التخلص من وسواس الموت

وسواس من الموت التخلص 20160915 2924

 

السؤال
،
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه،
وبارك فسعيكم.

انا اعانى من و سواس الموت منذ لمدة تقريبا من 11 شهرا،
اصابنى الوسواس بعد ان مرض ابي -اطال الله عمرة فالطاعة-،
ومن بعدين و انا اعانى من ذلك الوسواس الذي حرمنى السعادة،
وبعد لمدة خف عنى كثيرا،
وكدت انساه،
لكن منذ شهرين اصابنى و سواس العقيدة،
والذى نكد على حياتي،
ويجعلنى ابكى كلما جاءني،
وهو الوسواس الذي يلح على ان انطق بما يدور فنفسي،
وهو سب الله -جل جلاله-،
وانا اخاف جدا جدا ان انطق به،
احس بشيء يجبرنى عليه،
يقول: انطقيه،
وانا اتعذب و احاول تجاهله،
لكنة يلازمني،
وانا اخاف ان انطقة و اخرج من الدين،
طول الوقت و انا حزينه و خائفة،
واعيش فحالة لا يعلم فيها الا الله.

بعد دخول رمضان،
رايت فالمنام اننى اختنق او احتضر و انا انطق الشهادة،
لكن صوتى اختفى،
فقمت مفزوعه من النوم،
وبعد هذا عاد لى و سواس الموت مره ثانية.

والان اعانى من الوسواسين معا،
فاخاف ان اموت على غير ذلك الدين،
اخاف جدا جدا من حديث النبى -صلي الله عليه و سلم-:” ان احدكم ليعمل عمل اهل الجنه حتي ما يصبح بينة و بينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها”.

احيانا اتغلب على ذلك الوسواس،
واحيانا يتغلب على لدرجه اننى اصاب بحالة اكتئاب شديد،
حتي صلاتى و قيامي فرمضان لم يكن كما السابق،
احس اننى اتعب اذا قرات القران،
واشعر بالدوار و عدم الاتزان،
وانة سيغمي علي،
ونزل و زني،
وشهيتى قلت -والحمد لله على جميع حال-.

وانا من النوع الكتوم،
لدرجه انه لا احد من اهلى علم بحالتى هذه،
اعيشها و اصارعها بنفسي،
لا احب ان اشتكى لاحد،
لكننى اكتب لكم لعلى اجد لديكم ما يخلصنى مما انا فيه.

الاجابة
الاخت الفاضلة/ tahani حفظها الله.


و بركاته،
وبعد:

فانة ليسرنا ان نرحب بك فموقعك اسلام و يب،
فاهلا و سهلا و مرحبا بك،
وكم يسعدنا اتصالك بنا فاى وقت و فاى موضوع،
ونسال الله ان يصرف عنك جميع سوء،
وان يعافيك من جميع بلاء،
وان يرد عنك كيد شياطين الانس و الجن،
انة جواد كريم.

وبخصوص ما و رد برسالتك -ابنتى الكريمه الفاضلة-:

النقطه الاولى: فانه و بداية احب ان اذكرك،
بان هذي الوساوس مهما كانت الكلمات التي يطلقها الشيطان على لسانك،
ومهما كانت الافكار التي تعمل فعقلك،
لن تؤثر فايمانك -باذن الله تعالى- و لن يؤاخذك الله -تبارك و تعالى- عليها،
لان هذي الوساوس و هذي الافكار السلبيه – خاصة فيما يتعلق بذات الملك سبحانة و تعالى – الله -جل جلاله- يعلم ان هذي من كيد الشيطان،
وانك تحبينه،
وانك مسلمه مؤمنه صادقة،
و لذا لا تشغلى بالك بهذه الاشياء،
حاولى ان تنظرى للفكرة على انها فكرة تافهة،
وان يصبح لديك يقين بانه مهما حاول الشيطان ان يلقى على لسانك كهذه الكلمات،
او يجعلك تفكرين بها،
فان الله لن يؤاخذك على هذا ابدا مطلقا،
حتي و ان تلفظت ببعض الكلمات ما دامت رغما عنك،
فاتمني ان تتاكدى و ان تكوني على يقين من ان الله -تبارك و تعالى- لن يؤاخذك على ذلك،
وانك لست داخله فالحديث الذي ذكرت جزء منه (ان الرجل ليعمل بالعمل من عمل اهل الجنه حتي ما يصبح بينة و بينها الا ذراع) انت بعيده تماما،
واتمني ان تطمئنى من هذي الناحية.

النقطه الثانية: اتمني ان تقومى بعمل رقيه شرعيه سريعة جدا،
بان تستعيني بعد الله -تبارك و تعالى- باحد الرقاه الشرعيين الثقات ليقوم بعمل رقيه شرعيه بالنسبة لك على اسرع و قت،
واذا لم تستريحى (مثلا) من المره الاولى،
لا ما نع من تكرار الرقية،
او لا ما نع من الاستعانه براق اخر،
لان بعض الرقاه ربما لا يوفق لعلاج الحالة،
وتحتاجين الى راق ثان و ثالث و رابع،
فهذا لا حرج فيه،
ولا تياسى منه.

النقطه الثالثة: اتمني ان تستمعى الى شريط الرقيه الشرعيه للشيخ محمد جبريل – ذلك المقرئ المصري – و هي موجوده على الانترنت،
لو كتبت فموقع البحث جوجل (الرقيه الشرعيه الصوتيه للشيخ محمد جبريل)،
وهنالك رقيه طويله و رقيه قصيرة،
فاستمعى للرقيه الطويله و التي مدتها تسع ساعات،
حاولى ان تجعليها تعمل بالليل و انت نائمه بصوت تسمعينة و انت نائمة،
حتي يتم تطهير المنزل -باذن الله تعالى-.

ايضا احرصى – يا بنيتى – على الا تنامي الا على طهارة،
وان تقولى اذكار النوم خاصة ايه الكرسى و المعوذات،
وان تظلى فالذكر حتي تغيبى عن الوعى تماما -باذن الله عز و جل -.

ايضا كذلك اوصيك بالمحافظة على اذكار الصباح و المساء بانتظام خاصة التهليلات المائه (لا الة الا الله و حدة لا شريك له،
لة الملك و له الحمد و هو على جميع شيء قدير) ما ئه مره صباحا و ما ئه مره مساء،
ايضا (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء فالارض و لا فالسماء و هو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا و مثلها مساء،
وايضا (اعوذ بعبارات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحا و مثلها مساء.

ايضا المحافظة على الصلوات فو قتها،
وينبغى الا تفرطى بها مهما كانت الوساوس التي تاتيك فالصلاة او خارج الصلاة،
لا تشغلى بالك بها.

اعلمي -ابنتى الكريمه الفاضلة- ان ذلك نوع من الابتلاء و الاختبار من الله -تبارك و تعالى- لك،
وانك ما جوره على قدر مقاومتك لهذه الابتلاءات،
وهذه الافكار السلبية،
وعلي قدر صبرك،
وثقى و تاكدى ان الله -تبارك و تعالى- لم و لن يتخلي عنك ابدا.

اوصيك ايضا بالدعاء و الالحاح على الله -تعالى- ان يعافيك الله -عز و جل-،
اتمني ان تستعيني كذلك باخصائى يصف لك دواء،
لان هذي الوساوس القهريه التي لديك لها علاج -ولله الحمد و المنة-،
و-باذن الله تعالى- سوف تحال هذي الاستشاره على احد الاخوه المختصين النفسانيين،
وسوف يساعدك -باذن الله عز و جل-.

اذا لم تيسر هذا فلا ما نع من الاستعانه باحد الاخصائيين النفسيين فمدينتك.

اخيرا: تقولين بانك كتومة،
وانك لم تخبرى احدا بذلك،
وهذا كذلك جزء من المشكلة،
لانة لو لم تخبرى بذلك ما استطعنا ان نقدم لك اي شيء من المساعدة،
فانا كذلك اتمني ان تعرضى الامر على و الدتك او على و الدك – اقرب الناس اليك – و ان تطلبى مساعدتهم فحل هذي المشكلة،
لانة من الممكن ان يساعدونك،
لانك كيف تذهبين الى راق بغير اذن و الديك؟
كيف ياتى الراقي الى المنزل دون اذن و الديك ايضا؟
كيف تذهبين الى اخصائى نفسانى دون اذن و الديك؟
كيف تتعاطين دواء دون علم و الديك؟
لا بد – ابنتى الفاضله – من ان تعلم الوالده او الوالد اواحدهما بمشكلتك،
ولا بد ان يقفوا معك حتي تستطيعين ان تتخلصى من هذي المشكلة.

كذلك دعاء الوالد و الوالده لك لا يرد،
فان النبى -عليه الصلاة و السلام- اخبرنا ان دعاء الوالدين لا يرد،
فانت فحاجة الى دعائهما،
لان دعائهما انفع لك من دعاءك لنفسك.

اذا انت تحتاجين الى اخبارهما،
وثقى و تاكدى من ان المساله مساله و قت،
وسوف يشفيك الله -تبارك و تعالى- و يعافيك قريبا -باذنة تعالى جل و علا-.


——————————————————-


انتهت اجابة: الشيخ/ موافى عزب – مستشار الشؤون الاسريه و التربوية-،


و تليها اجابة: د.
محمد عبد العليم – استشارى اول الطب النفسي و طب الادمان-.


——————————————————


بالفعل انت تعانين من هذي الوساوس المتارجحه و المتقلبة،
والتى تاتيك فشكل موجات تنخفض لحظه و ترتفع لحظات اخرى،
وهذا هو طبيعه الوساوس القهرية،
لكن و ساوسك كذلك من النوع الذي ممكن علاجة -ان شاء الله تعالى- فهذا النوع من الوساوس،
ولانها و ساوس افكار فالمقام الاول،
تستجيب للعلاج الدوائى بصورة جميلة جدا.

الاخت الفاضلة: تخوفك حول الفكرة الالحاحيه المتعلقه بسب الذات الالهيه – تعالى الله علوا كبيرا – اقول لك: ذلك لن يحدث ابدا -ان شاء الله تعالى- نفسك طاهره و نقيه و احسن من هذي الوساوس،
ويعرف ان الافاضل من الناس و اصحاب الخلق القويم لا يقعون فالوساوس فعلا او قولا،
حين تكون ذات طابع سلبى قبيح على النفس.

ايتها الفاضله الكريمة: من اروع طرق علاج الوساوس هو تحقيرها،
بل الاستخفاف بها،
وان تتجنبى مناقشه الوسواس،
والا تخضعية للمنطق،
الا تحلليه،
هذه الافكار (مثلا) خاطبيها مباشره و قولى لها (انت فكرة سلبيه قبيحة،
لن اناقشك،
كل الذي سوف اقوم فيه اننى سوف احقرك،
واستخف بك،
اذهبى عني،
انت تحت قدمي) و هكذا،
هذا نوع من المخاطبات الداخلية الذاتيه التي و جد انها مفيدة.

فى ذات الوقت،
ممارسه تمارين الاسترخاء تخفف من و طاه الوساوس،
لان المكون القلقى المصاحب للوساوس القهرى كثيرا ما يصبح قويا جدا،
ويؤدى الى تازم الحالة اكثر،
فاحرصى على هذا – ايتها الفاضله الكريمه – و اصرفى انتباهك كذلك من اثناء الا تدعى اي مجال للفراغ.

البشري التي احملها لك – و هي العلاج الاساسى – هو ان الدواء مهم فحالتك،
والادويه فاعله و ممتازة،
وهي اضافه عظيمه -حقيقة- لعلاج الوساوس،
اراحت الناس -الحمد لله تعالى و الفضل و المنه له-،
فاذهبى و قابلى الطبيب النفسي،
حتي يدعم لك ما ذكرتة لك،
وتكونين اكثر قناعه بتناول الدواء،
وان شئت ان تتناولى الدواء استنادا و ثقه فيما ذكرتة لك فهذا امر جيد.

احد الادويه التي انصح فيها كثيرا من الناس،
خاصة الذين اعالجهم عن بعد،
هو عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك)،
ويعرف علميا باسم (فلوكستين) لانة سليم،
ولانة فاعل،
ولانة بسيط،
ولا يسبب الادمان،
ولا يسبب التاثير على الهرمونات النسوية.

جرعتة هي كبسوله واحده فاليوم،
وقوتها عشرين مليجراما،
تناوليها بعد الاكل،
يمكنك ان تتناوليها صباحا او مساء،
يفضل دائما فرمضان مع الافطار،
بعد اسبوعين اجعلى الجرعه كبسولتين فاليوم،
واري ان هذي الجرعه سوف تكون كافيه بالنسبة لك،
علما ان بعض الناس يحتاجون حتي اربع كبسولات فاليوم،
لكن -ان شاء الله تعالى- لن تحتاجى لهذه الجرعة،
وعموما لو احتجت لها فهي جرعه سليمة.

استمرى على جرعه الكبسولتين مدة سته اشهر – و هذي ليست لمدة طويله ابدا،
لان الوساوس من طبيعتها انها متكرره و انها انتكاسية،
لذا نفضل ان تكون فتره العلاج طويله نسبيا،
العلاج بمكونة التمهيدى و العلاجى و ايضا الجرعه الوقائيه -.

بعد انقضاء السته اشهر و انت على كبسولتين،
اخفضى الجرعه و اجعليها كبسوله واحده فاليوم،
وهذه هي الجرعه الوقائيه التي نتحدث عنها،
استمرى عليها مدة سته اشهر،
ثم اجعليها كبسوله يوما بعد يوم مدة شهر،
ثم توقفى عن تناول الدواء.

بارك الله فيك،
وجزاك الله خيرا،
وكل عام و انتم بخير.


التخلص من وسواس الموت