التعامل مع الابنة المراهقة

مع المراهقة التعامل الابنة 20160908 3186

و رحمه لله و بركاته.


امرأة تسال عن ابنتها المراهقه التي اصبحت ترفض الاوامر او النصح فخصوصياتها كترتيب ملابسها او اختيار عمل ما ،
كان تقول لها: يا ابنتى ذلك العمل لا يناسبك فدينك،
فترد الابنه ذلك ليس شانك،
انا اعرف مصلحتي!
وعندما تامرها بتغيير ملابسها و الاستحمام تقول لا تامرينى بمثل هذي الحاجات لانى كبرت و لست طفلة!

علما بان الاسرة محافظة و متدينة،
وهذه الفتاة كانت قبل مراهقتها باره مطيعه و محبه لامها،
والمشكلة ان العائلة مقيمه فاوروبا،
هذا ما يقلق الوالدة!
وعندما قلت لوالدتها: ما دامت ابنتك متدينة،
فلماذا لم تحاولى ان تذكريها بعقاب الله للعاق؟
قالت: اخاف ان يوسوس لها الشيطان و تترك الالتزام و تقول فنفسها: ما دمت عاقه فلن يقبل الله منك اعمالك؟
والوالده حزينه الان،
فبماذا تنصحونها؟

الاجابة
الاخت الفاضلة/ ام زينب حفظها الله.


و بركاتة و بعد،،،

نسال الله ان يصلح لنا و لكم النيه و الذرية،
وان يلهمنا رشدنا و يعيذنا من الاخلاق الرديئة.

فان هذي البنت ليست بطفلة،
وليس من الصواب ان نامرها و نزجرها،
ولكن علينا ان نحاورها و نناقشها،
ولا شك ان ذلك الشعور طبيعي فهذه المرحلة التي يعلن بها الابناء خروجهم عن الطفوله بضعفها و جهلها و تعليماتها الكثيرة و قيودها الشديدة.

وارجو ان نتخذ لابنائنا اصدقاء فهذه المرحلة،
ونحاورهم و نشاروهم على الاقل فالامور الخاصة بهم و الخاصة باخوانهم الصغار،
واحتياجات البيت،
ونفتح لهم ابواب المستقبل،
ونلاطفهم،
ونمنحهم الثقه مع شيء من الحذر،
ونترك لهم المجال للابداع و التعبير عن انفسهم.

ولست ادرى لماذا لا نستغل هذي المواقف؟
فنقول لها: ما هو رايك فان تتعاون فترتيب البيت؟
وما هي الوظيفه التي تناسب الفتاة المسلمة؟
ثم نثنى على اجابتها اجمالا،
وبعد فتره نبدى الملاحظات السلبيه على رايها ان و جدت،
ونقول لها: كلامك رائع اعجبنى به هكذا و كذا،
ولكن اليس من الاروع هكذا و كذا،
وماذا يضيرنا لو قلت: هيا نرتب الغرفه بدلا من رتبى غرفتك؟

وارجو ان تطمئن هذي الام،
فان هذي البنت سوف تعود الى رشدها و صوابها؛
لان اساسها كان طيبا،
وارجو ان تعينها على البر بفهم نفسيتها و الالمام بطبيعه مرحلتها العمرية،
والاقتراب منها،
والاهتمام بها،
والثناء على جوانب تميزها،
وتقديرنا للمؤثرات الخارجية عليها،
فان البلاد الغربيه و الافكار الجاهليه تعتبر مرحلة المراهقه مرحلة عواطف و ازمات،
وهذا الفهم يشكل نفسيه المراهقين فيندفعون الى المخالفات و المغالطات.


و ربما ذكر الاستاذ محمد قطب فكتابة منهج التربيه الاسلاميه ما يلي: (… بعدها ياتى البلوغ،
والمشكلة الكبري التي تتحدث عنها كتب التربيه و علم النفس فهذه الفتره هي مشكلة الجنس و ليس للجنس مشكلة فالاسلام،
فقد خلقة الله ككل طاقة حيوية ليعمل لا ليكبت،
فالاسلام يقر فيه ككل الدوافع،
ثم يقيم امامة حواجز لا تغلق مجراها و لكن تضبطها…والغريب ان الجاهليه الجديدة تعترف بضروره التنظيم و الضبط لكل دوافع الفطره الا الجنس) و ذلك يسبب عندهم ازمات نفسيه و امراض جنسية و اضطراب فالحياة كلها.

فليست المراهقه بعواطفها الحاده مرحلة حتمية،
وليس صحيحا انها تؤدى الى تعطيل الطاقات و تدمير القيم الثابتات،
ولكن الصواب ان توجة تلك الطاقات للمصلحة،
وبذلك تصبح المراهقه مرحلة سويه و عاديه فحياة الشباب،
وكما قالت الباحثه الغربيه ما رغيب ميد: (فى المجتمعات البدائيه تختفى مرحلة المراهقه و ينتقل الشاب من الطفوله الى الرشد مباشره و لا شك ان الاثار السالبه لفتره المراهقه على صله و ثيقه بتقلبات الحضارة المادية).

وليس هنالك ما نع من تذكير هذي الفتاة بعقوبه الله للعاق لوالديه،
مع تعريفها بتوبه الله على من يرجع الى الصواب و يحسن الاعتذار،
ويستبدل السيئات بالحسنات الماحيات،
قال تعالى: (( <a=6001586>ان الحسنات يذهبن السيئات هذا ذكري للذاكرين ))[هود:114].


و ارجو ان تجتهد هذي الام فالدعاء لبنتها،
وان تقترب منها،
وان تلاطفها و تقبلها و تحتضنها،
وان تقبل اعتذارها و تنسي اخطاءها.

ونحن نوصى الجميع بتقوي الله و طاعته،
فان البيوت تصلح بطاعتنا لصاحب العظمه و الجبروت،
ونسال الله الصلاح فالاولاد و الامن فالبلاد.

والله الموفق,,,


التعامل مع الابنة المراهقة