التكبر على الناس

ان الحمد لله نحمده،
ونستعينة و نستغفره،
ونعوذبالله من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا،
من يهدة الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلن تجد له و ليا مرشدا.

واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له،
واشهد ان محمدا – صلى الله عليه و سلم – عبدة و رسوله.

ان الايات و الاحاديث الوارده فالكبر و تحريمه،
من شانها ان تجعل المسلم – ذا القلب الحى و الايمان الصادق،
والضمير اليقظ – يقف صاغرا امام عظمه الله و جلاله،
ويندم خاشعا ذليلا على جميع ما فرط منه من كبر او خيلاء،
ويضرع الى الله تائبا منيبا راجيا اياة ان يرحم ضعفه،
ويشفى من مرض الكبر نفسه،
ويرزقة التواضع للحق،
والتطامن للخلق،
وان ينير له طريق الهدى،
ويردة عن سبب الهلاك و الردى.

الله – تبارك و تعالى – يقول: ﴿ ساصرف عن اياتى الذين يتكبرون فالارض بغير الحق ﴾ [الاعراف: 146].

ويقول – تعالى -: ﴿ الهكم الة واحد فالذين لا يؤمنون بالاخره قلوبهم منكره و هم مستكبرون * لا جرم ان الله يعلم ما يسرون و ما يعلنون انه لا يحب المستكبرين ﴾ [النحل: 22- 23].


و يقول – تعالى -: ﴿ و لا تصعر خدك للناس و لا تمش فالارض مرحا ان الله لا يحب جميع مختال فخور * و اقصد فمشيك و اغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير ﴾ [لقمان: 18 – 19].


و يقول – تعالى -: ﴿ تلك الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا فالارض و لا فسادا و العاقبه للمتقين ﴾ [القصص: 83].


و يقول – تعالى -: ﴿ ايضا يطبع الله على جميع قلب متكبر جبار ﴾ [غافر: 35].


و يقول – تعالى -: ﴿ و قال ربكم ادعونى استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين ﴾ [غافر: 60].


و يقول – تعالى -: ﴿ و لا تمش فالارض مرحا انك لن تخرق الارض و لن تبلغ الجبال طولا * جميع هذا كان سيئة عند ربك مكروها ﴾ [الاسراء: 37 – 38].

فالايه الاولي تدل على ان قلب المتكبر و بصيرتة يعميهما الله – تعالى – فلا يهتدى الى الحق ابدا،
وفى ايتى سورة النحل دلاله على انه لا يستكبر عن الحق الا من لم يؤمن بالاخرة،
ويكفية خزيا ان الله – تعالى – لا يحبه،
ومعلوم ان الله لا يكرم الا من احبة و رضى عنه.

وفى ايتى لقمان اعلان ببغض الله لمن ادي فيه الكبر الى الاختيال و الفخر،
وفى ايه القصص حكم على المتعالين على الناس بحرمانهم من جنه الله و رحمتة فالاخرة.

وفى ايه غافر رقم (35): دلاله على ان قلوب المتكبرين مغلقه عن الحق و عن النور؛
جزاء من الله و عقابا لهم.

اما ايه غافر رقم (60)،
ففيها الحكم على المستكبرين عن الخضوع للحق بجهنم،
يعذبون بها صاغرين ذليلين؛
لان معني داخرين: صاغرون.

وفى ايتى الاسراء تهكم بالمتكبرين،
واشعار لهم بضالتهم و تفاهتهم،
فمهما استطالوا،
فان فوقهم ما لا يطولونه،
ومهما دقوا الارض اختيالا و انتفاخا بالكبر،
فلن يخرقوها او يؤثروا بها نتيجة كبرهم،
بل حفنه تراب تثيرها ريح كفيله بان تغشي عيونهم،
وتجعلهم سخريه للناس.

اما الاحاديث:

فقد اخرج الامام احمد عن ابي سلمه بن عبد الرحمن بن عوف،
قال: التقي عبد الله بن عمر،
وعبدالله بن عمرو بن العاص- رضى الله عنهم – على المروه فتحدثا،
ثم مضي عبد الله بن عمرو،وبقى عبد الله بن عمريبكي؛
ص (220)،
فقال له رجل: ما يبكيك يا ابا عبد الرحمن؟قال ذلك – يعني: عبد الله بن عمرو – زعم انه سمع رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يقول: ((من كان فقلبة مثقال حبه من خردل من كبر،
كبة الله لوجهة فالنار))،
ورواه ذلك الحديث رواه الصحيح.

واخرج مسلم و الترمذى عن عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه – عن النبى – صلى الله عليه و سلم – قال: ((لا يدخل الجنه من كان فقلبة مثقال ذره من كبر))،
فقال رجل: ان الرجل يحب ان يصبح ثوبة حسنا،
ونعلة حسنة،
قال: ((ان الله رائع يحب الجمال،
الكبر: بطر الحق،
وغمط الناس)).

عن ابي هريرة،
قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((قال الله – عز و جل -: الكبرياء ردائي،
والعظمه ازاري،
فمن نازعنى واحدا منهما،
قذفتة فالنار))،
وروى بالفاظ مختلفة منها: (عذبته) و (قصمته)،
و(القيتة فجهنم)،
و(ادخلتة جهنم)،
و(القيتة فالنار).

الحديث اصلة فصحيح مسلم،
واخرجة الامام احمد،
وابو داود،
وابن ما جه،
وابن حبان فصحيحة و غيرهم،
وصححة الالباني.

وعن حذيفة- رضى الله عنه – قال: “كنا مع النبى – صلى الله عليه و سلم – فجنازة،
فقال: ((الا اخبركم بشر عباد الله؟
الفظ المستكبر،
الا اخبركم بخير عباد الله؟
الضعيف المستضعف ذو الطمرين لا يؤبة له،
لو اقسم على الله لابره))”؛
رواة الامام احمد،
ورواتة رواه الصحيح،
الا محمد بن جابر.

عن ابي هريره – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((احتجت النار و الجنة،
فقالت هذه: يدخلنى الجبارون و المتكبرون،
وقالت هذه: يدخلنى الضعفاء و المساكين،
فقال الله لهذه: انت عذابي اعذب بك من اشاء،
وربما قال: اصيب بك من اشاء،
وقال لهذه: انت رحمتى ارحم بك من اشاء،
ولكل واحده منكما ملؤها))؛
صحيح الامام مسلم.

وفى صحيح مسلم و سنن النسائي عن ابي هريره – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((ثلاثه لا يكلمهم الله يوم القيامة،
ولا يزكيهم،
ولا ينظر اليهم،
ولهم عذاب اليم: شيخ زان،
وملك كذاب،
وعائل مستكبر)).

ومن الاثار:

قال ابو بكر الصديق – رضى الله عنه -: “لا يحقرن احد احدا من المسلمين؛
فان صغير المسلمين كبير عند الله – تعالى”.

وقال محمد بن الحسين بن علي: “ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر قط،
الا نقص من عقلة بقدر ما دخل من ذلك؛
قل او كثر”.

وقال النعمان بن بشير على المنبر: “ان للشيطان مصالى و فخوخا،
وان مصالى الشيطان و فخوخة البطر بانعم الله،
والفخر باعطاء الله،
والكبر على عباد الله،
واتباع الهوي فغير ذات الله”.

وسئل سليمان عن السيئه التي لا تنفع معها حسنة،
فقال: “الكبر”.

واما الاختيال،
فقد جاءت به نصوص ايضا من الكتاب و السنه و الاثار،
تستحق الوقوف عندها،
والتامل فيها؛
ليتحسس جميع انسان نفسه،
ويحاول التخلص من ذلك المرض الفتاك – ان كان عندة شيء منه – و اليك الادله على ذلك:

قال الله – تعالى -: ﴿ ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا ﴾ [النساء: 36].

وقال – تعالى -: ﴿ ان الله لا يحب جميع مختال فخور ﴾ [لقمان: 18].

الادله من السنة:

عن ابي هريرة- رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((بينما رجل يتبختر فبردين و ربما اعجبتة نفسه،
خسفت فيه الارض،
فهو يتجلجل بها الى يوم القيامة))؛
متفق عليه.

عن ابي هريرة- رضى الله عنه – يقول: قال النبى – صلى الله عليه و سلم – او قال ابو القاسم – صلى الله عليه و سلم -: ((بينما رجل يمشي فحله تعجبة نفسه،
مرجل جمته،
اذ خسف الله به،
فهو يتجلجل الى يوم القيامة))؛
صحيح البخاري.

عن ابن عمر ان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال: ((لا ينظر الله الى من جر ثوبة خيلاء))؛
صحيح مسلم.

وروى ان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال: ((من تعظم فنفسة او اختال فمشيته،
لقى الله و هو عليه غضبان))؛
البيهقي.

الادله من الاثار:

راي ابن عمر رجلا يجر ازارة خيلاء،
فقال: “ان للشيطان اخوانا”،
وكررها مرتين او ثلاثا.

ويروي ان مطرف بن عبد الله بن الشخير راي المهلب و هو يتبختر فجبه خز،
فقال: يا عبد الله،
هذه مشيه يبغضها الله و رسوله،
فقال له المهلب: اما تعرفني؟
فقال: بل اعرفك اولك نطفه مذرة،
واخرك جيفه قذرة،
وانت تحمل العذرة،
فمضي المهلب و ترك مشيته،
وكان المهلب ملكا.

ومر بالحسن شاب عليه بزه حسنة،
فدعاه،
فقال له: ابن ادم،
معجب بشبابه،
محب لشمائله،
كان القبر ربما و اري بدنك،
وكانك ربما لاقيت عملك،
ويحك داو قلبك؛
فان حاجة الله الى العباد صلاح قلوبهم،
والاختيال دليل فسادها.

حقيقة الكبر و التكبر:

الكبر نوعان: باطن و ظاهر:

فالباطن: خلق فنفس الانسان،
والظاهر: اعمال تصدر عن الجوارح،
وهذه الاعمال الظاهره هي ثمرات لما فالباطن،
فالباطن هو الاصل،
والظاهر فرع منه.

والكبر الباطنى معناه: ان يري المتكبر نفسة فوق من يتكبر عليه،
بحيث يصير هذا كالعقيده عنده،
فيفرح به،
ويركن اليه،
ويعتز فنفسة بسببه،
وذلك هو خلق الكبر.

وعلي هذا،
فالكبر يستدعى توافر امور ثلاثة:


1- انسان متكبر.


2- موجود يتكبر الانسان عليه.


3- اسباب لهذا الكبر.

فلا يتصور ان يوجد انسان متكبر،
دون ان يوجد من يتكبر عليه؛
لانة يري نفسة فوقة فصفات الكمال،
كما انه لا يعتبر متكبرا بمجرد استعظامة لنفسه؛
فقد يستعظم نفسه،
ولكنة يري غيرة اعظم منه،
كما انه لا يعتبر متكبرا بمجرد احتقارة غيره؛
فقد يحتقر غيره،
ويحتقر نفسة كاحتقاره.

وانما يوجد الكبر من امور ثلاثة،
هي: ان يري لغيرة منزله و يري لنفسة منزلة،
ويري ان منزلتة فوق منزله غيره،
فبهذه الثالثة يحصل خلق الكبر الباطني،
ويسمي ايضا: عزه و تعظما،
وتعاليا و انتفاخا؛
حتي قال عمر بن الخطاب لرجل استاذنة فو عظ الناس بعد صلاه الفجر: “اخشي ان تنتفخ حتي تبلغ الثريا”.

ثم ان هذي الحال التي تحصل للانسان حتي يكبر فنفسه،
اذا و جدت اثارها فتصرفاتة مع الغير،
فانة يسمي حينئذ متكبرا،
فالكبر: حالة نفسية،
والتكبر: اثر لهذه الحالة النفسية”؛ا.ة ملخصا من “احياء علوم الدين”؛
للغزالي.

وتجد الايات التي ذكر بها الكبر – و ايضا الاحاديث التي تحدثت عنه – يذكر بها احيانا الكبر بمعنى: الحالة النفسية،
واحيانا التكبر بمعنى: الاثار المرتبه على ما فالنفس،
واحيانا يذكر الامران معا.

فمثال الاول: قوله – تعالى -: ﴿ ان الذين يجادلون فايات الله بغير سلطان اتاهم ان فصدورهم الا كبر ما هم ببالغية فاستعذ بالله انه هو السميع البصير ﴾ [غافر: 56].

ومثال الثاني: قوله – تعالى -: ﴿ و كنتم عن اياتة تستكبرون ﴾ [الانعام: 93].

ومثال الثالث: قول الرسول – صلى الله عليه و سلم-: ((من تعظم فنفسة و اختال فمشيته،
لقى الله و هو عليه غضبان))؛
البيهقي.

فالايه الاولى: ان فنفوس الكافرين عظمه لم يبلغوها و لم يستحقوها.

والايه الثانية: بينت ان الكافرين اعرضوا عن ايات الله،
وتكبروا عن قبولها.

والحديث اوضح ان من انتفخت نفسة كبرا،
وظهر اثر كبرة بالاختيال فمشيته،
غضب الله – تعالى – عليه.

وانواع التكبر و مظاهر الكبر و اثارة فالناس كثيرة،
لا ممكن احصاؤها،
وهي تختلف من فرد لاخر،
ومن بيئه لاخرى،
ومن عصر لعصر،
وهكذا.

فالولد الذي يانف ان يسمع لابية و يخضع له – لانة تعلم اكثر من ابية – هو انسان عاق؛
بسبب التكبر على و الده،
وماواة النار،
الا ان يعفو عنه ابوه،
ويغفر له.

والمرأة التي تانف ان تخضع لزوجها و تطيعة و تلين له – لانها موظفه مثله،
او لانها غنيه بمالها او بجمالها – تعتبر متكبره على زوجها و عاصيه له،
ومحرم عليها ان تدخل الجنة؛
حتي تعذب فجهنم،
او يسامحها زوجها،
او يتفضل عليها و يغفر لها.

والطالب الذي يتعالى على استاذة – لغناة او منصب ابية – هو متكبر،
دنيء النفس.

والرئيس الذي ينظر الى مرؤوسية نظره احتقار،
ويعاملهم كعبيد – هو انسان متكبر لا يساوى عند الله حشره بغيضة.

والعالم الذي ينتظر من الناس ان ينحنوا له،
ويقبلوا يديه،
ويحملوا حذاءة – هو عالم ركبة الكبر،
فصار اجهل الناس خيرا منه.

والمدير الذي يركب راسة متجها فعملة الى الاخطاء الضارة بالامة،
واذا نصح اعرض و سخط على من نصحة – هو انسان دمر الكبر جانب الخير فيه؛
حتي صار لا يستحق الورق الذي عليه اسمه.

والذى يوعظ فتاخذة العزة،
او يمر على الناس فيغضب لانهم لم يقوموا له،
او يدخل مكانا عاما فيانف منه؛
لان الموجودين ليسوا على شاكلته،
او يامر امرا فيكيل الشتائم للمامورين؛
لانهم لم يسرعوا فتنفيذ امره،
كل هؤلاء متكبرون،
محرومون من ابرز صفات المؤمنين،
وهي التواضع.

ان المتكبر لو اخترق حجب الغيب،
وعلم ان الله يحبه و يكرمة اكثر من غيره،
فذهب ليختال على الناس بذلك و يتكبر عليهم،
لكان جزاؤة ان يخسف الله الارض به،
ويجعلة نكالا و عبره لغيره،
فما بالة يتعالى على الناس و يتكبر عليهم،
وهو لا يدرى مصيره،
ولا يعلم ما له عند الله؛
من نعيم او عذاب،
ومن مغفره او لعنة،
ومن سعادة او شقاء؟!

ومن هنا ندرك قول الرسول – صلى الله عليه و سلم -: ((المتكبرون يوم القيامه امثال الذر فصور الرجال،
يغشاهم الذل من جميع مكان،
فيساقون الى سجن فجهنم،
يقال له: “بولس”،
تعلوهم نار الانيار،
يسقون من عصاره اهل النار طينه الخبال))؛
رواة الترمذي،
وقال: حسن صحيح،
وحسنة الحافظ فالفتح.

والكبر حين يستشرى فالنفس،
ويتمكن من قلب الانسان،
ويملك عليه حسة و فكره،
يصبح اسوا ما يصيب الانسان من امراض القلب؛
فما من خلق من الاخلاق المذمومة،
الا و تجد صاحب الكبر متصفا به.

فهو لا يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه،
ولا يقدر على التواضع،
ولا يتخلص من الحقد،
ولا يتغلب على الغضب و الغيظ،
ولا يستطيع دفع الحسد عن نفسه،
ولا يقبل نصيحه ناصح،
ولا تعليم عالم،
ولا يعامل الناس الا بالازدراء و الاحتقار،
واذا مشي اختال،
واذا تكلم افتخر،
واذا نصح سخر من الناس و حقرهم،
واذا تحدث تقعر فالكلام و تشدق،
واذا جالس الناس غضب اذا لم يكن له صدر المجلس،
واول الكلام،
وغايه التعظيم و الاحترام.

ف لذا اخبر النبى – صلى الله عليه و سلم – انه لا يدخل الجنه من كان فقلبة مثقال ذره من كبر.

فقد حجب الكبر المتكبرين عن الجنة؛
لانة حجبهم عن الاخلاق الحميدة،
والصفات الحسنه -اعاذنا الله جميعا منه،
ورحمنا من اثاره.

اقسام الكبر:

ينقسم الكبر الى ثلاثه اقسام:

1- التكبر على الله.


2- التكبر على الرسل.


3- التكبر على الناس من غير المرسلين.

فالتكبر على الله: هو افحش نوعيات التكبر،
وسببة الجهل المحض،
مع تشبع النفس بالطغيان،
خصوصا اذا التف حول المتكبر صحبه منحطه الاخلاق،
تسول له الانتفاخ و التكبر على الله،
وعلي رسله،
وعلي عباد الله؛
حتي تنال من و رائة مغانمها،
وتتسلق على حسابة قمه المناصب؛
متسلطة و متجبرة،
وظالمه و مفسدة،
وهذا و اضح فالحكام و الاغنياء،
وذوى المكانه و المناصب،
الا ما رحم الله.

• فمن امثله التكبر على الله قول فرعون: ﴿ فقال انا ربكم الاعلي ﴾ [النازعات: 24].

وقول النمرود لابراهيم – عليه السلام -:﴿ انا احيى و اميت ﴾ [البقرة: 258].

وقول كفار قريش حين امروا بالسجود: ﴿ و اذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا و ما الرحمن انسجد لما تامرنا و زادهم نفورا ﴾ [الفرقان: 60].

• و من امثله التكبر على الرسل قول فرعون و من معه: ﴿ انؤمن لبشرين مثلنا و قومهما لنا عابدون ﴾ [المؤمنون: 47].

وقول كفار العرب فشان الرسول محمد – صلى الله عليه و سلم -: ﴿ و قال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكه او نري ربنا لقد استكبروا فانفسهم و عتوا عتوا كبيرا ﴾ [الفرقان: 21].

وقالوا: ﴿ و قالوا لولا نزل ذلك القران على رجل من القريتين عظيم ﴾ [الزخرف: 31].

ويعنون بذلك انه: لو كان الله اختار رسولا،
فلماذا لم يجعلة واحدا عظيما غنيا من مكة،
كالوليد بن المغيرة،
او من الطائف،
كعروه بن مسعود الثقفي؟

• و اما امثله التكبر على الناس،
فقد مر ذكر العديد منها،
ومما جاء فالقران منها قول ابليس فادم – عليه السلام -: ﴿ انا خير منه خلقتنى من نار و خلقتة من طين ﴾ [الاعراف: 12].

وهذا فاصلة تكبر على خلق الله،
ولكنة جر ابليس الى التكبر على الله – تعالى – و كثيرا ما يقع ذلك؛
حيث يستكبر العبد على الله؛
لانة رفض النصيحه من عبد من عباد الله.

ومعلوم ان الكبر على الله كفر،
والكبر على رسل الله كفر،
والكبر على عباد الله كفر ان ادي الى رفض ما جاء عن الله،
او عن رسولة – صلى الله عليه و سلم – من العلم و الدين،
والاوامر و النواهى و الارشادات،
وان لم يؤد الى ذلك،
وكان مجرد تكبر على الناس لا يعدوهم،
فان ذلك التكبر محرم،
يستحق صاحبة بسببة عذاب الله،
كما سبق فالاحاديث.

وقد فسر النبى – صلى الله عليه و سلم – الكبر بالنوعين معا:

النوع الذي هو كفر،
وهو التكبر على الله و على رسله،
والنوع الذي هو معصيه و ليس كفرا،
وهو التكبر على الخلق،
فقال – صلى الله عليه و سلم -:

((لا يدخل الجنه من كان فقلبة مثقال ذره من كبر))،
قال رجل: ان الرجل يحب ان يصبح ثوبة حسنا و نعلة حسنة،
قال: ((ان الله رائع يحب الجمال،
الكبر: بطر الحق،
وغمط الناس))؛
صحيح مسلم.

وعديد من الناس ضحايا للمتكبرين عليهم،
المحتقرين لهم،
والناظرين لهم بازدراء و استخفاف،
فالفقراء ضحايا صلف الاغنياء،
والضعفاء ضحايا استبداد الحكام و الرؤساء،
ومن لا يعلمون ضحايا تكبر و غرور العلماء،
واليتامي ضحايا انفه الاوصياء،
والنساء ضحايا غطرسه و استهتار الرجال الاقوياء،
والشعوب ضحايا المتالهين و انصاف الالهة،
ممن نفختهم عظمه الحكم؛
حتي بذروا فارض بلادهم جميع سبب الشقاء.

لقد كان الاجدر بالغنى ان يعتبر بقصص المستكبرين من امثاله،
وينظر ماذا فعل الله بهم؛
فقد كان قارون غنيا لدرجه ان الله قال فيه: ﴿ ان قارون كان من قوم موسي فبغي عليهم و اتيناة من الكنوز ما ان مفاتحة لتنوء بالعصبه اولى القوه اذ قال له قومة لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين ﴾ [القصص: 76].

ولكنة لما طغي و تكبر و اعرض عن المؤمنين – تطاولا و تجبرا – حدث له ما ذكرة الله – تبارك و تعالى – فقوله: ﴿ فخسفنا فيه و بدارة الارض فما كان له من فئه ينصرونة من دون الله و ما كان من المنتصرين ﴾ [القصص: 81].

وكان الاولي بالحكام المتالهين،
المستعبدين للرعية،
المحتقرين للشعب – ان يسمعوا القران و هو يقص ما حدث لامثالهم؛
حتي يعتبروا و يزدجروا،
فقد كان فرعون قمه فالطغيان فعصره،
وشر متكبر على شعبه،
اوهم شعبة ان جميع خير و فضل و نعمة،
هو من بحر جودة و كرمه،
فقال: ﴿ و نادي فرعون فقومة قال يا قوم اليس لى ملك مصر و هذي الانهار تجرى من تحتى افلا تبصرون ﴾ [الزخرف: 51].

ونظر الى شعبة – الناصح له – بازدراء و احتقار،
فقال فموسي – عليه السلام -: ﴿ ام انا خير من ذلك الذي هو مهين و لا يكاد يبين ﴾ [الزخرف: 52].

ووصل الامر الى ما ذكرة الله – تعالى -: ﴿ فحشر فنادي * فقال انا ربكم الاعلي ﴾ [النازعات: 23 – 24].

وكان الاجدر بالعلماء ان يتعظوا بما حدث للمتكبرين من امثالهم؛
فيتواضعوا للمؤمنين،
ويتاثروا بسيره خير النبيين،
ويشكروا الله على فضلة عليهم؛
حيث اعطاهم ما لم يعط غيرهم،
ويتذكروا ما حدث للمتكبرين من علماء بنى اسرائيل كبلعام بن باعوراء و غيره؛
حيث قال الله فيهم: ﴿ كالذين حملوا التوراه بعدها لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس كالقوم الذين كذبوا بايات الله و الله لا يهدى القوم الظالمين ﴾ [الجمعة: 5].

اما الذين يتكبرون بسبب العباده او الجمال،
او القوه او الحسب و النسب،
او كثرة الاتباع و الانصار،
فان حمقهم مكشوف،
ومقت الناس لهم يكفيهم،
ولمقت الله اكبر.

ونسال الله ان يحفظنا من هذي الصفه الخبيثة؛
انة و لى هذا و القادر عليه.

  • التكبر على الناس
  • كلام عن التكبر على الناس
  • من امثلة التكبر على الناس
  • purplehof
  • التكبر غلي الناس نقص في النفس
  • امثلة للمتكبرين
  • شعر في المحتقرين
  • كلمات للناس الوقحة


التكبر على الناس