التاثير على الاخرين

على التاثير الاخرين 20160918 1873

 

 

هذا المقال شغل اهتمامي منذ سنوات طويلة،
فكنت ابحث بين كتب علم النفس و التحليل النفسي عن الطرق الناجعه للتاثير على الاخرين ايجابيا،
فمن منا لا يتعامل مع الاخرين و يتمني ان يترك اثرا حسنا فنفوسهم؟
ومن منا من لا يتمني ان يكتسب ثقه من حولة و يعطى انطباعا ايجابيا عن شخصيته؟
ولكن ما هو السبيل لتحقيق ذلك؟

اخوتى فالله!
لقد و جدت عده تقنيات ممكن للانسان ان يستعملها فحياتة اليومية و خلال تعاملة مع المجتمع المحيط به،
وسوف يؤثر فيهم بشكل ايجابي و يكسب ثقتهم بل و محبتهم.
وهذه التقنيات طرحها الكاتب الامريكي الاكثر شهره ديل كارنيجى Dale Carnegie و الذي يعتبر من اهم المؤلفين فالقرن الماضي.
هذه الاساليب طرحها بعد تجارب استمرت اكثر من ثلاثين عاما.

والذى لفت انتباهى ان ما يطرحة الكاتب الامريكي هو نفس ما يطرحة القران بالضبط!!
فهو يقول فكتابه: كيف تكسب الاصدقاء و تؤثر فالناس:

الاسلوب الاول: الابتعاد عن الجدال

ان اروع كيفية لكسب الاخرين و التاثير عليهم ان تتجنب الجدال!
وان تحاول اختصار الحديث ما امكن،
لان الجدال يضعف ثقه الاخرين بك و بالتالي يضعف قوه تاثيرك عليهم.

ان ذلك الاسلوب طرحة القران منذ اربعه عشر قرنا فقوله تعالى: (ادع الى سبيل ربك بالحكمه و الموعظه الحسنه و جادلهم بالتى هي اقوى ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيلة و هو اعلم بالمهتدين) [النحل: 125].
وهنا نري بان القران لم ينهنا عن الجدال مطلقا،
بل امرنا بالجدال الحسن،
لان الابتعاد عن الجدال امر مستحيل عمليا،
وهنالك اشخاص اذا لم تناقشهم لا ممكن ان تكسب ثقتهم.

وهنا اعجب من اولئك المشككين برساله محمد صلى الله عليه و سلم،
لو كان كلامهم عن نبى الرحمه صحيح فلماذا امرنا بالمجادله بالتى هي احسن؟
ولماذا امرنا بالموعظه الحسنة؟
ان التفسير الوحيد لوجود هذي التعاليم فالقران هو انه كتاب الله تعالى.

الاسلوب الثاني: اجتناب الغضب و الانفعال

يقول الكاتب الامريكي: يجب ان يصبح اسلوبك فعلاج المشاكل قائما على الرفق و اللين و الحكمة،
وحاول ان تبتعد عن الانفعالات و الغضب و التوتر،
لان الانفعال سيترك اثرا سلبيا على الاخرين و سياخذون فكرة خاطئة عن شخصيتك.

وهنا نتذكر من جديد نصيحه النبى الاعظم صلى الله عليه و سلم لذا الاعرابي و التي كررها مرارا: (لا تغضب … لا تغضب … لا تغضب .
.)،
ونتذكر قول الحق تبارك و تعالى: (والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين) [ال عمران: 134].
سبحان الله!
انظروا معى الى اسلوب القران فتربيه الشخصيه المؤمنة،
العفو عن الناس،
وكظم الغيظ و عدم التسرع و الانفعال،
وكل هذا يعطى تاثيرا ايجابيا و انطباعا حسنا تتركة فقلوب و عقول من حولك!

الاسلوب الثالث: الكلمه الطيبه اكثر تاثيرا

من اهم الاساليب التي ينصح فيها علماء النفس للتاثير على الاخرين الكلمه الطيبة،
فلو اخطا انسان امامك ليس من الضروري ان تقول له اخطات،
بل ان تنصحة بشكل غير مباشر،
بحيث تنتقى العبارات الحسنه فالتعبير عن رايك فيه،
وهذه الكيفية ستترك اثرا رائعا فنفوس من حولك.

وهنا نعود لكتاب الله تعالى عندما يقول: (وقولوا للناس حسنا) [البقرة: 83].
ويقول تعالى: (الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمه طيبه كشجره طيبه اصلها ثابت و فرعها فالسماء * تؤتى اكلها جميع حين باذن ربها و يضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون) [ابراهيم: 24-25].

و لذا حاول عزيزى القارئ ان تختار اروع العبارات لتخاطب فيها الاخرين،
وان تكون مستمعا جيدا لهم،
فلا تكثر من الكلام بل حاول ان تستمع لان ذلك سيقلل من اخطائك و سيظهرك بصورة حسنه امام الاخرين،
بل ان الانسان يحب من يستمع اليه.

ويقول تعالى: (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا * يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسولة فقد فاز فوزا عظيما) [الاحزاب: 70-71].
وهذه الايات تؤكد ان المؤمن يجب ان يضع الكلام فالمكان المناسب،
واذا ما فعل هذا سوف يصلح له الله اعماله،
وسيصبح ذلك الاسلوب سببا فالنجاح فالدنيا و الاخرة.

الاسلوب الرابع: لا تتمسك بخطئك

يؤكد علماء النفس و منهم كارنيجى ان الاعتراف بالخطا فضيله و يرفعك فاعين الناس،
فلا تحاول ان تثبت صدق رايك و انت تعلم انك مخطئ،
بل حاول ان تكون مرنا فالنقاش و ان تعترف بالخطا،
وهذا الاسلوب سيعطى انطباعا لدي الاخرين بانك صادق و هو ما يزيد من ثقتهم بك و تاثيرك عليهم.

ان ذلك الاسلوب ذكرة النبى صلى الله عليه و سلم بقوله: (كل ابن ادم خطاء و خير الخطائين التوابون) اي ان خير عمل تقوم فيه ان تعترف بخطئك امام الله تعالى،
وان تتوب اليه،
وايضا تعتذر عما بدر منك لمن اسات اليهم من الناس.

الاسلوب الخامس: الصدق اقصر طريق لكسب ثقه الاخرين

اننا نري العالم الغربى اليوم يتميز بصدق المعاملة،
ليس لان دينهم يامرهم بذلك،
فهم فمعظمهم بلا دين،
بل لانهم و جدوا ان الصدق هو اساس النجاح فالحياة.
و لذا يؤكد علماء النفس ان الطريق الاقصر لكسب الاخرين و التاثير عليهم هو الصدق فالقول و العمل.

وهنا نتذكر قول الحق تبارك و تعالى: (يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) [الصف: 2-3].
ويقول ايضا: (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين) [التوبة: 119].
وهنالك ايه عظيمه و جدت بها قوه غريبة لعلاج ظاهره الكذب التي انتشرت اليوم بسرعه الضوء!

هذه الايه تخاطبنا و تقول لنا: (فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم) [محمد: 21]،
ولو ان جميع انسان حفظ هذي العبارات الالهيه و تذكرها لحظه تعرضة لموقف من الممكن ان يكذب فيه،
لكانت هذي العبارات خير علاج،
وكانت سببا فابتعادنا عن الكذب،
وهو ما يكسبنا احترام الاخرين و ثقتهم و التاثير عليهم.

الاسلوب السادس: امتنع عن استعمال كلمه “لا”

انها كلمه سلبيه حاول الابتعاد عنها قدر الامكان!
فبدلا من ان تقول لشخص لم فعلت كذا،
او تقول له لا تفعل كذا،
استبدل هذي العبارة بعبارة ايجابية،
وقل له: ما رايك ان تفعل كذا!!
او عبارة: الا تري معى ان ذلك الفعل افضل؟

هذا الاسلوب اكتشفة علماء البرمجه الغويه العبنوته فاولئك الناجحين و اصحاب الثروات و الشهرة،
حيث و جدوا ان اسلوبهم فالتعامل مع الاخرين قائم على النصيحه و ليس على تخطئه الاخرين و ذمهم و تانيبهم.

وهنا لا اجد خيرا من هذا المثال الذي قدمة لنا النبى الاعظم عندما خدمة انس بن ما لك عشر سنين،
فلم يسمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم عبارة (لم فعلت كذا) و لم يسمع عبارة تانيب او اي عبارة سلبية،
بل كان نبى الرحمه عليه الصلاة و السلام يستعمل الكلمات الايجابيه فتعاملة مع الاخرين،
وهو ما ينبغى ان نقوم به.

الاسلوب السابع: التكبر هو اسوا صفه يتحلي فيها الانسان

يشبة علماء النفس التكبر بالحاجز السميك الذي يفصلك عن محبه و تقدير الاخرين لك،
وبالتالي تؤثر فيهم سلبيا،
وهنالك ابحاث عديده تؤكد على اهمية التواضع فكسب ثقه الاخرين،
وان تبتعد عن الطمع و الحسد و غير هذا من الصفات الذميمة.

فالنبى صلى الله عليه و سلم سبق علماء النفس فاعطائنا افضل قاعده لكسب محبه الاخرين عندما قال: (وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)،
فتاملوا معى هذي العبارات النبويه الشريفه لو اننا طبقناها لكانت العلاج لمعظم مشاكل العصر.

اما التكبر فقد نهانا الله عنه بشده بقوله: (انة لا يحب المستكبرين) [النحل: 23].
ومن تواضع لله رفعة الله تعالى،
وهذه التقنيه فالتعامل مع الاخرين تكسبك ثقتهم بقوة،
لان الانسان ربما فطرة الله تعالى على حب الخير و التواضع و الصدق و لذا عندما تتبع هذي القواعد فتعاملك مع الاخرين انما تخاطب اعماقهم و تخاطب الفطره لديهم،
وبالتالي ستؤثر عليهم تاثيرا ايجابيا،
وهو ما نطمح الية جميعا.

واختم هذي المقاله بفكرة و صلت اليها بعد سنوات و هي ان جميع ما يكشفة علماء النفس من حقائق صحيحة و يقينيه انما تحدث عنها القران قبل اربعه عشر قرنا!!
ومهمتنا كمؤمنين ندعى حب القران ان نرد ذلك العلم الى اصولة القرانية،
وان نطمح ان نكون فاروع مرتبه عند الله،
والسبيل الى هذا ان نقتدى بنبى الهدي و الرحمه فتصرفاتة و طريقتة فعلاج المشاكل و طريقتة فالتعامل مع من حوله،
نسال الله تعالى ان يجعلنا من الذين قال فحقهم: (اولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمه و اولئك هم المهتدون) [البقرة: 157].


التاثير على الاخرين