .

اما باقى الايام فاعيش مع عائلتى فالبلده .



عندها علقت هلين و ربما ابدت بعض الحماس للمره الاولي :


– انا مهتمه بالتصميم الداخلى فهل تصممين الديكور بنفسك ياكلير ؟



فاجابت كلير بجفاء : فالوقت الحالى اقوم باصلاح السطح بعدها على ان اكسو السقف و الجدران بالاجص.
اما الديكور فما زال الوقت مبكرا عليه .



بدت هيلين مرتاعه و هي تقول : تتكلمين و كان البيت فحالة دمار شامل .



فضحكت كلير و اجابت : انه ايضا فعلا .



– و لماذا اشتريتة بحق السماء ؟



فردت كلير فيما السيارة تتوقف امام البيت : عدا عن ان الثمن بخس اعتبرت هذا بمثابه تحد لقدراتي


اجابت هيلين و تعابير السخريه ترتسم على و جهها : انت اشجع منى اذن!


فذلك الوقت شعرت كلير بدنزل بلاك يتفرس بها بعمق فمرأة السيارة لكنها لم تحاول ان تلتقى بنظراتة المحدقه بل انتقت مفتاح الباب الامامي الكبير و خرجت من السيارة بعدها صعدت الدرجات حتي الباب .



و فهذه المره دار المفتاح فالقفل بسهوله اكبر فانفتح الباب محدثا صريرا طويلا و راحت كلير تتلمس المكان بحثا عن زر الكهرباء على جدران الرواق المكسو ه بالالواح الخشبيه و اذا بالنور ينبعث فجاه من ثريا تتدلي فوق رؤوسهم فيما امتدت امامهم قنطره علق عليها خليط مدهش من الصور الزيتيه و المخطوطات و الصور المطبوعه و الصور الفوتوغرافيه الموضوعه فاطر فضية فضلا عن الاسلحه و الدروع و رؤوس الحيوانات التي علقت على الواح خشبيه .



و لما كانت الريح تعبث فالرواق سمعوا صوت باب يصفق فجاه فمكان ما فالاعلي و ارتجت نوافذ المدخل الزجاجيه جميعها فصرخت هيلين بصوت اشبه بالنحيب : ذلك رهيب!


بعدها لفت معطفها حولها حتي لم يبد منها الا و جهها الشاحب و اردفت :


لايمكن ان تكون جادا فنيتك فشراء ذلك المكان يادنزل انه اشبه بمقبره و ليس بمنزل .



كان على كلير ان تقر ان الجو بارد فعلا لسبب لا يعود الى خلو المنزل او حلول فصل الخريف بل خيل اليها ان بروده قديمة ربما تغلغلت فاحجار البيت و قرميدة و ان الدفء لن يحل به ابدا و لو اشعل المرء موقدا فكل غرفه رد دنزل و هو يفتح الباب الاول الذي يتفرع عن الرواق:


ستتكفل التدفئه المركزيه بنشر الدفء به و لن يصبح تركيبها بالمهمه الصعبة.


فهذه اللحظات بالذات استطاعت كلير ان تري و جهة للمره الاولي بدا صارما بفمة الواسع الجذاب و انفة القوي و عينية الشاحبتين اللتين لا يفارقانهما البريق و شعرة الاسود المتدلى حتي الصدغ باختصار كان جميع من ملامحة يناقض الاخر مما يجعل و جهة موضوعا تصعب دراستة او تحديدة و فجاه تمتم و هو يتامل حجره الاستقبال الرئيسيه :احب الغرف ال كبار .



فوافقت كلير : و هذي الغرفه كبار فعلا .



لكن هيلين تاوهت : كبار ؟

بل انها ضخمه .



امتدت النوافذ من السقف الى الارض و على جانبى الغرفه و ربما و ضعت بقربها مقاعد و ثيره ،

تتميز غرف البيت كلها بسقوف عاليه و ربما تدلت من سقف الحجره ثريا ثانية اضافت على المكان بريق الحفلات و فالغرفه كذلك موقد خشبى اشبة بمقدمه السفينه مكسوا بالاجر من الطراز الفكتورى تزين خلفيتة الذهبية صور تذكر بالقرون الوسطي .



كان الاثاث قديما و باليا بشكل عام .

فالكراسي الفيكتوريه ربما خسرت معظم حشوتها و الستائر بدت رثة جدا جدا فيما البسط ممزقه باليه .

لكن اينما نقل المرء بصرة و قع على صور و زخرفات متنوعه حفلت فيها جدران هذي الغرفه تماما كالرواق بل كان بها من الصور ما يدفع العقل الى الدوران فيجول البصر و يجول حتي يعجز عن رؤية المزيد .



و هنا قال دنزل بلاك : جميل !



لكن هيلين اشتكت: المجموعة تناسب شاحنه النفايات!


فسال دنزل بلاك :


اقلت ان المجموعة باكملها ستعرض للبيع ؟

ان اشتريت البيت اود ان اختار بعضا منها .



– انا و اثقه من اننى استطيع تدبر ذلك.


فالواقع كانت كلير لتسعد لو تمكنت من بيع جزء من المقتنيات فقط ان بعض التحف قيم لكن الاثاث بمجمله فحالة رديئه و ربما يباع فالمزاد لقاء سعر زهيد لاغير .

ومع ان و الدها اعتاد ان ينظم هذي المزادات ،

الا انها كانت تمثله فالمبيعات فمثل هذي الاجراءات يستغرق ساعات مما يرهق ابيها و يضطرها الى المناوبه عنه حتي نهاية المزاد و من هنا تعلمت تقدير بعض التحف بمجرد النظر اليها و اصبحت تعرف كم من المال سيدر بيع اثاث البحيرة السوداء .



و عادت هيلين الى الشكوي و هي تلحق فيه الى الغرفه الثانية فيما تطايرت حولة اوراق مصفره تسللت من الباب الامامي المشرع : اة ،

دنزل لايمكن ان تكون جادا فعلا!


و قبل ان تلحق كلير بهما توجهت نحو الباب لتغلقة و لما عادت و جدتهما فرواق الخدم المعتم ،

وهي غرفه طويله ضيقه بشبابيك صغار و طلاء بنى قاتم .

وقد بدا و اضحا ان الجدران كانت فما مضي ناصعه البياض و ربما علقت عليها سلسله من الاجراس دون فوق جميع منها اسم الغرفه المناسبه .

كما تدلت من السقف مجموعة من العلاقات القديمة التي تثبت اللحوم و الاعشاب اضافه الى بكره مكسورة للغسيل فوق طاوله كبار يجلس عليها الخدم .

وبعد ان اجالت هيلين نظرها فالمكان قالت بنفور و اضح : كم هو باعث للكابة!


فرد دنزل ،

وهو يمرر اصبعة على الرفوف المغطاه بالغبار :


جميع ما يحتاجة ذلك المكان هو طلاء ناصع البياض ،

وورق جدران رائع !

يبدو لى ان هذي الخزانه من عمر المنزل .



فاقرت كلير :هذا صحيح و كما تلاحظ بعض هذي الاوانى الخزفيه الصينية نفيس فعلا و يعود معظمها الى الحقبه الفكيتوريه و اظن انها ستباع بسعر جيد فالمزاد .



– ربما ارغب فالاحتفاظ فيها كلها.


فتاوهت هيلين و قالت : يالهى !

ستبدو و كانك تعيش فمتحف!


على الرف الاعلي من الخزانه و قعت عيناة على اناء به ازهار ذبلت منذ زمن فبدت مغبره يابسة يلفها نسيج عنكبوت ارتاح عليه جسم عنكبوت محنط مخيف .



حدقت هيلين به و ربما اصيبت برعب عظيم بعدها لفت معطفها حول نفسها و رمقت دنزل بلاك بنظره مؤنبه و قالت : و كان المكان مسكون فلا انفك اتخيل قيام المالكين من الموت و لا استطيع تحمل هذا بعد الان لذلك ساعود الى السيارة فاسرع قبل ان اتجمد من البرد .



و هرولت مسرعه فيما كعباها يحدثان جلبه على ارضيه الرواق و بعدئذ ارتفع صرير الباب بعدها صفق مرجعا صدي مدويا .

تمتمت كلير : اخشي انها لاتحب البيت .



فرد دنزل بلاك متشدقا فيما لمعت عيناة : و لكنها لن تسكن به .



-الن تفعل ؟

ها ربما ذهبت نظريتها الاولي ادراج الرياح فمن الواضح انه لم يحضر هيلين الى هنا لتري عشها المستقبلى لكن هل تعرف هي هذا ؟

لا يبدو هذا فهيلين تتصرف مع دنزل و كانها تمتلكة ،

مما دفع كلير الى الجزم ان علاقتهما تتعدي الاطار المهنى .



و رفعت نظرها الى دنزل بلاك فلمحت تسليه ساخره لاذعه فعينية البراقتين لاشك انه كان يراقبها و يقرا افكارها و هذي الفكرة و حدها جعلت الاحمرار الطفيف يدب فبشرتها .



و ما لبث ان قال : اردت منها ان تسدى الى نصيحه تتعلق بقيمه الملكيه .



فاجابتة كلير على الفور :


انها صفقه رابحه لاسيما اذا اخذنا حجمة و الاراضى الواسعه التي يشملها بعين الاعتبار.
وما ان سكتت حتي رمقها بنظرة قاسيه و قال :


من الطبيعي ان تقولى ذلك اليس ايضا ؟

لهذا املت ان تعطى هيلين رايا محايدا و الان هلا صعدنا الى الطابق الاعلي و القينا نظره على بقيه المكان ؟



و لما صعدا خيل اليها ان المكان بات اكبر حجما و اكثر فراغا و كانت جميع خطوه يخطوانها ترجع اصداء فيما الواح الارضيه تصر تحت و قع خطواتهما و مما زاد الطين بله ان الجو اصبح شديد البروده .



و دت كلير لو تلحق بهيلين الى الخارج لكنها ذكرت نفسها بنسبة الارباح التي ستنالها الشركة بعد بيع المنزل لهذا ظلت تتبع دنزل بلاك من غرفه الى ثانية و هي تجبر نفسها على التفوة باى تعليقات ذكيه ربما تثير حماسه لكنها فالحقيقة كانت تفكر فجنونة الذي يدفعة الى التفكير بشراء ذلك البيت و نظرت الى سرير عال ستائره حمراء داكنه و باليه قبل ان تتحول الى مصباح بالقرب منه عكست نورة مرأة من الطراز القوطى ذات اطار من السنديان لاشك ان هذي المرأة ستباع سريعا فالمزاد العلنى ،

فحجمها يناسب البيوت الجديدة و هي تلائم تماما النزعه الحاليه للفن الحديث .



و استغرقت فتاملها فتبع دنزل بلاك نظراتها و قال مباشره :


انها ساحره و ساحتفظ فيها طبعا .



فسالتة بوضوح و ربما تاكدت من ذوقه الراقي : ماذا تعمل ياسيد بلاك ؟

اعنى ما مهنتك ؟



– فالوقت الحالى لا مهنه لي.


بعدها هز الستاره و راح يراقب كيف يتطاير الغبار منها و اضاف :


لكن لا تقلقى سادفع لك ثمن البيت نقدا غدا ان اشتريتة .
.
فلن يشكل المال مشكلة .



لكنها لم تفكر فذلك فتابعت اسئلتها و نار فضولها لم تطفئ بعد :


و اين تعيش فالوقت الحاضر ؟

اعنى عدا عن انك تقيم ففندق جيمى ستور ؟



رمقها بنظره بها مزيج من السخريه و الجفاء ،

ثم قال :فى لوس انجلوس .



فاتسعت عيناها اشاره الى انها لم تكن تتوقع هذا :حقا ؟

لكنك لست امريكيا اليس ايضا ؟



لقد لاحظت لكنتة الغريبة لكنها متاكده من انها ليست امريكية .



– كلا لقد و لدت فاسكوتلاندا مع اننى لا اذكر عنها شيئا اذ تركتها ما ان بلغت الاخرى من عمري و عشت فما نشستر حتي صار عمري احدي و عشرين سنه لكن فالسنوات الاخيرة من ايام المراهقه امضيت سلسله من العطلات الممتعه فغريناوى .



– و لهذا عدت ؟



و تراقصت نظرات التسليه فعينية و هو يجيب :


اهذا ما تريدين معرفتة ؟

لماذا عدت الى غرينهاوى ؟

فى الواقع اجابه على سؤالك لقد عشت فكاليفورنيا لسنوات لاسيما فلوس انجلوس و بيفرلى هيلز .



حدقت به و هي عاجزه عن كبت السؤال: بفرلى هيلز؟
انت لاتعمل فمجال الافلام اليس ايضا ؟



بعدها ضحكت و هي تتوقع منه ان يهز راسة نفيا


لكنة اجاب بهدوء : بلي .



فبدت كلير غير مصدقة و هي تسالة :وماذا تفعل ؟

لست ممثلا بالتاكيد ؟



لكنة ربما يصبح ممثلا فعلا فشكله و جاذبيته مناسبان تماما و بامكانها ان تتخيله فهذا المجال .



– لقد مثلت قليلا منذ سنين مضت لكننى لعبت ادوار ثانوية الا اننى اردت ان اكون و راء الكواليس فعملت و ظائف عده فهذا الميدان و اصبحت مصورا فوتوغرافيا و مصورا سينمائيا و مصمم مسارح اما طموحى فكان الاخراج و حققت حلمى اخيرا لكننى فالوقت الحالى بلا عمل .
.
فعدت الى بريطانيا لاننى اردت ان ابتعد عن السينما قليلا.


– هل اخترت غرينهاوى لان بها ذكريات لم تعرفها فاسكوتلاندا ؟



فاوما و اجاب :


كانت لى ذكريات رائعة فغرينهاوى كايام الصيف على شاطيء البحر و النزهات قرب المستنقعات و ربما سلمنى و كيل سفر كتيب عن فندق جيمى ستور و لهذا انا هنا .



و ازال الغبار عن يدية بمنديل و هو يكشر قائلا : المنزل كله قذر جدا جدا .



بعدها اسند ظهرة الى الجدار و عيناة القاتمتان الثاقبتا النظر هائتان :


حسنا لننتقل الى حديث الاعمال انسه سامر انا متاكد انك تدركين ان السعر باهظ مقارنة مع حالة البيت فعلى ان انفق ثروه لاقوم بالاصلاحات قبل ان انتقل الية لكننى ساعطيك السعر الذي انا مستعد لدفعة و يمكنك ان تكلمى المالك و تعلمين النتيجة عبر هيلين لكننى لن اساوم بل


ساقدم عرضا واحدا لاغير فان رفضة لن اكلف نفسي عناء مناقشه المساله مجددا .



راحت كلير تراقبة بهدوء بعدها اومات اخيرا فعرض سعرا اقل بعديد مما تامل عندئذ تحجرت عيناها الزرقاوان و قالت بفتور :


حسنا سابلغ زبونى بعرضك لكننى اشك فانه سيوافق على ذلك الثمن البخس .



– اخبرينى منذ متي و البيت معروض للبيع ؟

منذ سنوات عده اليس ايضا ان المنازل الفارغه تنهار بسرعة لاسيما ذلك .
.
وبعد سنتين سينهار السقف فيما يكسر الاولاد النوافذ و يغدو البستان بريا تماما و لن يطول الامر حتي يمسى اطلالا ليس الا.


و مع انه محق رفضت كلير ان تقر بذلك و تمتمت بصوت بارد و بعيد : ساكلم زبونى .



و استدارت و نزلت السلالم لتخرج من البيت و دنزل بلاك يلحق فيها .



فالخارج كانت العاصفه تزداد عنفا و الريح تعوى كما الذئب حول البيت و فجاه دوي الرعد و تبعة برق قوي شق السماء و راحت انوار الثريا تومض حتي انطفات اخيرا ليغرق المكان فظلام دامس فذلك الوقت كانت كلير ربما و صلت الى منتصف السلم المحفور باتقان فتوقفت بغتة و هي عاجزه عن الاهتداء الى طريقها فهذه العتمه المفاجئه .



كان دنزل بلاك ربما اصبح خلفها تماما و لما وضع يدة على كتفها احست بنفسها تطير فالهواء .



– الديك مشعل كهربائى ؟



اجابتة و صوتها يكاد لايسمع : فالسيارة


فتنهد : لاتقلقى استطيع ان اري فالظلام اعطنى يدك .



و انزلقت اناملة من كتفيها الى ذراعها و منها لتمسك بيدها و ودت كلير لو تسحبها بعيدا فهو يملك تاثيرا غريبا عليها لكنها لم تحبذ فكرة البقاء و حدها فالعتمه .

وكان عليها ان تسارع فالخروج من هنا لذلك تركتة يقودها على الدرجات .



حين عادا الى السيارة و جدا جدا هيلين و اقفه قربها .

ولما راتهما ركضت نحوهما و تعلقت بدنزل بلاك بحالة اقرب الى الهستيريا :


لقد انطفات الانوار كلها بعدها و مض برق رهيب … الم تر هذا ؟

كانت العاصفه من القوه بحيث خفت ان تقلب السيارة فطريقها بعدها رايت ذلك البرق و انطفات الانوار فناديت و ناديت .
.
الم تسمعنى ؟

كيف يمكنك ان تتركنى و حدى فالخارج فمثل ذلك الظلام طيله ذلك الوقت ؟



فهدا دنزل بلاك من روعها و راسة محنى فوقها :


يجب الا تغضبى بهذا الشكل فانا اسمع قلبك و هو يخبط كالطبل!


بعدها احني راسة اكثر حتي ظنت كلير انه عانقها .

فاشاحت بنظرها سريعا و ربما علا و جهها الاحمرار .

ليتذكرا على الاقل انها موجوده !

وهي بالطبع لاترغب فان تكون شاهده غرامهما !



اطلقت هيلين تنهيده طويله توحى بارهاقها بعدها احاطتة بذراعيها و همست : اة ،

دنزل..


فهداها قائلا :


صه..
انت بامان الان ،

سنوصل الانسه سامر الى منزلها ،

ثم اخذك الى المنزل هيا عودى الى السيارة و ستصبحين بحال اروع ما ان يغمرك الدفء .



اطاعتة هيلين بضعف بعدها جلست فمقعدها من غير ان تضيف كلمه ثانية و لما عادت كلير بدورها الى السيارة لاحظت ان هيلين اغلقت عينيها و كانها تكاد تغفو .



و فيما ابتعدوا عن البحيرة السوداء سالها دنزل بلاك : اين تعيشين يا انسه سامر؟


– بالقرب من المكتب فساحه يورك لابد من انك تعرفها .
.
انها ساحه من العصر الجورجى بنيت خلف تاون هيل .



– نعم اعرفها و هي تضم منازل رائعة جدا،
تخضع لحماية جيده كذلك .

وهل تعيش عائلتك هنالك منذ زمن طويل ؟



-لقد ولد و الدى فهذا المنزل ،

وعشت به انا طيله حياتي ،

انة بيت =مليء بالحنان .
.
ونحن نحبه.


– و لكنك تنوين الانتقال ما ان تنتهى الاصلاحات فكوخك .



فشرحت له كلير رغما عنها و هي تتساءل لم يطرح جميع هذي الاسئله :


افراد الاسرة كثيرون ،

واود الحصول على مكان خاص بي.


– الديك الكثير من الاخوه و الاخوات ؟



فردت : اخوان و اخت و فالمنزل اربع غرف نوم فقط يشغل ابي احداها و يحتل اخواى غرفتين كذلك فروبن تلميذ و يحتاج الى مكان خاص للدرس و لاخي الصغير جايمى غرفه ضيقه .

اما انا و اختي فنتشارك فغرفة.


– كم عمرها ؟



فتحركت هيلين بامتعاض:


كفي طرحا للاسئله عليها يادنزل !

تبدو و كانك مضيف فاحد البرامج التلفزيونيه .



فقهقة ،

ولكن كلير لاحظت اصابعة الطويله تشتد على المقود و ظهر لون ابيض طفيف عند مفاصله .

وشكت فانه لم يعجب بالكيفية التي صدتة بها هيلين .



و قاد السيارة بصمت حتي بلغوا البلده فراح يبحث عن طريق يحيد منها عن الطريق العام .

ولما و صلوا الى ساحه يورك ظهرت امامهم المنازل التي يعود معظمها الى اوئل القرن التاسع عشر .

وفى و سط الساحه انتشرت حدائق مشذبه بعنايه تحيطها شرفات من العصر الفكتورى مطليه حديثا مما يضفى على المكان طابعا ريفيا لاسيما فالصيف حيث تزدان الاشجار بكامل اوراقها و ينتشر عبق الازهار فالهواء .

وسالها دنزل بلاك : ايها بيتك ؟



فتقدمت كلير لتشير الية :


ذلك هو عند مصباح الشارع ذاك الذي تنمو نباتات البهشيه فحديقتة .



ركن السيارة عند مصباح الشارع فشكرتة كلير بادب و ودعتة :


ساعلم هيلين بقرار زبونى فاقرب وقت يمكن .
.
عمت مساء هيلين .



فتمتمت هيلين بنعاس : عمت مساء .



و ما كان من دنزل بلاك الا ان ترجل من سيارتة و تقدم ليفتح باب كلير .



فشكرتة و هي تتجنب يدة التي امتدت لتساعدها :


شكرا ،

عمت مساء ياسيد بلاك .



و قبل ان تتمكن من الهروب انفتح باب بيتها الامامي و كشف النور الاصفر فالرواق عن طيف بنت بعدها ظهر و جة يكلله شعر فضى تتميز خصلاتة بالطول و النعومه .



سالها و ربما تبدل صوتة :من هذي ؟



فرمتة كلير بنظره عابسه ،

ولم تجب .



و امتد بينهما صمت طويل قبل ان تبدا الفتاة بالتقدم نحوهما .



و كرر دنزل بلاك سؤالة ببطء : اهذه اختك ؟



فاضطرت الى الاجابه بصوت فاتر : نعم .



فالواقع ،

كانت تتمني لو ان لوسى لم تظهر فهذه اللحظه فهي تشعر نحوها بالحماية الشديده .
كما انها تتمتع بحدس قوي و حدسها ينبئها الان بان لقاء لوسى بدنزل بلاك لن تكون عواقبة حميده .

وقالت اخيرا امله ان يرحل :عمت مساء سيد بلاك .



لكنة لم يفعل بل لازم مكانة و هو يراقب لوسى تتقدم نحوهما ببطء و ربما ارتسم على و جهة هدف معين .

صرت كلير على اسنانها و هي تود ان تقرا افكارة .



و لما و صلت لوسى الى دائره الضوء عند البوابه ،

توقفت بعدها ارتسمت على و جهها المستدير ابتسامه اضفت عليها الاشراق .

ومع انها لم تكن ربما تبرجت الا ان بشرتها بدت ناعمه صافيه و جميلة .

كانت بشرتها تماثل بشره كلير الا ان الفرق بينهما شاسع .

ولاغم ان كلير كانت تدرك ان سحرها يجذب الرجال الا ان لوسى تعتبر و بكل بساطه رائعة .



و بالاضافه الى هذا تتمتع لوسى بتالق غامض ،

يعود من جهه الى بشرتها البيضاء و شعرها الطويل الذهبى المتطاير حول و جهها ،

وعينيها اللتين تفوقان عيني كلير زرقه و من جهه ثانية الى طبيعتها التي تماثل طبيعه الاطفال براءه .



و احيانا يبدو لكلير ان لوسى لم تبلغ سن النضوج بعد قد لان اسرتها افرطت فتدليلها و مع هذا لم يكن ذلك يهم لانها مفعمه بالحب و الحنان و كما انها طيبه القلب و كريمه و لهذا كان القلق عليها غالبا ما يتملك كلير فماذا لو جرحها رجل فيوم من الايام ؟

ولهذا غمرها شعور عظيم بالارتياح لما خطبت الى شاب عرفت كلير انه لن يدخل الحزن ابدا الى قلب اختها الصغيرة .



و ما ان بلغت لويس مرمي سمعهما حتي هتفت :


يالها من سيارة جميلة !

انها من طراز اللمبورغينى .
اليس ايضا ؟



و اردفت بعد ان منحت دنزل نظره ساحره :


اهى لك ؟

مرحبا،
انا لوسى اخت كلير نحن لم نتقابل قبلا صح ؟



فاجاب و ربما لمعت حدقتاة السوداوان : صدقينى كنت لاتذكر هذا .



و اخذ اليد التي مدتها لوسى بعدها انحني ليطبع عليها قبله فاطلقت لهاثا مفاجئا قبل ان يضحكا معا .



– انت لست فرنسيا اليس ايضا ؟



فضحك مجددا و قال :جدتى فرنسية ايؤخذ ذلك فعين الاعتبار ؟



– بالطبع .

لقد عرفت انك تبدوا فرنسيا .



عندها تمتم : ساقضى الليل باكملة هنا ،

ان بدات اصف كيف تبدين .



فاحمرت و جنتا لوسى بعدها قهقهت بحماس .



اما كلير فبدت غاضبه حتي احست باسنانها تؤلمها و ما لبثت ان قالت لدنزل بلاك بضيق :


هيلين فعجله من امرها اتذكر ؟



رمقها بنظره جافة بعدها اختلس النظر الى داخل السيارة و فذلك الوقت تقدمت هيلين الى النافذه و طرقت عليها بشده و سرعان ما سمعها الجميع تنادى بنزق : دنزل!
…..


فلوح لها من بعيد بعدها نظر الى لوسى مبتسما و بريق عينية القاتمتين لا يفارقة .



اخشي اننى مضطر للذهاب و سارحل الى الولايات المتحده غدا لامضى بها شهرين لكننى ساعود و حينها سنلتقى مجددا.


و ما لبث ان عاد الى سيارتة فادار المحرك بعدها انطلق مخلفا و راءة هدير ناعما .



و تمتمت لوسى حالمه :


ارايت هذي السيارة .
.
اليست جميلة ؟

وهو .
.
ماذا قال اسمه ؟

دنزل ماذا ؟

هذا اسم غير ما لوف .

فانا لم التق احدا بهذا الاسم من قبل اهو رفيقك الجديد ياكلير ؟

لم تذكريه امامي قط !

كيف تخفى السر عنى ؟

انة يماثل سيارتة حلوه .

لم تقع عيناي على رجل مثله ابدا.
اين التقيت به.
ولماذا هو .

مع هيلين شيرارد ؟

اخبرينى جميع ما تعرفينة عنه .



– هو ليس صديقي بل مجرد زبون و انا بالكاد اعرفه.


حاولت كلير الا تفقد اعصابها لكن صوتها بدا قاسيا مما دفع لوسى الى التحديق بها بغرابه فمن غير المالوف ان تخرج كلير كهذا الانفعال و سرعان ما سالتها بارتياب : ما لا امر ؟



فاجابت كلير :انسى هذا و دعينا ندخل الى المنزل فالجو بارد .



و تقدمت الى الامام و هي تسرع الخطي .



فالواقع لم تعجبها قط الكيفية التي نظر فيها دنزل بلاك الى لوسى و كانها واحده من ممتلكاتة و مع انها بالكاد تعرف الرجل الا انها لم تعجب فيه او تثق به اطلاقا و رغم املها فالحصول على حصتها من الارباح بعد اتمام الصفقه و بيع البحيرة السوداء الا انها تمنت ان يرفض المالك عرض دنزل بلاك عندئذ ربما يرحل بعيدا و يعيش فمكان احدث فلا تضطر هي الى القلق عما يحدث لاختها فلقائهما المقبل .
انتهي الفصل الاول

 

2- لن اكون ضحيته!

لكن المالك قبل عرض دنزل بلاك فالحال .

ولما سمع و الد كلير هذي الاخبار هتف :


سنتخلص اخيرا من هذ الملكيه التي لاقيمه لها!


بعدها رمي ابنتة بنظره لاذعه : لايبدو عليك السرور المفرط !

اتظنين ان المشترى لن يتمكن من الدفع ؟



فاجابت بتهكم : كلا .



و لم تكلف نفسها عناء الشرح بل توجهت الى الهاتف لتخابر هيلين شيرارد .



فردت هيلين بصوت خافت يفتقر الى الحيوية ،

هذا اذا تجاهلنا فرحها بالخبر :


ذلك جميل !

ساشرف على ارسال العربون حالا بعدها اباشر بالاجراءات .



– الا يتضمن العرض وجود تقرير مسح اراض ؟



و كان من الغريب فعلا الا يذكر دنزل بلاك كلمه عن ضروره احضار ما سح اراضى ليلقى نظره على البيت .



– كلا لقد اكد دنزل انه سيشترية مهما كانت حالتة و على جميع حال سيقوم باجراء الكثير من الاصلاحات و ربما اخذ هذا بعين الاعتبار فالعرض الذي قدمه.


فتمتمت كلير : لقد عقد صفقة رابحه فعلا .



فالواقع كانت تتمني لو يبدى اعتراضات عساها تقنع زبونها بالاحجام عن البيع مع ان هذا سيلحق فيها الخساره .

الا انها لاتتصرف دوما على هذي الصورة الحمقاء .



– ان كان يدفع نقدا فلن يصبح من الصعب اتمام الصفقة.


فردت هيلين :


انا متاكده من اننا لن نواجة صعوبات و ساقوم بمسح الارض بنفسي اثباتا لسند الملكيه .



و ما ان انهت جملتها حتي تنهدت بصوت مسموع مما دفع بكلير الى القول :


تبدين متعبه جدا جدا ياهيلين .
.
اترهقين نفسك فالعمل ؟



-ليس تماما لكن العمل يصيبنى يالملل و مهنتى كما تعلمين ليست مثيره الى ذلك الحد كما اننى افتقد دنزل فمع انه لم يسافر الا منذ ايام قليلة الا انها تبدو لى اشهرا.


و فيما كانت كلير تصغى اليها راحت تعبث بالختم الموجود فوق المكتب بعبوس :


و الى متي سيبقي فالخارج ؟



– اة سيتغيب شهرين على الاقل و هو يرجو ان يعود فعيد الميلاد .

لكن يبدو انه غير متاكد من ذلك.


فاجابت كلير بلا مبالاه :


ياللاسف .
.
حسنا دعيني احصل على العربون ،

وساترك زبونى يتصل بمحامية كذلك الى اللقاء ياهيلين اتوقع ان اكلمك قريبا .



و بعد يومين تقريبا التقت هيلين فهاى ستريت و صعقت لشحوب و جهها :


– لقد فقدت العديد من الوزن ياهيلين اظن يجدر بك زياره طبيب !

فلا بد انك مريضه .



فهتفت هيلين بحده : بالله عليك ،

لا داعى لكل ذلك القلق فانت تبدين كامي !



فقهقهت كلير و سالتها بتشدق : اسفه .
.
هل سر السيد بلاك بقبول عرضة ؟



و هنا بدت ملامح هيلين اكثر حده : نعم هل رايت صورتة فصحف الاحد ؟



فاجابت كلير : انا لا اطالعها ابدا فالواقع لا املك القوه اللازمه لاقوم باى عمل صباح الاحد الا النوم حتي ساعة متاخره اكانت صورتة فالصحف حقا ؟



– لقد نال جائزه او ما شابة فنشرت صورة كبار له مع نجمه الفيلم.
وهي ممثله بارعه مثلت فالكثير من المسرحيات فبرودواى قبل ان تدخل مضمار السينما و هي تتميز بشعر اسود و وجه ساحر .

اظن ان اسمها ديردر او شيء من ذلك القبيل و هي نص مكسيكيه و نص ايرلندية.


فقالت كلير بعبوس : يالة من مزيج !

ومع هذا عرفت من تقصدين .

انها لا تدعي ديردر بل بيلا .

لقد شاهدت فيلمها الاخير عن مصاصى الدماء ،

وهو لاباس فيه ان اردت رايى !

لكن المشاهد الاباحيه كادت تحرق الشريط السينمائى الذي صورة عليه.


ردت هيلين و هي تبتسم بشحوب : نعم هي من اقصد و ذلك فيلم دنزل الاخير .



فاتسعت عينا كلير اندهاشا : انت تمزحين !

هو من اخرج ذلك الفيلم ؟



و سرعان ما انطبعت فذهنها فكرة حديثة عن دنزل بلاك فهي لم تر مشاهد حميميه بهذه الحراره من قبل .



بعدها قالت هيلين بصوت اجش و وجها يكاد يقارب لون الورقه بياضا :


و من اثناء ما اكدتة الصحف ذلك الاحد فان علاقه تربطه بتلك البيلا!


و ما ان فرغت من كلامها حتي استدارت و ابتعدت و فجاه توقفت و اذا فيها تترنح قبل ان تنهار ارضا .

اما كلير فلم تستطيع ان تمسكها و قبل ان تدرك ما يحدث ما لت هيلين جانبا و صدمت راسها بعمود كهربائى .



عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل


و بالطبع سرعان ما تجمع حشد من الناس فركعت كلير بجانبها بقلق و هي تنظر الى الوجة الشاحب و الشعر الاسمر الاحمر الكثيف :


– هيلين ؟

هيلين ،

هل انت بخير ؟



و صدح صوت من الحشد : لقد اغمى عليها .



و اكد صوت احدث : لقد صدمت راسها و رايتها تفعل هذا عمدا و هي على الارجح ثمله كما بدا لى .



– اطلبوا سيارة اسعاف فعلينا ان ننقلها الى المتسشفى.



و تقدم بائع قائلا : لقد فعلت هذا و ستصل السيارة بين لحظه و ثانية .



و بدات اهداب هيلين ترف و اخذت تطلق تنهيدات من بين شفتين تماثلان و جهها بياضا و تناهت الى مسامع كلير الكلمه التي تفوهت فيها هيلين و كادت تجزم انها قالت : دنزل..


لم تعرف كلير هل تاسف لاجلها ام تغضب منها او قد يجدر فيها ان تغضب من دنزل بلاك و ما لبثت ان فكرت و هي تنظر الى المرأة الثانية بكابه ،

ان اي امرأة تصل الى ذلك الحال بسبب رجل تستحق صفعة قويه .



و سرعان ما وصلت سيارة الاسعاف ،

وقد ارتفع صوت صفارتها عندئذ تفرق الحشد ليفسحوا المجال للمسعفين .

ولما و صلوا الى المصابه تفحصوها و سالوا : ماذا جري ؟



فارتفع لغط عظيم من الاصوات و ما كان من كلير الا ان شقت طريقها عبر الناس ببروده و فعاليه و تولت الشرح :


لقد اصيبت باغماء و ارتطم راسها بهذا العمود الكهربائى فيما كانت تقع .



خمدت الاصوات و راح الجميع يحدق بها .

وبما انها معروفة فالبلده لم يحاول احد ان يجادلها فهذا المكان العام لكن تناهت اليها بعض التعليقات الهامسه التي ردت حالة هيلين الى الثمل .



و رافقت هيلين الى المستشفي بعدها اتصلت بوالدتها من غرفه الانتظار :


ستبقي فالمستشفي هذي الليلة فالاطباء يريدون اجراء بعض الفحوصات و يحتمل ان تكون مصابه بفقر الدم اذ يبدو ان الكريات الحمراء فدمها منخفضه و ايضا ضغط دمها .



بدت ام هيلين مرتعبه و هي امراة حساسه و تنفعل بسهوله و كان يخيل لكلير احيانا انها ما زالت تبكي زوجها الذي توفى منذ حوالى السنتين .

ولهذا تراها فمعظم الاحيان ترتدى ملابس سوداء او رماديه و الدموع لا تفارق عينيها .



– اة ،

لا ,

اتظنين … ايظنون انها .
.
؟

كما تعلمين ،

توفى و الدها متاثرا بداء السرطان ….


بعدها توقفت عن الكلام و ربما غلبتها الدموع : كلير اذا اصاب هيلين مكروة فالواقع .
.
انا شديده القلق عليها ففى الاونة الاخيرة كانت شديده الشحوب و لا حيوية بها اطلاقا .

وهذا ما حدث لابيها .

لطالما كان الروح التي تنبض فالمكان ،

وتبعث الحيوية به على اي حال انت يا كلير تذكرين حالها قبل الطلاق !

اعرف انكما لم تكونا صديقتين مقربتين غير انك عرفت هيلين منذ سنوات و تعرفين انها انسانه مرحه لكنها بدات تذبل فالشهرين الماضيين و لم يستطع الطبيب ان يتكهن ما فيها .



و مضت فعيني كلير الزرقاوين شراره جليديه فهي تعرف تمام المعرفه ماذا حدث لهيلين مؤخرا و تعلم كذلك ان ما من طبيب ممكن ان يداوى جرحها و سرعان ما سالت جويس :هلا اتصلت ببول و اعلمتة بمرضها ؟



– بول ؟

اتظنين انه يجدر بى اعلامة ؟

فعلي اي حال لقد تطلقا و اعتقد انه التقي امرأة ثانية الان.


-لكنهما كانا متزوجين لفتره طويله ،

وانا متاكده من انه سيقلق بشانها.


فتلعثمت جويس:


اة .
.
كلير ,

انا .
.
كلير ،

هلا فعلت ؟

سيصبح من الاسهل لو اتصلت فيه انت .

اعنى لا احب ان اتدخل .
.
فهيلين لن تسر بذلك و ربما تغضب منى حتي .
.


فتنهدت كلير : لكنى بالكاد اعرفة ياجويس!


– ارجوك كلير هلا اتصلت فيه ؟



استسلمت كلير و ربما تهجم و جهها بعدها اتصلت ببول شرارد ففندقه ،

فاجابتها سكرتيرتة بلهاث و ربما بدت شابه مغناجه : مكتب الاستاذ شيرارد اة الانسه سامر ؟

هل الامر ضروري ؟

فى الواقع لا اعرف ان كان .
.
ساتحقق ان كان متفرغا.


و بعد برهه ارتفع صوت بول : صباح الخير ياكلير ،

كيف حالك ؟



-بخير بول لكننى اتصل من المستشفي حيث ستبقي هيلين حتي صباح الغد .

وقد يصبح مرضها خطيرا فالاطباء غير متاكدين بعد .
.
واعتقدت انه يجدر بى اخبارك .



فاجاب بجفاء : ماذا تعنين بان مرضها خطير ؟

مابالها ؟



– ليست لدى ادني فكرة يابول لكن حالتها تبدو رهيبه و فكرت فقط فان اخبرك .

كانت امها فغايه القلق لما اخبرتها كم اتمني ان يصارحنى الاطباء هنا بالحقيقة لكنهم لم يورطوا انفسهم بتشخيص.


– الن يفعلو ؟

سنري بشان هذا .
ساكون عندك فغضون نص ساعة.


و ما ان انهي كلامة حتي اغلق السماعه .



فذلك الوقت ،

انتظرت كلير فالمستشفي حتي وصل بول و والده هيلين فالوقت نفسة تقريبا و من بعدها توجهت الى المكتب المقفل منذ الصباح .

 

لاحقا اتصلت بالمستشفي تسال عن حال هيلين ،

لكنها لم تتلق اي مستجدات باستثناء ان الخطر ربما زال عن المريضه التي استعادت و عيها ،

وستلازم غرفتها لايام عده .

فارسلت لها كلير باقه ازهار مرفقه ببطاقة تتمني لها بها الشفاء العاجل .

وفى عصر اليوم الاتي زارتها فوجدتها تستند الى و سائد مكدسه و هي ما تزال شاحبه فاتره الهمة.
ومالبثت ان تمتمت : يقول الاطباء ان بوسعى مغادره المستشفي فنهاية الاسبوع .

بعد ان اجروا الفحوصات شخصوا اننى مصابه بفقر الدم .



بعدها اردفت ضاحكه : ساضطر الى شرب الدماء كما دراكولا .



لكن كلير لم تضحك فقد راعها منظر هيلين من الظلال السوداء تحت عينيها الى اناملها الضعيفه و اظافرها المتكسره .
لكن حمدا لله ان المرض لا يتعدي فقر الدم مما سيزيل حملا ثقيلا عن كاهل السيده ستور .

الا ان كلير لم تنس نظره الالم فعيني هيلين و هي تتحدث عن دنزل بلاك و ممثلتة المثيره .



و عرفت ان ذلك الرجل اسباب المشاكل ،

ومالبثت ان قالت كاذبه : تبدين بحال اروع .



فاشرقت اسارير هيلين و قالت : اتعتقدين هذا ؟

وفقا للاطباء ،

لا يجدر بى ان اعود للعمل ،

بل على ان ارتاح لاسابيع عده لذا فكرت فان الازم بيت =اخي لكن بول ينصحنى بالسفر بعد الميلاد و بما انه مسافر الى ما يوركا الى الشقه التي نملكها هنالك فقد اقترح على مرافقتة .



و علا احمرار طفيف و جنتيها بعدها نظرت الى كلير بتحد قبل ان تشيح بوجهها بعيدا و اردفت :


فالواقع كنا متزوجين لسنوات و لن يجد احد الامر غريبا .

فاجابت كلير :بالطبع لا .

واظنها فكرة جميلة .



بعدها منحت هيلين ابتسامه دافئه و فكرت فان بول لو اصطحبها بعيدا ستنسي دنزل بلاك و ربما تفكر فالارتباط مجددا بزوجها و الى الابد و ليس خلال عطله الميلاد فقط .



بعدها قالت هيلين و ربما ازداد توردها :


اه و بالمناسبه جونى برتشارد هو من يتولي مساله البحيرةالسوداء الان .



فردت كلير بهدوء : لست قلقه بشان ذلك .

فما زال امامنا وقت .



عندئذ هتفت هيلين و ربما اصيبت بصدمة: اة ،

لا ،

فدنزل على عجله من امرة .



– دعك منه الان و انتبهى الى نفسك و حسب و على مدي الاسابيع الاتيه انشغلت كلير بما يفوق العاده و بدا ذلك غير ما لوف فالناس لا يقبلون على شراء المنازل فالشتاء .



لكن كلير شهدت شتاء حافلا بالاعمال هذي المره فقد قامت شركة ببناء بنايات ضخمه تضم شققا فخمه تطل على الميناء و لما عجزت عن بيع معظمها لجات الى تاجيرها عوض ان تتركها خاليه فكلفت كلير بالعثور على مستاجرين مما دفعها الى قضاء الوقت برفقه اي زبون مهتم بالامر فجولات حول المكان و اتفاقات حول الايجار .

وبما انها امضت معظم الوقت خارج المكتب فقد عاد و الدها ليساعدها قليلا لكن و رغم هذا يبقي عليها اعداد الكثير من التقارير .



و فاحدي امسيات شهر تشرين الثاني كانت تجلس الى مكتبها منكبه على العمل فو قت اغلقت به جميع المتاجر الثانية ،

حين رن جرس الهاتف فجاه .



فاجابت بتافف : الو ؟



– تبدين حاده الطباع.


احست بتيار كهربائى يسرى بها لكنها تظاهرت بانها لم تعرف صاحب الصوت و اجابت ببروده :من المتكلم ؟



فضحك حتي على الاحمرار فخديها بعدها قال :


اسمعى سارسل فريقا من الرجال الى البحيرة السوداء و سيقدمون لى توصيات تتعلق بطريقة تجديد المكان من دون القضاء على روحه القديمة فهلا ارسلت لهم المفاتيح اليوم ؟

مهندسى هو برنارد اتكنز و سيتصل بك ذلك الاسبوع .



– حسنا لكن لايمكنك ان تحدث اي تغيير فالمنزل قبل ان تمتلكة فعلا .



– اعلم هذا و كم تحتاجين من الوقت قبل ان يكون العقد جاهزا للتوقيع ؟



– سيحتاج ذلك لاسبوع او اثنين .



بعدها توقفت قليلا قبل ان تجيب بصوت اكثر بروده من ذى قبل : اتوقع انك عرفت بمرض هيلين ؟



– نعم لقد تلقيت منها رساله تفسير و ان عدت قبل ان ترحل الى ما يوركا فاتفقدها حتما .



فسارعت تجيب : لن افعل هذا لو كنت مكانك فهي تحتاج الى الراحه الكاملة و لا يمكنها ان تستقبل زوارا.
عندها تغير صوتة و اضحي ناعما حتي اقشعر بدن كلير : لكنها سترغب برؤيتى .



عضت على شفتيها و ردت: ربما ترغب فذلك لكن لن يصبح هذا لصالحها .



فاردف و ربما زداد صوتة نعومه :انت لاتحبيينى كثيرا اليس ايضا يا انسه سامر ؟



– انا لا اعرفك لدرجه تسمح لى بتكوين و لو راى بسيط عنك .



فتمتم : حين اعود ساحرص على ان نغير هذا .



فما كان منها الا ان هتفت : على ان انهى المكالمه ياسيد بلاك .

فاخشي اننى مشغوله جدا جدا لكننى ساتاكد من حصول المهندس على المفاتيح مع السلامة .



و بسرعة اغلقت كلير السماعه قبل ان يضيف كلمه ثانية بعدها بقيت تحدق فالشارع المظلم الخالي و نبضها يخفق فحنجرتها بشده و ضعت يدها على عنقها بعبنوته ،

ولما ضغطت على بشرتها احست بالدم يتجمع تحت ضغط اناملها.


و ما لبثت ان اخفضت يدها و هي تذكر نفسها بغضب انه من الضروري الا ينال منها ذلك الرجل لاسيما انه الان فالناحيه الثانية من المحيط الاطلسى و سيبقي هنالك مدة طويله كما ترجو لكن .

فى حال عاد فلا نيه لها بتعزيز اواصر المعرفه بينهما ابدا .



و بعد مضى ساعة عادت الى المنزل و لم تفاجا اذ و جدت ان احدا لم يقم باعداد الاكل بعد و ربما جرت العاده ان توزع الادوار بين افراد العائلة لكن مع الوقت صارت كلير تعدة لسبب او لاخر فوالد كلير يتكفل بشراء الحاجيات الا انه لا يهوي الطهي و لايعد الى هذا طاهيا ما هرا و ايضا هي الحال بالنسبة للباقين و لطالما اعتقد روبن و جايمى ان الطهي من مهمه الفتيات اما لوسى فتملك نيه تحضير الاكل دائما الا انها غالبا ما تسافر مع احلام اليقظه و تنسي الامر


لم تكن لوسى فالمنزل هذا المساء بل و صلت فمنتصف العشاء بعدها هتفت بسعادة و هي تجلس فمقعدها المعتاد و تملا طبقها من و سط المائده : اة جميل !

سجق و بصل .



فانبها و الدها : كان من المفروض ان تعدى الاكل ذلك المساء يا لوسي!


بدات لوسى تئن : اة لا .
.
عرفت اننى نسيت امرا ما .
.
من طبيخ =اذا .



فتساءل و الدها بسخريه و هو يرمقها بنظره اتهاميه : و من تظنين ؟



– انا اسفه ياكلير لقد نسيت حقا !

بل غاب عن ذهنى تماما !

سانوب عنك ما ان يحين دورك اخرى فمتي يقع ذلك ؟



– غدا .



– حسنا لن انسي .



بعدها نظرت الى صحنها و اردفت :لم اتلق اي رساله من ما يك اليوم كذلك و ها ربما مضت عشره ايام على رسالتة الاخيرة ارجو الا يصبح مريضا .



فسارعت كلير تجيب و هي تراقب اختها بقلق : بل لعلها مشاكل البريد .



كانت لوسى رقيقه و حساسه و تجرح بسهوله لذا تنفست الاسرة الصعداء عندما التقت بمايك دانكن قبل سنه فيما كانت لاتزال فالجامعة اما ما يك فكان يتابع دراسات عليا فالجامعة نفسها و يعد اطروحتة بها و هو يكبرها باربع سنين ،

وقد اكتسب خبره فعملة قبل ان يبدا باعداد الاطروحة .

وسرعان ما احبتة الاسرة بكاملها و سرت لما خطبت لوسى الية فهو شاب هاديء و مثابر و محب .

لكنة ما لبث ان تلقي عرضا للعمل فافريقيا لسنه واحده كاستاذ فدار المعلمين هنالك .
فاصر على تاجيل الزواج حتي عودتة ,

وافقت العائلة باكملها مجددا مع ان كلير ظلت تشك فدوافعة من حين الى احدث .

ومع ان لوسى ما زالت شابه و السنه سرعان ما تنقضى ،

الا ان كلير ادركت ان غياب ما يك بات يقض مضجع اختها .



مضي على سفرة سته اشهر و من المفترض ان يعود فالربيع استعدادا للزواج .

واثناء هذي المدة و اظب على بعث الرسائل الخطيه و التسجيليه كذلك لكن الاوراق لا تماثل و جودة الى جانبها لذا احست لوسى بالوحده و الملل غالبا .



و ما لبثت ان تمتمت و هي تتصنع ضحكه لم يصدقها احد : لا باس ما دام لا يقابل بنت اخرى!


فتبادلت كلير و والدها النظرات لكن ايا منهما لم يتفوة بكلمه و مع هذا تكهنا بما يشغل بال جميع منهما فماذا لو صحت مخاوف لوسى ؟

وانباهما الارتعاش فشفتيها بالجرح العظيم الذي ربما يحدثة بها هذا .

وهتف جايمى و هو لايبالى الا بنفسة : هل لى بحلوى الشوكولا ؟

بالمناسبه ،

اقلت لكم ماذا اريد كهديه للميلاد ؟

لذا اعددت لائحه ،

توفير لوقتكم و لمساعدتكم .



– لا تاتى على ذكر الميلاد حتى.
ومالبثت كلير ان اطلقت تنهيده عاليه و هي تتذكر جميع العمل الذي يستوجبه موسم الاعياد عليها ان تعد لائحه بمهماتها و لكن فالوقت الحالى ارادت ان ترجئ فكرة الميلاد حتي تعتاد عليها .



بعدها امر جورج سامر ابنة الاصغر : جميع الحلوى بعدها ساعد فتنظيف المائدة.


و راحت كلير تراقب جايمى يضيف حصه حديثة من الشوكولا ،

وذهنها غائب عنه كليا فالحقيقة كانت تفكر فدنزل بلاك .
.
سيتطلب منه تجديد البحيرة السوداء اشهرا عديده فهل سيقيم فامريكا فغضون هذا ؟

لا بد انه تلقي عروض عمل عده بعد نيلة تلك الجائزه .

وهي تذكر انه غادر امريكا لان احدا لم يكلفة بفيلم جديد .

فماذا لو تغير هذا الان ؟

حينها لن يضطر الى الانتقال الى هنا مجددا و لعلة سيبيع البيت ما ان يجدده .



احست بنبضها يثب مجددا ،

فشعرت بالانزعاج و عضت شفتيها .

بما انها غير معجبه بالرجل ،

لم تراها تحفل فيه ؟

وسرعان ما ظهرت بوادر كانون الاول فهبت رياح ثلجيه من البحر الى البلده ،
فاكتست هذي منظرا رماديا كئيبا و ربما و قعت اسيره سماء تكدست بها غيوم سوداء تنبء بالمزيد من الثلج .

واخيرا تلقت لوسى اخبارا من ما يك .

فوصلتها ثلاث رسائل دفعه واحده بعد ان تاخرت فبريد افريقيا كالعاده فذلك الوقت من السنه .



و فيما غمر الحماس و الارتياح قلب لوسى ،

ظلت كلير على قلقها فتقلبات مزاج اختها الجامح تزعجها ،

لانها تدل على سرعه تاثرها .

وتمنت كلير لو ان ما يك يعود الى الوطن فو قت مبكر .



و من بداية ذلك الشهر ،

اصبحت البحيرة السوداء ملكا لدنزل بلاك مما خلق هياجا فصحف لندن و شبكات التلفزه المحليه .

وانطلاقا من هذا ،

اجتاح فرق تصوير و كاله كلير ،

وحاول ان يقابلها ،

لكنها طلبت منهم المغادره ،

بمنتهي البروده و رفضت الاجابه عن اسئلتهم و رغم هذا اذيع خبر عن المقال على التلفاز فذلك المساء .



– لم لم تقابليهم ؟

فمن الحلوه ان نراك على شاشه التلفاز!


فاجابت و ربما رات موافقه ابيها و اشمئزاز اخوتها :هذا يعد من اداب المهنه .

فلا يجدر بى ان اتحدث عن زبائنى .



و استطاعت كلير ان تودع قسما هاما من ارباحها فالمصرف .

فى الواقع ،

كانت ارباح الوكاله هذي السنه اوفر مما توقعت ،

وبدت فالحالة الماديه جيده جدا جدا .

فقالت لابيها :


اظننا نستطيع ان نوظف احدا ليساعدنى فالمكتب على الاقل بدوام جزئى .



و افق ابوها قائلا: و حينها ترتاحين من العمل فالمناسبات ،

فانا اكرة ان اراك متعبه بهذا الشكل .



هزت كتفيها بلا مبالاه و اجابت : انا بخير .



– لا اريد ان ينتهى بك المطاف كالمسكينه هيلين شيرارد.
فاجابت و عيناها الزرقاوان تنمان عن غضب عميق : لن يحدث هذا فلا تقلق .



فالحقيقة ،

يدفعها تعقلها الى الاحتراس من اي رجل و منعه من اخضاعها لهذه التجربه ،

لاسيما ان كان رجلا كدنزل بلاك .



فو قت لاحق من الاسبوع ،

وقعت على موضوع فالصحيفة عن النجمه التي مثلت ففيلم دنزل بلاك الاخير .

كانت الصورة تبينها على نقاله ،

فى عياده فلوس انجلوس ،

وقيل انها تناولت جرعه مفرطه من الهيروين،
حتي شارفت على الموت .

ونقلا عن صديق مقرب تبدلت حالة الممثله منذ انتهائها من تصوير فيلم دنزل بلاك .



و اضاف الصديق : لايعود الاسباب =الى المخدرات بل الى الحب فلم يرها كثيرا اثناء الاشهر المنصرمه اما هو فقد انهي الفيلم و انهي معه علاقتهما مما جرح قلبها .



حدقت كلير فالصورة المبهمه ،

وتراءي لها التعبير الماساوى على و جة الممثله ,

وفى عينيها السوداوين الشبيهتين بالاشباح الم تبد هيلين على هذي الصورة مؤخرا ؟

تري ماذا يفعل ذلك الرجل فالنساء اللواتى يغرمن فيه ؟



و فعطله نهاية الاسبوع ،

استاجرت كلير الفيلم من متجر الافلام المحلى ،

وشاهدتة مرات عده .

سحرها الفيلم نفسة و جمال الممثله ،

وكان عليها ان تقر بمهاره دنزل فالاخراج ،

فالتصوير رائع ،

بل ساحر و مختلف عن اي فيلم شاهدتة من قبل .

اما المشاهد الحميميه ،

فقد صورة برقه زادت جوها الحميمى .

وقبل ان تخلد للنوم ،

استلقت على السرير فالظلام و هي تفكر فالفيلم و فدنزل بلاك .

ولما شاهدت الفيلم اخرى ،

استنتجت انه رجل ذكى و معقد و خطير .

وحين ارجعت الشريط الى صاحب المتجر ،

سالتة ان كان يملك افلاما ثانية لدنزل بلاك ,

فسلمها شريطا قضت الليلة الاتيه فمشاهدتة ،

مرات عده كذلك .

وبعد هذا شاهدت جميع افلامه فسلسله سريعة ،

وهي تحاول ان تكتشف شخصيتة من اثناء اسلوبة فالاخراج .

وهي المره الاولي التي تولى بها مخرجا جميع ذلك الاهتمام ،

او تحاول سبر اغوارة من اثناء نوعيه العمل الذي يقدمه و ادركت ان فافلامة ادله موزعه هنا و هنالك .



و فعشيه الميلاد ،

اغلقت الوكاله مبكرا اي ما ان تجاوزت الساعة الرابعة بقليل .

ثم شقت طريقها فالشوارع المكتظه بالماره و راحت تسرق اللحظات الاخيرة بحثا عن هدايا الميلاد .



راحت تحدق فو اجهه احد محال الملابس الداخلية الغاليه الثمن ،

حين احست بشخص يتوقف و راءها .

ورفعت نظرها بشكل غريزى الى الواجهه الزجاجيه لتشاهد صورة الغريب ،

لكنها لم تر احد .

واذا بصوت يرتفع من و راءها : مرحبا .



تصلبت و نظرت خلفها ،

ولما عرفت هذا الوجه سرت فجسمها قشعريره باردة .

وكيف لها الا تتعرف الى هذا الشعر الاسود الناعم الذي يتدلي حتي الصدغ ،

وهاتين العينين الرماديتين الثاقبتى النظر و ذلك الفم القاسي .



و بقيت لاخرى عاجزه عن الحركة لا بل مشلوله و كانها فكابوس تواجة خطرا تعجز العبارات عن التعبير عنه ،

وقد جمدها رعب كلى .

وقفت تتفرس فهاتين العينين و هي تشعر ان قوه الاراده فيهما تكاد تحرقها .



و سالها بذلك الصوت الغامض العميق : لم تنسينى ،

اليس ايضا ؟



فتلك اللحظه تمنت لو تستطيع ان تومئ براسها و تجيبة انها نسيتة .

لكنها لن تكون الا كذبه تعرف تمام المعرفه انه لن يصدقها .



على اي حال لم ينتظر اي اجابه بل تابع بهدوء : ماذا ستشترين ؟

القميص الابيض المحتشم ام ثوب النوم الفيكتورى الفضفاض الذي يزرر من الرقبه حتي القدمين ؟

فقد رايتك تنظرين اليهما .

لماذا لا يدفعك الحماس مره الى شراء ثوب مثير كهذا الثوب الاسود ؟

فباستطاعتى ان اتصورك به .



بعدها ابتسم ابتسامه ساخره عريضه زادتها ضيقا و احست بلون حارق يجتاح محياها .



طرفت عيناها ،

وحاولت ان تتخلص من السحر الذي يطوقها فيما خفقات قلبها تزداد سرعه و انفاسها اضطرابا .

وسرعان ما احست و كانها تستيقظ من سبات شتوي و بدا لها ان اعضاء جسدها كاملة اخذت تعمل تدريجيا بعدما توقفت لمدة قصيرة .



و غمرها شعور قوي بالدوار ،

جعلها تستشيط غضبا فردت عليه بحده : لا اتسوق لنفسي ،

بل ابتاع هدايا الميلاد!


لم تكن تثق ان باستطاعتها المحافظة على ادبها طيله فتره حوارهما .

ولذا كان عليها ان تبتعد عن التاثير الطاغى الذي يتملكها ما ان تقترب منه .

وهكذا فعلت حتي كادت تصطدم بباب المتجر .

فتبعها بدورة ،

ورجلاة الطويلتان تسمحان له بمجاراتها من دون عجله .

ثم اضاف : لاختك الصغيرة الرائعة ؟



و لما سمعت انه ما زال يذكر لوسى تملكها الاسف .

وادركت باشمئزاز ان عليها ان تحول دون لقائة اختها مجددا .

فاخر ما تريدة هو ان يلحق الاذي فيها لاسيما انها ما زالت حساسه فالوقت الحالى .

وقد يطيح ذلك الرجل بعقلها و يجرحها كثيرا تماما كما فعل بهيلين و النجمه السينمائيه .

لكن كلير مستعده لقتلة ان هو اقدم على ايذا اختها .



توقفت عند باب المتجر و سالتة :


انت لاتعيش فالبحيرة السوداء اليس ايضا ؟

فقد سمعت ان البنائين باشروا عملهم قبل راس السنة.


فاجاب بجفاء :معلوماتك دقيقه جدا جدا .

من المدهش كم تنتشر الاشاعات فبلده صغار .

وبالحديث عن الاشاعات ،

اود ان اشكرك لانك رفضت التحدث الى الصحافه .

لقد اخبرنى احد الصحافيين و يبدو ان اهتماماتهم ربما خبت الان .

ولكن ،

فى حال تعطشوا الى المزيد من المعلومات مجددا ساكون شاكرا لو حافظت على تكتمك .

ففى الاشهر القليلة المقبله ساكون مكبا على اعمالى و لا اريد ان اضيع الوقت مع و سائل الاعلام .



اومات ببروده و قالت : افهم هذا انما استنتج انك تلجا اليها حين تخدمك .



فاحتدت فعينية نقطتين سوداوين و اجاب : نعم ،

فهي شر لابد منه .



– و بالحديث عن ذلك عرفت من الصحافه انك فزت بجائزه عن فيلمك الاخير.
.


كانت تنظر الى الاسفل فخلال حديثها لكنها ظلت تراقبة من اثناء اهدابها و اردفت : اهنئك .



فراقبها هو الاخر و ربما ضاقت عيناة و علت السخريه محياة و قال : شكرا .



و ازدادت كلير جراه فكلامها : من المؤسف ان نجمتك باتت متوعكه منذ انتهاء الفيلم!


و اذا فيها تلاحظ ملامح و جهة تشتد و فمة يقسو فيما عيناة الرماديتان يكسوهما الجليد و ما لبث ان اشاح بوجهة بعيدا .



– من حسن حظي اننى رايتك .

فقد مررت بمكتبك منذ قليل ،

املا ان تعثرى لى على مكان اقيم به لسته اشهر او سنه ،

بانتظار ان يجهز البيت .

تكفينى شقه ،

اوحتي كوخ صغير.


فردت كلير باستمتاع : اخشي ان ما من مكان مناسب فسجلاتى فالوقت الحالى .
لم لاتبحث على طول الشاطيء ،

او قد فنواحى يورك ؟



فرماها بنظره قاسيه و قال : احتاج الى السكن بالقرب من البحيرة السوداء طالما ان اعمال التجديد تجرى هناك- عندئذ ابتسمت كلير ببروده و اجابت : حسنا ،

اذا صادفت اي مكان فساعلمك .

هل تقيم ففندق جيمى ستور مجددا .



و مضت عيناة :كلا ،

اذا يبدو ان لاغرف شاغره به .

ففى الوقت الحالي،
تقيم هيلين هنالك ،

ومامن غرف اضافية.
لكننى اقيم هنا فالبلدة.


بالكاد يعد ذلك مفاجئا لاسيما بعدما سببة لهيلين !



فقالت و البروده البارعه نفسها فصوتها و وجهها : انا متاكده من انك ستكون مرتاحا تماماهنالك ،

والان على ان اذهب الى اللقاء .

 


و فيما هي تستعد للذهاب ،

تناهي اليها صوت لوسى ،

فاحست بقلبها يقع كالحجر :


كلير،
انتظرى دقيقه ،

كلير …


نظرت حولها و هي تعض شفتها ،

واذا بلوسى تعبر الشارع ،

وهي تتفادي السيارات بابواقها الصاخبه ،

وتلتف حول حافله ،

راح سائقها يزعق بها بغضب .



و لما و صلت اخيرا ،

قالت بلهاث : انا محظوظه … لاننى لمحتك … ايمكنك ان تقرضينى عشره جنيهات ؟

لقد نفذت النقود منى ،

ودفتر شيكاتى ليس بحوزتى ،

لكنى ساحرر لك شيكا ،

ما ان نعود الى البيت .



– حسنا .



و راحت كلير تبحث فسرعه فحقيبتها ،

حتي و قعت على العمله المناسبه .



– اليك المال.


و ان كانت تامل من السرعه ان تحول دون لقاء لوسى بدنزل بلاك ،

فقد خاب املها .

اذ رمقته لوسى بنظره مهذبه ،

ثم عادت و تفرست به .

وفجاه علا التورد و جنتيها :


انت السيد بلاك ،

اليس ايضا ؟

مرحبا صرت اقرا عنك فالصحف بعد لقائنا فالمره الماضيه .

ولا اصدق اننى لم اتعرف اليك حينها .

لكن فكرة تواجد مخرج مشهور فغرينهاوى لاتصدق .

فلم يخطر الامر فبالى ،

كما ان كلير لم تتفوة بكلمه واحده .



فتمتم و ربما لوي فمة بسخريه : اختك امرأة كتومه جدا جدا .



بعدها رمقها بنظره جانبيه تعمدت تجاهلها و اضاف : و انا لا اود ان اثير اهتمام و سائل الاعلام فالوقت الحالى .



-لا بالتاكيد .

وافهمك جيدا .



و سالتة بحماس : انت لا تعيش فالبحيرة السوداء بعد ،

اليس ايضا ؟



فاجابها : كلا ،

لكنى ابحث عن مكان اقيم به بصورة مؤقتة فالبلده .

فان كنت تعرفين مكانا .
.


فالبلده ؟



و حاولت لوسى بجهد ان تفكر فاى اقتراح ،

ثم اردفت :


اتقصد منزلا ؟

الاتستطيع كلير ان تعثر على بيت =؟



فرد :كلا ،

للاسف .



و سرعان ما التمعت عينا لوسى و قالت :


و جدتها !

لى صديقه تملك منزلا ،

وقد احالتة شققا .

وقد تكون احداها جاهزة للايجار فالوقت الحالى .
اتريدنى ان اسالها ان كانت مستعده لاستقبالك ؟



و لما تاملتة كلير،
لاحظت انه لا يبدو متحمسا للفكرة .



و سالها ببطء : هل هذي الشقق مستقله ؟

اعنى ،

الكل منها بابها الامامي ؟



– نعم ،

وفى الواقع ،

ليست الشقه كبار .

بل تضم غرفه و اسعه و حماما صغيرا.


بعدها ابتسمت ابتسامه مشرقه و اضافت :


و لكن فحال توافرت ،

لن يضرك ان تلقى النظر عليها ،

اليس ايضا ؟



فضحك و اجاب لوسى : صحيح .



و اجالت لوسى بصرها فالشارع العام :


تري ،

اين اجد الهاتف الاقرب ؟

قد اقع على واحد فمكتب البريد.
ساتصل بجينى ،

وان كانت الشقه شاغره ،

ساصطحبك اليها الان ،

لتتفحص المكان .

انتظرنى هنا ،

فلن اتاخر.


و لما اندفعت الى مكتب البريد ،

قالت كلير بغضب :


لا اظنها فكرة جيده .

فهذا النوع من التسويات محفوف دائما بالمشاكل .

فتمتم : اوافقك الراى ،

لكننى لا اريد ان اقضى الاشهر المقبله ففندق .
وان لم يكن لديك حل اروع ،

فقد اجدنى مضطرا الى قبول عرض اختك .

وبالمناسبه .

هى تدخل البهجه الى القلب ،

بالاضافه الى انها رائعة .

احب و جنتيها ،

وذلك الفم الممتلئ الواسع ،

واحب جمالها المليء بالحيوية و النابض بالحياة.


و ما كان من كلير الا ان عضت شفتها السفلي ،

وقد غمرها فجاه شعور بالخوف على لوسى .

فهي لا تريد ان تماثل نهايتها نهاية هيلين ،

وتلك الممثله المكسيكيه الايرلنديه ،

فتمسى شاحبه ،
وتفتقر للحيوية ،

فيما حياتها حطام بحطام .



و تمتمت ببطء : بالطبع ،

مازال امامك كوخى .



فحدق بها و هو يرفع حاجبية : ماذا ؟

ذلك الذي لاسقف له ؟



” لقد اصلحت السقف منذ اسابيع خلت .

فى الواقع ،

انتهي معظم العمل الاساسى ،

وجهزت البيت بالتدفئه المركزيه و الاسلاك الكهربائيه الجديدة.


بدا مندهشا و هو يسالها : اقمت بكل هذا بنفسك ؟



فردت و ربما فرغ صبرها : كلا ،

لقد تلقيت مساعدة من بناء اعرفة ،

لقاء ثمن بخس ،

نظرا الى اننى دبرت له الكثير من الاعمال .

كما انعمت على هذي السنه بارباح و فيره ،

واصبحت من الانشغال الى حد افتقرت به الى الوقت للعمل فالكوخ .

لكن تم تجديد الديكور فبعض الغرف ،

كما ان انابيب المياة صارت فحال سليمه .



فاجاب دنزل بلاك بنبره تعكس تسليه و اضحه :


الهذا لم يبادر البناء العمل فالبحيرة السوداء ؟

الانة منشغل بالعمل لحسابك ؟



– لكنة ليس البناء نفسة .

فالرجل الذي استعملة لا يطالب باجر مرتفع .

وهو يعمل مع اخية ،

وعلي الارجح لن يتمكن من تولى امر مشروع بحجم البحيرة السوداء ،

فقد يستلزم هذا منه سنوات .



– حسنا هل استطيع ان اري كوخك ؟

الان ؟



– الان ؟

لكن الوقت متاخر و الظلام يكاد يحل .

اخشي ان عليك الانتظار حتي ما بعد عطله الميلاد .



– لكننى لا اريد الانتظار .

اصحبينى الى هنالك الان.
– – لا استطيع..


و قبل ان تكمل جملتها ،

رات لوسى تسرع نحوهما فقالت فعجله :


لاتقل لاختي انك ستستخدم منزلي ،

فانا … لا اريدها ان تعرف …وذلك .
.
لاسباب خاصة لا استطيع مناقشتها .



و احست بعيني دنزل بلاك الرماديتين الثاقبتين تحرقانها ،

وتقران الافكار فعينيها ،

فاشاحت بوجهها المتوهج .

فى الواقع ،

لم تكن تريدة ان يخبر لوسى خوفا من ان تعرف مكانة ،

فتزورة كلما خطر لها هذا .

بل ارادت ان تبعد دنزل بلاك عن طريق لوسى قدر استطاعتها .



اجابها بنعومه : لن اخبرها ،

ان رافقتنى لرؤية الكوخ الليلة .



فاحست انها تريد صفعة و هتفت : ذلك مستحيل !

عندها ،

هزكتفية استهجانا و قال : بالطبع ،

المسالة تتعلق بك ،

اذا ،

هل اخبر لوسى ؟



و نظرت الية و الشرر يتطاير من عينيها : هل تقوم بابتزازى ؟



فالتمعت عيناة بتسليه لا اثر للندم بها :


اذا شئت .

ففى عالمي ،

تتعلمين ان تستخدمى الاسلحه المتوفرة كلها .

انت تملكين ما اريدة ،

وفهمت انك لاتريدين ان تكتشف اختك مخططاتك لسبب معين ،

لن اتكهن فيه الان .

وكل ما عرضة عليك هو صفقه ،

فما ردك ؟



باتت لوسى على بعد خطوات فقط ،

لذا كان على كلير ان تفكر بسرعه و فالنهاية اومات ،

ووجهها تكسوة حمره الغضب .

حسنا .

اوافق على هذي الصفقه .



– اذا .
مرى بى بعد ساعة.


و قبل ان تتمكن من الرفض ،

اقبلت لوسى لاهثه :


كانت رده فعل جينى عنيفه ,

واخبرتنى ان تحضر اليها توا .

هنالك شقتان شاغرتان ،

ولكنهما فالطابق الاعلي ،

يمكنك ان تحصل عليهما معا ،

او على واحدة منهما فقط .

ولكن اخشي ان ما من مصعد ،

وواضح ان السلالم كثيرة…


راتة كلير يعبس بشده بعدها يهز راسة :


السلالم كثيرة ؟

كلا ،

اخشي ان لامجال لاستئجار الشقه اذا .

ولكننى اشكرك لتكبد جميع ذلك العناء يالوسى ،

واجدنى مضطرالي الرفض .

علي اي حال ،

لاتقلقى ساجد مكانا احدث .

والان على الذهاب .

اراكما لاحقا ،

من دون شك .



و قبل ان تستوعب لوسى ما حدث ،

كان ربما رحل ،

فالتفتت الى كلير بخيبه امل :


اة ،

يالهى ،

ستحزن جينى بشده لانة لن ياتى .

فقد كانت متحمسه جدا جدا ،

نظرا الى انها تهوي الافلام ،

وتعتقد انه مخرج .

ولما اتصلت فيها ،

اخبرتنى انها ستجهز المكان .



– اذا من الاروع ان تتصلى فيها مجددا ،

لتوفر على نفسها هذي المشقه .



فتنهدت لوسى بعمق و قالت : نعم ،

يجدر بى هذا .



و فيما كانت لوسى تعود ادراجها الى مكتب البريد ،

هتفت كلير : اراك بعد قليل .



بعدها ذهبت فالاتجاة المعاكس .

كان عليها ان تستقل سيارتها و تترك البيت قبل ان تعود الية لوسى ،

والا اضطرت الى الاجابه عن اسئله ليس فنيتها ان تجيب عليها.
فما كان منها الا ان مشت سريعا ،

وهي تقطب جبينها بغضب .



انها ملزمه بتاجير الكوخ ،

كى يقيم به دنزل بلاك فتره له ان يحدد مدتها .

وهذا احدث ما تتمناة .

ولكنة بكيفية او بثانية ،

احبط مناورتها .

واحست كلير انه غالبا ما ينجح فمساعية .

لكنها فالمستقبل ستراقبة عن كثب ،

ولن تجعلة يلحق فيها الخساره مجددا .



انتهي الفصل الثانى

 

  • رواية البحيرة السوداء الفصل 9
  • البحيرة السوداء
  • منشست ينيت اكبرن كرر


البحيرة السوداء روايات احلام